عواصم ثقافية.. ومعارض كتب من يهتم؟

 شبكة النبأ: يتوالى في عدد من العواصم العربية اقامة معارض الكتاب السنوية فيها، وكذلك يتوالى الاعلان عن اختيار دولة عربية ما عاصمة للثقافة العربية وهو تقليد سنوي تقام على هامشه العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة، عروض سينمائية ومعارض كتب وندوات يحاضر فيها مثقفون من تلك العاصمة محل الاختيار وتوجه الدعوات كذلك لمثقفين من خارجها ..

خلف هذه الهمروجة تختفي الكثير من الظواهر السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتي تعد عوائق حقيقية امام أي تطور ثقافي يطمح اليه القيمون على هذه النشاطات ..

هنا نظرة على بعض هذه العوائق:

أقل من دولار يومياً دخل الفرد لنصف سكان الدول الإسلامية

بدأ المدير التنفيذي لـ «المنتدى الاقتصادي للعالم الإسلامي» مايكل يوه جولة في منطقة الخليج، للترويج للدورة المقبلة للمنتدى، ومحاولة إقناع دولها بضخ استثمارات في الدول الإسلامية الفقيرة لمساعدتها على الوقوف على قدميها، متسلحاً بأن منطقة الخليج تنعم بسيولة عارمة بفعل الفوائض المالية، التي تراكمت نتيجة الارتفاع القياسي لأسعار النفط.

وأكد في حديث لـ «الحياة»، على هامش مؤتمر عقد في دبي للترويج لـ «المنتدى الاقتصادي الثالث للعالم الإسلامي»، المزمع عقده في ماليزيا في أيار (مايو) المقبل، ان «نصف سكان الدول الإسلامية فقراء، يتقاضون اقل من دولار في اليوم». وأضاف: «يمكن دول الخليج لعب دور مهم في العالم الإسلامي في الوقت الراهن، من طريق الاستثمار في الدول الفقيرة، ما من شأنه توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل».

70 مليون امي عربي

محو الأمية يشكل تحدياً كبيراً يواجه دول العالم، علماً أن نحو 800 مليون شخص راشد لا يعرفون القراءة والكتابة، ثلثاهم من النساء، والأمّيون في العالم العربي، نحو 70 مليوناً، فضلاً عن 7 ملايين طفل خارج المدرسة. والأرقام قابلة للارتفاع، كما أوضح عبدالمنعم عثمان، المدير الإقليمي لليونيسكو في الدول العربية. فالنظم التعليمية الحالية عاجزة «عن استيعاب النمو السكاني، في وقت لا يمثّل محو الأمية «أولوية بالنسبة إلى الحكومات»، أضاف.

ماذا سيقرأ الإسرائيليون في 2007 ؟

تواصل دار نشر يديعوت أحرونوت إقامة نادي القراء المؤثرين، والذي يشمل مئتين وخمسين عضوا يتم اختيارهم سنويا بناء علي ملء استمارة منشورة في صفحة الكتب بالموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت. يشكل القراء الذين يتم اختيارهم منتديا أدبيا صغيرا يتناقشون فيه حول كتاب من الكتب التي تزمع دار النشر نشرها، ليساهموا بنقاشاتهم في بلورة موقف الدار حول هذا الكتاب وما إذا كان سينشر أم لا. لا يتلقي هؤلاء القراء أجرا علي عملهم، يحصلون فقط علي كتابين مجانيين تهديهما الدار إلي كل منهم شهريا، هذا غيرالشعور بالمساهمة في تحديد ملامح النشر للعام الجديد، ذلك الشعور الذي يرضي غرور أي قارئ نهم. يجدر الذكر إلي أن الدار قد نشرت كتبا بناء علي هذه المناقشات منها الكتاب الذي أثار ضجة كبيرة وقت نشره لا تمس الصبي للحاخام يسرائيل ميئير لاف، عن رئيس وزراء إسرائيل السابق إسحق رابين، وعدد من الكتب الأخري.

تحوي الاستمارة المرفقة بموقع يديعوت أحرونوت أسئلة عديدة بجانب البيانات الشخصية مثل: بخلاف القراءة في أوقات الفراغ فأي شيء تفضل؟ والاختيارات ما بين السينما، المسرح التليفزيون، ممارسة الرياضية، قضاء الوقت مع الأصدقاء، في المطاعم والمقاهي. وهناك سؤال حول هل انت عضو في أي ناد أدبي وما اسمه وكم من الوقت ظللت عضوا؟ كذلك سؤال عن كون طالب العضوية طالبا أم لا، وجنديا أم لا؟

هل هذا السؤال عن الجندية عرضيا؟ ربما لا يكون. ولكن في واحدة من النقاشات حول كتاب قنافذ للكاتبة داليت أورباخ تلفت واحدة من أعضاء هذا النادي باسم جيوراك النظر إلي أن الكتاب ليس به أي مكان أو زمان، تضيف: انتبهوا أيضا إلي أن عنصر الجيش، وهو العنصر الواجب وجوده في أي كتاب إسرائيلي، لا يظهر، فحتي أفنير، ابن المستوطنة، هو ليس عقيدا علي الاحتياط . هذا الهوس العسكري الذي يتم التعبير عنه في مظاهر دقيقة للغاية لا يظهر منه شيء في العبارة الرومانسية علي موقع يديعوت احرونوت والتي تقرر أن شرط المشاركة في هذا النادي فقط هو: حب الكتب وحب الإنسان. ليس من حاجة للكفاءة المهنية، للمركز الأكاديمي أو القدرة علي الكتابة. إذا كنتم تقرأون الكثير وتحبون الحكي لأصدقائكم عن الكتب التي تلاقي إعجابكم ، فأنتم إذن المرشحون الذين نبحث عنهم.

