دفء ديسمبر ينبأ بحلول الصيف مبكراً بأمريكا

تسيطر موجة من الطقس الدافئ الصيفي، على أجزاء واسعة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة وفي وسط غرب البلاد، حيث غاب الجليد عن معظم البحيرات، بينما بدأت بعض أنواع الأزهار بالتفتح، وسط درجات حرارة أعلى بكثير من معدلاتها الطبيعية.

ولم تسجل الأرصاد الجوية في مدينة نيويورك، أي تساقط للثلوج في شهري نوفمبر/ تشرين الثاني، وديسمبر/ كانون الأول هذا العام، وذلك للمرة الأولى منذ العام 1877، كما سجلت درجات حرارة غير مسبوقة، منذ 111 عاماً في نيوجيرسي."

وقد علق البعض على ظاهرة تفتح الأزهار ونمو النباتات بالقول: "إن الطقس الدافئ ترك أثراً مشابهاً لفصل الربيع على النباتات، مما أدى إلى نموها في غير أوانها."

وقد شوهدت البراعم الخضراء الصغيرة على أشجار التفاح والخوخ والدراق، حيث أبدى المزارعين خشيتهم من أن تؤدي أي عاصفة مقبلة، إلى موت تلك البراعم والقضاء على المحصول.

وربط خبراء الأحوال الجوية، بين التغيرات المناخية التي تشهدها الولايات المتحدة حالياً، وبين بداية تشكل ظاهرة "النينو" في عرض المحيط الهادئ، والتأثيرات التي تتركها على تيارات الهواء واتجاهات العواصف والأعاصير.

وعزا الخبراء الظروف الحالية، إلى غياب الرياح ذات الضغط المرتفع التي كانت تحول دون تمدد التيارات الدافئة القادمة من الجنوب. نقلاً عن الأسوشيتد برس

وفيما بدأت التكهنات حول دور مشكلة الاحتباس الحراري في المشهد العام الحالي للأحوال الجوية الأمريكية، دعا بعض المراقبين إلى عدم التعجل في هذه التحليلات بانتظار المزيد من الدراسات.

وقد ساهم الطقس الجيد في تمتع عدد من الأمريكيين بـ"صيف" جديد غير منتظر، بينما عانى عدد آخر من الأشخاص من التأثيرات السلبية للظاهرة والتي دفعتهم إلى إلغاء عدد من البرامج والمهرجانات الشتوية المقررة، بسبب عدم وجود ثلوج وجليد بشكل كافي.

وكان الطقس الدافئ في الولايات المتحدة، قد أدى إلى تراجع الطلب على وقود التدفئة، دافعاً أسعار النفط إلى ما دون عتبة 55 دولاراً للمرة الأولى منذ أشهر طويلة.

وتشير بيانات أمريكية أن عام 2006 كان الأدفأ في الولايات المتحدة حيث شهد النصف الأخير من ديسمبر/كانون الأول دفئاً غير طبيعياً أو متوقعاً.

أوردت البيانات الأولية لـ"مركز البيانات المناخية القومي" أن متوسط درجات الحرارة في الولايات المتحدة العام الماضي بلغت 55 درجة فهرنهايت، أدفأ بـ2.2 درجة عن  المتوسط وبـ0.07 درجة عن العام 1998، الأدفأ في الولايات المتحدة بحسب السجلات.

وذكر المركز أن 2006، وبحسب السجلات، سادس أدفأ الأعوام عالمياً، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وتوقع  المركز، في وقت سابق، أن يكون العام الماضي ثالث أدفأ الأعوام التي تشهدها الولايات المتحدة، إلا أن قراءة درجات الحرارة في أواخر ديسمبر/كانون الثاني، دفعت به إلى الطليعة.

وأشار إلى أنه من غير الواضح مدى تأثير وتشاطر الانبعاثات الحرارية وظاهرة "النينو" في المحيط الهادي، تجاه تلك الظاهرة.

وتحدث ظاهرة El Nino، كل عدة أعوام، نتيجة لتغير مؤقت في مناخ المنطقة الاستوائية بالمحيط الهادي، الذي يُحدث بدوره تأثيرات متباينة على مناطق كثيرة في أنحاء العالم من جفاف وحرائق للغابات، وأمطار غزيرة.

وارتفع متوسط ارتفاع درجة الحرارة في الولايات المتحدة وعالمياً بنحو درجة واحدة منذ بداية القرن العشرين، وهو تغيير قد ينسبه العلماء إلى غازات المصانع.

وقال مركز المناخ إن موجة الدف غير المتوقع في مطلع الشتاء خفضت استهلاك الطاقة بـ13.5 في المائة مقارنة بذات الفترة خلال أعوام سابقة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 12/كانون الثاني/2007 - 21 /ذي الحجة /1427