عند سقوط نظام صدام البائد عام 2003 قلت لبعض المقربين هذه فرصة
جيدة لمن يستطيع الذهاب لزيارة العراق الحبيب لاننا لاندري مالذي تحمله
المفاجآت من أحداث مؤسفة لابد منها.
الاحداث المتوقعة في نظري مرتبطة بالتاريخ السيء للاحزاب والحركات
السياسية في مرحلة ماكانت تعرف بالمعارضة الوطنية وانا دائما اكرر ما
اكتبه من سياقات النقد لتلك المرحلة المخزية.
الشعب كان يتضور ألما ومعاناة وقتل وتعذيب وقادتنا يجتمعون في دمشق
يرفضون حضور هذا الحزب او ذاك لانه لايتوافق وتوجهاتهم الفكرية ربما هو
يؤمن بالدين لله والوطن للجميع لكنهم من اتباع ولاية الفقيه او... الخ
من الشعارات التي اثبتت بطلانها الاحداث المؤلمة اليوم. علما انهم
جميعا دفعوا ضريبة الحياة من رفاقهم في سجون نظام صدام البائد.
والحديث عن خطاب الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش يحتاج الى شيء من
المنطق والعودة الى مراحل لن تنسى من تاريخ الاحزاب والحركات السياسية
في العراق فقسم كبير منها هي جزء مهم من العملية السياسية في ظل
الاحتلال الامريكي لبلدنا المنكوب.
خطاب بوش فيه اعلان رسمي بزيادة قوات الجيش الامريكي لدعم مايعرف
بخطة امن بغداد والرمادي ووضع فترة زمنية لاتتعدى السنة لحكومة المالكي
لتحقيق الامن في العراق والنجاح بتطبيق مااتفق بشأنه كالمصالحة الوطنية
وحل المليشيات الطائفية، فيكون السؤال هل المؤشرات من قادة الاحزاب
تبعث الاطمئنان على نجاح ستراتيجية بوش الجديدة؟!.
ماهي المعايير لتحقيق الامن للمواطن العراقي في ظل حكومة تعاني من
الفساد الاداري سواء من قبل بعض الوزارات ام من الدوائر المحلية في
المحافظات الناتجة من المحاصصة الطائفية وسياسة الامر الواقع
للانتخابات التي فرضت من خلالها قوائم الاحزاب وتحالفاتها والمصادرة
لحقوق الشخصيات الوطنية المستقلة والكفاءات؟.
عراق اليوم لايحتاج الى احزاب فاشلة في برامجها الحزبية ( الداخلية)
وقد اثبتت التجارب ان غالبية الاحزاب والحركات السياسية في العراق غير
قادرة على قيادة كوادرها والوفاء لهم فكيف بالوفاء للمواطن البسيط الذي
لايهتم بشؤونها سوى تدبير قوت يومه له ولعائلته.
لقد رأينا تخبط الحكومة مع اي تصريحات لقادة الكتل السياسية
التحريضية على ممارسة العنف الطائفي بل مواقع الانترنت الاعلامية
للعراقيين المستقلين هي اكثر جرأة وشجاعة من أعضاء البرلمان والحكومة،
أين ذهبت مذكرة استدعاء او القاء القبض بحق حارث الضاري؟.
أين هي الاجراءات القانونية ضد المشاركين في مؤتمر اسطنبول
الارهابي؟.
لماذا شارع حيفا الذي يبعد عن المنطقة الخضراء مسافة كيلومتر واحد
عصي عن سيطرة الشرطة العراقية منذ 2003 والى اليوم؟ .
أين هي مذكرات القاء القبض بحق رغد صدام حسين وقيادات حزب البعث
المنحل والمقيمين في دمشق وعمان ودبي ، مالذي نفذ منها الى حد الان؟.
وبين فترة واخرى يطل علينا الاضحوكة موفق الربيعي بتصريحاته المهزلة
بقوائم من هذا النوع.
لماذا شخص واحد يتكرر في ثلاث وزارات لثلاث حكومات متعاقبة هي
الاسكان ثم الداخلية ثم المالية؟!. أليست هذه اشارة سيئة للعملية
السياسية في عراق اليوم؟.
ان مواجهة الارهاب والقضاء عليه نحو تحقيق الامن والاستقرار في
العراق لايحتاج الى زيادة رقمية في عدد الجنود الامريكان في العراق
انما نحتاج الى حكومة وحدة وطنية مستقلة تمثل اطفياف الشعب العراقي من
المستقلين الاحرار بمواقفهم لايلينون ولايهادنون دول الجوار على حساب
مصلحة العراق الوطنية ولاتاخذهم الرأفة بحق سراق قوت العراقيين من
الاحزاب والمليشيات الطائفية. كم عدد المرات التي نسمع من خلالها
تصريحات المسؤولين يتحدثون عن اختراقات في وزارتي الدفاع والداخلية؟.
لهذا وذاك لن تنجح ستراتيجية بوش في ظل المعادلات السياسية ذاتها في
العراق. أمل وحيد للمالكي ان كان حريصا على العراق ان يتبرأ من انتمائه
الحزبي ويعمل لمصلحة العراق الوطني.
عندها سيبدأ خطواته الجدية حقا. وسيجد من حوله ملايين العراقيين
يدعمونه لابضع آلاف من جنود هم جزء من معادلة تأجيج الحرب الاهلية
الملوح بها. |