اكبر عملية استخبارات امريكية منذ حرب فيتنام لاستهداف ايران..وطهران ترد بأسر الجنود البريطانيين انتقاما

 شبكة النبأ: بعد ان احكمت الولايات المتحدة حشدها الاقليمي والدولي واستطاعت ان تترجم الادانة الى قرار رسمي من خلال مجلس الامن الدولي يقضي بعقوبات ضد ايران لاصرارها على الاستمرار بتخصيب اليورانيوم، بدات من جهة اخرى في اكبر عمليات لوكالة الاستخبارات الامريكية بغرض احتواء ايران من الجانب الاستخباري من خلال سلسلة عمليات خطف لقيادات ايرانية استخبارية مهمة جدا يمكن من خلال معرفة معلوماتها تهديد الامن القومي الايراني والاطلاع على اسرار عسكرية وتاريخية غاية في الاهمية.

ولم تنقضي ساعات قليلة على التهديد الايراني بالانتقام من الغرب ردا على العمليات السرية المشتبه بان اجهزة الاستخبارات الغربية قامت بها في تركيا لخطف ضباط بارزين في الحرس الثوري الايراني بهدف زعزعة الامن العسكري في طهران، حتى تناقلت وكالات الانباء الغربية نبأ اعتقال القوات الايرانية لخمسة عشر جنديا بريطانيا كانوا يقومون بدورية  في المياه الاقليمية العراقية.

وكانت جريدة الصبح الصادق التي يصدرها الحرس الثوري الايراني قالت "نحن قادرون على اسر باقة حلوة من الضباط الشقر من ذوي العيون الزرق واطعامهم لديوكنا"، مشددة في تعليق ملتهب الكلمات ان ايران تمتلك اشخاصا قادرين على الوصول الى قلب اوروبا وخطف الامريكيين والاسرائيليين.

وكانت جريدة ذي صنداي تايمز البريطانية كشفت عن وضع الولايات المتحدة لائحة باسماء ضباط اخرين تنوي خطفهم بهدف زعزعة استقرار القيادة العسكرية في طهران).

وتشير الاحداث والوقائع خلال الايام الاخيرة ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والسي اي ايه حولت الشرق الاوسط في الاسابيع الماضية الى اكبر ساحة لعملياتها التجسسية منذ حرب فيتنام وحتى الآن.

وكانت اكبر هذه العمليات جرت في فبراير الماضي وساحتها تركيا التي شهدت اختفاء نائب وزير الدفاع الايراني السابق الجنرال في الحرس الثوري علي رضا اصفري (63 عاما) بشكل غامض بعد وصوله الى اسطنبول وقيام ايران على الفور باتهام السي اي ايه والموساد الاسرائيلي باختطافه في عملية مشتركة تمت في وضح النهار.

جريدة يديعوت احرونوت الاسرائيلية وبعد يوم من اختفاء الجنرال الايراني كرست غلاف ملحقها الاسبوعي لما سمته اسرار الجنرال وصفت فيه العملية بانها (انجاز استخباراتي مهم لاسرائيل والولايات المتحدة) ونقلت عن مسؤول كبير في الادارة الامريكية قوله ان الموساد رتب اختطاف الجنرال الذي في يده مفاتيح حل ألغاز تاريخية دموية في مقدمتها مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اختفت اثاره في لبنان منذ عام 1986 فضلا عن علاقة ايران بعمليات ارهابية كثيرة في العالم.

ونقل المحلل في الشؤون الاستراتيجية رونت برغمان عن مسؤول كبير سابق في الموساد اعتباره اصغري "درة التاج" بالنسبة للاستخبارات الغربية وقال نقلا عن مسؤول في الاستخبارات البريطانية انها رصدت خلال الشهر الأخير حال هستيريا في طهران منذ اختفاء اصغري في اسطنبول واصفا العملية بانها أهم انجاز استخباراتي في المعركة المتواصلة مع إيران خلال السنوات الـ 28 الأخيرة.

ويواجه اصغري اتهامات بالتورط في عمليتي التفجير الكبيرتين في الأرجنتين عام 1992 و1994 وذكرت جريدة ميلليت التركية ان اصغري ضالع في أنشطة نووية وانه كان مسؤولا عن الحرس الثوري في لبنان وادارة معسكرات تدريب مقاتلي حزب الله على حرب العصابات في التسعينات

فيما ذكرت صحيفة حرييت نقلا عن مصادر استخباراتية تركية أن أصغرى يدير في العراق نشاطات ميليشيات شيعية وانه مسؤول عن قتل خمسة جنود أمريكيين في مركز التنسيق في كربلاء كاشفة عن أن الامريكيين يترصدونه منذ فترة وذكر موقع اسرائيلي على الانترنت أن اصغري مسؤول عن قتل مدير مكتب السي أي إيه في بيروت ويليام باكلي.

