يوم تحقيق العدالة: حكم الاعدام ينفذ شنقا بأعوان صدام برزان والبندر

 قالت الحكومة العراقية ان حكم الاعدام شنقا نفذ في مساعدين للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قبل الفجر الاثنين واعترفت بأن رأس برزان ابراهيم التكريتي رئيس جهاز المخابرات السابق والاخ غير الشقيق لصدام انفصل عن جسده لدى شنقه.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية في مؤتمر صحفي ان حكم الاعدام نفذ في برزان وعواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة السابق الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت جرينتش). وحاولت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فرض تغطية اعلامية لعدة ساعات ولكن الانباء تسربت.

وبعد الغضب الدولي بسبب الهتافات الطائفية الاستفزازية التي وجهت لصدام أثناء اعدامه قبل أسبوعين والتي أظهرتها لقطات صورت بالفيديو بشكل غير مشروع عن طريق هاتف محمول أصر الدباغ على أنه "لم يسجل أي خرق أو هتاف أو تعرض المدانين لاي نوع من الاهانة."

ووصف الدباغ انفصال رأس برزان أثناء تنفيذ حكم الاعدام بأنها واقعة نادرة.

واحتفل الشيعة في شوارع حي مدينة الصدر في بغداد معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والذي سمع اسمه وهو يتردد أثناء اعدام صدام. ويواجه حارس لم يعلن اسمه اجراءات قانونية بعد تحقيق حكومي في الظروف التي أحاطت باعدام صدام.

وكان برزان شخصية مرهوبة الجانب في العراق حيث رأس جهاز المخابرات خلال الثمانينيات. أما البندر فكان رئيسا لمحكمة الثورة التي قضت باعدام 148 شيعيا من الرجال والشبان الشيعة بعد محاولة اغتيال فاشلة استهدفت صدام في بلدة الدجيل عام 1982 . وأدين الرجلان مع صدام في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وقال محافظ صلاح الدين مسقط رأس صدام لرويترز ان برزان سيدفن في المقبرة في العوجة حيث ولد صدام ودفن هناك قبل أسبوعين.

واعتقلت القوات الخاصة الامريكية في بغداد برزان في ابريل نيسان عام 2003 . وكان صاحب الرقم خمسة في أوراق اللعب التي أصدرتها الولايات المتحدة وتحمل صور أبرز المطلوب القبض عليهم في العراق.

وقال الادعاء ان البندر أصدر أحكاما ضد بعض الرجال من الدجيل الذين كانوا قتلوا بالفعل وبينهم شبان أقل من 18 عاما الذين بحكم القانون لا يمكن أن ينفذ فيهم حكم الاعدام.

وعرض الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ لقطات تلفزيونية مسجلة لعملية تنفيذ حكم الإعدام التي جرت في الثالثة من صباح اليوم الإثنين بحق المتهمين برزان التكريتي وعواد البندر.

ولوحظ خلال عرض الصور التلفزيونية ان المتهمين قد ارتديا بدلة الإعدام الحمراء ووضعت أكياس سوداء من القماش حول رأسيهما، وبعد أن تم تنفيذ الاعدام بحق المتهمين معاً لوحظ سقوط جثة برزان على الارض بسبب انفصال رأسه عن جسده بينما بقي عواد البندر متدلياً بصورة عمودية.

وقال رئيس الادعاء العام في المحكمة الجنائية العليا القاضي جعفر الموسوي "طلبنا من المتهمين اداء الشهادة قبل تنفيذ حكم الاعدام وهما واقفين على الباب الذي ينفذ فوقه حكم الاعدام".

وخلال عملية عرض الصور التلفزيونية اشترط على الصحفيين عدم ادخال اجهزة التصوير والمسجلات وحتى اجهزة الموبايل وكذلك على الحضور.

وقال الدباغ" القصد من عدم ادخال الكاميرات التلفزيونية واجهزة المسجلات واالموبايل خلال عرض اللقطات التي استغرقت دقيقة هو أن الوثائق التي ستعرض والصور غير قابلة للنشر."

وأشار إلى أن الحكم نفذ بمكان جديد لم يعلن عنه، مؤكداً ان "مكان تنفيذ حكم الاعدام روعي فيه ارتفاعه الذي يبلغ 18 قدما ونوع الحبل وكذلك عدد العقد وصمم ليموت المتهم بعد تنفيذ حكم الاعدام مباشرة.".

كان قد حضر عملية عرض اللقطات التلفزيونية لاعدام برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين وعواد البندر رئيس محكمة الثورة ابان الحكم السابق القاضي جعفر الموسوي ومستشاري رئيس الوزراء بسام رضل الحسيني وعقيل الطريحي.

وذكر الناطق الرسمي بإسم الحكومة انه تم الالتزام بالمعايير الدولية في تنفيذ حكم الاعدام بحق برزان التكريتي وعواد حمد البندر.

وأضاف "تم التزام المعايير الدولية في تنفيذ حكم الاعدام بحق المدانين برزان والبندر."

وقد اظهر الدباغ خلال المؤتمر الصحفى المحضر الرسمي الخاص بالإعدام وشهادة الطبيب الذي كان حاضرا اثناء تنفيذ حكم الاعدام الذي يشرح الواقعة تماما لحظة تنفيذ الحكم .

