استهداف الرموز تكتيك جديد في حرب الارهاب

شبكة النبأ: يعتمد الارهاب على تغيير اسلوب العمل بين فترة واخرى حسب تغير انماط الحركة للاهداف التي يرصدها ويعمد باستمرار لأن تمتد يده الى جميع المستويات للجهة التي يحاربها معتمداً الى حد كبير على تداخل ادواته التنفيذية في المجتمعات المتناقضة الافكار والاتجاهات، ويلاحظ مؤخراً التكتيك الجديد للارهاب في محاولات استهداف القيادات والرموز لأجل خلق انطباع على انه يستطيع النفوذ الى اكثر الاماكن حساسية وحماية، وخلال الاسبوع الماضي فقط جرت عدة محاولات اغتيال نوعية لأستهداف نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني في قاعدة باغرام الجوية الافغانية وكذلك محاولة اغتيال نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي مع وزير الاشغال في بغداد اضافة الى استهداف جمع من سفراء الدول الغربية في سريلانكا خلال الاسبوع المنصرم.

وقال مصدر أمني ان الشرطة العراقية ترجح ان يكون شخص "من داخل" وزارة الاشغال والبلديات وراء التفجير الذي استهدف نائب الرئيس العراقي عادل المهدي حسب تقرير نقلته وكالة فرانس برس.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه انه "يجري استجواب 35 موظفاً في الوزارة لمعرفة كيف تم ادخال القنبلة الى المبنى". واضاف ان "معظم الذين يتم اسجوابهم من الحراس ورجال امن الوزارة". واوضح انه سيتم استجواب المصابين في الحادث بمجرد ان يتماثلوا للشفاء.

وكان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 31 عندما انفجرت الاثنين قنبلة مزروعة في سقف قاعة داخل وزارة الاشغال والبلديات اثناء اقامة احتفال لتكريم الموظفين المتميزين فيها في حضور عبد المهدي ووزير الاشغال رياض غريب، وافادت مصادر امنية ان عبد المهدي وغريب اصيبا بخدوش بسيطة.

واوضح المصدر الامني ان "الموظفين ابلغوا عشية التفجير ان نائب الرئيس سيحضر الاحتفال وبالتالي فالشخص الذي زرع القنبلة كان يعرف انه سيكون موجودا". واضاف ان " الوزارة بدات في منع الزوار من الدخول قبل الاحتفال بيوم ما يرجح ان يكون شخص من داخل الوزارة وراء هذه الجريمة"، وتابع ان "التحقيقات الاولية تشير الى ان احد العاملين هرب المتفجرات الى المبنى".

يذكر ان وزير الاشغال والبلديات شيعي من الائتلاف العراقي الموحد الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وفي صعيد اخر أعلن وزير حقوق الانسان السريلانكي ماهيندا ساماراسينغي ان سفراء ألمانيا وأمريكا وايطاليا في سريلانكا اصيبوا بجروح طفيفة الثلاثاء حسب تقرير لـرويترز في هجوم مدفعي شنه متمردون على الارجح في شرق الجزيرة.

وقال سامارينغي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان السفراء جرحوا بشظايا قذائف اصابت مدرج الهبوط في قاعدة باتيكالوا الجوية بينما كانوا ينزلون من مروحية عسكرية.

ووقع الهجوم بينما كانت طائرات هليكوبتر تقل ساماراسينغي وسفراء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكندا والمانيا وفرنسا تهبط في منطقة باتيكالوا بشرق سريلانكا في مهمة انسانية.

واوضح الوزير السريلانكي ان قذيفتين سقطتا بعيد نزولهم من مروحية عسكرية، مما ادى الى جرح السفراء وستة اشخاص آخرين.

وعبر المتمردون التاميل عن »اسفهم العميق« بعد جرح السفراء الغربيين الثلاثة.

واعترفت جبهة تحرير ايلام تاميل الانفصالية المتمردة بانها شنت القصف المدفعي، متهمة الحكومة بانها لم تبلغهم بقدوم دبلوماسيين الى المنطقة على متن مروحيتين.

واوضحت الجبهة ان القصف توقف بعد اتصال من مسؤول في الامم المتحدة لابلاغ المتمردين بوجود البعثة الاجنبية.

