عيد ُ الغديرِ تدفقْ جَدولاً فينا *** وندِّ أرواحَنا الظمأى
وروّينا
ِعيدُ الغديرِ وعطّر كلَ لازمةٍ *** من الولاءِ بنشر ٍ منك يُحينا
عيد الغدير وجددْ للهدى ِقيَماً *** باتت مجففة فيها معانينا
وهزّ وجداننا المشحون ِ أمنية ***من بعد أن ُلََبَِسَتْ أغصانُها
اللّينا
وطبّق الكونَ ألحانا فقد سَئِمتْ *** أوتارنا الصمتَ جاثٍ في نوادينا
في كل ِعام يعيدُ العيدُ فرحته ***وهذي ذكراهُ رَذاذ ٌ منهَا يكفينَا
قد ساقكَ الله لطفا من عِنايتِهِ *** فصرْتَ كالنورِ في وَجْهِ
الموالينا
وبهجة ٌ فيك مذ ُنودي العباد لها *** لما علا منبرٌ يدعو الملبينا
اليومُ قد أُكملتْ للدين شرعته *** واليوم ربُّ العلا قد تمَّمَ الدينا
اليوم قد غردت للحق صولته *** وغرّدَ الوحيُ في الآفاق مفتونا
واليوم حيدرة ٌ الأكوان ُ إمرته *** فرض الولاء فقال: الكلُّ آمينا
******
هذا علي الذي بالبيت سجدته *** قبل النداء إمامٌ للمصلينا
هذا علي فصيلُ الحق يتبعه *** قداً بقدٍ على اثر النبيينا
هذا علي فداء الدين تعرفه *** كلُ الملائكِ من باهى الملايينا
هذا علي سلامُ الله فكرته *** كأنما الفجر أضحى فيه مشحونا
أخ النبي وكفو النور كوثره*** قد توّج النورَ أكفاءً ميامينا
فالدين ليس له إلا أبا حسن *** يدك ُهُضْبَ العدى بل يسقها الهونا
حتى أتت لا فتى للحق منزلة ***ولا سوى حيدر سيف النبيينا
إذ ذبّ عن احمدٍ كفَّ الكروب فهل*** من بعده فارس ٌ يردي المعادينا
وصيُّ احمدَ أزكى الناس ِ قاطبة ً*** فليس يحتاج إيضاحا وتبيينا
تاج الإمامة فرض الربٍ إمرته *** صار الكتاب بهذا الأمرِ مقرونا
أخ الرسول أبا السبطين حيدرة ***زوج البتول به تشدو أغانينا
هذا ندائي بيوم العيد اجمعه *** علّي أعود بهذا الحرف نسرينا
سجلت باسمك آمالي تشرفها *** فهاك أرواحنا الحبلى وأيْدينا
فاْلق ِ الهداية َ في أعماق ِ حاضِرنا *** عيدُ الغدير ِ كما عودتَ
ماضينا
لو قلدتك يدُ الإنصاف جوهرها *** لقدتنا يدَ الأنصاف تحمينا
فشعَّ في أفقنا الداجي فان لنا *** من وهْجِ ذكراكَ عزٌ في تلاقينا
وفجِّرِ الحقَ فالأجيالُ ما فتِئت *** تنحوك نهجا من العلياء مأمونا
********
عيد الغدير وكم يصغي لحكمته *** نهرُ المودةِ عن أيْدي المُعادينا!!
قدْ ُمزقتْ همسة ٌ بالأمس ِ تجمعنا *** وُكفّرَ الودُّ في قلبِ
المُصلينا
وشقَّ أسماعَنا المغبونُ تفرقة ً *** قامت بظلم ٍ تبيدُ العلمَ والدينا
وقد سعينا فخابَ السعي في جدثٍ *** قد قدّمَ الِكرهَ شيطاناً ليغوينا
عيد الغدير ويا سرا بمحفلنا *** أطيافك الغرُّ في قلب الموالينا
فَمَلِّ أرواحنا نوراً فقد يَبَست *** ُعروقها ومنك العشق يحيينا
مَاتَ الرجَاءُ من الآمال فانسكبي *** يا دفقة النور إيمانا وغنينا
فذي المعادين ترمينا بغائِضُها *** مذ أصبحت وهي بالأحقاد ترمينا
رغمَ العصور ِ التي مرّت تعودُ بها *** على المَخاصِم ِ بالأقذاء
تكوينا
لمْ يعلمُوا أنها حقٌ عقيدَتنا ***من الإمامة نصٌ جلَّ تدوينا
يا منبرَ الوحيّ حَدثهُمْ بما اتّضَحَتْ *** من الكتاب أصواتُ
المنادينا
أم انّهُ التيْه, شتانٌ سيجمعنا *** قلبٌ من العنْدِ قد ُيغري
السلاطينا
أم انه الفقر في الأفكْار شتّ بكم *** نحوَ الصَلافَة إذْ تدعوا
المساكينا
قد ضلّلتكُمْ أبَاطِيلٌ فلا عَجبٌ *** تقودُ فِيكُم مَعَ البغْضَاءِ
سِكّينا
هَذا مَعِينٌ من الآلا نلوذُ بِه *** بهِ اعْتصَامُ بحَبْلِ اللهِ
مقرُونَا
الدينُ قد صَاغَه تبيانَ حِجتِهِ *** إذ حدّث الوَحيُّ محمودَ الرجَا
فينا
هذا عليُ إمامُ الحق ِ نتبَعُه *** حَقّ الإلهِ كمَا قد شاءَ يُولِينا
هذا عليٌ كمَا القرآن نقْرَأه *** إمامُُ حق ٍ حقيقٌ في معانينا
لو أنّ للدينِ نوراً في جَوانِبِه *** كَانَ الغَديرُ فِجَاجَ النورِ
والدَينَا |