ستراتيجية اسقاط الهليكوبترات الامريكية واثارها على نجاح الخطة الامنية الجديدة

يبدو ان الجماعات الارهابية اتخذت  ستراتيجية جديدة هدفها التركيز المباشر بموارد اكثر تطورا على طيران قوات التحالف في العراق وبالذات على طائرات الهيليكوبتر بهدف ارباك خطوط النقل والتموين والاسناد للقوات الامريكية وخصوصا في انحاء بغداد لعرقلتها عن معاونة القوات العراقية في تطبيق خطة امن بغداد الحالية وهي المحك الحقيقي لاداء الحكومة العراقية ونجاح ستراتيجية الرئيس بوش الجديدة.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد إن وثائق صودرت من مسلحين عراقيين تشير إلى أن بعضا من الهجمات القاتلة التي وقعت في الاونة الاخيرة ضد الطائرات الهليكوبتر الامريكية نجم عن خطة استراتيجية لاسقاط طائرات التحالف حسب رويترز.

واظهرت هذه الوثائق التي أوضحت الصحيفة انه يقال ان القاعدة اعدت مسودتها في بلاد ما بين النهرين ان المتشددين استعدوا "للتركيز على القوة الجوية."

وقالت الصحيفة ان محتويات الوثائق التي صودرت قرب بغداد وصفت في تقرير للمخابرات الامريكية قامت نيويورك تايمز بمراجعته وعكس الاستعدادات العسكرية للمسلحين من اواخر العام الماضي بما في ذلك خطط لمهاجمة الطائرات باستخدام مجموعة متنوعة من الاسلحة.

ويقول مسؤولون امريكيون ان الهجمات على طائرات التحالف نفذت من خلال هجمات منسقة متصاعدة بمدافع الية وصواريخ وصواريخ ارض جو.

ونقلت الصحيفة عن تقرير المخابرات قوله ان "الهجمات على طائرات التحالف ربما تزيد اذا زادت مهام الطائرات الهليكوبتر خلال احدث مرحلة من خطة تامين بغداد او اذا سعى المسلحون الى محاكاة النجاحات التي حققوها في الاونة الاخيرة."

واضافت الصحيفة ان تقرير المخابرات دعم مخاوف بأن المسلحين عدلوا تكتيكاتهم لتصعيد الهجمات ضد الطائرات الهليكوبتر.

ونقلت الصحيفة عن تقرير المخابرات قوله ان المسلحين يخططون هجماتهم بدراسة أنماط الطلعات الجوية قرب القواعد الامريكية وعلى طول طرق الامدادات.

واستخدم المهاجمون في الاونة الاخيرة اسلحة من بينها صواريخ ارض جو تطلق من فوق الكتف ومدافع الية ثقيلة وقذائف صاروخية وصواريخ غير موجهة لا يمكن تحويل اتجاهها من خلال الطلقات الحرارية التي تستخدمها الطائرات لخداع الانظمة الباحثة عن الحرارة.

وقال تقرير المخابرات ان القاعدة في بلاد ما بين النهرين تقودها جماعة مسلحين تعرف باسم دولة العراق الاسلامية واعلنت مسؤوليتها عن اسقاط ثلاث طائرات هليكوبتر قرب التاجي ومحافظة ديالى.

وكشفت مستندات تمت مصادرتها مؤخراً حسب تقرير نقلته(CNN) ، أن بعضاً من الهجمات القاتلة التي استهدفت مروحيات عسكرية أمريكية في العراق نفذت في إطار إستراتيجية عسكرية جديدة خطط لها تنظيم القاعدة بعناية للتركيز على استهداف "السلاح الجوي" للتحالف، والتي قال مسؤول أمريكي إنها نفذت بهجمات منسقة باستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف وصواريخ أرض- جو.

قال مسؤول عسكري أمريكي إن المستندات، التي تمت مصادرتها بالقرب من العاصمة العراقية بغداد الشهر الفائت، تظهر استبدال تنظيم القاعدة في العراق لإستراتيجياته العسكرية واستعداده للتركيز على طائرات التحالف.

وذكر المصدر إن المستندات دليل جديد يظهر تكيف المسلحين مع المتغيرات ومدى التهديدات الخطيرة الجديدة التي يشكلونها على القوات الأمريكية في العراق.

ولخصت محتويات المواد المصادر في تقرير استخباراتي، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس عن المصدر.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الكشف مؤشر جديد على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة أمام عناصر "قابلة للتكيف" في العراق، و"عدو" قادر على تصعيد عملياته فيما يوسع الجيش الأمريكي جهوده وطاقاته البشرية لتأمين بغداد.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، أول من أشار إلى التقرير الاستخباراتي، أن المليشيات المسلحة تسعى للتركيز على استهداف الطائرات ورجحت تصاعد مثل هذه الهجمات تماشياً مع توسيع نطاق استخدام المروحيات، التي تعتمد عليها قوات التحالف بشكل محوري في نقل العدة والعتاد تجنباً للبر ومخاطر العبوات الناسفة.

