إنسحاب الفضيلة يهدف لإسقاط الحكومة ام خطوة نحو التحالف مع علاوي؟

 أعرب محللون سياسيون عن إعتقادهم بأن الهدف من إنسحاب حزب الفضيلة من قائمة الإئتلاف العراقي الموحد وإنشاء تكتلات سياسية جديدة هو إسقاط الحكومة الحالية والدعوة لإجراء إنتخابات مبكرة ,فيما إستبعد محللون آخرون أن تتمكن تلك التكتلات الجديدة من الإطاحة بحكومة المالكي .

وكان حزب الفضيلة ،الذي يملك (15) نائبا في البرلمان... وهو أحد الأحزاب المكونة للإئتلاف العراقي الموحد ( أكبر كتلة في البرلمان بـ 130 نائبا من أصل 275) ،قد أعلن إنسحابه من (الإئتلاف) يوم الأربعاء .

وأعلنت القائمة العراقية الوطنية وجبهة التوافق العراقية قبل يومين عن تشكيل قائمة موحدة داخل البرلمان .

وقال الكاتب والمحلل السياسي والاستاذ في الجامعة المستنصرية محمد بديوي لـ(أصوات العراق) "‘إنسحاب (حزب الفضيلة) من قائمة (الإئتلاف الموحد) خطوة على طريق حل المعضلة البرلمانية التي بدأت بفوز الائتلاف في الانتخابات في عام 2005 وجعلت منه رقما صعبا لا يمكن تجاوزه بأي توازن داخل البرلمان ".

وأضاف "اتوقع ان يشهد الائتلاف المزيد من الانسحابات من نواب مستقلين , ونواب من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، وهى كلها من أجل حلحلة الرقم الصعب للائتلاف".

واعرب عن اعتقاده أن العملية السياسية ستشهد تصعيدا اكثر في الايام المقبلة نتيجة الاختلال الذي حدث فيها بعد الانتخابات على خلفية فوز قائمة الائتلاف في الانتخابات قائلا " الذي يحدث الان ناتج للخلل الذي حصل نتيجة الانتخابات التي افرزت فوز قائمة الائتلاف العراقي الموحد مما أدى الى تقاطع الاجندة الدولية العاملة في العراق وبين الاجندة العراقية التي تديرها بعض الاحزاب العراقية في الداخل ".

وتابع "لذا فان معظم ما حصل من تصعيد هو بسبب هذا الاختلال،لان هناك تجاذبا خفيا بين القوى السياسية التي فازت بالانتخابات وبين الاهداف والتطلعات الامريكية في العراق، وان المشروع الامريكي في العراق عاش اكبر انتكاسة نتيجة لفوز الائتلاف في الانتخابات لأن القراءة الامريكية للمشهد تعني قيام حكومة مواتية للمشروع الايراني في العراق اكثر من كونها مواتية لامريكا".

واضاف "وبالتالي فان قضية التصعيد الامني ,واثارة الملفات هنا وهناك، ومن بينها ملف كركوك، كلها تأتي تحت اطار حلحلة الرقم الصعب للائتلاف العراقي الموحد داخل البرلمان."

وقال "لامريكا يد فى هذا، اذا لم تكن بطريقة مباشرة عن طريق حلفاءها الاكراد والليبراليين , فانها بطريقة خفية من اجل حلحلة الرقم الصعب للائتلاف العراقي الموحد ".

وابدى السيد بديوي تخوفه من اثارة ازمات اخرى من اجل تحقيق اسقاط الائتلاف قائلا "اتمنى ان لا تثار ازمات جديدة يكون المواطن العراقي هو ضحيتها من اجل تحقيق الاهداف ,مثل ما حصل في سامراء لكي تكون مفتاحا للحلحلة ,او فتح الباب لسيناريوهات جديدة من اجل الاطاحة بالحكومة برمتها ".

من جانبه، إعتبر السيد عادل مانع رئيس تحرير صحيفة (كل العراق) المحلية المستقلة أن انسحاب الفضيلة جاء بتنسيق مع بقية الكتل من اجل اسقاط الحكومة .

وقال مانع في اتصال مع (أصوات العراق) "باعتقادي ان انسحاب الفضيلة من الائتلاف جاء بتنسيق مع بقية الكتل برئاسة اياد علاوي ( رئيس القائمة العراقية الوطينة ) من اجل اسقاط الحكومة الحالية عن طريق الدعوة لانتخابات مبكرة ".

وزاد "اعتقد ان مايتم اعلانه من قبل الكتل شيء .. والمضمون شيء آخر.. يعني اذا كان الهدف فعلا من تشكيل التحالفات السياسية الجديدة هو الابتعداد عن الطائفية وتشكيل كتل وطنية فهو شيء جيد , الا اني اعتقد ان الهدف من وراء هذا هو افشال العملية السياسية ".

واعرب عن اعتقاده ان هذا الأمر غير ممكن قائلا " اعتقد ان هذا الامر غير ممكن سيما وان العراق سيحتضن الاسبوع المقبل عقد المؤتمر الدولي الذي ستحضره الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي والذي يعتبر اعتراف رسمي بشرعية الحكومة الحالية ".

