في ظل الظروف
الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق وانتشار البطالة لجأ بعض ضعاف
النفوس الى ابتكار وسائل فنية متقدمة في الغش تتسبب باضرار مادية كبيرة
للمتلكات ومن تلك الوسائل الخطيرة عمليات غش الوقود وقود الزيوت ووقود
المحركات بالوانها حيث تتسبب في اتلاف سريع للمحركات وهدر كبير للثروة
الوطنية، كما انها تسببت بكوارث حيث يخلط البعض النفط الابيض مع
البنزين مما يؤدي الى اندلاع حرائق خطرة عند استعمال المدافيء النفطية.
ولمعرفة الاساليب المتبعة في غش تلك المواد دخلت (شبكة النبأ) عالم
الوقود والزيوت للتعرف على هذه الظاهرة الخطرة.
يقول(جاسم رشيدعلي) وهوتاجر زيوت،اليوم نتعرض الى عمليات غش وتلاعب
متطورة وفنية متقنة لم تكن معروفة سابقا تدل على تفنن ضعاف النفوس،
الذين يتسببون باضرار جسيمة للمتلكات الشخصية من خلال تلف المحركات او
المولدات الكبيرة التي ازداد الطلب عليها نتيجة الانقطاع المتزايد
للكهرباء.
ويرى التاجر(عقيل هادي شريف) وهومن اقدم تجار الزيوت في كربلاء ان
بعض هؤلاء لديه تخصص بغش الزيوت المستوردة فيقومون بغش غالونات الزيوت
البلاستيكية المستوردة من خلال سحب نصف كمية الزيت منها بواسطة (سرنجه)
ويضعون بدلا عنه زيت مغشوش وخلط الزيت المسحوب مع الزيت المغشوش يعطيه
كثافة ولون الزيت الاصلي.
واضاف ان تلك العملية تؤدي بطبيعة الحال الى تلف المحركات بوقت قصير
وان المواطن لا يمكنه معرفة غش تلك الزيوت الا بعد استخدامها وحدوث
الاضرار.
وكشف (محمد عواد) ان هناك اسلوبا اخر باستخدام طريقتين لغش الزيوت
المستخدمة اما الاولى فتتمثل بخلط برميل هايدروليك نوع(500)مع نصف
برميل دهن مغشوش فيكلفهم ذلك (45) الف دينار ويباع على انه دهن محركات
الشركة.
والطريقة الثانية هي خلط (15)لتر دهن مع برميل دهن مغشوش ويباع
كهايدروليك الشركة وتكلفهم هذه العمليه (30)الف دينار ويباع ب(175)الف
دينار.
كما اشار (علاء حاكم الميالي)احد اصحاب ورش تصليح السيارات بأن عدد
كبير من السيارات التي تجلب للورشة هي قد اصيبت محركتها بتلف كامل
نتيجة استخدام زيوت ووقود المحركات المغشوشة وعدد كبير من السائقين لم
يتمكنوا من تصليح محركاتهم ولا سيما اصحاب مركبات الاجرة مما يضطر
بعضهم الى ترك المهنة والبحث عن مصدر رزق اخر في هذه الظروف الصعبة.
ومع تعدد الاسباب والدوافع تبقى عمليات الغش بكل انواعه موشرا مخيفا
للاضرار البشرية والمادية التي يخلفها، الامر الذي يتطلب من الاجهزة
المعنية مراقبة الذين يمارسون هذا الغش الخطير ومعاقبتهم وتوعية
المواطنين بالابتعاد عن هذه الممارسات وعدم التشجيع عليها واخبار
السلطات المختصة عن مرتكبيها فليس من المنصف الصحيح ان يبحث بعضهم عن
فرصة عمل بغش الناس وتدمير ممتلكاتهم والعبث بها .
واوضح السيد (جميل جعفر) وهوصاحب ورشة تصليح للسيارات:
الدهون المغشوشة وحدها لا تسبب اتلاف المحركات وانما الوقود المغشوش
ايضا خاصة عند اشتداد الازمات المتكررة حيث يقوم بعض باعة الوقود
المنتشرين في الشوارع بخلط لتران من الدهن المغشوش مع برميل نفط ولا
يكلفهم ذلك سوء بضعة الالف من الدنانير ثم يبيعونه على انه كاز وبسعر
(120) الف للبرميل الواحد ويرتفع احيانا عند تفاقم الازمة او حسب العرض
والطلب مضيفا ان هذه العملية لا تقل خطورة عن غش زيوت المحركات.
ثمة ظاهرة اخرى وهي اضافة نسية معينة من مادة صبغ الاظافر الاحمر
الى الوقود العادي ليصبح لونه شبيه للاحمر ويباع على انه محسن.
دعوة موجهة الى كافة العراقيين ان يلتزموا الاخلاص لان هذا البلد
الجريح يحتاج الى صحوة الضمير وتحمل المسؤولية لتلافي المحنة حيث
لايحمل الوطن الا ابناءه، والمحنة الاكبر والاخطر من الارهاب والاحتلال
ان
يتعرض الوطن للتخريب بيد ابناءه، حيث لاعتب بعد ذلك على الاخرين.
|