مؤتمر بغداد: خطوة جدّية بالاتجاه الصحيح ام اجتماع علاقات عامة؟

شبكة النبأ: شهد نهار السبت المشمس ذوبان بعض الجليد بين اقطاب السياسات المؤثرة على الوضع في المنطقة خاصة انها المرة الاولى التي يتم فيها الجلوس على طاولة واحدة من قبل فرقاء لم تجتمع افكارهم من قبل سوى على السباق للتاثير السلبي على الوضع في العراق وكيل الاتهامات فيما بينهم، مما يعد نجاحا للدبلوماسية العراقية يمكن اعتباره نقطة بداية للمزيد من الجهد والحركة الفعالة على طريق العمل لأستتباب الوضع المتردي في البلد.

واختتم مؤتمر بغداد بتوصيات على دعم الحكومة العراقية وتشكيل ثلاث لجان على مستوى الخبراء تختص بالأمن وضبط الحدود ومكافحة المتمردين وتوريد الطاقة ومتابعة ظروف اللاجئين العراقيين في الخارج.

وشهدت المناقشات ما يبدو انه تفاعل ايجابي وبنّاء بين الولايات المتحدة من جهة وايران وسورية من جهة ثانية حسب تصريحات لوزير الخارجية هوشيار زيباري في اعقاب جلسة مغلقة عقدها المجتمعون مساءا حيث اكد على تعاون وحرص الجميع على امن واستقرار العراق.

وقال زيباري ان اللجنة الاولى المنبثقة من المؤتمر سوف تختص بالتعاون والتنسيق الامني ومتابعة الاتفاقيات السابقة مع دول الجوار في مكافحة الارهاب ومنع التسلل وضبط الحدود وكل ما له علاقة بالامن.

وقال زيباري حسب تصريح نقلته(كونا) ان اللجنة الثانية ستهتم بمسألة المهجرين واللاجئين العراقيين الى الدول المجاورة وظروفهم المعيشية فيما ستركز اللجنة الثالثة جهودها على توريدات الوقود والطاقة الى العراق وحل الاشكالات الفنية التي تواجه البلاد. واضاف في تصريحاته للصحافيين ان العراق وفر منبرا لدول الجوار للتحاور كنقطة بداية لاجتماع آخر على مستوى وزراء الخارجية عرض كل من تركيا ومصر استضافته الشهر المقبل.

واعلن زيباري ان المؤتمر شهد تبادلا مباشرا ومشاورات بين الوفد الامريكي برئاسة السفير زلماي خليل زاد ووفدي سورية وايران قائلا «ان النقطة الايجابية الاخرى التي حدثت هي التفاعل الذي حدث بين الوفدين الامريكي والبريطاني مع وفدي سورية وايران» مؤكدا ان هذه الوفود اجرت حوارا بناء ومفيدا تركز على تحقيق الامن والاستقرار في العراق، وقال «ان الخطوات المقبلة ستكون اكثر اهمية» و«اعتقد اننا توصلنا الى نتائج طيبة».

ومن ناحيته قال السفير زاد في مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر ان حوارا مباشرا وصريحا وعلنيا جرى بينه وبين الوفد الايراني وان المناقشات تركزت على العراق ووصف الحوار بأنه ايجابي وبناء وخطوة جيدة نحو تحقيق الامن في العراق.

وكان زاد قال في كلمته بافتتاح المؤتمر ان مستقبل العراق والشرق الاوسط هو قضية الوقت الراهن.

ومضى يقول «لا توجد دولة ممثلة حول المائدة سوف تستفيد من تفكك العراق بل ان الجميع سيعانون بشدة». وقال انه يأمل ان يشير وجود هذه الدول الى «استعدادها لاتخاذ اجراءات ملموسة وبناءة» لدعم العراق.

واكد زاد أن القوات الامريكية تلتزم بمحاربة العناصر الاجنبية التي تغذي العنف في العراق.

ومن ناحيته، قال اكبر مسؤول ايراني في المؤتمر انه لم يشارك في محادثات خاصة مع مسؤولين امريكيين لكنه اجرى مناقشات بناءة اثناء المؤتمر.

وقال مساعد وزير الخارجة للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي في مؤتمر صحافي بعد نهاية المناقشات «لم يكن هناك اجتماع خاص.. كان كل شيء في اطار المؤتمر».