وكان نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني هو الاخر حاضراً في قاعدة باغرام الجوية الافغانية عند تعرضها لتفجير انتحاري حيث اعلنت قوات الائتلاف في افغانستان مقتل مدنيين افغانيين اثنين وجندي امريكي في العملية الانتحارية التي جرت عند مدخل قاعدة باغرام الجوية الامريكية خلال زيارة لنائب الرئيس الامريكي ديك تشيني.

وكانت وزارة الداخلية الافغانية اعلنت سقوط 18 قتيلا بينهم ثلاثة جنود.

وقال ريتشارد سيمونسن المتحدث باسم التحالف الذي يقوده الامريكيون لوكالة فرانس برس ان اربعة اشخاص قتلوا هم مدنيان وجندي امريكي والانتحاري الذي نفذ الهجوم.

وقام الانتحاري بتفجير الشحنة الناسفة عند مدخل قاعدة باغرام الجوية المقر العام لقيادة قوات التحالف على بعد ستين كيلومترا شمال كابول.

وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الانفجار مضيفة ان المهاجم كان يعلم ان نائب الرئيس الأمريكي تشيني في البلاد.

وبقي تشيني في القاعدة أثناء الليل بعد تأجيل محادثات مقررة مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي من جراء الاحوال الجوية.

وقالت ليا آن مكبرايد المتحدثة باسم تشيني »نائب الرئيس بخير«.

ويذكر ان مساحة قاعدة باغرام الجوية شاسعة وتقع البوابات الرئيسية على مسافة من المكاتب وأماكن الاقامة للجنود والموظفين.

وقالت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ومقرها باكستان ان مسؤولا أفغانيا أفاد بأن الانفجار وقع داخل حاوية شحن ولكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.

وتستخدم بعض الحاويات كمتاجر في السوق على الطريق الى القاعدة.

وذكرت مراسلة رويترز التي كانت مسافرة مع الوفد الامريكي انهم لم يعلموا بالانفجار الى أن سمعوا صفارات الانذار وأبلغهم متحدث عسكري بأن القاعدة تتعرض لهجوم.

وقالت كارين بوهان أبلغنا بأن هناك تحذيرا...كانت هناك فوضى لكنها انتهت سريعا.لم نسمع دوي انفجار أي قنبلة أو ما شابه من المكان الذي كنا فيه«.

في غضون ذلك ذكرت الشرطة المحلية أن تفجيرا انتحاريا ثانيا وقع أمس الثلاثاء وذلك عندما فجر انتحاري حزاما ناسفا كان يلفه حول جسده أمام مكتب حكومي في مدينة قندهار عاصمة الاقليم الذي يحمل نفس الاسم بجنوب أفغانستان مما أدى لمقتله وفتاة أخرى فضلا عن اصابة شخصين.

وزادت حركة طالبان من وتيرة عملياتها بعد فترة توقف خلال فصل الشتاء قارس البرودة في أفغانستان، وأدت أعمال العنف التي شهدها هذا البلد منذ مطلع العام الجاري حتى الان الى مقتل 400 شخص غالبيتهم من المتمردين.

على صعيد آخر ذكرت صحيفة الغارديانالبريطانية الثلاثاء ان بريطانيا بدأت جهودا للمصالحة في افغانستان من اجل تطويق ميليشيا حركة طالبان الاصولية.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين بريطانيين كبار ان بريطانيا تحاول الآن معرفة مقاتلي طالبان الذين سئموا القتال وستحاول اقناعهم بالعودة مجددا الى قبائلهم.

يأتي ذلك بينما اعلن وزير الدفاع البريطاني ديز براون الاثنين ان بريطانيا سترسل 1400 جندي اضافي الى جنوب افغانستان حيث تستعد قوات حلف شمال الاطلسي لمواجهة هجوم قد تشنه حركة طالبان في الربيع.

وقالت الصحيفة ان البريطانيين سيعرضون على مقاتلي طالبان الاسرى بدائل وسيسعون الى التفاوض مع وجهاء القبائل حول حلول اضافية.

وقال مصدر آخر للصحيفة نحن مقتنعون بان معظم الناس لا يؤيدون طالبان ويريدون الابتعاد عنها.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 1 آذار/2007 -11/صفر/1428