بخلاف هذا، يستعد سوق النشر الإسرائيلي لاستقبال عدد من الأعمال التي ستنشر هذا العام، بعضها أعمال أدبية وبعضها تاريخية، وبعضها تم نشره بالعربية منذ سنوات، غير أن كثيرا منها هي أعمال لم يسمع بها القارئ العربي أصلا. من أكثر الأعمال إثارة للاهتمام والتي ستنشر هذا العام رواية مايكل شايفون بعنوان: اتحاد الشرطة الييدشية ، والتي ستصدر عن دار نشر عام عوفيد. تنشغل الرواية بالمهاجرين اليهود للولايات المتحدة في الأربعينيات. كان الكاتب قد قال مؤخرا عن روايته في حوار لصحيفة يديعوت احرونوت أن: وزير الداخلية في حكومة روزفلت كان قد قدم اقتراحا أمام الكونجرس بالسماح لهؤلاء اليهود بالهجرة إلي الأسكا، وحصرهم في هذه المنطقة التي كانت غير مأهولة تقريبا. في كتابي يتم الأخذ بالاقتراح ويتم السماح لملايين اليهود الأوروبيين بالوصول لهذه المنطقة وهناك يخلقون منطقة صغيرة من المتحدثين بالييدشية، وهي لغة يهود شرق ووسط أوروبا . في الكتاب لا تقوم إسرائيل قط، حيث اليهود ما يزالون مشتتين في أنحاء العالم. تدور الأحداث في المضارع. وعلي قدر ما يبدو شايفون متفاءلا، من وجهة نظرنا كعرب، عندما يقترح في كتابه عدم قيام إسرائيل، فإنه لم يوضح كيف كانت الاسكا غير مأهولة تقريبا. هل كانت مثلا غير مأهولة بنفس القدر الذي كانت فيه أرض فلسطين وقتها أرضا بلا شعب!؟

كذلك سوف تنشر دار ميتير رواية خالد حسيني الثانية ألف شمس مشرقة . خالد حسيني هو الكاتب الأفغاني صاحب الرواية التي حققت أعلي مبيعات في أمريكا وإسرائيل بعنوان طيار الطائرات الورقية ، وكانت أخبار الأدب قد أشارت إلي نجاحها المطلق في احتلال قائمة أعلي المبيعات في الصحف الإسرائيلية لمدة عامين متتاليين.

نيران صديقة هوعنوان مجموعة علاء الأسواني القصصية ولكن يبدو أن المصطلح غدا رائجا لدرجة أن أ. ب. يهوشواع يستوحيه عنوانا لروايته الجديدة التي ستصدر هذا العام عن دار هاكيبوتس هامئوحاد .

لن تغيب الأحداث السياسية الراهنة عما سيقرأه القارئ الإسرائيلي هذا العام، فبوحي من حرب لبنان الأخيرة، علي ما يبدو، ينشر شمعون ريكلين روايته الشمال الممزق ، ويتناول فيها أحداث حرب لبنان الأولي، وهي الرواية التي يبدو، من عنوانها، إسهامها في قلب الحقائق وتصوير الشمال الإسرائيلي وكأنه الضحية للهجمات اللبنانية المتتالية، بدون إشارة لما واجهه الجنوب اللبناني من ويلات في هاتين الحربين المتتاليتين، وعلي العموم، قد يخيب هذا التوقع، فلا يمكن قراءة كتاب من عنوانه، علي عكس المفهوم الشائع.

العامة يعتبرونه نزهة رخيصة والمثقفون يعتبرونه افسادا

علي مستوي العامة يعتبر المعرض فسحة سنوية رخيصة الثمن، يذهبون اليه بعوائلهم لقضاء يوم بين عشرات وآلاف البشر، وأمام ضجيج محلات الأدوات المنزلية والكاسيت والبرمجيات والحواسب الآلية ومحلات المأكولات والمقاهي والمشروبات المرطبة، أما المثقفون فيرون ـ في الأغلب ـ كل هذه المظاهر نوعا من الاعتداء السافر علي الطريقة التي يجب أن يقدم بها الكتاب الي قارئه، وقد سعت أصوات عديدة الي تقليص الكثير من الأنشطة لتجاوز هذا الضجيج العارم الا أن شيئا من ذلك لم يحدث.