واضاف الدباغ "تم اعلام نجل المدان البندر لإستلام جثة والده."

واوضح "تم عرض مشاهد تنفيذ حكم الاعدام على بعض من الصحفيين ووضح عدم وجود اي هتاف رافق عملية الاعدام , الا ان الحكومة العراقية ملتزمة بالمعايير الدولية بعدم عرض صور المعدومين علنا."

وقال الموسوى "المدان البندر اوصى بتسليم ملابسه الشخصية الى ابنه الكبير بدر , الذي يعمل محاميا , وتم تسليمها اليه فور اكمال عملية الاعدام ."

وفيما يلي بعض التفاصيل عن كيفية سير عملية الاعدام كما نقلت ذلك رويترز:

- الشنق هو تعليق المحكوم عليه في حبل ملفوف حول رقبته مما يسبب الوفاة. وعلى مدى التاريخ استخدم الاعدام باعتباره أقصى عقوبة بأشكال مختلفة. والاعدام شنقا الذي يجري تطبيقه في العراق يتم على نمط الاعدام الذي استخدم في القرن التاسع عشر في بريطانيا التي أقامت الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الاولى.

- يجري استخدام أربعة أنواع من المشانق وهي المشنقة القصيرة والمعلقة والعادية والطويلة. وفي جميع أنواع المشانق باستثناء الاخيرة يمكن للمحكوم عليهم أن يظلوا في وعيهم لدقائق ثم يلقون حتفهم في نهاية الامر بسبب الاختناق أو عدم وصول الدم الى المخ او كليهما.

- من المفترض أن المشنقة الطويلة التي يعود استخدامها الى القرن التاسع عشر أكثر انسانية فهي تولد قوة أكبر من خلال تضييق الحبل ولف عقدة الانشوطة تحت الفك لكسر الرقبة. وتجرى عملية حسابية استنادا الى وزن المحكوم عليه وطوله وارتفاع المشنقة اللازم لكسر الرقبة. والطول القياسي يكون بين 1.5 و2.5 متر.

- عندما تنكسر الرقبة ويقطع الحبل الشوكي يفقد المحكوم عليه الوعي على الفور. ويعقب ذلك توقف المخ خلال دقائق. ولكن اذا كانت المشنقة قصيرة للغاية فيمكن اختناق المحكوم عليه. واذا كانت طويلة للغاية يمكن انفصال رأس المحكوم عليه.

هذا و قال السفير الامريكي الى العراق ان اعدام اثنين من كبار مساعدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم الاثنين كان مسألة عراقية بحتة لم يكن للامريكيين فيها دورا يذكر.

وعندما سُئل عن اعدام برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس المخابرات السابق وعواد البندر وهو قاض سابق قال زلماي خليل زاد للصحفيين "كانت عملية عراقية. وكان قرارا عراقيا..اعداما عراقيا."

وقال شهود عيان إنهم سمعوا أصوات إطلاق عيارات نارية متفرقة اليوم الإثنين بعد إعلان الحكومة العراقية عن تنفيذ حكم الإعدام على برزان التكريتي وعواد البندر .

وذكر أحد سكان مدينة الصدر ،شمال شرقي بغداد ،لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة أن إطلاقات نارية متفرقة ومحدودة "سمعت في أنحاء متفرقة من مدينة الصدر والمناطق المحيطة بها ،مثل: البلديات والحبيبية وجميلة والشعب ،في أعقاب إعلان الحكومة عن إعدام برزان والبندر... إبتهاجا بتنفيذ الحكم."

وفي بلدة تكريت مسقط رأس صدام وبرزان وهي معقل للعرب السنة الى الشمال من بغداد رفعت لافتة سوداء على المسجد الرئيسي الذي أطلق عليه اسم صدام كتب عليها "اهالي تكريت ينعون موت الشهيدين... الذين قتلوا بأيادي طائفية".

وقال أحمد مصطفى (30 عاما) وهو طالب في مدينة الموصل بشمال البلاد "لايمكن في حالة الشنق ان ينفصل الرأس عن الجسد وانا متاكد أنهم قاموا بالتمثيل بالجثث بعد عملية الشنق" متهما الحكومة بأنها "تريد أن تمتص دم الشعب".

وتؤكد المؤلفات التي تتناول تنفيذ أحكام الاعدام على أن انفصال الرأس عن الجسد أمر محتمل خلال الشنق. ولكن الاعتراف بأن برزان لاقى هذا المصير أثار شكوكا ومشاعر غضب خاصة في تكريت.

وفي مدينة الصدر معقل جيش المهدي الميليشيا الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر نظمت احتفالات بمناسبة الاعدام وقال البعض ان الاعدام كان أقل ما يستحقه الاثنان.

وقال علي جاسم وهو من سكان مدينة الصدر "كان يجب ان يضعوا في قفص وأن يسلموا الى العراقيين."

وعبر موسى جبور وهو أيضا من سكان مدينة الصدر عن نفس المشاعر وقال عن اعدام برزان "هذا اقل ما يستحقه حيث كان يجب ان يسلم الى العراقيين والاعدام جاء رأفة به."

وقال كاظم محمد وهو أحد سكان مدينة الصدر "نحن نعتبر هذا اليوم هو يوم تحقيق العدالة."

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 16/كانون الثاني/2007 - 25 /ذي الحجة /1427