تشيني كبير الصقور يحشد الحلفاء لمحاصرة وضرب ايران

 شبكة النبأ: من الواضح جداً أن الإدارة الامريكية تعمل على سياسة الإحتواء المباشر وتضييق الخناق اكثر فأكثر عبر مساعي حثيثة لفرض عقوبات جديدة صارمة على ايران والعمل على عزلها عن المجتمع الدولي وهذا ما يجري التحضير له خلال الأيام القليلة القادمة.

وأضاف محللون لشبكة النبأ إنه وعلى نفس قدم المساواة يجري تجهيز الخطة المتكاملة للهجوم الجوي على مواقع رئيسية محددة في طهران وخارجها لضرب المواقع النووية وأهداف مهمة اخرى، وذلك عند وصول الخلاف النووي إلى طريق مسدود حيث صرح مختصون إن مستلزمات العمل العسكري تجهز للتنفيذ خلال أربعة وعشرين ساعة إذا أمر بوش بذلك.

ويلاحظ الحشد العسكري والتشاوري من خلال تكثيف الاتصالات بين أمريكا وحلفائها في الخليج وشرق آسيا وأسترايا ووصول حاملة الطائرات الأحدث في العالم"ستينيس" الى بحر عمان رغم ان الدعم الجوي لايعاني من مشكلة في العراق وافغانستان. والهدف واضح هو منع قيام أيران نووية، حتى لو خسرت أمريكا لأجل ذلك عدة مئات من جنودها أو عدة مليارات، المهم لديهم هو الحشد الدولي.

وكان نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قد وصل إلى سلطنة عمان في زيارة غير معلنة، تزامنت مع تقارير متزايدة تشير إلى أن إيران قد تتعرض لهجوم، حسب ما نقلته CNN بسبب عدم إستجابتها لضغوط دولية تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم.

ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين عُمانيين قولهم إن طائرة تشيني هبطت في إحدى القواعد الجوية التابعة للقوات الأمريكية  بسلطنة عُمان، حيث بدأ فور وصوله مباحثات مع وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي بن عبد الله.

وفيما قال المتحدث بأسم السفارة الأمريكية في مسقط، إن زيارة تشيني للدولة الخليجية، تهدف إلى بحث بعض القضايا المتعلقة بقطاع النفط، أكد مسؤولون عُمانيون أن مباحثات تشيني وبن علوي، ستركز على بحث الوضع في المنطقة، في ضوء التصعيد المتسارع للأزمة النووية الإيرانية.

وكان نائب الرئيس الأمريكي قد هدد ايران، بقوله إنّ "جميع الخيارات مطروحة" إذا أستمرت طهران في تحدي الأمم المتحدة، التي تطالبها بوقف برامج التخصيب.

وقال تشيني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد، إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من "الأنشطة الإيرانية، ومن ضمنها تبنيها الشرس لتنظيم حزب الله الإرهابي، والخطب النارية للرئيس محمود أحمدي نجاد."

ولكن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، رد على تهديد تشيني بقوله إنّ الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بشنّ عمل عسكري ضدّها.

وقال متكي للصحفيين: "لا نرى أنّ الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بخلق أزمة جديدة مع دافعي الضرائب داخلها، ببدء حرب أخرى في المنطقة."

ويُشار إلى أن نائب الرئيس الأمريكي كان قد قام بزيارة لعدد من الدول العربية في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينها المملكة السعودية حيث أجرى فيها محادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، تطرقت للدور الذي تستطيع الرياض القيام به لتهدئة الأوضاع في العراق.

يُذكر أن تشيني، كان قلل الأربعاء الماضي، من شأن تلميحات حول ارتكاب أخطاء قد تكون أساءت إلى مصداقية الإدارة الأمريكية فيما تعلق بالعراق، وأنها دفعت بأعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى مساءلة خطط الرئيس جورج بوش بإرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى العراق.

ومن جهة اخرى وفي مسعى لتأكيد مخاوف الغرب، من استعادة فلول حركة طالبان وتنظيم القاعدة والمتعاطفين معهم في المنطقة الحدودية الباكستانية وأفغانستان نفوذهم، طلب  تشيني  من الرئيس الباكستاني برويز مشرف اتخاذ إجراءات للقضاء على جهود القاعدة بإعادة تجميع عناصرها، وفق ما أكده مسؤولون باكستانيون مطلعون. بدوره أعلن مكتب الرئاسة الباكستانية أن "تشيني أعرب عن مخاوف الولايات المتحدة من إعادة القاعدة تجميع عناصرها في المناطق القبلية مطالبا بجهود متفق عليها للوقوف في وجه هذا التهديد." 

وقلل نائب الرئيس الأمريكي  من شأن تلميحات حول ارتكاب أخطاء قد تكون أساءت إلى مصداقية الإدارة الأمريكية فيما تعلق بالعراق، وأنها دفعت بأعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى مساءلة خطط الرئيس جورج بوش بإرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى العراق.

ووصف تشيني هذه التلميحات بأنها "كلام تافه."

تصريح تشيني جاء في مقابلة مع شبكة CNN بعد ساعات على خطاب حالة الاتحاد السنوي الذي ألقاه بوش أمام مجلسي الكونغرس، وناشد فيها الدعم لخططه بشأن العراق.

