إثر التفجيرات التي اقترفها الإرهابيون التكفيريون البعثسلفيون يوم
الثلاثاء الموافق للسابع من شهر ربيع الأول 1428 للهجرة في مدينة
تلعفر، والتي استشهد وجرح على أثرها المئات من أبناء الشعب العراقي
المظلوم، أصدر مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق
الحسيني الشيرازي دام ظله بمدينة قم المقدسة بياناً، أدان فيه هذا
الفعل الإجرامي الشنيع، ودعا المؤسسات العالمية بإصدار تشريعات تلزم
الحكومات التي تدرّس المناهج التكفيرية في مدارسها بتغيير تلك المناهج
للحؤول دون تربية أجيال من الإرهابيين الخوارج.
وجاء في نصّ البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
أدان المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني
الشيرازي دام ظله التفجيرات التي وقعت يوم أمس الثلاثاء (7 ربيع الأول
1428 للهجرة) في مدينة تلعفر، والتي أودت بحياة العشرات وخلّفت مئات
الجرحى والمصابين من المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ
والشباب، حيث هدّمت دورهم عليهم ـ إثر التفجيرات ـ بغير حق إلاّ أن
قالوا ربنا الله، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله، وأئمتنا العترة
الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام.
إن من اللازم تفعيل المؤسسات الرسمية لرعاية عوائل الشهداء وزيادة
ميزانيتها وتوسيع المخصصات لذوي الشهداء.
كما يلزم مكافحة الإرهاب والقضاء على بؤره الفكرية وحواضنه. وينبغي
على المؤسسات العالمية إصدار تشريعات ملزمة للحكومات التي تدرّس في
مدارسها المناهج التكفيرية، وذلك بغية تغيير تلك المناهج حتى لا يتم
تربية أجيال من الإرهابيين الخوارج.
ولتعلم تلك الحكومات بأن تربية المتطرفين لأغراض سياسية وغيرها
سيطالها ولو بعد حين، فقد قال الله تعالى: «وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ
السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ» وورد في المأثور الشريف: «من أعان
ظالماً سلطه الله عليه».
كما يلزم على الجهات الدينية في العالم الإسلامي فضح مناهج التكفير
التي تطال الحواضر العلمية قبل غيرها، وإستعادة دورها التي خطفته
الجامعات والمدارس التكفيرية.
وفي الختام ندعوا الله سبحانه بجاه محمد المصطفى وأهل بيته الأطهار
لا سيما بقية الله من العترة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين، أن
يتغمّد الشهداء بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر ويجزل لهم الأجر،
وأن يعجّل في شفاء الجرحى والمصابين، إنه قريب مجيب.
وإنا لله وانا اليه راجعون
8/ربيع الأول/1428للهجرة
مكتب سماحة آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله
قم المقدسة |