تداعيات إعدام صدام تستحوذ على اهتمام الصحف العراقية

  تقرير: حامد الحمراني

 ما زالت التداعيات التي أثارها إعدام رئيس النظام السابق صدام حسين وما رافقها من ردود أفعال على الساحة العراقية والعربية والعالمية موضع نقاش الصحف العراقية الصادرة اليوم الاثنين. كما ركزت الصحف على عزم الحكومة تطبيق خطة أمن بغداد ،فيما وصف أحد كتاب الأعمدة الثابتة الإعلام العراقي بـ "الفاشل".

صحيفة ( البينة الجديدة ) اليومية التي انشقت عن صحيفة ( البينة) التي تصدر عن حزب الله - تنظيم العراق الشيعي صبت نار غضبها على الدول العربية المجاورة بافتتاحيتها المنشورة بعنوان "حين تتدفأ باضلاعنا"

وجاء فيها "لأول مرة في التاريخ المعاصر يحدث فرز واضح بين اناس تحن لحكم الطغاة واخرين يريدون الحرية حتى وان كانت بخبز وزاد قليل."

وتصف الصحيفة ما جرى من ردود أفعال عربية بعد تنفيذ حكم الإعدام برئيس النظام السابق صدام حسين بأنه "انقلاب هائل في المفاهيم." بحيث تحول الصراع بين الأفكار الى "صراع طائفي محموم مصطنع."

وتضيف الصحيفة "الصراع على أرضنا بات مكشوفا للجميع .. إنه صراع الغرباء على ارضنا الرخوة وليس لنا في الدم المستباح لا ناقة ولا جمل."

أما صحيفة (العدالة) التي تصدر عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي يترأسه السيد عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف العراقي فقد نشرت مقالا في صفحتها الخامسة بعنوان "المدافعون عن طاغية العصر وفرعونه ليس حبا لفرعون .. ولكن بغضا لموسى." في إشارة لمواقف الدول العربية المنددة بإعدام صدام في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وجاء في المقال "المحزن في الأمر أن الممهدين للفرعونية الحاكمة يرفضون الاعتراف باخطاء صدام حسين ويعتبرون كل من خالف فكر صدام حسين (عميلا ) او (صفويا) او (إسرائليا) الى اخره من النعوت، وانهم فقط القوميون والوطنيون، ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا يعترفون بصدام حسين ونظامه لا كقائد ولا كرئيس وانما لتنفيذ مآربهم في ان يكون [أبناء] الشعب العراقي عبيدا."

ويخلص الكاتب إلى القول "التاريخ تكتبه دماء الشهداء ودموع اليتامى والارامل." لا الذين يقومون بـ " قتل العراقيين وذبحهم في الازقة والشوارع بدعوى العمالة."

لكن الكاتب الصحفي محمد عبد الجبار الشبوط ينظر للمسألة من جانب آخر، ففي مقال له بجريدة (الصباح) شبه الرسمية أنحى باللائمة على الإعلام العراقي مبينا أنه فشل في كسب الرأي العام العراقي والعربي بعد تنفيذ حكم الإعدام بصدام.

وقال الشبوط الذي كان يرأس صحيفة (الصباح) في مقال بعنوان (خسرنا المعركة!) "لقد كشفت ردود الفعل التي حصلت بعد اعدام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين عن خسارتنا الكبيرة، أو فشلنا، في معركة العلاقات العامة، التي تستهدف كسب عقول وقلوب الرأي العام العربي، في الأقل، لصالحنا ولصالح ما نقوم به، ولصالح ما نعتقد انه صحيح في افعالنا واقوالنا ومواقفنا السياسية."

ويضيف الكاتب "ان الاعلام العراقي، الاهلي منه والحزبي والممول من قبل الدولة ، فضلا عن الدوائر الاعلامية التابعة للحكومة ، سواء على مستوى الناطقة الرسمية ام دائرة الاتصالات الحكومية ، فشلوا جميعا في كسب الراي العام العربي، بغض النظر عن دوافعه، وفي كسب شريحة من الرأي العراقي ... "

وخلص الكاتب إلى القول "من الواجب ان نعترف بهذا الفشل.. و نعترف بأن اجراءاتنا المتخذة لم تؤد الى كسب الرأي العام العربي وجزء من المحلي العراقي، فان المكابرة لا تفيد ، لكن المطلوب ان يطرح هذا الامر على بساط البحث لمعرفة السبب ، والامر لا يحتاج الى اعتقال احد ، ولا تهديد احد ، وانما يحتاج الى خبراء في العلاقات العامة والاعلام والعمل الاجتماعي."

