التغيرات المناخية تولد الامراض والاعاصير والعواصف الرعدية

 شبكة النبأ: لا تزال اصوات التحذير من التغيرات المناخية وتصاعد التلوث واخطاره الكارثية على البيئة والانسان دون التوصل الى اتفاق عالمي تلتزم به الدول الصناعية الكبرى ليكون منطلقا لجعل الارض اكثر اماناً واستقرار، وتشير التقارير المتواترة بهذا الشان الى امكانية الاصابة بامراض عديدة بسبب التغيرات المناخية وحدوث الكوارث كالفيضانات والامطار الحامضية فضلاً عن زيادة درجة حرارة الكوكب وتكاثر العواصف الرعدية التي تساهم في توليد الاعاصير المدمرة.

وأظهرت دراسة علمية نشرت مؤخراً، أن كثافة التلوث في آسيا يساهم في توليد العواصف والأعاصير في شمال المحيط الهادئ، وأن التغيرات في نمط سير أعاصير المحيط قد يكون لها تأثير على أحوال الطقس في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. حسب تقرير نقلته CNN.

وأكد باحثون في دراسة نشرت الثلاثاء في دورية Proceedings الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية القومية للعلوم، أن صور الأقمار الصناعية أظهرت زيادة في عدد الجزيئات الصغيرة الناجمة عن حرق الفحم في الصين والهند في العقود الأخيرة.

وخلص فريق البحث، بقيادة الأستاذ بجامعة تكساس أيه آند أم، ريني جيانغ، الذي درس التلوث والغيوم بين عامي 1984 و2005، إلى أن زيادة عدد الجزيئات يزيد قدرة الغيوم على توليد العواصف الرعدية الكثيفة أكثر من السابق.

وبإجراء مقارنة للفترتين بين 1984-1994 و1994-2005 وجد الباحثون زيادة تتراوح ما بين 20-50 في المائة الغيوم الركامية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ولاحظ الباحثون أن مسار الأعاصير في المحيط الهادئ يلعب دوراً في الدورة الجوية للكرة الأرضية، وأن استبدال هذا النمط الجوي قد يكون له تأثير جوهري على المناخ.

وجاء في الدراسة أن "الأعاصير المكثفة فوق المحيط الهادئ في فصل الشتاء لها مدلولات مناخية مهمة.. كما أن لمسارها أثر على الدورة العالمية العامة."

وقال الباحثون إن التهديد الأساسي يتمثل في احتمال ارتفاع درجات الحرارة في المناطق القطبية.

وكان عالم بريطاني قد رسم في وقت سابق من العام الحالي صورة مرعبة للعام 2007 بيئياً.

وتوقع الأستاذ فيل جونز تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل يجعل هذا العام أحد أكثر أعوام التاريخ سخونة، محذراً من موجات جفاف كبيرة في استراليا، وأعاصير في آسيا، وفيضانات في أمريكا الجنوبية، مع توقع تعرض التوازن البيئي لكوارث، بسبب تفاقم ظاهرة "النينو،" المدفوعة بتزايد غازات الدفيئة.

وحذر جونز، مدير أبحاث المناخ في جامعة أنجليا الشرقية، من أن أي تشكل لظاهرة "النينو" هذا العام، حتى لو بشكل متوسط ستدفع باتجاه رفع حرارة الأرض إلى معدلات غير مسبوقة.

وأوضح جونز أن التغيرات في معدلات حرارة الكوكب مهما كانت طفيفة، ستترك أثاراً وخيمة ومدمرة، ذلك بسبب اكتساب العواصف لزخم أكبر نتيجة ازدياد تبخر مياه البحار.

ويذكر ان  ممثلو 180 دولة من أعضاء منظمة الأمم المتحدة اتفقوا، على الخطوات المستقبلية المزمع تنفيذها للحد من انبعاث الغازات السامة، التي تتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري وأبدت الصين موافقتها بعد تلقيها "ضمانات" تؤكد أن أي ضغوطات لن تمارس على الدول النامية كي تطبق القرار بشكل فوري.

وظهرت بعد المؤتمر، علامات الإحباط على العديد من الناشطين البيئيين، الذين حضروا الجلسة بعد أن أكدوا أن المقررات جاءت دون مستوى التحديات الخطيرة التي تفرضها ظاهرة التلوث عالمياً، داعين إلى اتخاذ خطوات طارئة وسريعة.

ونقلت وكالة الأسوشيتد برس انه بموجب الاتفاق الجديد، الذي تم التوصل إليه في مؤتمر المناخ في نيروبي، سيعاود المجتمعون اللقاء العام 2008، حيث سيضعون معايير جديدة للحد من الغازات الضارة، على أن يتم تطبيقها بعد انقضاء مهلة تطبيق اتفاقية كيوتو عام 2012.

وتدارس المجتمعون الطرق الآيلة إلى إقناع الولايات المتحدة، التي تمتلك أضخم اقتصاد في العالم بالانضمام إلى الجهود الدولية الرامية إلى كبح تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، عبر التزامها بتطبيق برتوكولات الحد من انبعاث الغازات السامة.

ويحذر العلماء من الأخطار الداهمة التي تتهدد صحة البشر،  بسبب ارتفاع حرارة كوكب الأرض، التي ازدادت درجة كاملة في القرن الماضي، مشيرين إلى الانعكاسات البيئية والصحية المدمرة لهذه الظاهرة.