واضاف «لم تكن هناك محادثات مباشرة بيننا وبين الامريكيين».

ودعا عراقجي الى انسحاب القوات الامريكية من العراق وقال انها تتسبب في اشعال دورة عنف.

وقال «وجود القوات الاجنبية لا يمكن ان يساعد الامن في العراق على المدى البعيد».

واضاف «نحتاج الى جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية» وان الاستقرار في العراق ضروري للسلام في المنطقة.

وكان رئيس وزراء العراق نوري المالكي قال في كلمته بافتتاح المؤتمر الذي شارك بأعماله 16 دولة فيها الكويت ان العراق يرفض ان يكون قاعدة لشن هجوم على أي دولة أو ان يكون ساحة نفوذ أو تقاسم اقليمي ودولي.

وقال المالكي « نطالب بألا تتحرك بعض الدول أو الاطراف الاقليمية أو الدولية لكي تكون لها حصة أو موقع تأثير في العراق (...) من خلال التحرك على طائفة أو قومية أو حزب وليفهم الجميع ان العراق بلد موحد بمذاهبه واعراقه».

كما ابدى استعداد العراق للعب دور في « تسوية الخلافات سلميا بما في ذلك الخلافات الدولية والاقليمية» في اشارة خاصة الى العلاقات بين ايران وسورية من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى.

وقال رئيس الوفد الكويتي للمؤتمر السفير منصور العوضي ان الدبلوماسية العراقية نجحت في عقد مثل هذا المؤتمر الهام في وقت عصيب من تاريخ العراق.

وأضاف في تصريح لـ (كونا) ان خروج المؤتمر بقرارات مهمة يعتبر خطوة ايجابية ونجاحا كبيرا وان البيان الختامي «اكد اهمية دعم العراق والعملية السياسية الجارية فيه ونبذ العنف الطائفي وحث دول الجوار على دعم جهود العراق في مواجهة الارهاب ودعم المصالحة الوطنية ودعم الخطة الامنية الجارية الان التي تطبقها الان حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي».

ونفى ان يكون المؤتمر قد ناقش قضايا اخرى بعيدا عن المحور العراقي قائلا «لم يناقش المؤتمر اية قضايا اخرى بعيدا عن محور النقاش الرئيسي وهو موضوع العراق»ونفى ايضا ان يكون قد تم المزج بين قضايا اقليمية و قضية العراق.

واكد ان الكويت متفقة و دول الجوار على ضرورة دعم سياسة الحكومة العراقية في محاربة الارهاب وتطبيق مشروع المصالحة الوطنية وتنفيذ الخطة الامنية واعادة الاعمار.

واكد الاميركيون والعراقيون ان المحادثات التي جرت بين وفدي واشنطن وطهران الى المؤتمر الدولي في بغداد  كانت " بناءة جدا وايجابية" وتركزت حول العراق في حين طالبت ايران بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية. حسب تقرير نقلته فرانس برس.

وقال السفير الاميركي لدى العراق زلماي خليل زاد في ختام المؤتمر للصحافيين ان الوفدين الاميركي والايراني اجريا "محادثات بناءة وفعالة".

وتابع ان "المحادثات مع الايرانيين وغيرهم بخصوص العراق كانت بناءة وفعالة (...) والمؤتمر هو اول اجتماع متعدد الاطراف وخطوة اولى جيدة لكن يجب ان نرى ماذا سيحصل على الارض من حيث تمرير الاسلحة والمقاتلين عبر الحدود".

من جهته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري للصحافيين ان "النقاشات التي جرت تركزت اساسا على تعاون الجميع وحرصهم على تحقيق الامن والاستقرار في العراق" مضيفا ان "اجواء الاجتماع كانت ايجابية واعتقد اننا توصلنا الى نتائج طيبة". واضاف ان "النقطة الايجابية الاخرى هي التفاعل الذي حدث بين الوفدين الاميركي والبريطاني مع وفد الجمهورية السورية والايرانية الاسلامية (...) كان حوارا بناء ومفيدا".

الى ذلك قال ان "الخطوات القادمة ستكون اهم فهذه الالية ستستمر وكذلك آلية اجتماعات دول الجوار" لكنه اكد عدم التوصل الى اتفاق حول "مكان وزمان وشكل المؤتمر المقبل".

