الارهاب الطائفي في العراق يستخدم القنابل القذرة السامة

 أبدت مصادر عراقية خشيتها من إتباع التنظيمات المسلحة لتكتيك جديد في أسلوب عملياتها، يقوم على إضافة غاز الكلور إلى العبوات الناسفة لزيادة أعداد الضحايا.

وكان أحد مسؤولي وزارة الداخلية العراقية قد أكد لشبكة CNN الخميس، أن هذا الغاز السام قد تم استخدامه بالفعل كمادة إضافية تدخل في العبوات الناسفة المستخدمة مؤخراً.

وقال الجيش الامريكي يوم الخميس إن انفجار ثاني قنبلة خلال يومين تستخدم غاز الكلور ربما يكون تقليدا أعمى وسط مخاوف من أن المقاتلين يوسعون نطاق أسلحتهم لتشمل قنابل كيميائية بدائية.

ووضعت القوات الامريكية والعراقية في حالة التأهب مع احياء العراق ذكرى تفجير ضريح شيعي في سامراء وهو الحادث الذي أدى الى موجة من أعمال العنف الطائفي ودفع البلاد الى شفا حرب أهلية.

وقال متحدث باسم الجيش الامريكي إن الهجوم بقنبلة يوم الاربعاء التي استخدمت غاز الكلور وهي الثانية خلال يومين قد يكون تقليدا أعمى لكن الجيش سيراقب عن كثب ليرى ما اذا كان المقاتلون يطورون أساليب جديدة.

وذكر مصدر بالشرطة أن عدد القتلى من انفجار القنبلة في بغداد بلغ ثلاثة فيما نقل 35 الى المستشفى. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان ستة قتلوا وأصيب 73 اخرون منهم كثيرون أصيبوا بالاعياء بسبب غاز يعتقد أنه غاز الكلور.

وقالت الشرطة العراقية يوم الثلاثاء إن قنبلة دمرت شاحنة تحمل غاز الكلور الى الشمال من بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الاقل كما انبعثت أبخرة أصابت نحو 140 آخرين بالاعياء.

وبعد عام تماما من اقتحام مسلحين لمرقد الامامين العسكريين في سامراء وقيامهم بتدمير قبة الضريح المقدس قال الجيش الامريكي إن قواته ألقت القبض على خمسة يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة قرب سامراء.

وقال اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث باسم الجيش الامريكي "نحاول دائما الحفاظ على الامن ومن الواضح أننا نعير اهتماما للتقويم ايضا."

وأحجم عن قول ما اذا كانت العمليات في منطقة سامراء التي تقع الى الشمال من بغداد متصلة بأي معلومات مخابرات محددة بشأن هجوم محتمل في ذكرى تفجير القبة الذهبية.

وتسبب تدمير واحد من أهم أربعة أضرحة شيعية في العراق عمليات انتقامية فورية كما أدت زيادة التفجيرات وجرائم القتل التي ترتكبها فرق الموت منذ ذلك الحين الى ارتفاع عدد القتلى من المدنيين في عام 2006 الى نحو 34 الفا وفقا للارقام التي توفرها منظمة الامم المتحدة.

وأطلقت القوات الامريكية والعراقية حملة أمنية كبرى جديدة في بغداد الاسبوع الماضي تهدف الى وقف اراقة الدماء بين الاغلبية الشيعية والاقلية من العرب السنة.

وصرح قائد امريكي بارز هذا الاسبوع بأن وجود الاف القوات الاضافية في الشوارع قلل من عدد الجثث التي يعثر عليها مقتولة بالرصاص وعليها اثار تعذيب يوميا لكن السيارات الملغومة تظل مشكلة.

واستخدمت أسلحة غاز الكلور في القتال من الخنادق في الحرب العالمية الاولى لكن استخدام هذه الاسلحة له صدى خاص في العراق حيث استخدم الرئيس السابق صدام حسين الاسلحة الكيميائية ضد مناطق كردية في عام 1988 اثناء الحرب بين العراق وايران.

وقال رجل يعالج في المستشفى لتلفزيون رويترز بعد تفجير قنبلة الاربعاء "كنا نعمل في المحال عندما وقع انفجار فجأة ورأينا أبخرة صفراء. وشعر الجميع باختناق."