البطالة وتدني نوعية التعليم يهددان 100 مليون شاب عربي بين 12 و24 سنة

الدول النامية التي تستثمر من أجل تعليم أفضل ونظام رعاية صحية أحسن وأسلوب تدريب مهني أنسب لشبابها، في إمكانها أن تصنع بهم المعجزات وتحقق قفزات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في دولها· هذا ما يقوله خبراء الدول الأقل تقدماً والتي «تحظى» بأعداد ضخمة من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و24 سنة باعتبارهم «أمل الغد» في حال البدء فوراً في هذا النوع من الاستثمار البشري. لكن في حال إغماض الأعين عنهم - كما هي الحال في الكثير من بلدان عالمنا العربي - فإن الكارثة آتية لا محالة.

جيش ضخم تموج به الدول العربية قوامه مئة مليون شاب وشابة ممن تراوح أعمارهم بين 12 و24 سنة، وبالطبع فإن هذا الجيش لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيزيد ويتضخم إلى أن يبلغ الذروة في السنوات الـ 25 المقبلة.

وعلى رغم صحة المحاضرات حول قيمة الشباب في أي وطن وقدرتهم على الانتقال بأوطانهم إلى الصفوف الأولى، إلا أن ما لا يقال هو إن اولئك الشباب قادرون كذلك على إغراق أوطانهم في مزيد من الجهل والتأخر والدفع بها إلى الصفوف الخلفية، بل إلى خارج المنافسة كلياً.

التقرير الصادر عن «البنك الدولي» تحت عنوان «التنمية في العالم: التنمية والجيل المقبل 2007» يؤكد ذلك، فالزيادة في أعداد الشباب لا تتحول من تلقاء نفسها إلى منافع، وأمام الدول العربية خياران لا ثالث لهما، إما الدفع بشبابها لمساعدتها على الترقي من خلال الاستفادة من هذه الشريحة العمرية في سن العمل وتدريبها تدريباً حقيقياً وليس نظرياً أو عتيقاً أو الاكتفاء بإبقاء الوضع على ما هو عليه مع مزيد من التقهقر.

أولى المميزات المتاحة في المنطقة العربية هي من صنع الطبيعة، إذ يتوقع أن تنخفض معدلات الإعالة، أي ستزيد نسبة السكان الذين هم في سن العمل مقارنة بالسكان غير العاملين. وهذه التركيبة السكانية ستتيح فرصة هائلة لتحقيق النمو الاقتصادي الذي نهفو إليه، ولكن بشرط، استغلال أولئك الشباب وقدرتهم على العمل والإنتاج في شكل حقيقي، بالإضافة إلى زيادة معدلات الادخار والاستثمار·

وبالطبع فإن نقطة البداية هي التعليم، وعلى رغم التقدم الملحوظ الذي تحقق في غالبية الدول العربية في هذا الصدد خلال السنوات الماضية، إلا ان هناك نقطتي خلل واضحتين، الأولى هي نوعية هذا التعليم، إذ أن الاهتمام بزيادة أعداد «المتعلمين» طغى أو كاد على الاهتمام بنوعية ما يحصلون عليه من تعليم، وتظهر دراسة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أجريت 2005 أن نسبة المواظبة بين تلاميذ المدارس الابتدائية في المملكة المغربية حتى آخر صف من صفوف المرحلة الابتدائية تزيد على 80 في المئة، ولكن نسبة من يحسنون الاستفادة من المواد التي تمت دراستها تقل عن 20 في المئة.

دليل آخر على تدني نوعية التعليم هو المستوى التعليمي المتدني للكثيرين من خريجي الجامعات والذين يفترض أنهم حصلوا على أفضل فرصة تعليمية، لكن واقع الحال يشير إلى حاجة نسبة كبيرة منهم إلى إعادة تعليم وتأهيل لتكون مستعدة لخوض سوق العمل. والخلل الآخر يكمن في إكمال الدراسة الثانوية، لا سيما في المناطق التي تقل فيها جودة التعليم حيث نسب الفقر المرتفعة والتي تؤثر في المقام الأول في تعليم الفتيات.

ومن التعليم إلى العمل حيث الطامة الكبرى، ويشير التقرير إلى أن معدلات البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تزيد على 25 في المئة، أي أن ربع السكان ممن هم في سن العمل عاطلون من العمل. ويعتبر متوسط معدلات البطالة بين الشباب والبالغين في الدول العربية الأعلى إذا قورن بكل مناطق الدول النامية الأخرى في العالم. كما يفوق عدد الشباب بين العاطلين عن العمل في معظم بلدان هذه المنطقة ما نسبته 50 في المئة من معدلات البطالة. هذه المعدلات المرتفعة للبطالة تعكس حقيقة أن الأنظمة التعليمية لا تعمل على ترسيخ المهارات وأنماط التعلم ذات الصلة بالأسواق ونشرها.

ويحذر التقرير بشدة من مغبة استمرار عدم التصدي لمشكلة البطالة في الكثير من بلدان المنطقة، إذ ستؤدي نسب البطالة العالية إلى زيادة عدم الاستقرار. وإذا زاد اتساع الفجوة بين ما يتمتع به الشباب من مؤهلات تعليمية وطاقة وآمال من جهة والعدد المحدود من الفرص المتاحة أمامهم من جهة أخرى، فمن المرجح أن يتزايد وقوع أولئك الشباب فريسة الإحباط والحرمان.