واضاف زيباري "هناك عرض من الحكومة التركية لاستضافة اجتماع موسع في الفترة المقبلة وحرى الاتفاق على ان يخول وزير الخارجية العراقي تحديد مكان وزمان الاجتماع ومتابعة الاتصالات المتعلقة بتركيبته".

وشاركت 16 دولة في المؤتمر ممثلة بمستوى متدن بينها الاعضاء الدائمون في مجلس الامن الدولي.

ورغم الاجواء الايجابية حمل الموفد الايراني الى المؤتمر الولايات المتحدة مسؤولية العنف في العراق. وقال نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون القانونية والدولية عباس اركتشي "نحن ندعم السلام والاستقرار والديموقراطية في العراق لان امننا من امنه كما ان استقراره مسالة مهمة جدا للسلام والاستقرار في المنطقة".

واضاف "اعتقد ان الاميركيين يعانون للاسف من فشل استخباراتي لقد ارتكبوا العديد من الاخطاء في العراق بسبب معلومات مغلوطة نامل الا يكرروا اخطاءهم السابقة".

وقال الموفد الايراني "من اجل السلام والاستقرار في العراق نريد جدولا زمنيا لانسحاب القوات الاجنبية لان ذلك سيساعد على حل مشكلة العنف" مشيرا الى ان "وجود القوات الاجنبية في العراق يخدم مصالح الارهابيين والعنف".

وقد اعلن خليل زاد ان "الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لحماية جنودنا والمواطنين العراقيين من العناصر الاجنبية التي تساهم في اذكاء العنف في العراق (...) لا يجب ان يشكك احد في عزمنا على ذلك".

من جهة اخرى طالب اركتشي باطلاق سراح "الدبلوماسيين الايرانيين الستة" الذين اعتقلتهم قوات اميركية في اربيل وبغداد قبل شهرين مؤكدة انهم لا يحملون هذه الصفة انما هم عملاء ينشطون في تهريب السلاح الى العراق. اضاف "اثرنا مسالة الايرانيين الدبلوماسيين الستة الذين خطفتهم القوات الاميركية قلنا انهم يتمتعون بصفة دبلوماسية كما اننا قلقون حيال مصيرهم".

ولا تقيم واشنطن اية علاقات دبلوماسية مع ايران منذ عقود وشهدت علاقاتها مع دمشق توترا شديدا بسبب المزاعم بالتدخل السوري في لبنان.

ورفض الرئيس الاميركي جورج بوش بقوة وثبات التعامل مباشرة مع الدولتين وقال ان اي محاولة اميركية للقيام بذلك ستجعل ايران تسعى الى الحصول على تنازلات في نزاعها مع الغرب بشان برنامجها النووي كما من شانه ان يشجع سوريا على اعادة سيطرتها على لبنان.

ولكن ومع نفاد الخيارات لتجنب اندلاع حرب اهلية واسعة النطاق في العراق وتحت ضغوط الكونغرس الديموقراطي على ادارة بوش لسحب القوات الاميركية من العراق فقد سمح بوش باجراء لقاءات مباشرة مع طهران ودمشق.

وسعى مسؤولون اميركيون جاهدون لتبديد الفكرة بان هذا يمثل تغيرا كبيرا في سياسة ادارة بوش واكدوا على ان مثل هذا الاجتماع سيركز على تحسين الامن في العراق والامكانيات السياسية لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة اثناء زيارته البرازيل انه ينتظر من ايران وسوريا ان تساعدا الحكومة العراقية محذرا في الوقت نفسه من اثارة اي اضطرابات في العراق عشية انعقاد المؤتمر الدولي في بغداد.

وقال بوش "رسالتنا الى السوريين والايرانيين لن تتغير خلال ذلك اللقاء.. وهي اننا ننتظر منكم ان تساعدوا هذه الديموقراطية الفتية وسندافع عن انفسنا وعن شعب العراق ازاء الاسلحة التي يتم شحنها (..) واننا سنحمي انفسنا ونساعد الشعب العراقي في حماية نفسه من اولئك الذين قتلوا الابرياء لتحقيق اهداف سياسية".

ويقول البعض ان المؤتمر يمكن اعتباره اجتماع علاقات عامة لاستعراض الوحدة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين وروسيا، ومحاولة امريكية لتدهدئة الرأي العام الامريكي المناهض للحرب.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 12 آذار/2007 -22/صفر/1428