قالت وسائل اعلام عربية ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف يسعى الى
اقامة تحالف سني لمواجهة تصاعد النفوذ الايراني الشيعي في الشرق
الاوسط.
لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال بأن سلسلة الاجتماعات
التي يعقدها الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع زعماء الدول السنية
الرئيسية لا تهدف الى تشكيل تحالف ضد ايران الشيعية.
وقد استضافت اسلام اباد يوم الاحد لقاء لوزراء خارجية سبع دول
اسلامية كبرى، هي باكستان واندونيسيا وماليزيا والسعودية ومصر وتركيا
والاردن، الى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، لمناقشة سبل حل
النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي وإحلال السلام في العراق وافغانستان.
وعشية هذا اللقاء، استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز
آل سعود أردوغان في الرياض. وبحث الزعيمان في مجمل الأحداث والمستجدات
على الساحتين الاسلامية والدولية، وفي مقدمها تطورات القضية الفلسطينية
والوضع في العراق، فضلاً عن آفاق التعاون بين البلدين.
وأبلغ اردوغان قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان "هذا اللقاء ليس
معداً لعزل اي دولة". وأضاف: "يجب الا يؤخد من وجهة النظر هذه.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الباكستانية ان وزراء خارجية الدول
السبع سيصلون الى إسلام أباد بدعوة من وزير الخارجية الباكستاني خورشيد
محمود قاسوري خلال الساعات المقبلة لعقد المشاورات التي تستمر يوماً
واحداً.
وتبادل الوزراء وجهات النظر حول المبادرة الجديدة التي اطلقتها
باكستان لوضع حد للنزاع في الاراضي الفلسطينية، ومعالجة الأوضاع
الأمنية الخطيرة في العراق، ومواجهة الاضطراب السياسي في لبنان والتوتر
المتزايد بين ايران والولايات المتحدة.
وأبلغ رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز سبعة من وزراء خارجية
الدول الاسلامية يوم الاحد بأن السلام في الشرق الاوسط يعتمد على ايجاد
حل عادل للقضية الفلسطينية ودعا الى اتخاذ موقف موحد ضد التيارات
الراديكالية.
وقال عزيز للوزراء في مستهل الاجتماع "السلام الدائم في الشرق
الاوسط يتطلب حلا مشرفا باقامة دولة فلسطينية على أساس العدل والمساواة
والواقعية تماشيا مع رغبات الشعب الفلسطيني."
ويدعم الرئيس الباكستاني برويز مشرف فكرة عقد قمة للدول الاسلامية
ولطالما قال ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو اساس الارهاب والتطرف.
وأبدى مشرف حزنه بسبب المشاكل التي تشهدها المنطقة وحث على مبادرة
جديدة خلال محادثات اجراها في عدة دول اسلامية خلال الاسابيع القليلة
المنصرمة. ورغم ان حكومة باكستان لا تعترف باسرائيل الا انها اجرت
محادثات مع الدولة العبرية.
ومن المتوقع ان يحددوا موعدا لعقد قمة للدول الاسلامية وافقت
المملكة العربية السعودية على استضافتها في مدينة مكة المكرمة والتي
اجتمع فيها مسؤولون من حركتي فتح والمقاومة الاٍسلامية (حماس)
الفلسطينيتين المتنحارتين حيث اتفقوا على تشكيل حكومة وحدة أملا في
انهاء العنف بين اتباعهم.
وقال عزيز ان حكومة الوحدة الفلسطينية ستساهم في احراز تقدم نحو
اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تتوافر لها مقومات البقاء.
وقال ايضا ان النزاع حول البرنامج النووي الايراني يجب ان يحل سلميا
ويجب تجنب اللجوء الى القوة.
واضاف ان العالم الاسلامي في حاجة الى تبني نهج كلي لمواجهة مشاكله
والعوامل الخارجية التي تواجهه وان على الدول الاسلامية ان تحاول سد
الفجوة بين الاسلام والغرب.
وقال عزيز وفقا لبيان صادر عن مكتبه "الامر يحتاج الى استراتيجية
مشتركة لمكافحة الراديكالية والتطرف."
وقال عزيز ايضا ان الشعب العراقي يجب ان يجرى "تمكينه لتقرير مصيره
بنفسه" وان الامر بحاجة الى بذل جهود جماعية للحفاظ على سلام وسيادة
لبنان.
ويقول محللون ان تحرك مشرف لفتح قنوات اتصال مع اسرائيل التي اجرت
باكستان اول محادثات علنية معها عام 2005 في تركيا رغم معارضة من
الاسلاميين المتشددين عزز موقفه الدولي.
وقد يستخذم مشرف نفوذه لدى الغرب للحث على تسوية للقضية الفلسطينية.
لكن محللين اخرين ابدوا تشككهم في ان تحقق قمة الدول الاسلامية شيئا
اكثر من مجرد جذب انتباه العالم لمشاكل الشرق الاوسط.
وكان هذا الاجتماع الذي استُثنيت منه ايران وسورية، وحضره وزراء
خارجية باكستان والسعودية والأردن ومصر وتركيا وماليزيا وإندونيسيا،
اضافة الى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان
اوغلو، ناقش أيضاً الملف اللبناني والوضع المتدهور في الأراضي
الفلسطينية والانقسامات الطائفية في العالم الإسلامي بسبب الوضع في
العراق.
ورفض وزير الخارجية الباكستاني القول إن عدم دعوة إيران وسورية
والجانب الفلسطيني الى لقاءات اسلام أباد، قد يزيد من حال الانقسام،
وخصوصاً مع مخاوف إيرانية من تمهيد اجتماع اسلام اباد لتكتل إسلامي
(سني) موال لأميركا، ومناوئ للسياسة الإيرانية في المنطقة وتنامي دور
طهران فيها.
وأكد وزير الخارجية الباكستاني أن دول اجتماع إسلام أباد لا تشكل
محوراً ولا تكتلاً جديداً، لافتاً الى اتصاله بنظيريه السوري
والإيراني، فيما اتصل الرئيس الباكستاني برويز مشرف برئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس لاطلاعه على نتائج هذا الاجتماع.
وفي ختام مؤتمره الصحافي، قال الوزير الباكستاني إن اتصالات مكثفة
ستتم بين الدول الإسلامية من أجل تقريب وجهات نظرها في القضايا التي
طرحت على الاجتماع، مشدداً على أن الدول الأعضاء في منظمة «المؤتمر
الإسلامي» يجب أن يكون لها ثقل في ما يجري على الساحة الدولية، وخصوصاً
أوضاع المنطقة ومستقبلها.
وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير سليمان عواد في
مؤتمر صحافي في القاهرة ان اجتماع اسلام اباد لا يمثل بداية حلف سني ضد
اتجاه آخر، واضاف إن «ذلك غير وارد على الإطلاق، فمنظمة المؤتمر
الإسلامي تعنى بدول يجمعها الإسلام، ولم تفرق في ميثاقها التأسيسي وفي
اجتماعاتها أو في نشاطاتها خلال السنوات الأخيرة ما بين الإسلام السني
أو الشيعي. ولا اعتقد على الاطلاق بأن هذا الحديث مفيد».
وأكد أنه «من قبيل الصدفة المحضة أن الدول الست المشاركة في
الاجتماع الوزاري في باكستان اليوم، دول سنية»، مشيراً الى أن «الرئيس
الباكستاني برويز مشرف حدد هذه الدول عندما طرح مبادرته وفكرته على
الرئيس مبارك وعلى خادم الحرمين الشريفين خلال جولته الماضية في
المنطقة». |