
في حين حذر كبار علماء العالم في الآونة الأخيرة الحكومات لتتخذ
اجراءات عاجلة بشأن ارتفاع درجة حرارة العالم وضعت مجموعة صغيرة من
الطلاب في بروكلين تصوراتهم للتعايش مع التغيرات المناخية.
وقدم الطلاب تصوراتهم لما يتوقع حدوثه بعد 50 عاما لمعرفة كيف قد
تغمر مياه البحار التي تزيد بسبب ارتفاع درجات الحرارة في حي دومبو
المطل على البحر في بروكلين في معرض صغير يطلق عليه "دومبو تحت الماء"
في صالة عرض في بروكلين الشهر الجاري.
وقال ابيجيت شايند (25 عاما) أحد أربعة طلاب صمموا المشروع الخاص
بالمدينة والذي قدموه كمشروع للكلية التي يدرسون بها "نحن ننظر الى
المسائل الدقيقة لارتفاع درجات الحرارة في العالم.
"نحن نفحص حيا واحدا لكنه قد يكون درسا للمناطق المطلة على بحار في
كل أنحاء العالم."
وأضاف شايند ان الطلاب استخدموا تصورات وكالة الطيران والفضاء
الامريكية (ناسا) لمعدلات ارتفاع مستويات سطح البحر بسبب ذوبان القمم
الجليدية وردوا عليها باعادة تصميم المباني وتضاريس الارض بدلا من
إخلاء الحي.
ويتضمن المعرض رسوما بيانية توضح الشوارع وقد ارتفعت والمباني وقد
شيدت فوق قمة طريق بروكلين كوينز السريع في جزيرة اقيمت من مواد بناء
أعيد تدويرها وترتبط بجسور معلقة للمشاه.
وقال شايند "لا يمكنك مقاومة الماء. عليك ان تتعامل معه. وبالتالي
ابتكار تضاريس جديدة" مضيفا ان مشاريع للطاقة الجديدة في المعرض شملت
وضع محركات حلزونية تدار بالماء امام جسري بروكلين ومانهاتن لتوليد
الكهرباء من الماء الجاري.
وبينما لا يزال المعرض صغيرا حيث يشمل نموذجا مصغرا للحي الجديد فان
شايند يأمل أن يعرض أحد المتاحف الكبرى بنيويورك المشروع أو يوسعه.
ويأتي المعرض في اعقاب تصورات أوسع لآثار ارتفاع درجة الحرارة في
العالم على نيويورك بما في ذلك فيلم هوليوود الضخم "بعد غد" The Day
After Tomorrow وفيلم ال جور الوثائقي الذي عنوانه "حقيقة مزعجة" An
Inconvenient Truth والتي كشفت عن تصورات لكيف ان أجزاء من وسط مانهاتن
ستغمرها المياه مع ارتفاع مستويات سطح البحر.
وبعيدا عن هذه التصورات وعندما يفتتح العام المقبل سيكون برج بنك
أوف أمريكا المكون من 54 طابقا في نيويورك أقل المباني الادارية تلويثا
للبيئة في الولايات المتحدة.
فهو سينتج أغلب طاقته من منشأة بداخله. وسيجمع ويعيد استخدام مياه
الصرف والامطار. ويستخدم مواد معادا تدويرها في بنائه.
والمبنى هو الأحدث في اتجاه نحو انشاء مبان ادارية تستخدم طاقة أقل
وتسهم بدرجة أقل في ظاهرة الاحتباس الحراري. لكن شركات التنمية
العقارية تقول ان هذا الاتجاه يتعطل بسبب عدم كفاية الدعم الحكومي.
وتقدم 17 ولاية و59 مدينة أمريكية منها نيويورك وشيكاجو حوافز
لاقامة مبان صديقة للبيئة او تطلب شهادات بمقتضى نظام الريادة في
تصميمات الطاقة والبيئة (ليد) وهو نظام لتصنيف المباني الصديقة للبيئة
معترف به على مستوى البلاد.
ويقول ريك فيدريزي مؤسس المجلس الامريكي للمباني الصديقة للبيئة وهو
جميعة لا تسعى للربح وتصدر شهادات (ليد) إن هذا فضلا عن الطلب من جانب
المستأجرين أدى الى ازدهار المباني صديقة البيئة.
وقبل خمس سنوات كان من الصعب حمل شركات التنمية العقارية على
التركيز على المباني الصديقة للبيئة. وقال فيدريزي "الان اتلقى ثلاثة
اتصالات في اليوم من مديري شركات يسألون عما نفعل." وتحول نظام تصنيف
المباني التابع للمجلس من الغموض النسبي الى علامة على التميز ورفعة
المكانة.
