ما ان ابدت الحكومة العراقية تأييدها الى النظرية العلمية التي
تقول ان الماء يتكون من مكونين هما الهايدروجين والاوكسجين وبنسبة
حددها العلماء H2O حتى تعالت اصوات الشجب والاستنكار والاعتراض من
قبل الاحزاب والتيارات والفضائيات العربية واعتبار هذا التأييد جاء في
وقت حرج جدا وانه يزيد المرحلة الامنية والسياسية تعقيدا..
واعتبرها اخرون تعّبرعن نية الحكومة التلكؤ بتوفير الماء الصالح
للشرب والاكتفاء بالاوكسجين في ميزانية 2007 التي اقرها البرلمان في
الفصل التشريعي الثاني..
وقد ظهر احدهم على الفضائية قائلا: ان هذه النظرية العلمية تزيد
المجتمع العراقي الجريح المزيد من التشتت والانقسام وان هذه النظرية
تعكس مدى تجاهل الحكومة لعمليات التهجير القسري في بعض مناطق بغداد !!!
وقد تعجب احد المسؤولين في الحكومة لردود الفعل هذه قائلا " اذا
كانت هذه نظرية علمية وقد اتفق جميع سكان الارض عليها ويكون رد الفعل
بهذه الطريقة !!! فكيف اذا صرح احد اعضاء الحكومة بان الارض دائرية
مثلا او ان الشمس تجري لمستقر لها ؟ "
وقد استضاف الرفيق المناضل فيصل قاسم في برنامجه الاتجاه المعاكس في
قناة الجزيرة الرفيق عنيفص الذي قال في مقدمة البرنامج "لقد بقي العالم
لعدة قرون يعيش في وهم النظريات العميلة التي تسمي نفسها علمية كما
تفعل الحكومة العراقية، وليس لها - في الحقيقة - من العلمية
والديمقراطية إلا الاسم، وها هم يتجنون على الماء الذي خلق الله كل شىء
منه ويقولون هو H2O هذه بدعة باطلة وكل باطل ينتج عنه نظرية باطلة.
الحكومة العراقية البالغ عمرها اقل من سنة في هذا البلد الذي يحمل
حضارة اكثر من خمسة الاف سنة لم تقل اي شىء او ان تبادر لفعل اي شىء او
ان تقوم بتطبيق فعل اي شىء الا ولاقت استنكارا ورفضا واعتراضا
واستهجانا واتهاما لما سوف تعمله ولما عملته وللذي تعمله وللذي في
نيتها عمله..
وقد اكتفت بعض الشخصيات المعتدلة بالاسف لتصريحات الحكومة، وبعضها
اعلن عن خيبة امله لهذه التصريحات التي تنم عن تهميش الاوكسجين واعطاء
زخم غير مبرر للهايدروجين.
وفي الوقت الذي تدمر فيه قوى الارهاب كل شىء لتعطيل ليس الحياة فقط
وانما حتى السبيل الى الاخرة، من انفكت بعض الاحزاب والتيارات والفصائل
السياسية لمطالبة الحكومة بالتنمية والاعمار والتصويت على قانون
الاحزاب وتصحيح نظرية كروية الارض وادراجها في الفصل التشريعي الثالث
لمجلس البرلمان والتي يقول احد المعارضين للعملية السياسية ان صحت
كرويتها فان الحرب الاهلية قائمة لا محالة..
hamedalhumraney@yahoo.com |