وفي المقابلة طلب المقدم وولف بليتزر من تشيني أن يرد على بعض الجمهوريين في الكونغرس الذين "يساءلون حاليا بجدية مصداقيتكم، بسبب الأخطاء والفشل.."

ورد تشيني على ذلك بالقول "ببساطة لا أوافق على مقدمة سؤالك. أعتقد ببساطة أنه كلام فارغ."

وأكد التزام الإدارة الأمريكية بالتحرك قدما في خططها لإرسال مزيد من القوات إلى بغداد، حتى لو مرر الكونغرس قراراً يعارض ذلك.

وشدد تشيني "إن ذلك لن يوقفنا.."

وأضاف نائب الرئيس الأمريكي أنه في حال سحب القوات الأمريكية من العراق فإن ذلك "سيثبّت استراتيجية الإرهاب التي تقول إن الأمريكيين لن يصمدوا لإكمال مهمتهم، ذلك هو التهديد الأكبر."

وجدد تشيني موقف إدارته بأن الإطاحة بصدام حسين كانت الخطوة الصحيحة، مضيفا أن "العالم اليوم هو أكثر أمناً جراء ذلك."

وقال "تحققت ثلاثة انتخابات وطنية في العراق، لقد وضعت أسس الديمقراطية وصيغ دستور وهناك حكومة منتخبة ديمقراطيا."

وقال تشيني "مثل صدام أمام العدالة وأُعدم، وقتل أولاده، وحكومته ولّت، والعالم الآن أفضل حالاً بسبب ذلك."

وأوضح تشيني أنه لو سمح لصدام بالبقاء على سدة الحكم لكان "عند هذه النقطة في سباق تسلح نووي مع أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني) أعداءه التاريخيون في إيران المجاورة."

إلا أنه رغم هذا الاعتراف، أقر تشيني بوجود مشاكل في العراق، قائلا "هناك مشاكل.. مشاكل متواصلة، لكننا حققنا في الحقيقة أهدافنا بالتخلص من النظام السابق."

واكتفى تشيني بالقول إن هيلاري لن تكون الرئيسة، حتى لو فازت فلن تكون جيدة في هذا المنصب.

وزار ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي أفغانستان وباكستان يوم الاثنين لحث الرئيس الباكستاني برويز مشرف على اتخاذ موقف متشدد ضد المقاتلين في الجانب الباكستاني من الحدود المشتركة مع أفغانستان التي لا يسودها القانون والتي يقول قادة عسكريون امريكيون ان المقاتلين المتشددين يحتمون ويتدربون فيها.

وقال كريج كوهين وديريك تشوليت في مقال نشر في العدد الصادر في فصل الربيع من مجلة واشنطن كوارترلي ان الاستراتيجية الامريكية "تفادت كارثة لاكثر من خمس سنوات لكن لا توجد خطة بديلة ونفقات الازمة في باكستان كبيرة لدرجة لا يمكن تحملها دون وجود خيارات أخرى قابلة للتنفيذ."

وجاءت زيارة تشيني لباكستان في الوقت الذي قالت فيه صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين ان الرئيس الامريكي قرر ارسال رسالة شديدة اللهجة على غير العادة للرئيس الباكستاني ليحذره من ان الكونجرس الامريكي الذي يهيمن عليه الان الديمقراطيون قد يقطع عن بلاده المساعدات مالم تبذل مزيدا من الجهد لملاحقة نشطي القاعدة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الادارة الامريكية قولهم ان هذا القرار اتخذ بعد ان خلص البيت الابيض الى ان مشرف وهو حليف رئيسي في حرب واشنطن "على الارهاب" لم يف بما التزم به أمام بوش في سبتمبر ايلول الماضي للتصدي للجماعات المتشددة.

ومرر مجلس النواب الامريكي مؤخرا قرارا يطالب بوش بالتأكد من ان اسلام اباد تبذل "كل الجهود الممكنة" لمنع طالبان من النشاط في مناطق خاضعة لسيادتها كشرط لاستمرار المساعدات العسكرية الامريكية لباكستان.

كما يفكر مجلس الشيوخ الامريكي في وسيلة للضغط على اسلام اباد حتى تبذل مزيدا من الجهد لمكافحة الجماعات المتشددة ويبحث المجلس طرح اقتراح في هذا الصدد الاسبوع الحالي.

وتقول باكستان انها تبذل كل ما بوسعها لمنع المتشددين من التسلل الى أفغانستان لكن الجيش الامريكي يقول ان الهجمات عبر حدود افغانستان زادت حدة العام الماضي.

وجاء في تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان الولايات المتحدة قدمت لباكستان أكثر من عشرة مليارات دولار كمساعدات عسكرية واقتصادية ومساعدات للتنمية منذ هجمات سبتمبر وربما أكثر من ذلك كمساعدات عسكرية ومخابراتية مستترة.

وأضاف التقرير ان واشنطن رغم ذلك "تجد نفسها تتمتع بنفوذ قليل نسبيا على ما يجري من أحداث في باكستان."

ويقول خبراء الكونجرس ان 350 مليونا من هذه المساعدات يمكن ان تتأثر بقرار مجلس النواب.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 28 شباط/2007 -11/صفر/1428