* إحصاءات

ومن المتوقع أن تشهد مصر فترة ذروة مطولة تمتد بين عامي 2010 و 2030، في حين لن تبلغ بلدان - كالعراق واليمن - هذه الذروة إلا بعد 20 سنة أو أكثر.

وفي مصر وقطر وسورية، يشكل الشباب أكثر من 60 في المئة من العاطلين عن العمل.

وفي تونس، يفوق معدل البطالة للشريحة العمرية من 20 إلى 24 سنة ـ بواقع ثلاثة أمثال ـ معدل البطالة للشريحة العمرية للأشخاص فوق عمر 40 سنة.

وتتيح أقل من 20 في المئة من الشركات في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التدريب لموظفيها، وذلك مقارنة بنحو 60 في المئة من الشركات في منطقة شرق آسيا.

الخوف من الكتاب

وانتهى الكرنفال السعودي الكبير الموسوم بمعرض الكتاب الدولي وتنفس كثير من الإخوة الصعداء بعد أن زالت الغمة وسافرت الكتب. لا أدري لماذا كل هذا الخوف من الكتاب وكأنه وحش كاسر بأنياب ومخالب يريد أن يمزق جسد طفل رقيق؟.

مشاهد كثيرة استوقفتني هناك، مشاهد تتكرر كل يوم طوال رحلة العشرة أيام الماضية، بعض الإخوة يتصفح كتابا من الواضح أنه لا يحبه، البعض الآخر يفتش حتى في الأكياس الموضوعة تحت قدمي البائع، يحدث أحيانا أن يجتمع واحد، اثنان، ثلاثة، عشرة، ثم يتوجهون للمسؤولين عن تنظيم المعرض ويبدأ هناك حوار ساخن، وصل في مرات متعددة أمامي إلى شدّ ذراع المسؤول ومحاولة سحبه للدار الفلانية ليشاهد بأم عينه مقاطع سيئة من ذلك الكتاب المحرم أو ذلك الديوان الماجن، غير أن المسؤولين عن تنظيم المعرض طالبوا باتباع الطريقة الحضارية القائمة على تعبئة الاحتجاج على ورقة رسمية وتسليمها لهم ليتم النظر فيها فيما بعد، لم تكن هذه حيلة من إدارة المعرض فقد تم بالفعل منع عدد من العناوين بهذه الطريقة. السؤال هو لماذا نخاف ؟ أعتقد أن الذي يخاف من الكتاب، أي كتاب، هو أحد اثنين، إما شاك في عقله، أو شاك في إيمانه، يجمعهما الضعف الشديد الذي هو أساس تخلف الأمم وانهيار الحضارات.

لو قلت لكم ما رأيكم في كتاب ينقل عن رجل أنه كان يقول (أنا ربكم الأعلى) وينقل لنا كلام الشياطين والمردة والطواغيت وينقل لنا شتم الأنبياء والسخرية بهم مثل (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين) يقصد اللثعة التي كانت في لسان موسى عليه السلام. هذا الكلام كفر صراح بواح، ومع هذا هو موجود في كتابنا الأول القرآن الكريم ولم يقل رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم احذفوها أو اكشطوها لئلا تزيغ قلوب الناس لسماع الكفر أو قراءته.

لأن القرآن لا يخاف من النقد، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يجادل مخالفيه ويناظرهم ولم يكن يهرب من حوار بل خصومه هم الذين كانوا يفعلون هذا، وفي عصور نهضة المسلمين كان هناك حوارات يسمونها (الردود) بين الأشاعرة والمعتزلة وبين السنة والشيعة وبين المسلمين والنصارى، لم يكن الكتاب يحارب بهذه الصورة المنظمة، فما الذي تغير الآن؟

القرآن علم المسلمين الشجاعة فمن أين جاء هذا الخور والخوف ؟

القرآن كتاب جدل،علم أهله الجدل والحوار العقلي، وآيات المحاجة بين أهل الحق وأهل الباطل أكثر من أن تحصى، فما بال أهله اليوم لا يردون على المخالف إلا بالمنع والإقصاء والتكفير والعصا والرشّاش؟ هل نحن ضعاف الحجة لهذا الحد ؟

إنني أدعو كل من فرح بقتل المرحوم فرج فودة في عام 1988 أن يعود فيقرأ كتبه، خصوصاً (الحقيقة الغائبة) الذي غضب بسببه كثيرون، أنا متأكد أن الوعي العام قد ارتفع الآن عما كان عليه في تلك الحقبة، وأنه لن يرى هؤلاء الإخوة في كتاب (الحقيقة الغائبة) أي مبرر لتكفيره ولا لقتله. في عام 1925 ألف الشيخ علي عبد الرازق كتاب (الإسلام وأصول الحكم) الذي فسر على أنه دعوة للعلمانية تبعت سقوط الخلافة العثمانية بسنة حيث سقطت تلك في 1924 وذكرت المصادر أن الشيخ علي عبد الرازق كان يحضر للمحاكمة التي عقدت له فيلقي السلام على القضاة فلا يرد عليه أحد في كل مرة، غير أن هذا لم يمنعه أن يظل مقتنعاً معتزاً بفكره الحر الذي يرى أصلاً أنه لم يخالف إيمانه وهذا هو موقف المثقف الحر المعتز بكرامته وإنسانيته مهما كثر حوله الضجيج وارتفعت الأصوات.

