سيناريو ضربة اسرائيل لمفاعل تموز العراقي جاهز للتكرار في ايران

شبكة النبأ: من المتوقع تصاعد وتيرة المواجهة بين امريكا وايران في غياب اية فرصة للتفاهم والتفاوض بين البلدين، ولكن المؤكد هو ان الولايات المتحدة لن تسمح باي حال للجمهورية الاسلامية ان تصبح قوة نووية حتى وان خسرت الكثير من اجل ذلك لسبب بسيط هو، ان امريكا ترى ان الثمن الذي ستدفعه مقابل ضربات نووية تكتيكية مدمرة لمواقع ايرانية محددة اقل من الثمن الذي ستدفعه اذا اصبحت ايران قوة نووية وتهدد بابادة اسرائيل او فرض هيمنة جديدة تؤدي الى اختلال ميزان القوى في منطقة شديدة الحساسية من العالم.

ونفت اسرائيل السبت ما جاء في تقرير لصحيفة "ديلي تلغراف" بانها تسعى للحصول على الضوء الاخضر من الولايات المتحدة للتحليق بطائراتها فوق الاراضي العراقية بغية مهاجمة منشآت نووية ايرانية حسب ما نقلته(ا ف ب).

وصرح افراييم سنيه نائب وزير الدفاع الاسرائيلي للاذاعة العامة انه "لم يتم التقدم اطلاقا بمثل هذا الطلب وهذا واضح".

ونقلت الصحيفة البريطانية المحافظة عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية من تل ابيب قوله ان مفاوضات تجري مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق لتوفير "ممر جوي" فوق الاراضي العراقية اذا قررت اسرائيل القيام بتحرك احادي الجانب ضد ايران.

واضاف هذا المسؤول "اننا نستعد لاي احتمال، فاذا لم نتفق على بعض المسائل الحيوية فاننا قد نجد انفسنا في وضع تهاجم فيه طائرات اميركية واسرائيلية بعضها البعض".

الا ان سنيه قال ان تقرير الصحيفة ياتي ضمن جهود "مصادر دولية ترغب في تجنب التعامل مباشرة مع ايران وتخترع تقارير تزعم اننا نرغب في مهاجمة العراق من اجل تجنب المسؤولية".

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعا الى شطب دولة اسرائيل من الوجود خلال عدة مناسبات.

الا ان اسرائيل اكدت مرارا ان المسالة النووية الايرانية يجب ان تحل من قبل المجتمع الدولي وليس الدولة العبرية وحدها الا انها لم تستبعد احتمال شن ضربة عسكرية استباقية ضد ايران.

ونشر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الخميس الماضي تقريرا جاء فيه ان ايران لم توقف نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم بل قامت بتوسيعها في تحد لمجلس الامن الدولي.

وعقب نشر التقرير اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تأييدها لتبني عقوبات اضافية ضد ايران التي يشتبه في انها تريد تطوير السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني.

وقال ضابط اسرائيلي مشارك في هذه الخطط للصحيفة "ان الطريقة الوحيدة لضرب ايران هي عبر التحليق في المجال الجوي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة فوق العراق".

وصرح مسؤول اسرائيلي يتعاون مع اللجنة الاستراتيجية المكلفة مسالة التهديد الايراني برئاسة رئيس الوزراء ايهود اولمرت ان "الجهد الذي نبذله حول هذه المسألة (الايرانية) لم يسبق له مثيل في تاريخ دولة اسرائيل" على ما اضافت ديلي تلغراف.

ويذكر ان الطيران الاسرائيلي دمر في 1981 مفاعل تموز النووي بالقرب من بغداد بعد الاشتباه بتطوير العراق السلاح الذري.

وفي تقرير لها قالت مجلة نيويوركر في احدث عدد لها انه على الرغم من اصرار ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش على عدم وجود خطط لديها لحرب ايران فان لجنة بوزارة الدفاع (البنتاجون) شكلت للتخطيط لشن هجوم يمكن تنفيذه خلال 24 ساعة من تلقى اوامر من بوش.

ونقل مقال في عدد المجلة الصادر في الرابع من مارس اذار عن مسؤول سابق بالمخابرات الامريكية لم يكشف النقاب عنه قوله ان مجموعة التخطيط الخاصة شكلت داخل مكتب هيئة الاركان المشتركة في الاشهر الأخيرة.

وقال مستشار بالقوات الجوية ومستشار بالبنتاجون لم يكشف النقاب عنهما إن اللجنة ركزت في باديء الامر على تدمير المنشات النووية الايرانية وعلى تغيير النظام ولكن تم توجيهها في الآونة الاخيرة لتحديد أهداف في ايران ربما يكون لها دور في امداد او مساعدة المتشددين في العراق.

واوضح المقال إن المستشار بالبنتاجون ومسؤول كبير سابق في المخابرات قالا إن فرقا امريكية من الجيش والعمليات الخاصة عبرت الحدود من العراق الى داخل ايران لملاحقة عملاء ايرانيين .