وبحسب الصحيفة، أوضح تقرير عسكري أن الهجمات المضادة للمروحيات ارتفعت بواقع 17 في المائة خلال الفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى يناير/كانون الثاني.

وتستخدم العناصر المسلحة تكتيك القنابل المزروعة أو الكمائن لاقتناص القوات البرية الأمريكية التي يتوقع قدومها إلى مكان الحادث لإنقاذ ضحايا المروحيات المتحطمة، وذكر مسؤولون عسكريون إن الجيش الأمريكي تعرض لخمس حوادث مماثلة.

واعترف الجيش الأمريكي بتحطم سبع مروحيات منذ 20 يناير/كانون الثاني الفائت: خمس منها، على الأقل، أسقطت بنيران معادية.

ويأتي الكشف عن التقرير الاستخباراتي خلال أقل من أسبوع من ترجيح  الجيش الأمريكي إسقاط المروحية العسكرية، التي تحطمت بالعراق في السابع من فبراير/شباط الجاري، ، بصاروخ أرض-جو.

وعزى الجيش الأمريكي، فور تحطم مروحية "سي نايت CH-46" التابعة لسلاح مشاة البحرية "مارينز" في محافظة الأنبار، الحادث إلى عطل ميكانيكي.

وأوضح المصدر أن استنتاجات الجيش بإسقاط العناصر المسلحة للمروحية جاءت  عقب معاينة شريط الفيديو "المقنع للغاية" الذي عرضه تنظيم "دولة العراق الإسلامية" في شبكة الإنترنت.

وأشار المصدر أن الفيديو كان بمثابة الدليل الرئيسي وراء استبعاد فرضية العطل التقني فضلاً عن حطام المروحية الذي قضت النيران على معظمه.

وقامت قوة من المارينز، التي هرعت إلى مكان الحادث واستردت جثث الضحايا، بتدمير ما تبقى منها لمنع وقوعه في أيدي "الأعداء"، وفق المصدر.

وعزز فرضية العطل الميكانيكي نفي طاقم مروحيتين آخريتين كانتا تحلقان قرب المروحية المنكوبة، مشاهدة ذيل الدخان الذي يخلفه الصاروخ أو القذيفة، كما أن الحوامة كانت تطير على مستو عال بعيداً عن مدى نيران الأسلحة الصغيرة.

وكانت "دولة العراق الإسلامية" قد سارعت إلى إعلان مسؤولياتها عن إسقاط المروحية.

ولقي سبعة من العسكريين الأمريكيين مصرعهم في الحادث.

وذكر المصدر أن قوات المارينز ترجح حالياً إسقاط مروحياتها بصاروخ أرض-جو في السابع من فبراير/شباط الجاري.

ونشر تنظيم "دولة العراق الإسلامية" شريط فيديو على الإنترنت الجمعة لما زعم أنه عملية إسقاط مروحية "سي نايت CH-46" .

وأظهرت مقاطع الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقتين و32 ثانية، قذيفة تستهدف المروحية أثناء تحليقها ثم بدأت في التهاوي مخلفة ذيلاً من الدخان قبيل أن ترتبط بالأرض وتشتعل بها النيران.

واستبعد نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكي الجنرال ريتشارد كودي الفرضية الشائعة مؤخراً بشأن تطوير العناصر المسلحة لتكتيكات جديدة أو اكتشاف نقاط ضعف في القوة الأمريكية نجم عنها سلسلة حوادث تحطم مروحيات عسكرية  في العراق.

وقال كودي  "لا أرى تغييراً في هذا الاتجاه من جانب العناصر المسلحة أو ثغرات في مقدرات القوات الأمريكية."

وتحدث عن الإضافات الحديثة التي زودت بها أنظمة دفاعات المروحيات العسكرية في العراق لحمايتها من التهديدات المعروفة مثل الصواريخ المضادة للطائرات.

ويشار أن مجلس الشيوخ الأمريكي أثار خلال جلسة للجنة الخدمات المسلحة لمناقشة الموازنة مؤخراً وبمشاركة وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة بيتر بيس، تكرار الظاهرة.

و قال الجيش الامريكي يوم الاربعاء إن الطائرة الهليكوبتر التي تحطمت بالعراق الاسبوع الماضي مما أدى الى مقتل سبعة كانوا على متنها أسقطت بواسطة "قطعة سلاح متطورة".