وكانت الصحف التركية نشرت معلومات متباينة عن عملية الاختطاف إذ ذ كرت ميلليت انها حصلت في الأول من فبراير الماضي حينما دخل رجلان بسحنه غربية فندق تشايلي ـ شيراتون ـ سابقا في اسطنبول وحجزا غرفة فاخرة لثلاث ليال لسائح سيصل في اليوم التاالي ودفعا نقدا في حين ذكرت جريدة راديكال ان اصغري وصل في 7 فبراير الماضي وفي اليوم التالي انقطعت اخباره.

اما جريدة الحياة اللندنية فقد ذكرت نقلا عن مراسلها في اسطنبول ان الجنرال وصل اسطنبول قادما من دمشق لكنه لم يقم في فندق انتركونتننتال اسطنبول حيث كان حجز بأسمه بل توجه للاقامة في احد الفنادق المتواضعة وسط المدينة يعرف بأنه مركز لتجمع عناصر الاستخبارات الأجنبية.

ومع اختفائه نشرت وزارة الداخلية التركية بيانا رسميا جاء فيه اختفاء اصغري هو موضوع استخباراتي حساس وقال مصدر رسمي ان إيران بعثت سرا وفدا من ضباط الاستخبارات في محاولة للعثور على اثار تقود إلى الجنرال لكنها فشلت في العثور على أي خيط يقود إليه.

وتحقق الشرطة الدولية الانتربول بالاشتراك مع الامن التركي في لغز اختفاء الجنرال في ظل اصرار الإيرانيين على أنه مختطف وذكر موقع إيراني على الانترنت أن اصغري موجود منذ زمن طويل على لائحة اغتيالات وضعتها الاستخبارات المركزية الامريكية وتشمل 20 من كبار القادة الإيرانيين.

وكانت زوجة الجنرال المختطف سيما احمدي وابنته الهام ظهرتا علنا في طهران لتدحضا مزاعم رددتها مصادر غربية عن فراره طوعا للخارج وطلبتا من السفير التركي في طهران توضيحات عن ملابسات اختفائه واتهمتا واشنطن وتل أبيب باختطافه.

وكانت جريدة واشنطن بوست ذكرت نقلا عن مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته ان اصغري يتعاون طوعا والمعلومات التي يقدمها ستبقى سرية لدى الاستخبارات الأمريكية رافضا الكشف عن مكان وجوده ومن يستجوبه ورفض تأكيد الأنباء عن نقله الى قاعدة امريكية في المانيا.

وفي اجواء غامضة ومسيرة مماثلة كان اختفى ثلاثة ايرانيين يملكون شركة تعمل في تركيا أواخر العام الماضي بعد ضبط محاولتهم تهريب قطع تدخل في صناعة الصواريخ لايران. وذكرت الصحف التركية ان شركة مملوكة لايرانيين في تركيا بأسم ستيب استوردت من الولايات المتحدة الأمريكية 64 الف قطعة الكترونية تستخدم في صناعة صواريخ من طراز تو الأمريكية في نوفمبر من العام الماضي وحاولت اعادة تصديرها لأيران الا ان الجمارك التركية انتبهت للأمر واحبطت خروج هذه القطع وأبلغت السلطات الأمريكية التي تبيع لتركيا قطع أسلحة وتمنع بيعها لطرف ثالث.

وكشفت جريدة لايين شفق التركية الاسبوع الماضي عن اختفاء ضابطين ايرانيين رفيعي المستوى في اسطنبول هما اللواء محمد سلطاني والعقيد أمير محمد شيرازي، مرجحة اختطافهما من قبل الاستخبارات الأمريكية ومؤكدة ان الضابطين هما على درجة كبيرة من الأهمية من دون ان تحدد مناصبهما في البيت الايراني.

وأشارت الصحيفة الى ان خمسة رجال ايرانيين دخلوا تركيا في 16 مارس الجاري ولكنهم اختفوا دون اثر في مساء اليوم التالي ولكنها لم تقل ما اذا كان الضابطان الآخران ضمن هؤلاء الخمسة أم لا.

وكانت قوة من المظليين الأمريكيين اجتاحت مسكنا في اربيل عاصمة الاقليم الكردي العراقي يتخذه الحرس الثوري الإيراني مقرا لنشاطاته واعتقلت خمسة من ضباطه وصادرت كل محتوياته من وثائق وأجهزة كومبيوتر وهم ما زالوا رهن الاعتقال في أحد معسكرات الجيش الأمريكي في العراق.

