غاز الكلور: تكتيك قذر جديد تتبعه القاعدة لإشاعة الرعب في العراق

 شبكة النبأ: تستمر تداعيات التكتيك الجديد لتنظيم القاعدة الارهابي في التفنن بايقاع اكبر عدد من الضحايا المدنيين العراقيين، واخرها تفجير القناني الضخمة المضغوظة بغاز الكلور المستعمل في محطات تنقية المياه في العراق.

وقال محللون مختصون لشبكة النبأ المعلوماتية، ان الغرض الاساسي من هذا التكتيتك هو اشاعة الرعب لدى المواطن لان معظم الناس لديهم انطباع مروع عن فضاعة قنابل الغاز الكيميائي الذي استخدمه النظام السابق لقتل الاف الاكراد في كردستان شمال العراق، وكذلك لان المواطن لايعرف ان غاز الكلور "لا يعتبر في الوقت الحاضر من العوامل الكيمياوية المستخدمة كاسلحة" بسبب قلة كفاءته وتميزه بعدم الثباتيّة حيث ان آثاره تنجلي بمجرد انتشار واختفاء غيمة البخار الناتجة من عملية التفجير، مضافا الى ذلك فان اسعاف الاصابات ببخار الكلور يتمثل فقط في استنشاق المصاب للهواء النظيف وعدم تناول أية استطبابات مستعجلة.

ويضيف المحللون لشبكة النبأ، اذا ما اخذنا بالتقارير الواردة التي تؤكد قلة سقوط القتلى بتفجير غاز الكلور وحتى ان اغلبهم سقط بتاثير الانفجار وليس بتاثير بخار الغاز، سنجد انه تكتيك ارهابي فاشل لا يدل الا على وضاعة وانتهازية الواقفين خلفه، ولا يتعدى كونه اسلوب حرب نفسية على الشعب العراقي. لانه وببساطة لا يصل الى حجم الدمار والقتل الذي تحدث عبوة ناسفة واحدة.

ان الحد من هذه الظاهرة يكمن في السيطرة على مخازن الكلور واحاطتها بحماية خاصة وتامين عملية وصولها الى محطات تنقية المياه بمراقبة دقيقة لضمان عدم تسربها الى القوى الارهابية.

من جهته قال خبير في الحرب الكيمائية إن سلاح الكلور الذي بدأ مسلحو العراق في استخدامه يوازي "قنابل كيمائية قذرة " مشيراً إلى صعوبة إيقاف مثل هذه الهجمات.

ويرى الخبراء إن استخدامات العناصر المسلحة لـ"سلاح" الكلور في الوقت الراهن بدائية وغير فاعلة وتقتصر على نشر الغاز عن طريق التفجيرات الانتحارية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وتحدث جوناثان تاكر، الأستاذ الزائر في معهد ألمانيا للشؤون الأمنية والدولية، عن صعوبة وقف هجمات "الكلور" نظراً لوفرته وشيوع استخدامه في تقنية المياه في جميع أنحاء العراق.

وأشار قائلاً: "يمكن فرض قيود على تداول الكلور ولكن بالنظر إلى السوق السوداء فسيكون من الصعوبة القيام بذلك." حسب ت الـ CNN.

وأضاف "من الواضح هذا تكتيك إرهابي بشع للغاية.. الإرهابيون انتهازيون للغاية وهذا تكتيك جديد لهم أدى لخلق حالة من الفزع بين الناس وإحداث أذى جسيم."

وتابع "هذه قنبلة كيمائية قذرة."

وشهد العراق تفجير ثلاثة شاحنات محملة بالكلور، في هجمات انتحارية مختلفة، في محافظة الأنبار السنية فقط، مما أدى لمقتل شخصين وتأثر 350 مدني عراقي جراء استنشاق الأبخرة الكيمائية التي تصاعدت عقب الانفجار، كما أدى إلى إصابة ستة من الجنود الأمريكيين.

وبدأ أول هجوم كيمائي باستخدام الكلور في 28 يناير/كانون الثاني بعملية انتحارية هاجم خلالها المنفذ، بشاحنة معبأة بالمتفجرات والكلور، قوة أمن عراقية في الرمادي مما أدى لمقتل 16 شخصاً.

وقوبلت التفجيرات باستهجان شديد من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وروغيليو بيرتر، مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيمائية التابعة للمنظمة الأممية.

ويشار أن الكلور من المواد الكيميائية وله رائحة نفاذة ولاذعة وتأثير مهيج على أنسجة الجهاز التنفسي وأغشية الأنف والجلد عموماً ، وإذا استنشق بتركيز مرتفع قد يسبب الموت بتأثيره الخانق.

ولقي ضحايا هجمات الكلور الأخيرة حتفهم جراء الانفجار وليس بتأثير الغاز الذي أدى استنشاقه إلى مرض العديد من الذين تواجدوا في موقع الهجوم.

ونقلت رويترز عن الجيش الامريكي، ان انتحاريين يقودان شاحنتي نفايات تحملان غاز الكلور اصابا 350 شخصا باختناق قرب بلدة الفلوجة و أسفر انفجار شحنة ناسفة أصغر قرب مدينة الرمادي عن انطلاق غاز الكلور.

ويذكر ان غاز الكلور استخدم على نطاق واسع في الحرب العالمية الاولى ولكن استخدامه في هجمات المسلحين في العراق له صدى خاص هناك. وقد هاجم صدام حسين المناطق الكردية باستخدام اسلحة كيماوية محظورة دوليا في الثمانينات خلال الحرب العراقية الايرانية.

وتسبب هذه القنابل حروقا شديدة لدى استنشاقها ويمكن ان تؤدي الى الوفاة.

وذكر الجيش الأمريكي أنه اكتشف الشهر الماضي قرب الفلوجة مصنعا يعد فيه مقاتلو تنظيم القاعدة السيارات الملغومة بالاستعانة بغاز الكلور.

وذكرت مصادر طبية أن واحدا من هجومي الكلور استهدف مدخل مجمع سكني ضخم جنوبي الفلوجة مما أسفر عن سقوط ستة قتلى بينهم رجال شرطة. بينما استهدف المهاجم الآخر زعيم عشيرة مناوئ لتنظيم لقاعدة.

واكد الطبيب الامريكي هولنبك "تقديم العناية الطبية محليا للمدنيين الذين اصيبوا باعراض بسيطة في عامرية الفلوجة تراوحت بين تهيج جلدي طفيف والتقيؤ".

من جهته قال مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف ان هذه العمليات حدثت انتقاما من النجاح الذي احرزته الحكومة ضد المسلحين في الرمادي.

وبذلك يبلغ مجموع الهجمات المماثلة بالكلور منذ 28 كانون الثاني/يناير في محافظة الانبار معقل التمرد خمسة هجمات.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 26 آذار/2007 -6/ربيع الاول/1428