وذكر جارفر أن الجيش الامريكي يتابع التطورات لكن مثل هذه الحوادث كثيرا ما تؤدي الى هجمات "تقليد أعمى" مماثلة.

ومضى يقول "هذا أمر حسبما نستطيع القول جديد نسبيا لكنها ليست المرة الاولى التي يستخدمون فيها مفهوم اضافة اشياء اضافية للمتفجرات لتصبح اكثر فتكا وتصيب عددا اكبر من المدنيين وتقتل المزيد من الاشخاص."

وأضاف جارفر "فيما يتعلق بأن يكون هذا اتجاه فاننا سنراقب هذا الامر... سنتوخى الحذر فيما يتعلق بصهاريج الكلور في المستقبل."

وكانت بغداد قد شهدت هجومين مماثلين هذا الأسبوع، عندما انفجرت عبوة ناسفة قرب مستشفى في حي البياعة جنوب غرب بغداد الأربعاء، مخلفة ستة قتلى وأكثر من 70 مصاباً.

كما انفجرت عبوة أخرى في وقت سابق الثلاثاء، كانت مزروعة في شاحنة محملة بالكلور، ومركونة خارج أحد المطاعم في منطقة التاجي شمال بغداد، مما تسبب بمقتل ستة أشخاص وإدخال 140 آخرين إلى المستشفيات، حيث عولج بعضهم من الإصابة المباشرة، وبعضهم الآخر من التأثيرات السامة للغاز.

ولم تفلح بعد أي محاولة لتقصي المعلومات حول هذا التطور من مصادر في الجيش الأمريكي.

يذكر أن المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، كان قد ذكر أن التعرض لهذا الغاز قد يتسبب بمشاكل في التنفس، وشعور بالحريق في الأنف والحنجرة، واحمرار في العينين.

وقال متحدث عسكري أمريكي عقب هجوم الأربعاء انه يبدو ان استخدام الكيماويات هو تكتيك جديد لدى المجموعات المسلحة يهدف الى التسبب في التشويه الجسدي للمصابين.

وتوقع المتحدث استخدام مجموعات أخرى من المسلحين لهذا الأسلوب.

وقال المتحدث العسكري العراقي الجنرال قاسم موسوي ان المسلحين أصبحوا يستخدمون "وسائل قذرة".

ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن جيمس ويستهيد ان هذه التفجيرات لا تعكس أية قدرات تقنية جديدة للمسلحين، وأضاف أن استخدام مادة الكلورين تحديدا قد يكون راجعا لتوفرها بكثرة في العراق لاستخدامها في معالجة المياه .

من جهته علق موقع المسلم المعروف بتأييده للارهاب الطائفي في العراق بالقول: شهدت المواجهة المفتوحة التي تخوضها المقاومة العراقية الباسلة ضد قوات الاحتلال الصليبية والقوات العراقية العميلة التي يسيطر عليها الشيعة تطورا نوعيا في ابتكار أسلحة بجهود ذاتية، عبر بدء استخدام قنابل كيميائية وإن كانت بصورة بدائية، حيث قتل اليوم الخميس ستة أشخاص في حي البياع جنوب بغداد، جراء تفجير عبوة انطلقت منها غازات سامة، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال يومين، في ما بات يُعرف بالقنابل الكيمائية البدائية.

وأدى التفجير إلى إصابة 73 آخرين نتيجة استنشاق غاز يرجح أن يكون من نوع الكلور.

ويستخدم غاز الكلور وهو غاز سام ويمكنه اصابة الجهاز التنفسي في تنقية المياه.

وقال موقع النهرين نت: في تفكير شيطاني مروع وجريمة من جرائم الوهابيين التكفيريين ، اقدمت عناصر من هذه المجموعة الارهابية ، على استخدام ، شاحنة تحمل غاز الكلور فتم تفحيحها وتفجيرها في منطقة التاجي، مما تسبب في سقوط سبعة شهداء شهداء ، وادى التفجيرالارهابي الى اطلاق أبخرة سامة أصابت نحو 140 اخرين بتسمم ، واصطلح مختصون ، تسمية هذه العملية الارهابية بانها هجوما بقنبلة قذرة .

