تحية للشعر الشعبي

بقلم / صادق درباش الخميس

 اعندما استمع الى برنامج خاص بالادب الشعبي او مهرجان يلقي به شعراء الشعر الشعبي اضع قلمي جانبا واهجر كل شيء من حولي لكي استنشق من عبق الكلمات والصور الشعرية واذوب في آهاتهم وتنهداتهم واسرح في دنيا خيالاتهم التي يجعلوني فيها كالطير احلق في فضاءات شاسعة لا حدود لها....

والادب الشعبي يحاكي الوجدان والقلب من غير وسيط ويحرك الشعور الانساني مباشرة بصور شعرية جميلة... ويجذبك الالقاء الشعري الذي يبدع به شعراء الشعر الشعبي حتى يصل بك الامر الى انك ترى الواقعة او الحدث بعينه وترى شخوصها وتتفاعل معهم بسبب الالقاء الحماسي والعاطفي والوجداني والشجي وينقون ببساطة ما يدور في خلجاتهم من آهات وآلام وافراح.. ويتالق الشاعر الشعبي بجميع ابواب الادب الشعبي (الدارمي , الابوذية , الموال , الزهيري , القصيدة) فهم يصولون ويجولون كان الكلمات ملكهم وطوع ارادتهم وكل باب من ابواب الشعر الشعبي عالم من الابداع يجعلك تغضب وتسرح وتتألم وتفرح مع تلك الابيات الغنية بمعانيها..

 اما في الاحداث التي تعصف بالبلاد والعباد ترى الادب الشعبي سباقا لنقل ما يدور ويحدث والبراهين على ذلك كثيرة واخرها ما جاء به الاحتلال البغيض لاثارة الفتن الطائفية والنعرات القومية التي ترمي الى تمزيق البلد وتحويله الى كيانات وفئات... انبرى فرسان الشعر الشعبي وحملوا عبء المسؤولية وبدات قصائدهم بحب الوطن ونبذ الطائفية المقيته تترى وتصدح حناجرهم لتنذر الناس عن حجم المؤامرة التي تحيط بالبلد وان لافرق بين عراقي وعراقي والارض ارض الجميع  وهذه قصائدهم تعانق فيها نخيل البصرة جبال اربيل وهضبات الغربية تناغي سهول الفرات الاوسط و(برتقال بعقوبة) تزين (كيمر الحله) وفوسفات الرمادي مع نفط الرميلة وجبال كردستان مع نخيل البصرة...

 نعم كان الادب الشعبي وما زال يقيم المهرجان تلو المهرجان للمل الشمل وتعميق الجذور الوطنية لابناء هذا البلد العزيز ونبذ التفرقة وجعل الوحدة الشماء شعارا لكافة العراقيين وهم يذكرونا بامجاد الاجداد وكيف بنوا حضارات عريقة بوحدتهم انارت غياهب البشرية كالحضارة السومرية والبابلية والاشورية وغيرها...

نعم لقد اثبت الشعراء الشعبيون وبقصائدهم ان بغداد العروبة كانت وما تزال وستبقى  قلب العراق النابض ويتغنون بسحرها وبرايتها الخفاقة في سماء الاسلام والعرب.. بغداد امنية كل العالم والمثقفين والشعراء بوجه خاص..

بغداد مدينة السلام والاحلام هي ابهى واجمل عواصم ومدن التاريخ والعالم..

اما بخصوص الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق فانهم معذورون في تحمل اعباء احداث اليوم لانهم مشغولون باستقبال المغتربين واقامة الندوات وعقد الاجتماعات لكي يستعرض المغتربون بطولاتهم ومعاناتهم في فنادق (خمسة نجوم ) الاوربية والامريكية واخر موضات (النظارات الشمسيه) والحقائب التي تليق بالشعراء الكبار...!!! سيشهد التاريخ لكم يافرسان الادب الشعبي بكل عز وافتخار شعوركم الوطني الغيور وستبقى قصائدكم معلقة في اذهان الشعب.. وارض الوطن تقول شكرا.....للادب الشعبي.

S_derbash@yahoo.com 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 17 كانون الثاني/2007 - 27 /ذي الحجة /1427