وانتقد مانع حدوث هذه المحاولات قائلا "اعتقد ان الوقت غير مناسب لحدوث هذه المحاولات لان بغداد تشهد تطبيق خطة امنية ويجب على الكل التكاتف من اجل انجاحها , لا ان تكون هذه المرحلة اصطياد لفريسة ,لاني اعتقد ان أي انسلاخ من تكتل او تشكيل تكتلات جديدة هو محاولة لافشال الحكومة، لا بل والهدف بالتالي تحقيق المشروع الامريكي البريطاني للقيام بانقلاب عسكري".

من جهته، استبعد الدكتور طارق حرب ،المحلل السياسي العراقى ان تؤثر التحالفات والتكتلات السياسية الجديدة على حكومة المالكي أو تسقطها .

وقال الدكتور حرب رئيس جمعية الثقافة القانونية في العراق "استبعد أن تؤدي التحالفات والتكتلات السياسية الجديدة الى اسقاط حكومة نوري المالكي ووصول اياد علاوي (رئيس القائمة العراقية ) للحكومة مالم يغيره الائتلاف بشخص آخر بدلا من المالكي، وقد يكون عادل عبد المهدي (نائب رئيس الجمهورية )، وهذا مستبعد ايضا , لذا فيبقى اسقاط الحكومة وإقالتها أمر بعيد المنال".

واضاف "معلوم ان لكل هدف وسيلة للوصول اليه، وكما هو معلوم ان 8 نواب من القائمة العراقية الوطنية من أصل (25) هم قلبا وقالبا مع الائتلاف العراقي الموحد , اما حزب الفضيلة وحتى في حال انسحابه من الائتلاف،، وهو امر غير مقبول كون الفضيلة لديها مرجع ديني هو محمد اليعقوبي لم يصدر عنه لحد الان أى تعليق عن انسحاب الفضيلة من الائتلاف،، وبالتالي فان الفضيلة لا يمكن ان تصوت ضد حكومة المالكي".

وانتقد الدكتور حرب رغبة التكتلات الجديدة بتشكيل كتل غير طائفية قائلا " كيف للكتل وللفضيلة ان تطالب بتشكيل كتل بعيدة عن الطائفية؟ ومن اوصل الفضيلة للائتلاف غير الطائفية؟ اما بالنسبة للتوافق فهي كتلة سنية لا يوجد فيها شيعي واحد , والتحالف الكردستاني كردي لا يضم عربي واحد ".

هذا وكان نديم الجابري القيادي في حزب الفضيلة قد قال الاربعاء في مؤتمر صحفي في بغداد حضره قيادات الحزب إن كتلة حزب الفضيلة البرلمانية تعلن " انسحابها من كتلة الائتلاف العراقي الموحد وانها ستعمل في البرلمان ككتلة منفردة."

واضاف الجابري أن قرار الانسحاب جاء بعد ان تيقن الحزب ان الوضع العراقي الراهن يحتاج الى " اعادة بناء الحياة السياسية (في العراق) على اسس صحيحة قائمة على المواطنة والبرامج السياسية الافضل وشرعية الانجاز...واعادة نسج خيوط الترابط الوطني بين المكونات الاجتماعية والسياسية في العراق."

ويتكون الائتلاف العراقى من ستة مكونات رئيسية هي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والتكتل الصدرى وكتلة (المستقلون) وتكتل حزب الدعوة، وتكتل حزب الدعوة تنظيم العراق، وتكتل حزب الفضيلة.

وقال الجابري إن حزب الفضيلة سيعمل ككتلة منفردة في البرلمان " في انتظار توفر القناعات الكاملة لدى الاحزاب والكيانات السياسية لاطلاق مشروع وطني يقوم على اساس وحدة العراق وسيادته واحترام المباديء التي يؤمن بها الشعب."

وقال بيان للحزب في اسباب انسحابه من الائتلاف الشيعي " لقد تنبأنا بالنهاية القاتمة التي سيصل اليها العراق في ظل سياسة المحاصصات الخاطئة، وعبرنا عن رفضنا لهذه السياسيات بالانسحاب من الحكومة."

واضاف ان حزب الفضيلة يرى " ان الخطوة الاولى على طريق انقاذ العراق من ازمته الخانقة هذه تبدأ من تفكيك هذه الكتل وعدم فسح المجال امام تشكيل كتل على اساس طائفي او عرقي لانه أدى الى تخندق الشعب العراقى وانقسامه على نفسه."

ومضى البيان يقول ان حل المشكلة العراقية هو " ان تتشكل الكتل على اساس المشاريع الوطنية التي تجعل مصلحة العراق والعراقيين هي المعيار."

وقال البيان ان انقسام الكتل البرلمانية الحالية وتشكيلها على اساس عرقي وطائفي " ولد ازمة ثقة بين الكتل السياسية وبدات الكتل (البرلمانية) تتصرف وكانها خصوم يريد كل منهم ان يقضم من استحاقات الاخر ولم يعملوا كاخوة ابناء بلد واحد."