وأسقطت الطائرة الهليكوبتر وهي من طراز سي.اتش-46 سي نايت - وهي النسخة التي يستخدمها سلاح مشاة البحرية من الطائرة تشينوك ذات المروحتين- قرب بغداد في السابع من فبراير شباط وهي سابع طائرة هليكوبتر يتم اسقاطها في العراق منذ 20 يناير كانون الثاني.

وكان الجيش الامريكي قال في البداية ان من المحتمل أن يكون خلل فني تسبب في سقوط الطائرة.

واثار ارتفاع عدد الطائرات الهليكوبتر الامريكية التي سقطت خلال أقل من شهر شكوكا بشأن ما اذا كان المسلحون في العراق يستخدمون تكتيكات جديدة مثل دراسة أنماط رحلات الطائرات أو حصلوا على أسلحة جديدة متطورة.

وكانت خمس من بين الطائرات الهليكوبتر السبع التي أسقطت تابعة للجيش الامريكي بينما كانت الاخريان تابعتين لشركات أمن أمريكية خاصة.

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون في وقت سابق انهم لا يعتقدون أن أنظمة صواريخ متطورة استخدمت في أي من الهجمات التي قتل خلالها 28 عسكريا وأشاروا فقط الى أن نيران أسلحة رشاشة تسببت في اسقاط الطائرات.

وقال كبير المتحدثين العسكريين الامريكيين في العراق الميجر جنرال وليام كولدويل بشأن اسقاط الطائرة سي نايت "يحتمل أنها أسقطت بقطعة سلاح متطورة."

وكان كولدويل يتحدث في بيان صحفي تركز على مزاعم أمريكية بأن أسلحة مصنوعة في ايران تستخدم لقتل القوات الامريكية في العراق غير أنه شدد على أنه لا يعطي "أي استنتاجات" بشأن مصدر السلاح.

وخلال بيان صحفي يوم الاحد عرض مسؤولون عسكريون أمريكيون على الصحفيين صاروخا يطلق من على الكتف صنع في ايران.

ولم يوضح كولدويل ما يعنيه بعبارة "سلاح متطور" لكن شريط فيديو أذاعته جماعة تابعة لتنظيم القاعدة تزعم خلاله مسؤوليتها عن اسقاط الطائرة وبث على شبكة الانترنت أظهر صاروخا فيما يبدو وهو يصدم طائرة هليكوبتر ذات مروحتين حيث اشتعلت بها النيران عندئذ ثم سقطت على الارض.

وقال الجيش الامريكي انه لا يعتقد أن الهليكوبتر التي ظهرت في شريط الفيديو كانت الطائرة سي نايت.

وكان الجيش الامريكي الذي يعتمد بشدة على الطائرات الهليكوبتر في نقل قواته ومعداته لتجنب الطرق الخطرة بالعراق قد قال انه يجري تعديلات على تكتيكاته في أعقاب اسقاط هذا العدد من الطائرات.

وقال الميجر جنرال الامريكي جيمس سيمونز يوم الاحد ان الطائرات الهليكوبتر الامريكية تتعرض لاطلاق نار بمتوسط نحو 100 مرة في الشهر الواحد وان الغالبية العظمى من تلك النيران مصدرها أسلحة صغيرة وأسلحة رشاشة. ويتم اصابة ما متوسطه 17 طائرة في الشهر أغلبها باصابات طفيفة.

وقال سيمونز ان أغلب الطائرات التي تعرضت لهجمات كانت تقوم بعمليات دعم لقوات برية أو تعرضت لاطلاق نار خلال عمليات ضد مسلحين. غير أن اثنتين على الاقل من بين الطائرات الهليكوبتر السبع التي أسقطت منذ 20 يناير كانون الثاني كانت مستهدفة بشكل متعمد فيما يبدو.

وفي كلتا الحالتين تم تلغيم الطرق المؤدية الى موقع التحطم بقنابل تزرع على جوانب الطرق كما أن الطائرات تعرضت لهجمات من خلال ما وصفه بأنها "أنظمة أسلحة متعددة".

وقال "اننا نواجه عدوا يفكر. هذا العدو يفهم ... اننا بصدد تنفيذ خطة رئيس الوزراء (نوري المالكي) الخاصة بأمن بغداد، انهم يدركون المضمون الاستراتيجي لاسقاط طائرة."

وقال ان المسلحين استخدموا في الماضي أنظمة صواريخ تطلق من على الكتف ضد الطائرات الهليكوبتر الامريكية بشكل مؤثر للغاية. واضاف أنه تم اسقاط 29 طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الامريكي منذ عام 2003 ولا يشمل هذا الرقم الطائرات التي يستخدمها سلاح مشاة البحرية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 20 شباط/2007 -2/صفر/1428