وردا على هذا التقرير قال بريان وايتمان المتحدث باسم البنتاجون إن"الولايات المتحدة لا تخطط للدخول في حرب مع ايران. والاشارة الى اي شيء اخر عكس ذلك هو ببساطة خطأ ومضلل ومؤذ ."

واضاف إن"الولايات المتحدة كانت واضحة جدا فيما يتعلق بقلقها ازاء انشطة محددة للحكومة الايرانية. وأعلن الرئيس مرارا ان بلاده سوف تعمل مع الحلفاء في المنطقة لمعالجة تلك المخاوف من خلال الجهود الدبلوماسية."

ويقول مسؤولو البنتاجون انهم يبقون خططا طارئة لعشرات من الصراعات المحتملة في شتى انحاء العالم وان كل الخطط تخضع لمراجعة منتظمة ومستمرة.

واضاف ايضا المقال نقلا عن مسؤولين امريكيين سابقين وحاليين ان ادارة بوش تلقت معلومات مخابرات من اسرائيل بأن ايران طورت صاروخا عابرا للقارات قادرا على اطلاق عدة رؤوس حربية صغيرة يمكن أن تصل الى اوروبا. واضاف انه مازال يجري مناقشة صحة هذه المعلومات .

وتضمن المقال ايضا مقابلة اجريت في ديسمبر كانون الاول الماضي مع الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي قال انه على الرغم من عدم اهتمامه ببدء حرب اخرى مع اسرائيل فإنه يتوقع ويستعد لهجوم اسرائيلي آخر في وقت ما خلال العام الجاري.

وقال نصر الله ايضا انه مستعد لاجراء محادثات مع واشنطن اذا كانت هذه المحادثات "يمكن ان تكون مفيدة ومؤثرة في تحديد السياسة الامريكية في المنطقة" ولكنها ستكون اهدارا للوقت اذا كان الغرض هو فرض سياسة.

ويقول أميرام ليفي، وهو طالب يدرس علوم الكمبيوتر في جامعة تل أبيب: ليس لدينا مانخشاه من الإيرانيين لأنهم اذا تجاوزوا الضوء الأحمر فسنتعامل معهم كما تعاملنا مع العراقيين حينما حاولوا صنع قنبلة نووية.

بحديثه هذا كان ليفي يشير بالطبع للغارة الجوية التي شنتها الطائرات الاسرائيلية على مفاعل أوزيراك النووي في العراق عام 1981، وقضت بها على أحلام صدام حسين في تحويل بلده إلى قوة نووية.

ومن الواضح ان معظم الإسرائيليين يعتقدون ان اسرائيل ستقوم بنفس هذا الشيء اذا فشل العالم في وقف برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران، الذي يعتقد الإسرائيليون ان هدفه النهائي تأمين ترسانة اسلحة نووية لآيات الله في طهران كي يتمكن أحمد نجاد من الإيفاء بوعده لمسح الدولة اليهودية من خارطة العالم.

بيد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت حذر بشكل واضح جداً الشهر الماضي أن اسرائيل مستعدة عسكرياً لاستخدام القوة لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي وقال: ليس بوسع الشعب اليهودي ان يعرض نفسه لإبادة أخرى.

هذه الجملة الأخيرة تلخص في الحقيقة مايجمع عليه معظم الإسرائيليين وهو ان على اسرائيل العمل بمفردها اذا لم يكن العالم مستعداً للقيام بعملية وقائية ضد إيران لمنعها عن تحقيق طموحاتها النووية.

من ناحية أخرى، تلجأ اسرائيل خلال الاحوال الطارئة، كتلك التي سبقت الحرب الامريكية على العراق عام 2003، لاتخاذ تدابير معينة يقوم فيها موظفو الدفاع المدني بتوزيع الكمامات الواقية من الغاز والتأكد من صلاحية الملاجئ، لكن ليس هناك سوى القليل من الأدلة التي تشير إلى استعداد الناس لحرب محتملة بل وحينما تحدثت الصحف الإسرائيلية مؤخرا عن قيام بعض سكان هيرتزيليا الأثرياء ببناء مخابئ تحت الأرض مزودة بأحدث الوسائل للحماية من القنابل النووية، واجه السكان الأقل مقدرة ماليا هذا الإجراء بإزدراء.

وبالمقابل تبذل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية والهيئات السياسية كل ما في وسعها من جهد كي تواجه تحدي تحييد قدرة إيران النووية.

يقول مسؤول أمني رفيع المستوى يعمل مع اللجنة الاستراتيجية التي شكلتها إسرائيل لمواجهة التهديد الإيراني وهي برئاسة أولمرت شخصياً: الجهود التي نبذلها الآن في هذه القضية ليس لها مثيل من قبل في تاريخ دولة إسرائيلي.

ويقول مسؤول إسرائيلي أمني كبير، الهجوم على إيران لن يكون عملية سهلة بالطبع لكن ليس بمقدورنا الجلوس مكتوفي الأيدي ونسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية، إن عدم القيام بأي شيء ليس خيارا ممكنا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 26 شباط/2007 -9/صفر/1428