من جانبها اهتمت صحيفة ( المدى) التي يترأس مجلس ادارتها ورئاسة تحريرها فخري كريم رئيس مجلس السلم والتضامن في العراق، في افتتاحيتها بالملف الامني والخطة الجديدة لأمن بغداد وما تردد من اشتراك قوات البيشمركة الكردية في تلك الخطة لتجنيب البلاد الحرب الاهلية.

و نقلت الصحيفة عن مستشار رئيس الوزراء سامي العسكري قوله إن "ثلاثة الوية عراقية من الشمال والجنوب ستستقدم للمشاركة في الحملة الامنية في بغداد – وهي حملة تعتبر مهمة للامال المعولة على تجنب الحرب الاهلية."

وكانت خطة امن بغداد مثار جدل عند السياسيين العراقيين والبرلمان العراقي ففيما رأى رئيس مجلس البرلمان محمود المشهداني وجوب عرض الخطة على البرلمان للموافقة عليها ، طالب برلمانيون من جبهة التوافق بطرح الخطة لمعرفة تفاصيلها ، بينما ترى قائمة الائتلاف بانه يجب ان تكون الخطة سرية للمحافظة على تطبيقها وتفويت الفرصة على المسلحين لمعرفة تفاصيلها.

واضافت الصحيفة نقلا عن العسكري " ان القوات العراقية ستسيطر على العاصمة من الداخل فيما تسيطر القوات متعددة الجنسيات على المناطق المحيطة بالعاصمة."

ونقلت الصحيفة في صفحتها الثالثة نقلا عن محللين ومراقبين بأن بوادر خطة بغداد الامنية قد بدأت فعلا بعد العملية النوعية التي نفذت امس الاول ضد معاقل المسلحين في شارع حيفا وسط بغداد من قبل قطعات الجيش العراقي وبمساندة القوات متعددة الجنسيات مخلفة 30 قتيلا بين المسلحين واعتقال 8 اخرين بينهم 5 سودانيين.

وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت ان تنفيذ الخطة الجديدة لأمن بغداد ستنفذ يوم الخامس من الشهر الحالي.

صباح الخير ياحكومة ، المتباكون وذاكرة الموت العراقي ، ومن هو الشجاع المالكي ام صدام؟ هذه ابرز العناوين التي طالعتنا بها الصحف العراقية الصادرة صباح اليوم الاحد ، وصحيفة عراقية تقول طفل امريكي يشنق نفسه مقلدا اعدام صدام.

الحالة العراقية على منضدة اجتماع في أغلب دول العالم ، والجسد العراقي يستلقي على كل مشرحة في هذه الدولة او تلك ، والجميع يبحث عن حل ، فالحالة العراقية مسجاة في الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلف الناتو ودول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي حتى الاتحاد الافريقي المثقل بالمشاكل والمصاعب ، ولكن دون جدوى .

بهذه المقدمة تطالعنا صحيفة (العراق) التي تصدر عن مؤسسة العراق للصحافة والنشر والاعلام في افتتاحيتها بعنوان "صباح الخير ياحكومة " وتضيف مرت سنوات اربع ، وظهرت للعيان عشرات التقارير والمقترحات العلنية منها والسرية ، وعقدت تجمعات كبيرة للمصالحة الوطنية ، ولكن دون جدوى.

وكانت الصحف العراقية قد احتجبت عن الصدور لمدة تسعة أيام بسبب اجازة عيد الأضحى المبارك وعادت الى الصدور اليوم.

اما صحيفة (الصباح) شبه الرسمية فقد تناولت اعدام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين وما رافقها من ردود افعال عربية على المستوى الرسمي والشعبي ، فقد كتب رئيس تحرير الصحيفة مقالا بعنوان "المتباكون وذاكرة الموت العراقي" يحدوني استغراب لا يخلو من التعجب وانا اراقب مشاهد التباكي التي ظهرت عند البعض اثر اعدام صدام، ولا ادري ان كان سلوكا مازوشيا ام تنفسيا لعقدة ما؟.

