أرهابيون أم مسلحون أم ميليشيات!!!

مهند حبيب السماوي

 أثار أنتباهي قبل عدة أيام أستخدام الشرقية لمصطلح المليشيات كتعليق على حادث أغتيال أستاذ الاقتصاد في الجامعة المستنصرية الدكتور ضياء المكوطر أثناء مروره قرب ساحة عنتر في الاعظمية، وقد سقط بأستشهاده المكوطر نجم أخر من نجوم العلم في العراق الذي يُراد بهذه العمليات السافلة المنحطة  تفريغه من طاقاته العلمية لعدة اسباب تُحاك تحت جُنح الظلام الحالك من قبل أهل اللثام الاسود.

وبعيداً عن هذا الحادث الاليم الذي انكى جراح رجل الشارع العامي قبل رجال العلم والثقافة في العراق، بعيداً عن ذلك أقول اثارني أستخدام الشرقية لمصطلح المليشيات اذا قالت وكتبت: عناصر من المليشيات تغتال الدكتور ضياء المكوطر، فتسائلت في نفسي لماذا تستخدم الشرقية مصطلع المليشيات ولم تقل أرهابيون ؟

ألا يستحق أن يوصم الذين قتلوا الدكتور المكوطر بالارهابيين؟

اليس الافضل والاجدى والاحرى ان تقول الشرقية ذلك وفاءاً منها للشهيد الذي كان يعمل في الشرقية وكان أحد أسباب شهرة برنامجها؟

هذا الأمر أدخلني الى موضوع أخر مهم يتعلق بتحديد المصطلح المتعلق بمن يحملون السلاح في العراق، حيث الاحظ ان هنالك اختلاف في التسمية والأصطلاح في الاشارة الى هؤلاء الذين يحملون السلاح في العراق والذين يقومون بقتال القوات الامريكية وقوات الامن العراقية فضلاً عمن يقومون يعمليات التصفية الجسدية للمواطنين العراقيين الابرياء العزَل والتي تحدث بصورة يومية وبشكل مثير للأحزان والماسي في العراق الجريح.

ولهذه المسألة تاريخ، اذ عندما دخلت القوات الامريكية العراق وأسقطت نظامه    الصدامي انقسمت القنوات الاعلامية حول التسمية المتعلقة بالذي يحملون السلاح وينفذون عمليات مسلحة طبقاً للمرجعية الايديولوجية التي تسيطر على القناة الاعلامية، فبعض القنوات الاعلامية تسستخدم مصطلح مسلحون أو مجهولون ونلاحظ ان البعض الاخر يؤثر كلمة ارهابيين.

ومن جهة ثالثة وخصوصاً بعد تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء نلاحظ ان بعض القنوات الاعلامية قد بدأت بأستخدام مصطلح المليشيات في اشارتهم للعناصر المسلحة، نتيجة لأستشراء ظاهرة انتشار المليشيات التي نزلت الشوارع وقامت ببعض التصفيات الجسدية كرد عفوي أنفعالي عاطفي على الحادث الرهيب من جميع النواحي الانسانية والدينية والحضارية والتاريخية. 

ولهذا فنحن أمام تسميات ثلاثة:

1.     مسلحون.

2.     أرهابيون.

3.     ميليشيات.

القنوات الفضائية الأجنبية كالعربية والجزيرة والعالم وغيرها وبعض الفضائيات  السنية وبعض الشيعية العلمانية تستخدم المصطلح الأول في أشارتها لهؤلاء الذين يحملون السلاح مدعين في ذلك الحيادية والموضوعية في نقل الخبر وكتابته في حين أننا نلاحظ أن المسلحين حينما يستهدفون أحد مراسلي هذه القنوات لقالوا أرهابيون يستهدفون فلان... وبذلك تسقط الحيادية وتنهار وتتداعى الموضوعية التي زعموها.

أما كلمة أرهابيون فيستخدمها أعلام الحكومة العراقية متمثلاً في شبكة الاعلام العراقي وملحقاتها بألاضافة الى القنوات الاعلامية الشيعية الدينية والكردية حيث يصف هؤلاء من يقتل المدنين وقوات الامن العراقية بالارهابيين الذين يثيرون الرعب والخوف في كل مكان من أرجاء العراق وهم يقصدون بهؤلاء الأرهابيين التكفيريين والصداميين الذين يقاومون بناء الدولة العراقية في مرحلة مابعد صدام من أجل محاربة أمريكا والشيعة.

وأما بالنسبة لكلمة المليشيات فنلاحظ أن بعض القنوات الاعلامية كالشرقية وبغداد وغيرها قد بدأت بأستخدامه بعد تنامي وأستفحال ظاهرة المليشيات في فترة مابعد استهداف الأمامين وهم في ذلك يعنون المليشيات الشيعية المتمثلة بجيش المهدي وقوات بدر الذين نشطت بعض جماعاتهم بتصفية بعض السنة الذين تواطئوا مع الأرهابين ووفروا ملاذاً أمناً لهم في المناطق السنية.

وعوداً على بدئ...أحاول أن أتسائل لماذا تصف الشرقية قتلة الدكتور ضياء المكوطر بأنهم مجموعة مليشيات ؟

هل تقصد ذلك الشيعة ؟ أي جيش المهدي أم قوات بدر!!!

هل يمكن أن يكون ذلك قد حدث فعلاً مع العلم أن الشهيد المغدور المكوطر قد قُتل في مدينة الأعظمية ؟

لماذا تستخدم الشرقية عبارات في اخبارها تفتح مجالات لأن يتهمها البعض بعدم الحيادية والموضوعية...

اليس الاجدر ان تصف قتلة الشهيد المكوطر بالارهابيين وتحسم المسألة

أنها أسئلة ليست بريئة تحتاج لأجوبة صادقة وجريئة.... 

[email protected]     

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 16 شباط/2007 -28/محرم/1428