وقال المسؤول في منظمة الصحة العالمية ديارميد كامبل لندروم إنّ للمناخ تأثيرا على بعض الأمراض الخطيرة في مختلف أنحاء الأرض، والتداعيات تبدو جلية.

بل إنّ الخبيرة الأمريكية كريستي إبي التي تعمل في المنظمة حذّرت من أنّ مصالح الصحة العمومية ربّما ستجد نفسها في وضع لا تكون فيه قادرة على السيطرة على تداعيات التغيرات المناخية.

وفضلاً عن تهديده الاستقرار المناخي في المناطق العادية، سيزيد ارتفاع درجات الحرارة من التهديدات "المتعلقة بصحة الإنسان ولاسيما أصحاب الدخل المحدود" وفقا لدراسة قامت بها لجنة مختصة في منظمة الصحة العالمية.

ويستطيع المجتمع العالمي الحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى مستويات محسوسة بتكاليف لا تتجاوز 1% من الدخل العالمي، وذلك بالتحول إلى مصادر الطاقة البديلة، وترشيد استهلاك الطاقة، واحتجاز غاز ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الحفري(الفحم بانواعه) وتخزينه بشكل آمن.

هذا وسيرتفع حجم الانبعاثات الحرارية التي ستنفثها الولايات المتحدة بحلول العام 2020، اي بواقع 19 في المائة عن معدلات مطلع الألفية الثانية.

وجاءت هذه التوقعات ضمن مسودة تقرير داخلي، تأخرت الإدارة الأمريكية في رفعه إلى الأمم المتحدة منذ ما يزيد عن عام، وفق النسخة التي حصلت عليها الأسوشيتد برس.

وتساهم الولايات المتحدة حالياً بنفث قرابة ربع غاز ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب غازات أخرى، يلقي عليها العلماء بلائمة الوقوف وراء ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتفيد مسودة التقرير، إن السياسة المناخية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، ستساهم في رفع حجم الغازات الدفيئة إلى 9.2 مليار طن بحلول العام 2020، اي بزيادة تصل إلى 19 في المائة عن معدل عام 2000، والذي بلغ 7.7 مليار طن.

ويتزامن التقرير الأمريكي مع إصدار الأمم المتحدة لتقرير شارك فيه المئات من الخبراء، وافاد بإن الاحتباس الحراري من "صنع البشرية"، وأن الظاهرة ستستمر على مدى قرون، حتى في حال النجاح بالحد من معدلات الانبعاثات الحرارية.

وقد حصل التقرير على تأييد وإجازة 113 دولة من بينها الولايات المتحدة.

وأكد التقرير، الذي أصدرته الجمعة اللجنة الدولية لتغير المناخ IPCC، التابعة للأمم المتحدة، أن الانشطة البشرية هي المسؤول الأول، على الأرجح، عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، مشيراً إلى مسؤوليتها ( الأنشطة البشرية) عما يزيد على 90 في المائة من أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض، خلال السنوات الخمسين الماضية.

وتوقع التقرير، وهو التقييم الرابع للجنة منذ تشكيلها عام 1988، المزيد من الارتفاع في درجات الحرارة بشكل متسارع خلال القرن الحادي والعشرين، مما قد يتسبب في حدوث العديد من الكوارث الطبيعية، كالفيضانات والسيول والعواصف القوية، فضلاً عن موجات جفاف حادة، وارتفاع مستوى المياه في البحار والمحيطات.

وأفاد التقرير أن "معظم الزيادة الملحوظة في متوسط درجات الحرارة على مستوى العالم منذ منتصف القرن العشرين، من المرجح أن يكون سببه الزيادة الواضحة في تركيزات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بفعل البشر."

وأشار إلى أن تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، إزدادت عما كانت عليه في التقرير التقييمي الثالث، والذي سبق وأن أصدرته ذات اللجنة عام 2001.

وأوضح أن تركيز غازات الأكاسيد الكربونية والنيتروجينية والميثان، ارتفعت بصورة غير مسبوقة في الغلاف الجوي منذ عام 1750، نتيجة لكثير من الممارسات البشرية، كما أنها الآن تواصل الارتفاع لمعدلات مخيفة، بسبب تزايد التأثيرات الضارة للنشاطات الصناعية.

وكانت اللجنة الدولية لتغير المناخ، والتي تضم نحو 2500 عالم، من أكثر من 130 دولة، قد عقدت اجتماعها مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس، لمناقشة الصياغة النهائية لتقريرها الرابع، والذي يتضمن تقييماً أكثر واقعية للوضع الحالي بالنسبة لظاهرة تغير المناخ.

وتوقعت اللجنة أن ترتفع حرارة الأرض، على أفضل تقدير، بمعدل يتراوح بين 1.8 و 4 درجات مئوية في القرن الحادي والعشرين، محذرة من أن هناك احتمالات بأن ترتفع درجة الحرارة بنحو 6.4 درجة مئوية، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من مسببات الظاهرة.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن حرارة الأرض شهدت ارتفاعاً بنحو 0.7 درجة مئوية خلال القرن العشرين.

ويذكر أن اللجنة الدولية لتغير المناخ IPCC، تشكلت من مجموعة من خبراء البيئة والمناخ من المنظمة العالمية للرصد الجوي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 1988، بعدما طغت تأثيرات التغيرات المناخية على المستوى العالمي.

وتقوم اللجنة بإصدار تقارير شبه دورية، تتضمن تقييماً للمعلومات العلمية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية، المؤدية إلى فهم خطر التغيرات المناخية التي سببها الأنشطة البشرية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 12 آذار/2007 -22/صفر/1428