جريمة قتل أطفال في الرمادي: الموت صناعة تكفيرية بامتياز

علي حسين علي

مع أن فقهاء الإرهاب قد حاولوا اطالة حبل الكذب،إلا انه تقطع في أول اختبار جدي وحقيقي له. ففاجعة جامع الصحابة في الحبانية والتي دبرها ونفذها الإرهابيون التكفيريون من جماعة (القاعدة) الإرهابية قد كشفت زيف وعاظ السلاطين ومزاعمهم الفجة والمستمرة بأن كل من يقتل من أبناء السنة فان القاتل حتماً يكون من (المليشيات الشيعية)!

وكان تفجير ناقلة الوقود المحملة بمادة الكلورين الكيمياوية القاتلة قد قطع حبل الكذب ذاك وفضح من كانوا يزعمون المزاعم المضللة تلك.

 فـ(المليشيات الشيعية)-كما يزعمون- بعيدة عن مكان الحادث، والجامع المقصود بالجريمة يقع ضمن منطقة تسيطر عليها العصابات الإرهابية التكفيرية والصدامية،والوسيلة من الصعب إيصالها إلى هناك للظروف الأمنية المعروفة،فضلاً عن ذلك فانه لم يكن هناك امتياز لأي جهة عسكرية أو ميليشياوية باستعمال الكيمياوي في محاربة الخصوم الا لنظام صدام وجيشه وما تبقى منهم ألان ممن انضموا إلى القادة أو شكلوا تنظيمات إرهابية تحت أسماء اسلامية. فالقتل بالكيمياوي صناعة صدامية بامتياز توارثها (أبناؤه) من التكفيريين والبعثيين بعد نفوق (القائد الضرورة).

قلنا فاجعة جامع الحبانية كانت فاصلا ًبين ما هو باطل وما هو حق،فما هو باطل هو الادعاء بان استهداف المساجد وكذلك أبناء السنة يقوم به طرف واحد _حسب زعم وعاظ السلاطين وفقهاء الإرهاب_حتى لو أن القتيل السني كان في سفرة إلى المريخ !!وما هو حق تأكد يوم السبت الماضي وأتضح لكل الناس ولكل العراقيين بان من يقتل الأبرياء في مدينة الصدر وفي الكرادة والكاظمية وكربلاء والنجف هو نفسه من يقتل الأبرياء في الفلوجة والرمادي والموصل وكركوك وسامراء والحبانية أخيراً وليس اخراَ.

 وقد يكون في هذا الاستنتاج،أو قد يرى البعض فيه نوعاً من المغالاة، فلا يجوز التعميم، اولاً ولا يجوز من دون دليل.. هذا الطرح مقبول، إلا اننا نمتلك اكثر من مثل على صحة ما ذهبنا إليه، أولها ان التكفيريين من اتباع(القاعدة) والصداميين(المنضوين في فيالق ارهابية) هم انفسهم من يعلن(انجازاته) القتلية، فهم من تبنى جميع المذابح الكبرى في بغداد وكربلاء والنجف وديالى وكركوك وحتى هدم مرقدي الأمامين العسكريين في سامراء وجاء ذلك التبني ببيانات على مواقع الانترنت الخاصة بالعصابات الارهابية، او عرضت صورها على الشاشات الفضائية وراح الفاعلون المجرمون يتبجحون بانتصارهم بقتل العراقيين الابرياء في كل مكان من بلادنا.

الفاجعة الاخرى التي قطعت حبل الكذب إرباً إربا هي مذبحة الاطفال في الرمادي، المدينة التي يتحكم بها الارهابيون ويفرضون عليها سلطانهم ولا يتركون(غريباً) يطأ ارضها إلا ان يكون منهم.. في هذه المدينة المحتلة حقيقة، تم تفجير سيارة مفخخة وسط اطفال يلعبون.

وكان الضحايا ثمانية عشر طفلاً استشهدوا وما يزيد على العشرين طفلاً اخر اصيبوا بجراح اكثرهم في حال الخطر.. في هذا الحال لم يستطع لا حارث الضاري شيخ الضلالة- ولا غيره ممن يرمون التهم على الناس من دون تبين ولا فضائيات التكفير من اتهام(الميليشيات الشيعية) بهذا العمل الاجرامي.. ولما لم يكن اقناع الناس مضموناً في ما لو تم الصاق التهمة بالميليشيات الشيعية، فإن الحادث قد سجل ضد مجهول!!

وتم اغفاله من قبل فضائيات التكفير ومشايخ السوء والناقصين والطبالين والمروجين للباطل أمثال المفلوج والمطلك وخلف العليان!!

استشهد حوالي عشرون طفلاً بريئاً وسفح دمهم ظلماً وعدوانا، ولم يتحدث(المتحدثون) عن بشاعة الجريمة او عن خسة الفاعلين، لأن(الفاعلين) من اهل بيتهم او من بين شذاذ الافاق الذين وفدوا بعد سقوط الصنم لاستلام عرشه واقامت دولة الكفر والضلال على اسس دولة الظلم والاستبداد الصدامية وعلى نفس نهجها وخطها الاجرامي!

استشهد وجرح العشرات من اطفال العراق، ولم يطالب أي احد لا في بغداد، ولا في العواصم القريبة او القصية حتى بمعرفة من القاتل! قد يقول قائل ان الحاجة الى معرفة القاتل منتفية لانه معروف لديهم، واذا كان ذلك صحيحاً، فإن دم القتيل له حق وهو حق كل من يدعي الاسلام ويزعم انه انسان وليس عقرباً من عقارب البادية!!

اربعون طفلاً فقدناهم، في ساعة واحدة، لم يرتكبوا ذنباً، ولم يقترفوا جرماً، الا انهم عراقيون، عراقيون من أب وأم.. ودم العراقي في بعض مناطق العراق صار مباحاً حسب شريعة ابن لادن وابن الضاري وغيرهما من منافقي الاسلام..

 ليرحم الله اطفالنا ونسأله الصبر لاهلهم وعوائلهم.. وانا لله وانا إليه راجعون.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 6 آذار/2007 -16/صفر/1428