الحزب الشيوعي العراقي من سلام عادل الى مجيد موسى، تخبّط وانتحار!

رياض الحسيني*

 لا يختلف اثنان ان الحزب الشيوعي العراقي ليس هو الحزب الوحيد الذي قدّم تضحيات من اجل العراق كما يحاول ان يصوّر بعض النفر المتبقي من اثار هذا الحزب "الديناصوري المنقرض"! التأريخ يذكر ان الذين صعدوا المشانق من عامة الشعب لم يكونوا يطيقوا اسم الحزب الشيوعي فضلا عن اولئك الذين اختلفوا مع هذا الحزب لاسباب جوهرية عديدة.

عودة الى المحطات الرئيسية في تأريخ هذا الحزب تمكننا من القاء نظرة جدية وصريحة وشفافة على مسيرة هذا الحزب بدءا من تأسيسه في 31 اذار 1934 على يد ابن الناصرية يوسف سلمان يوسف والملقب بفهد والى يوم الدخول تحت عباءة الدكتور اياد علاوي من اجل مقعد في مجلس الشعب.

 اكتب هذا المقال واتمنى على الخيرين من اتباع هذا الحزب ان يتقبلوا النقد وان يعترفوا بالهزيمة ان لم يكونوا على قدر من الشجاعة لمحاكمة اولئك الذين اوصلوا هذا الحزب الى ماوصل اليه من التعاسة والبؤس والشقاء واولهم المدعو حميد مجيد موسى.

سياسة الحزب الشيوعي العراقي التحالفية كانت ستراتيجية اكثر منها مرحلية فعلى مدى 73 عاما كان ولازال هذا الحزب يبحث عن تحالفات هنا وهناك وذلك لسبب ان اغلب قيادات الصف الاول في الحزب الشيوعي وعلى طول هذه الفترة لم تكن بمستوى القاعدة التي كانت مستعدة للتضحية بينما تسبّح القيادة بحمد قيادات اخرى وتحالفات فئوية ذات طابع منفعي شخصي.

طبعا وحتى تكتمل فصول المسرحية فقد روّجت تلك القيادة لمشروعها من خلال براويز وشعارات واغرقت القاعدة بمصطلحات من قبيل البرجوازية الوطنية وضرورة التحالف مع الطبقة العاملة والفلاحين، وان المرحلة تقتضي خوض غمار الحرب في فترة الاصطفافات الطبقية لأنجاز مرحلة الثورة البرجوازية الوطنية ومن ثم الانتقال لبناء مرحلة التوجه الاشتراكي! كلام كبير لم يفهمه الفلاحين البسطاء ولكنهم صعدوا المشانق من اجله بينما صعدت اسهم الصف الاول من القيادة تماما كما صعدت ارصدة لم يعرف اصحابها حتى يومنا هذا؟!

ابرز ثلاث محطات تحالفية كارثية في تأريخ الحزب الشيوعي العراقي بدأت بجبهة الاتحاد الوطني عام 1956 وقتها كان الرفيق سلام عادل على رأس قيادة اللجنة المركزية. ضمّت هذه الجبهة اضافة الى حزب الاستقلال والحزب الديمقراطي حزب البعث العراقي. تبعها الجبهة الوطنية عام 1973 "الشيوعي مع البعث" مرة اخرى، اما المحطة الثالثة فهي تحالف مجيد موسى مع اياد علاوي "الشيوعي مع البعث بحلته الجديدة" مرة ثالثة عام 2005 ضمن ماسمي القائمة الوطنية العراقية. لاحظوا معي ان مفردة الوطن قد رافقت تحالفات هذا الحزب دون انقطاع! واذا كانت الامور بنتائجها فان نتيجة التحالف الاول كان شباط الأسود 1963، والثاني فتكلل بتصفية الشيوعيين والتقدميين في عام 1978، حيث تذكر بعض المصادر التأريخية تعرّض قرابة 150 الف شيوعي وديمقراطي الى القمع جراء هذا التحالف.

 اما الثالثة فقد مسح الدكتور مجيد موسى بالارض ماتبقى من كرامة الحزب الشيوعي ونضالات الرفاق من اجل كرسي البرلمان وحفنة من الدولارات قدمها له "الاستعمار .. الرأسمالي .. الامبريالي" بجلالة قدره! اقسم اني اشفق على احبة لي لازالوا يأملون في حزب يقوده مجيد موسى وما اوصلهم اليه خيرا! عجيب امر القدر وعلاقته القوية بالعراقيين واخص بالذكر منهم ابناء الجنوب البائس دوما وابدا! بيد ان الدكتور مجيد موسى كان على قدر من الشجاعة وهو يضع "الحزب الجماهيري" تحت عباءة علاوي لانه ببساطة لم يخرج عن العرف الشيوعي وخط التحالفات "الشيوعية-البعثية" المستمرة  ليؤكد وبما لايقبل الشك المثل العراقي الدارج "البزونة تحب خنّاكَها" اي القطة تحب من يذيقها طعم المر ويسقيها الوان العذاب، وليس اكثر عداوة للقطة من الكلب طبعا!

*محلل سياسي وناشط عراقي مستقل

www.alhusaini.bravehost.com

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 1 نيسان/2007 -10/ربيع الاول/1428