بدوره قال السيد بهاء الاعرجي، عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد يوم الأربعاء إن إنسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف يدل على عدم التزامهم ببقاء كتلة الائتلاف موحدة .

واعتبر الاعرجى في اتصال مع (اصوات العراق) ان انسحاب حزب الفضيلة من كتلة الائتلاف اليوم "نابع من عدم الالتزام بالمواثيق المشتركة بينه وبين الائتلاف , حيث انه لم يراع المواثيق بان تبقى كتلة الائتلاف موحدة ,"

وقال ان "العراقيين انتخبوا الائتلاف ككتلة ولم ينتخبوا حزب الفضيلة ككتلة مستقلة, وإذا كانت هناك اختلافات بين الفضيلة والائتلاف لا يعني انها تنسحب من الائتلاف"

وقال "هذه التكتلات الجديدة يراد منها اضعاف الحكومة العراقية."

واوضح ان الكتلة الصدرية كانت على علم مسبق بان حزب الفضيلة يريد الانسحاب من الائتلاف، لكنها لم تتوقع انسحابها بهذه السرعة , وقال إن عليهم اعادة النظر في قرارهم هذا وان يضعوا مصلحة العراق فوق كل الاعتبارات.

وأكد أنه " لانية لانسحاب الكتلة الصدرية التي تمتلك 30 مقعدا في مجلس النواب ضمن كتلة الائتلاف من الائتلاف."

كان حزب الفضيلة، احد الاحزاب المكونة لقائمة الائتلاف العراقي الموحد، وله 15 مقعدا فى البرلمان ، اعلن انسحابه من قائمة الائتلاف فى وقت سابق اليوم .

ورأى النائب البرلماني حسن السنيد، عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد يوم الاربعاء، فى تعقيب على إنسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف، أن تغيير التحالفات السياسية داخل البرلمان أمر طبيعي كون التحالفات غير ثابتة وتتغير وفق تغير الرؤى السياسية .

وقال النائب السنيد في اتصال هاتفي مع (أصوات العراق) " أشعر بالاسف لانفصال حزب الفضيلة (15 نائبا) عن قائمة الائتلاف كوننا كنا قد دخلنا معهم بحوارات مطولة لاقناعهم بالبقاء في الائتلاف، إلا أننا فشلنا فى ذلك , لذا فانه من المؤسف خسارة أي طرف من الائتلاف ".

وعما اذا كان الائتلاف سيشهد في الايام المقبلة انسحابات اخرى قال السنيد" لا أعتقد .. الائتلاف الآن متماسك وقوي وسيشهد انضمام اعضاء برلمانيين اليه من بعض القوائم".

ولم يذكر اسماء هذه القوائم .

وعما اذا كان لانسحاب الفضيلة أي علاقة مع تشكيل القائمة المشتركة بين جبهة التوافق العراقية وبين القائمة العراقية التي اعلنت امس ببغداد قال " لاتوجد أي علاقة بين انسحاب الفضيلة وبين تشكيل القائمة المشتركة بين العراقية والتوافق، لان الفضيلة لم ينضم لهذه القائمة ,ولاننا نعلم ان التوافق والعراقية بينهما رؤى سياسية مشتركة لكثير من الامور ".

وكان الدكتور عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية كشف الثلاثاء إن تحالفا سياسيا جديدا تم تشيكله بين جبهة التوافق العراقية والقائمة العراقية أطلق عليه إسم (الجبهة الوطنية العراقية) ، وأكد أن هذا التحالف لا يحمل أى صبغة طائفية أو مذهبية.

من جهته دعا عضو في مجلس النواب العراقي عن كتلة الإئتلاف الموحد قادة (الإئتلاف) اليوم الأربعاء

إلى دراسة أسباب إنسحاب (حزب الفضيلة) من الكتلة ،معربا عن أسفه لهذا الإنسحاب .

وقال محمد الحيدري ،عضو البرلمان عن كتلة (مستقلون) المنضوية في (الإئتلاف الموحد) ،في تصريح لـ ( أصوات العراق) " نعبر عن بالغ أسفنا لإنسحاب مكون مهم من المكونات السياسية المشكلة لكتلة الإئتلاف العراقي الموحد."

ودعا الحيدري قادة الإئتلاف إلى "دراسة الأسباب التي كانت وراء إنسحاب الحزب."

وفي الوقت نفسه ،قال العضو البرلماني "على شراكائنا في (حزب الفضيلة) إعادة النظر في قرار الإنسحاب" ،مشيرا إلى ضرورة "حل كافة المشاكل العالقة بطرق سليمة."

وأضاف الحيدري "الظرف الذي يمر به العراق يتطلب وحدة الكلمة ورص الصفوف ،وبالتالي فإن الإنسحاب سيضر بالثوابت."

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 9 آذار/2007 -19/صفر/1428