وانفجرت الشاحنة قرب مطعم في استراحة على الطريق السريع الرئيسي على بعد 20 كيلومترا شمالي بغداد.وتناثر الحطام وقطع معدنية على الارض أمام ورشة لإصلاح الاطارات بعد الانفجار الذي تسبب في تصاعد أبخرة سامة أدت الى نقل عشرات الاشخاص الى المستشفى.

وقالت الشرطة ان خمسة على الاقل ، استشهدوا اللوهلة الاولى وان العدد الاجمالي للمصابين بمن فيهم الذين تأثروا بغاز الكلور والذين أصيبوا من جراء الانفجار يبلغ 139 من بينهم العديد من النساء والاطفال.

وفي بغداد قالت الشرطة ان وهابيا تكفيريا ، فجر نفسه في خيمة عزاء لعائلة شيعية في منطقة شارع فلسطين .

ويعد غاز الكلور من المواد الكيميائية التي تلعب دورا هاما في حياتنا نظرا لاستخداماته العديدة والحيوية، ويتميز غاز الكلور بلونه الأصفر المخضر إذا كان تركيزه عاليا، اما في حالة التركيز المنخفض يكون عديم اللون، كما ان له رائحة نفاذه ولاذعة وتأثير مهيج على أنسجة الجهاز التنفسي وأغشية الأنف والجلد عموما ، وإذا استنشق بتركيز مرتفع قد يسبب الموت بتأثيره الخانق والأعراض التي تظهر على المصاب باستنشاق الكلور تتطور بزيادة كميته، ورغم خطورته فهو مادة كيميائية نافعة جدا، تلعب دورا حيويا في صناعات أساسية كثيرة مثل الصباغة،التبييض، لب الورق،البتروكيماويات، المبيدات الحشرية، الأدوية، تبييض المنسوجات والأقمشة، المتفجرات، البلاستيك ، المطاط الصناعي، المذيبات العضوية، سوائل التبريد، الكيماويات العضوية (جليكول، أكسيد البروبيلين) والكيماويات الكلورينيه غير العضويه (هيبوكلورات الصوديوم)، ويعتبر عامل فعال وذو كافة عالية في تطهير مياة الشرب وحمامات السباحة والصرف الصحي مقارنة بطرق التطهير البديلة الأخرى.

والكلور استخدم في الحرب العالمية الأولى كأول غاز سام . إذ استخدمه الألمان في عام 1915 م ، وبعدها استخدم الألمان والحلفاء غازات مختلفة من مركبات الكلور . ولكن سرعان ما أحيق المكر السئ بأهله ، فقد ارتد الغاز على عقبيه حيث هبت ريح من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي فدفع الألمان الثمن سريعا وفادحا . بينما زود الجنود البريطانيون بكمامات واقية تغطي الرأس والوجه لها مرشحات من الفحم النباتي والجير الصودي يبطل فعل الكلور

ومع ذلك فإن الكلور يدخل في معظم أنظمة تقنية الماء في المدن لقتل الجراثيم والبكتيريا . إذ تستعمل أربعة أو خمسة أجزاء من الكلور مع مليون جزء من الماء فهي غير ضارة لجسم الإنسان ولو حتوى على مذاق كلوري.

ويمكن تحويل الكلور إلى سائل بواسطة التبريد أو الضغط ويشحن وهو في حالة السيولة في اسطوانات من الحديد أو في سيارات مصممة بشكل خزانات لحمله ، كما يستعمل كمادة مبيضة وذلك لتبييض الورق العادي ويستعمل أيضا في عمل الأصبغة ويستعمل مركب من الكلور والأكسجين والبوتاسيوم وفي صنع الألعاب النارية وبعض أنواع عيدان الثقاب . وهناك مادة تستعمل للتنظيف الجاف وهي غير متفجرة وتدعى باسم كربون تيترا كلوريد ، وهي أحد مركبات الكلور وتستعمل في صنع بعض أنواع المطافئ ، كما يعتبر الكلور أحد المواد المطهرة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 23 شباط/2007 -5/صفر/1428