كل الذي فعله الكتاب أنه في بعض الأحيان يفضح الأفكار الهشة التي لا تملك الحجة والبرهان ولا تستحق فضيلة البقاء ولعل هذا أحد أهم الأسباب التي جعلت البعض يحاربونه بهذا الشكل. نعم، يحدث أن يشط المؤلف وربما يخرّف، وقد يكون مجنوناً بالأصل، وقد يكون ممن يكتب كنوع من ردة الفعل المتشنجة التي أرهقها القمع والكبت، كل هذا وارد ولن أجادل فيه، لكنه لا يمنع أن نأخذ ما ينفعنا ونترك ما ليس كذلك دون حجر على العقول ولا تكميم للأفواه ولا يجوز أن يكون موقفنا غير موقف المستوعب لكل من يكتب في سمائنا الثقافية. (الوطن السعودية، خالد الغنـّامي)

عالم دين سعودي يطالب بمحاكمة منظمي معرض الرياض للكتاب بحجة دعمهم الإرهاب

قال الشيخ ناصر بن سليمان العمر المشرف العام علي موقع المسلم ان منظمي معرض الرياض الدولي للكتاب 2007 يدعمون الإرهاب من حيث ارادوا او لم يريدوا.

وطالب العمر في بيان له نشره موقع المسلم امس الاربعاء بمحاكمة المشرفين علي المعرض مؤكدا انهم يمنحون الشباب المبرر والتربة الخصبة لنمو الفكر المغالي في الوقت الذي نجهد كثيراً لاقناع الشباب وحملهم علي الحكمة .

وقال ان منظمي المعرض يهدمون كل ما نقوم به، يدعمون الغلو ويدعمون الارهاب ويفسدون البلد .

وطالب بمحاكمة المنظمين لما يحويه المعرض من كتب فيها محادة لله ورسوله هي اقوي مسوغات الإرهاب .

وقال العمر في محاضرة عامة ان هذا المعرض اضحي بؤرة فساد فكري، والخطورة في الفساد الفكري اعظم من فساد الشهوات، فكيف يسمح فيه بكتب لا يمكن ان يسمح بها في كثير من الدول حتي التي تدعي الحرية؟ .

رجال دين سعوديون يدعون لإعادة النظر بمعرض الرياض للكتاب

دعا عدد من رجال الدين في السعودية وزارة الثقافة والإعلام إلي إعادة النظر بمعرض الرياض للكتاب الذي تشرف عليه الوزارة، معتبرين أنه اشتمل علي كثير من المخالفات الشرعية.

وقال العلماء في بيان لهم نشر علي موقع شبكة نور الإسلام علي الإنترنت امس الاثنين نذكّر القائمين علي الثقافة والإعلام أن يتقون الله فإنهم مسؤولون عن كل ما يجري في ولايتهم وعليهم أن يعيدوا النظر في سياسة المعرض فلا يفتحوا الباب علي مصراعيه في الكتب والمكتبات وأن ينتقوا من دور النشر ويمنعوا من الكتب ما يضر بالعقائد والأخلاق .

واضاف البيان أن المعرض اشتمل علي كثير من المخالفات الشرعية، وجاء مصادماً للسياسة الإعلامية .

وقال العلماء في بيانهم أن المعرض فتح الباب لجميع دور النشر العربية والعالمية ، وفيها دور تروج للرذيلة، ودور لا تفرق بين حق وباطل وغايتها المال من أي طريق فتنشر الغث والسمين وما يحارب دين الإسلام ودور أخري لطوائف من المبتدعين كالرافضية، والإباضية والزيدية التي تروج لمذاهبهم .

وقال العلماء ان بعض مكتبات المعرض تعرض كتب الديانات المنسوخة كالتوراة والإنجيل وكتب الوثنيين كالصابئة والهندوسية، وكتب الانحراف الفكري والأخلاقي ككتب الحداثة والجنس .

وقال رجال الدين في بيانهم أن الرجال والنساء يختلطون في كل يوم في المعرض لا سيما مع الزحام وضيق الممرات .

وقال البيان أن المكاسب الحاصلة من التجارة المحرمة مكاسب خبيثة لا تقبل الصدقة منها ولا يبارك فيها وما يبذل من المال في كتب الضلال هو من التبذير والإسراف الذي نهي الله عنه .

ومن الموقعين علي البيان الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك والشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي وأ.د. ناصر بن سليمان العمر والشيخ محمد بن أحمد الفراج. 