واعترفت طهران قبل عدة ايام في بيان اصدرته وزارة الاستخبارات باختطاف ممثلها في العراق جلال شرفي حينما كان يقف امام المبنى المؤقت لفرع المصرف الوطني الايراني في العاصمة بغداد معلنه في الوقت نفسه عن اختفاء 8 من ضباط الحرس الثوري وفيلق القدس.

وتأتي هذه الاعتقالات وعمليات الخطف بشكل متسلسل ومنتظم منذ قيام قوات امريكية باعتقال اثنين من كبار رجال الامن الايرانيين اثناء تواجدهما في مجمع يسكنه زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم وهو اجراء اثار ردود فعل حادة في اوساط الائتلاف في الشيعي الحاكم وفي مؤسسة الرئاسة العراقية التي اعلن رئيسها جلال الطالباني انهما يقيمان في البلاد بدعوة منه للتفاهم حول قضايا امنية وتعاون ثنائي في هذا المجال!

ولعل المفاجأة الاكبر في ساحة الحرب التجسسية الجديدة التي يشهدها الشرق الاوسط، هي فرار القنصل الايراني في دبي والذي هو في الحقيقة ممثل جهاز الامن والاستخبارات التابع للحرس الثوري الايراني في وقت متزامن مع اختطاف الجنرال اصفري وذكرت مصادر اعلامية مطلعة ان القنصل الأن في يد الاستخبارات البريطانية التي حصلت منه على معلومات عن خطط ايران الرامية لزعزعة انظمة الخليج وذكرت جريدة ميلليت نقلا عن مسؤول سابق في الاستخبارات البريطانية ام اي 6 ان البريطانيين جيدون في تهريب مسؤولين ودبلوماسيين يريدون الفرار.

هذه الاحداث المثيرة والوقائع الغريبة في جوهرها ومعناها تمثل دخول تهديد الرئيس بوش وادارته بملاحقة قتلة الجنود الامريكيين في العراق في دائرة التنفيذ الحقيقي في اطار سياسة هجمومية ضد إيران وعملائها كمؤشر على جديته في شن حرب للاطاحه بنظام الملالي فيما لو استمروا في تهديدهم للمجتمع الدولي ورفضوا التخلي عن برنامجهم النووي ولم يكفوا عن تزويد المجموعات الاصولية الشيعية والسنية بمعدات عالية التقنية لقتل الجنود الامريكيين في العراق والانتقام من هذه الدولة التي تعرضت بالتحالف مع أدواتها في المنطقة بتقويض استراتيجية لاشاعة الديمقراطية في الشرق الاوسط الموسع.

 من جهة اخرى أفادت الأنباء أن الحكومة البريطانية تستعد لاصدار دليل مصور يؤيد تأكيدها أن البحارة البريطانيين الـ15 لم يكونوا في المياه الايرانية.

وقال نك بورنسون مراسل بي بي سي إن الحكومة مستعدة للتحول إلى الدبلوماسية المعلنة مع إيران.

وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد تحدث عن "مرحلة مختلفة" من النزاع ملمحا إلى إمكانية اللجوء إلى نهج دبلوماسي أكثر حدة.

وقال متحدث بلسان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إنه إذا أخفقت المحادثات، فإن الحكومة قد تضطر لأن تكون "أكثر وضوحا".

وأعرب المتحدث عن "ثقته التامة" في أن البحارة الخمسة عشر كانوا في المياه العراقية، وليست الإيرانية، حينما احتجزوا.

وقال جيمس روبنز المراسل الدبلوماسي لبي بي سي إن بريطانيا يمكنها مواجهة إيران مباشرة بصور الأقمار الصناعية وأدلة أخرى على أن البحارة لم يكونوا في المياه الايرانية.

وتابع قائلا إن المتشددين حول الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يعتقدون انه بالامكان استخدام البحارة للحصول على تنازلات فيما يتعلق بالملف النووي الايراني أو لمبادلتهم بخمسة إيرانيين تحتجزهم الولايات المتحدة في العراق.

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بكيت قد قطعت زيارتها لتركيا وعادت إلى لندن حيث ستطلع مجلس العموم على الأزمة.

وكانت الحكومة البريطانية قالت في وقت سابق إنها تسعى لإجراء محادثات "غير معلنة" مع الإيرانيين لتأمين الإفراج عن البحارة.

