النبأ-كربلاء المقدسة: لا شك بان الاختناقات المرورية في شوارع
مدينة كربلاء المقدسة أضحت كالداء المزمن الذي ليس له دواء، ففي كل يوم
تزداد الطرقات أزدحاما، وهذا ما يحصل في أغلب ساعات النهار إن لم نقل
كلها.
وتعد أسبابه كثيرة فمنها توقف سائقي المركبات عند مفترق التقاطعات
وعند الاشارات المرورية والسبب الثاني استغلال الأرصفة من قبل البائعين
المتجولين والذين يقومون بعرض بضائعهم على حافات الطريق، ومنهم من
يستغل الشارع نفسة مما يؤدي الى ضيق الشارع ومن ثم الى الازدحام.
ومن أبرز مسببات الازدحام وقوف سائقو سيارات الاجرة وسط الشارع وهذا
مما يؤدي الى أنقطاع السير،والغريب في الامر أنهم يقفون دون مبالاة
وهمهم الوحيد الحصول على الاجرة فقط.
وللتعرف على الاسباب الاخرى كان لمراسل شبكة النبأ هذا اللقاء مع
بعض المسؤولين والمواطنين لمعرفة أرائهم حول هذا الموضوع.
محطتنا الاولى كانت مع المقدم (مانع عبد الحسين) مدير مرور محافظة
كربلاء اذ تحدث قائلا:
أن أسباب الازدحام كثيرة جدا من أهمها وجود عدد كبير من السيارات
الحديثة(المنفيست) واغلب أصحاب تلك السيارات لا يجيدون السياقة ولا
يلتزمون بقواعد المرور مما يؤدي الى عرقلة السير هذا من جانب.
ومن جانب أخر تجاوز السواق على أشارات المرور بشكل فوضوي،بالاضافة
الى ذلك الهجرة غير الطبيعية لكربلاء أضافت هي الاخرى زخما أخر، ناهيك
عن وجود العوارض والاسلاك الشائكة وسط الطرقات وكل ذلك يؤدي الى
الازدحام .
واضاف مدير مرور كربلاء: كما قد تلاحظ عندما نطلب من أي سائق الوقوف
فأنه لا ينصاع بل يتجاوز على الاشارات المرورية وكانه ليس ببشر،واغلب
المتجاوزين هم من ذوي الاعمار الصغيرة.
اما الصحفي (حسن هادي) فحدثنا قائلا،لقد أصبح الازدحام ظاهرة أعتاد
عليها المواطن وخصوصا أصحاب المركبات وفي رأيي ان هناك أسباباعديدة
لهذه الظاهرة، فمنها أغلاق عدد من الطرق، بالاضافة الى ذلك بعض الشوارع
لم تنل الاهتمام الكافي من الامانة لاصلاحها واعادة تاهيلها وردم الحفر
والتخسفات التي تجبر السائق على التريث لا جتيازها مما يؤدي الى
الازدحام.
ويضيف: هناك مخالفات مرورية واضحة عجزت أجهزة المرور والشرطة من
معالجتها وهي اتخاذ التقاطعات المرورية مرأب لسيارات النقل الخاص مثل
الكيات والكوسترات متخذين من التقاطعات منطلقا لخطوطهم.
اما محطتنا الثالثة كانت مع الاستاذ(فاهم عزيز) أستاذ في جامعة
كربلاء،حيث يقول:
اذا كان الوعي سائدا في المجتمع فمن الطبيعي ان يكون السير
منتظما،لان السياقة فن وذوق واخلاق،كما ان أحترام قانون المرور سينظم
السير،وان الشوارع لم تكن مصممة لهذا الكم الهائل من السيارات فضلا عن
وجود الكتل الكونكريتية والاسلاك الشائكة التي أدت بدورها الى غلق كلي
او جزئي للعديد من الشوارع التي عملت في النهاية الى كثافة أزدحام
السيارات..
ويضيف: لذلك فأن المواطن يقطع مسافات طويلة ويصل قبل وصول سيارات
النقل للمكان الذي يبغية،فامتلاك السيارة لا يعني مخالفة السير،
فالسيارة تحتاج الى قيادة جيدة ليصل كل مواطن الى غايتة سيما وان بعض
المرضى يتعذر وصولهم الى المستشفى بسبب الازدحام،اذن كل عمل غير منظم
لا يطور البلاد بل يقودها الى التخلف.
السيد(عقيل هادي شريف) موظف حدثنا قائلا: الاسباب لا تعد ولا تحصى،
لما نشهده من فوضى حولت حياة المواطنين الى جحيم لا يطاق، ولعل أبرزها
يكمن في الانفلات وضياع القيم لذى الكثير من مستخدمي الشارع،وعدم
الشعور بالمسؤولية، وضياع الحرص على النظام، وعدم أحترام الاخر.
ويضيف: فرجل المرور يقف حائرا وهو يرى هذه الانانية وخرق النظام من
الجميع فالكل يريد ان يمر ولا أحد يشعر بأن النظام الجديد أساسة الشعور
باحترام القوانين،واعطاء الاخر حقه في أستخدام الطريق، وينم هذا على
عدم نضج في الحرية، فالحرية ليست في تجاوز القانون،ولا الشطارة في
الاستبداد بحقوق الاخرين.
ويضيف: وما يزيد الطين بله هو هذا التدفق غير المنضبط والمدروس
للسيارات التي ترد الى البلد دون مراعاة لحجم الشوارع، وانسيابية
المرور،فضلا عن هذه الفوضى المتمثلة بالاستحواذ على مسافات مهمة من
الشارع والارصفة، فهي اسباب كثيرة وتحتاج الى وقفة جدية ومعالجات
جذرية، قبل ان تتفاقم ويصبح حلها صعبا وغير ممكن.
|