حصاد معرض القاهرة للكتاب: الداخل مفقود والخارج مولود

من اللائق أن تعلن الرقابة أو إدارة المعرض عن سبب منع صناديق الكتب التي تمت مصادرتها لبعض دور النشر، الا إن المصادرة في معرض القاهرة للكتاب تعني منع أو حجب...ولكن لماذا؟ لا أحد يدري.. مع العلم بان الكتب التي صودرت نشرت وتداولت منذ سنوات ولا تزال نسخ منها متوفرة في معظم المكتبات في مصر منها أوراق حياتي لنوال السعداوي، زوربا اليوناني لنيكوس، مريم الحكايا لعلوية صبح، خفة الكائن والضحك والنسيان لكونديرا، ومخلوقات الاشواق الطائرة لادوار الخراط. وكانت المشاجرة التي تمت بين "ناصر رضوان" صاحب مكتبة الرضوان المصرية، و"أمير جابر" صاحب مؤسسة الفكر الاسلامي في هولندا حديث المعرض بسبب توزيع كتب طائفية تكفر الاخر.

في الختام نتساءل ما هو هدف إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب؟؟ هل لنصرح بالصحف بانه بلغ عدد زوار المعرض مليون ونصف زائر!! أو لنقول بأن المكتبة الفلانية باعت  بالاف الجنيهات أو المكتبة الاخرى أصدرت طبعات ثانية من منشوراتها خلال أيام المعرض!! إذا كانت هناك فلسفة خاصة بالدكتور "ناصر الانصاري" مدير المعرض نود كقراء وزوار ومثقفين أن نفهمها لانها حولت أكبر وأهم معرض كتاب في الدول العربية الى مهرجان لا صاحب له!! والداخل مفقود والخارج مولود!! أما ضيوف المعرض فانقطعت لغة الكلام... ورفعت الاقلام!!!(سلوى اللوباني)

البطالة في العالم العربي

تعتبر مشكلة البطالة أحد أهم التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث نسبة العاطلين من العمل هي الأعلى في العالم. وبحسب إحصاءات منظمة العمل الدولية، بلغت نسبة البطالة 12.2 في المئة عام 2006، مقارنة بـ 5.2 في المئة في جنوب آسيا، و8 في المئة في أميركا اللاتينية، و9.8 في المئة في أفريقيا. وتبلغ نسبة العاملين من مجموع السكان في المنطقة نحو 47.3 في المئة وهي الأقل أيضاً في العالم، إضافة إلى كونها أقل نسبة مشاركة في قوى العمل في العالم، إذ بلغت نسبة المشاركة في قوى العمل فقط 53.9 في المئة. ويعكس تدني نسبة المشاركة في قوى العمل قلة مشاركة المرأة في سوق العمل، فواحدة من كل ثلاث نساء فقط تُعتبر فاعلة في سوق العمل. وتظهر هذه المعلومات مدى تفاقم مشكلة البطالة في المنطقة. ومن المتوقع ان تزداد تعقيداً في المستقبل القريب. فالنمو السكاني هو الأسرع في العالم والحاجة باتت أكثر إلحاحاً لتحقيق أكثر من 100 مليون فرصة عمل جديدة خلال العقدين المقبلين. أما أهم الأسئلة المطروحة في هذا الإطار فتدور حول ماهية الأسباب التي أدت إلى تفشي مشكلة البطالة ووصولها إلى مستويات خطرة في الكثير من بلدان المنطقة وماذا يمكن عمله لمواجهة هذه المشكلة ومواجهة التحديات المقبلة.

المنع في معارض الكتاب العربية

كل عام لا تفاجئ الرقابات العربية أحداً حين تمنع كتاباً هنا أو تحاكم كاتباً هناك. وفي كل معرض عربي للكتاب من كل عام يتم منع كتب بالجملة بطرق عدة مباشرة أو مواربة، باعلان أو باخفاء. حال كهذه باتت مؤكدة أكثر منها متوقعة، بديهية أكثر منها نافلة في ظل انظمة مستبدة. حال كهذه تجعل الكاتب أو القارئ العربيين يفاجآن حين تمر مناسبة بلا منع. ولم المناسبة طالما ان المنع بات جزءاً ليس من سلوك السلطة فحسب، وانما من بنيتها أيضاً؟

هذه السلطة التي تنتج الواقع قبل ان تقمع كما تنتج الحقيقة قبل ان تضفي عليها رداء أيديولوجياً في استعارة من كتاب المراقبة والمعاقبة لميشيل فوكو. كل هذا يجري في ظل كلام كثير عن اصلاحات و مصالحات و دول معتدلة و انفتاح و عفو عام ، مصحوبة باتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي وتهليل لثورة المواصلات والاتصالات وتنظير في الحداثة والتحديث والعولمة والقفز فوق الدولة وعبور القارات.