وفي تلك الأثناء أعرب مسؤول عراقي رفيع عن "دهشته" من أن القوات البريطانية كانت تقوم بعمليات في تلك المنطقة.

فقد قال اللواء حكيم جاسم، قائد المياه الإقليمية العراقية "عادة لا وجود لقوات بريطانية في هذه المنطقة، وبالتالي دهشنا وتساءلنا عما إذا كانت القوات البريطانية داخل المياه العراقية أم داخل المياه الإقليمية الإيرانية".

وقال المتحدث بلسان رئيس الوزراء البريطاني إنه يجري التعامل مع الأمر "ضمن قنوات خاصة" ولكنه أضاف أنه "لابد أن يدرك الإيرانيون أننا نتوقع الإفراج الفوري عن جنودنا".

يأتي ذلك بعدما حذر بلير في وقت سابق الثلاثاء من أن جهود تأمين الإفراج عن البحارة، ستدخل "مرحلة مختلفة" إذا فشلت المساعي الدبلوماسية.

وقالت بي بي سي إن المجموعة تُحتجز في قاعدة للحرس الثوري الإيراني في طهران.

يذكر أنه من بين البحارة سيدة هي فاي تيرني البالغة من العمر 26 عاما وهي متزوجة ولديها إبنة عمرها 3 سنوات.

وثمة تكهنات بأن احتجاز البحارة البريطانيين ربما يرتبط باحتجاز القوات الأمريكية في العراق لخمسة إيرانيين.

غير أن بلير قال إن الوضعين مختلفين تماما إذ أن "القوات الإيرانية داخل العراق كانت في حالة خرق لتفويض الأمم المتحدة".

وأضاف "في نهاية المطاف، المسألة في الواقع هي ما إذا كانت الحكومة الإيرانية تريد الالتزام بالقانون الدولي أم لا".

وكانت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء قد نقلت الثلاثاء عن متحدث بلسان الخارجية الإيرانية قوله إن المحتجزين في صحة جيدة، ويعاملون معاملة إنسانية.

غير أن مصدرا إيرانيا قال لفرانك جاردنر مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية إنه يجري التحقيق مع البريطانيين لمعرفة ما إذا كانت مهمتهم تنطوي على جمع معلومات.

وقال المصدر إن التحقيق ينطوي على فحص معدات الرصد لتحديد أين كان الطاقم البريطاني حينما احتجز.

وأضاف المصدر أنه لكي يطلق سراح البريطانيين فإنه يتعين "أن تقنع كافة الجهات المعنية في إيران بأنهم لم يدخلوا المياه الإيرانية عن عمد، وأنهم لم يكونوا يتجسسون".

وقالت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء إن مسؤولين إيرانيين كرروا التأكيدات بأنه سيتم السماح للدبلوماسيين البريطانيين بالاجتماع بالمحتجزين ما أن ينتهي التحقيق الإيراني في الحادث.

وقد رأس وزير الدفاع البريطاني ديز براون الثلاثاء اجتماعا جمع وزراء ومسؤولين تحت مظلة لجنة الطوارئ المعروفة باسم "كوبرا" لبحث الوضع.

يذكر أن لجنة كوبرا تتعامل مع الأزمات القومية، وقد اجتمعت في السنوات الأخيرة عقب تفجيرات 7 يوليو/تموز في لندن، وخلال احتجاجات الوقود وهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وفي سياق متصل بالنشاط العسكري الامريكي في الخليج قال قائد المجموعة القتالية لحاملة الطائرات الامريكية يو.اس.اس دوايت دي ايزنهاور في الخليج ان حاملة طائرات امريكية ثانية دخلت مياه الخليج للمشاركة في تدريبات.

وهذه هي المرة الاولى التي تدخل فيها حاملة طائرات ثانية الى مياه الخليج منذ الحرب على العراق عام 2003 وتأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر مع ايران بشأن برنامجها النووي واحتجازها بحارة بريطانيين.

وقال الكابتن دان كلويد في مقابلة ان حاملة الطائرات يو اس اس جون سي ستينيس ستقوم بتدريبات مزدوجة "لايام قليلة او اكثر" لكن يمكن ان تبقى في الخليج لفترة اطول.

واضاف قائلا لرويترز من على متن ايزنهاور "ليس من المحدد في الوقت الحالي كم من الوقت ستعملان معا."

واضاف ان توقيت الانتشار والتدريبات لم يحدد بهدف ممارسة ضغط على ايران ولا يعني ان مواجهة مسلحة تلوح في الافق.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 29 آذار/2007 -9/ربيع الاول/1428