ويضيف "لا اقصد سلوك الشارع العربي وبعض تظاهراته الغوغائية سواء في فلسطين او الاردن ، فهؤلاء قد خسروا مع سقوط حكم صدام احد اهم مراكز التمويل المالي الذي حرم منه فقراء وجياع العراق وقدمه لهم تحت مظلة الدعاية القومية او مقولة البطل القومي التي كان يتبجح بها الطاغية."

ويتابع كاتب المقال "لا نكترث لسلوك الدكتاتور (معمر) القذافي (الرئيس الليبي) او حاكم اليمن (على عبدالله صالح) فهم صحبة صدام ونظراؤه في السلوك واصبح يخيفهم هذا المصير المحتوم الزاحف نحوهم ولان الدكتاتوريين يتشابهون بالفعل ورد الفعل لهذا اتفقوا مع (فيدل) كاسترو (الرئيس الكوبي) على لغة التباكي ومراسيم الحداد"

من جانبها اشادت صحيفة (البينة) التي تصدر عن حركة حزب الله في العراق برئيس الوزراء نوري المالكي بعد توقيعه على اعدام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين ووصفته بالشجاع.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان " تحية للمالكي الشجاع " راهن الكثيرون على فشل تجربة المالكي في الحكومة ، ولعل بعضهم اندفع لدعم الرجل ظنا منه انه سيكون كبش فداء لكل التناقضات التي تحكم الواقع السياسي العراقي.

وتضيف الصحيفة "الرجل (المالكي) اثبت غير مرة شجاعته ووطنيته حين اعلن منذ تسلمه هذا المنصب عن برنامج واضح يتضمن فرض هيبة الدولة والقانون وحصر السلاح بيدها ، واثبت مرة اخرى بتوقيعه على الحكم الصادر بحق من سمته "طاغية العصر" وجلاد العراقيين صدام بعدما خاف من خاف واعتذر من اعتذر ووقف على التل من وقف".

اما صحيفة (الزمان) فعلى العكس من ذلك فانها تناولت موضوع اعدام الرئيس الاسبق صدام حسين بطريقة سينمائية واصفة اياه بالشجاع ومفتوح الوجه امام من نفذوا فيه الاعدام وهم ملثمون.

ونشرت الصحيفة التي تصدر عن مؤسسة الزمان برئاسة الاعلامي سعد البزاز مقالا في صفحتها الاخيرة بعنوان "انتاج سينمائي ايراني امريكي" جاء فيه "يقال ان "احمد زكي" بعد ان انهى فيلمه الشهير عن "السادات" قام بعمل عرض خاص للفيلم دعا اليه الاعلاميين والصحفيين والمثقفين .. وكتب على رقعة الدعوة "الرجاء عدم اصطحاب الاطفال والموبايل والاراء المسبقة".

ويقارن الكاتب بين فيلم السادات والفيلم الذي عرضته قناة العراقية في اخر خمسين ثانية من اعدام صدام قائلا "عندما نستعيد المشهد الاخير من حياة الرئيس العراقي الاسبق صدام يخيل اليك انه هو شخصيا الذي قام باخراجه ، هو الذي اختار التوقيت ، وأماكن التصوير ، الاضاءة ، والكومبارس ، اخذ دور البطولة وحده ، وترك الادوار الثانوية للاخرين ، يبدأ المشهد : يتقدم بشجاعة ، يرفض ان يخفي وجهه ، يردد الشعارات ويحذرنا من ايران .. ويذكرنا بان " فلسطين عربية" .

وفي نفس الصحيفة هناك خبرا يقول "طفل امريكي يشنق نفسه مقلدا اعدام صدام" حيث قالت الصحيفة نقلا عن شرطة مدينة هيوستن الامريكية ان صبيا في العاشرة من العمر شنق نفسه خطأ اثناء محاولته تقليد مشهد اعدام صدام.

وتضيف الصحيفة ان الشرطة الباكستانية قد ذكرت ان طفلا في التاسعة من عمره فارق الحياة في باكستان لانه اراد بقصد تقليد اعدام صدام بعد ان شاهد الشريط المصور الاعدام على التلفزيون.

وكانت الصحف العراقية قد احتجبت عن الصدور لمدة تسعة أيام بسبب اجازة عيد الفطر المبارك وعادت الى الصدور اليوم.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثلاثاء 9/كانون الثاني/2007 - 18 /ذي الحجة /1427