وسيصبح برج بنك أوف أمريكا في مانهاتن الذي يضم 2.1 مليون قدم مربع
وست قاعات تداول أول مبنى يحصل على شهادة (ليد) البلاتينية وهي أعلى
شهادة يصدرها المجلس.
لكن ما كان هذا المبنى ليقام لولا بيع سندات قيمتها 650 مليون دولار
بهدف تمويل اعادة بناء المنطقة في مانهاتن التي تضررت من هجمات 11
سبتمبر ايلول عام 2001.
وقال جيفري شوارتس الرئيس التنفيذي لشركة برولوجيس أكبر شركة
للتطوير العقاري في العالم ان الحكومة الامريكية لا تبذل ما فيه
الكفاية لمساعدة المباني الصديقة للبيئة.
وأضاف "ان تكلفتها غير مجدية اليوم بدون رعاية" حكومية.
لكن وكالة حماية البيئة الامريكية تقول ان الاعفاءات الضريبية
الاتحادية التي تصل الى 1.80 دولار للقدم المربع وبرامج ترويج الحفاظ
على الطاقة توفر دعما كافيا.
وقال هيرب هاوزر الاستشاري لدى شركة ميد تاون تكنولوجيز "هذه عادة
ليست عملية ذات تكلفة مجدية... المزيد من الحوافز المالية سيساعد
كثيرا."
ويعمل هاوزر في مشروع ستيل بوينت العقاري الذي تبلغ تكلفته 1.5
مليار دولار في بريدج بورت في كونيتيكت والذي سيولد 15 بالمئة من
الكهرباء التي سيستخدمها من طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية.
ونمت المشروعات الصديقة للبيئة باطراد في السنوات القليلة الماضية.
وأصدر مجلس المباني صديقة للبيئة 546 من شهادات (ليد) تغطي 59 مليون
قدم مربع ارتفاعا من 38 شهادة تغطي خمسة ملايين قدم مربع في عام 2002.
ومن جانبها منحت وكالة حماية البيئة نجمة الطاقة التي تمنح عادة
للمواقع التي ترشد استخدام الطاقة الى 930 مبنى العام الماضي. وأصدرت
3200 نجمة منذ 1992.
وقال هاوزر "حتى وقت قريب كانت سياسة الطاقة في هذا البلد تتلخص في
مجرد الدعاء بشتاء دافيء."
وسيبدأ العمل في مشروع ستيل بوينت في الربع الثالث من هذا العام
وسيبدأ تشغيل المرحلة الاولى خلال عامين.
لكن شركات التطوير العقاري تقول إن الضغوط الاجتماعية تلعب دورا
كذلك مما يجعل المكاتب الصديقة للبيئة ضرورية بالنسبة لعدد متنام من
الشركات.
وقال براد سودروول مدير مشروع بشركة هاينز للتطوير العقاري الخاصة
ومقرها هيوستن يشمل مبنى اداريا من 60 طابقا بتكلفة 450 مليون دولار في
وسط شيكاجو ان بعض الشركات خلصت الى أن بامكانها استخدام المباني صديقة
البيئة كأداة لاغراء الموظفين وتسويق بضاعتها وتحسين صورتها في السوق.
وسيحصل المبنى على شهادة (ليد) الذهبية بفضل عناصر مثل ضخ مياه
النهر في انابيب في الجزء الاسفل من المبنى لتبريده بدلا من استخدام
نظم التبريد التقليدية التي توضع على أسطح المباني. وسيكون له سطح مغطى
بالنباتات لتحسين نوعية الهواء والحفاظ على الطاقة.
وأضاف "العمل في مكان به خضرة ويرشد استهلاك الطاقة أمر مهم لاعداد
كبيرة من الناس بشكل مثير للدهشة."
وتتوقع هاينز أن توفر هذه الاجراءات 800 الف دولار سنويا من فواتير
الطاقة. واشترط المستأجر الرئيسي وهو شركة كيركلاند اند اليس ال.ال.بي
القانونية في شيكاجو وجود شهادة (ليد) الذهبية في العقد.
وقال اريك أولسين مسؤول المشروعات الصديقة للبيئة في شيكاجو إن
المدينة تسرع خطى هذه المشروعات بخفض الوقت المسموح به الى النصف
والرسوم الاستشارية الاجبارية بما يصل الى 25 الف دولار.
وتوقعت ديل أن ريس من شركة ارنست اند يونج أن تنخفض قيمة المباني
التي تفشل في التحول الى مبان صديقة للبيئة. |