اذا كان عدد من الانظمة العربية قام علي تحالف بين السلطة السياسية (وهي قبلية أو عائلية في أحسن حالاتها) وبين الأصولية الاسلامية كما في السعودية والأردن والكويت، ساهم في خلق انظمة تري في المنع ديمومة للنظام وفي الرقابة حماية للمجتمع من التفكير، فان أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، كان ينبغي لها فك هذا التحالف. واذا كان بعض الانظمة دعم القوي الأصولية في مواجهة اليسار كما في مصر السادات وسورية الأسد قبل الثمانينات، فان مقتل السادات علي أيدي اسلاميين ومعارك البعث في سورية مع الأخوان المسلمين، لم تفك أيضاً هذا التواطؤ الذي يغذي طرفاه أحدهما الآخر. ويكفي ان نعلم ان 52 في المئة من الكتب الممنوعة تندرج تحت عنوان الأدب والفلسفة، ليأتي الدين في المقام الثاني، ولا يبقي للسياسة سوي عشرة في المئة فقط (بحسب تقرير لبعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة المصرية لحقوق الانسان عام 2005، وهو تقرير ينطبق علي جميع الدول العربية .اذاً، تساهم السلطة السياسية التي تحتكر الحكم في تغذية الأصوليات حين تجاريها مانِعة الكتب ومحاكِمة الكتاب. لكن الحقيقة الأخري لهذا الاستنتاج ان السلطة السياسية تتخذ من منع الكتب حجة لتبرير القمع وجعله مسألة بديهية حين تقرر التفكير عن المواطنين واضعة اياهم في فئة القصار. هذا نوع من الأبوة حازته السلطة من جراء بنية المجتمع. وهنا أيضاً يتبادل المجتمع والسلطة بطريقة جدلية النظام الأبوي الذي يقرر خير الناس ومنفعتهم ولو من طريق المنع.(ناظم السيد)

صدام حسين ينافس محفوظ وسعيد في القاهرة

دخل كتاب (صدام لم يعدم) منافسة في أرقام المبيعات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب مع كتب أخرى أبرزها كتاب (الاستشراق) للمفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد وروايتا (شيكاجو) للمصري علاء الاسواني و(أولاد حارتنا) لنجيب محفوظ.

قالت الناشر المصري محمد مدبولي صاحب المكتبة التي تحمل اسمه وناشر كتاب (صدام لم يعدم) ان القراء أقبلوا على الكتاب بسبب ما يثيره مؤلفه أنيس الدغيدي الذي يقول ان قصي وعدي ابني صدام حسين لم يقتلا وان صدام لم يعدم رغم ما شاهده العالم يوم 30 ديسمبر كانون الاول 2006 فجر عيد الاضحى حين نفذت الحكومة المدعومة أمريكيا حكم الاعدام فيه وهو يردد "أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية في نهاية مثيرة لزعيم حكم العراق بقبضة حديدية على مدى نحو ثلاثة عقود قبل أن يطيح بنظامه الغزو الامريكي.

وقال المؤلف في الكتاب الذي يبلغ 363 من القطع الكبير انه "ببساطة ويقين لا يقبل التشكيك... لم يعدم الرئيس صدام... بل لم يقبض عليه أصلا" داعما رأيه بنشر عشرات الصور لصدام وما اعتبره الشبيه موضحا بعض ما يراه اختلافات منها تشريح الاذن والانف اضافة الى شامة بجوار الحاجب الايسر وشامة أخرى على الخد الايسر للذي أعدم في حين يخلو وجه "صدام الحقيقي" من أي شامات حتى وهو يوجه "كلمة (في التلفزيون) لشعبه قبيل سقوط بغداد".

كما استشهد بقول الطبيب الالماني ديتر بومان "انه اكتشف ثلاثة أشباه على الاقل (لصدام) من مراجعة 30 شريط فيديو".

وأضاف المؤلف أن عدي أيضا كان له شبيه هو لطيف يحيى "الذي فر هاربا الى ألمانيا وأصدر كتابه الناري (كنت ابنا لصدام)... ومن البديهي أن يكون صدام نفسه له شبيه أو أشباه" قال انهم 13 نسخة طبق الاصل.

وقال ان الذي حدث منذ ديسمبر كانون الاول 2003 حين قبض على ما قالت الولايات المتحدة انه صدام مرورا بالمحاكمة هو "فيلم هندي أمريكي بريطاني مشترك".

وفسر قراء رواج الكتاب بأنه يسعى لتلبية احتياجات نفسية لدى كثير من العرب الذين تابعوا حالة الكبرياء التي ظهر بها الرئيس العراقي في جلسات المحاكمة وقبل اعدامه بلحظات في حواره مع الشامتين بنهايته في غرفة الاعدام.

مكتبات فلسطين تفقد روادها: الكتاب يعيش أزمة ثقافية في فلسطين

الانترنت والفلتان الأمني يرسمان صورة شاحبة للكتاب الورقي وجفوة واضحة بينه وبين القراء فلسطين.

اقرَّ عددٌ من المثقفين الفلسطينيين بوجود تراجع حقيقي في المستوى الثقافي الفلسطيني، مرده الاحتلال الذي خلق حالة من الحصار والفوضى والقمع والتنكيل، وخاصة بعد الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة التي أعقبها فلتان أمني وصراعات حزبية سياسية، وانعكس ذلك على مختلف مناحي الحياة بما فيها الثقافة وعلاقة الناس بالكتاب والعلم.

وفي خضم تحديات قائمة، تدفع لسؤال المثقفين عن وضع الكتاب في ظل تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وإلى أين يتجه القارئ الفلسطيني، وما نسبة إقبال الناس على شراء أو استعارة الكتب؟.

ويرى أحمد أشقر الباحث في الدراسات الدينية، والذي أعطى تصوراً شمولياً للحالة العربية رافضاً التخصيص القطري للمشكلة رغم خصوصية الحالة الفلسطينية، مستهلاً حديثه بعدد من القصص، روى عبرها مفارقاتْ بين القارئ العربي والإسرائيلي، بحكم أنه يعيش في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948.

وتحدث أشقر عن زيارته لمكتبات عربية في الناصرة وحيفا فوجدها فارغة من الكتب الهامة والقراء، بينما المكتبات الإسرائيلية تعج بالقراء من فئتي الأطفال والنساء، لينبه إلى مؤشرات خطيرة تلمح ببعض التفوق الثقافي لدى الآخر، والتمايز الواضح معه رغم انعدام المسافة الجغرافية، لدرجة أنه وبحسب أشقر فإن بعض الشركات الإسرائيلية تخصص مبلغ 200 دولار سنوياً لكل عامل فيها لشراء الكتب.

وقال إن "من يشاهد الفضائيات ويقرأ مواقع الإنترنت والصحافة العربية، يدرك أن النجاح في الحياة العملية ليس بحاجة إلى جهود في المعرفة، بل بحاجة إلى التواطؤ مع المشاريع السياسية، حيث اعتبر أن غياب الدولة القومية ومشروعها النهضوي هو المسؤول عن محاربة واحتقار المعرفة وأولها الكتاب، ليس في فلسطين فقط بل في كل الوطن العربي، فالحالة الفلسطينية ليست حالة فردية بل هي حالة تنعكس على كل الحالة العربية".

أما الصحافية رولين التفكجي من مدينة القدس، فقد رأت أن جيل الشباب أصبح أقل اهتماماً بالكتاب، بسبب العديد من المستجدات على الحياة الاجتماعية كالإنترنت والألعاب الإلكترونية والفضائيات، مشيرة إلى أن هذا الجيل أصبح يبحث عن الطريقة الأسرع في الحصول على المعلومة، واصفة هذا العصر بأنه "عصر الغوغل".

وقالت التفكجي "مع كل هذه الخيارات أمام الجيل، فقد أصبحت وسائل التكنولوجيا تملأ فراغ جيل كامل، حتى أصبحوا يعطون هذه الأجهزة وقتا أطول من كتبهم الدراسية". وأضافت "نصل إلى أن المجتمع الفلسطيني قد تجاهل الكتب والروايات الثقافية بداية كونه جزءا من العالم وصار يعتمد حالياً على التكنولوجيا".

وفي السياق ذاته ترى الروائية الفلسطينية عفاف خلف من مدينة نابلس أن الكتاب والقارئ الفلسطيني يقفان على مفترق طرق، فالقارئ الفلسطيني وإن كان "نهماً" لتلقي الجديد، إلا أن الأوضاع الاقتصادية التي يرزح تحت ثقلها جعلت من المتعذر عليه تأمين قوت يومه، "فما بالنا بكتابْ يسد أوار جوعه للحقيقة".

وقالت خلف "حتى الصحيفة اليومية سجلت معدلات توزيع أدنى في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، فما بال الكتاب كذلك؟".

وترى خلف أن اتجاهات الناس للشراء تتشكل نحو الكتاب الديني وطب الأعشاب وكتب الغيبيات والسحر والطبخ ومجلات التجميل، فهي الأكثر رواجاً وانتشاراً، وبذلك يسجل الكتاب الأدبي والثقافي تراجعاً ملحوظاً.

بينما أكدت ميرفت أبو جامع الباحثة من غزة، من خلال عددٍ من الإحصائيات عن "وجود حالة حقيقية من الأمية بدأت تطفو على السطح، وتراجع في مستوى التعليم وليس القراءة فقط، حيث ترى أن هنالك فجوة بين الكتاب والقارئ، أوجدتها عدة عوامل، منها ما يرتبط بالوضع في فلسطين، خاصة تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة وعكست نفسها على الحياة الثقافية أيضاً، فأوجدت شرخا وجفاء بين علاقتهما ببعضهما البعض". وأضافت "وأخرى نتشارك والعالم فيها، لها علاقة بالتطور التكنولوجي وزيادة الإقبال على الفضائيات ومواقع الانترنت الالكترونية، باعتبارها الأسهل والأسرع في تلقي واستقبال المعلومة أو البحث عنها، ناهيك عن المؤثرات التي يتمتع بها والتي تحظى بجاذبية خاصة وتستقطب جمهور القراء، وكذلك العزوف الكلي عن الدراسة الأكاديمية، وليست الثقافية فقط، مما سيؤدي في النهاية إلى حالة تفشي للأمية بشكل حقيقي.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 25 آذار/2007 -5/ربيع الاول/1428