مبادرة سعودية اسرائيلية لمواجهة المد الشيعي في المنطقة

 قالت مصادر سياسية اسرائيلية واوروبية متطابقة ان المملكة العربية السعودية تسعي جاهدة في هذه الايام لاطلاق مبادرة سلام جديدة بين اسرائيل والدول العربية، هدفها الاساسي منع الجمهورية الاسلامية في طهران من مواصلة التأثير علي مجريات الامور في منطقة الشرق الاوسط، او كما قالت المصادر ذاتها منع المد الشيعي من الوصول الي الدول العربية والاسلامية التي تصنف امريكيا واسرائيليا بالدول المعتدلة حسب نقل صحيفة القدس العربي.

 وقال مراسل شؤون الشرق الاوسط في القناة الثانية للتلفزيون التجاري الاسرائيلي ايهود يعاري، ان المبادرة السعودية الجديدة تتم بالتنسيق مع مصر والمملكة الاردنية الهاشمية ومع المغرب، بعلم الادارة الامريكية.

واضاف الصحافي الاسرائيلي ان المملكة العربية السعودية تخشي جدا من تنامي قوة ايران في الشرق الاوسط، وبالتالي فان مبادرتها الجديدة تهدف اساسا الي وضع حد لما سماه التدخل الايراني السييء في سياسات بعض الدول العربية.

واوضح في سياق تقريره الحصري، ان السعوديين يعكفون في هذه الايام علي اجراء الاتصالات المكثفة مع الدول العربية المعتدلة لدرء الخطر الايراني المحدق، علي حد تعبيره. وبحسب التلفزيون الاسرائيلي، فان صناع القرار في الرياض يسعون الي الحصول علي موافقة من الدول العربية المعتدلة للموافقة علي ادخال التعديلات علي المبادرة العربية التي طرحت لاول مرة في مؤتمر القمة العربية في آذار (مارس) في بيروت عام 2002، وسميت لاحقا بالمبادرة السعودية.

ومن اهم التعديلات التي سيتم ادخالها علي المبادرة العربية، الاعتراف الكامل بالدولة العبرية وتطبيع العلاقات معها، وسيتم وفق المصادر الاسرائيلية والاوروبية، طرح المبادرة المعدلة في مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض، في شهر آذار (مارس) القادم.

وتابع التلفزيون الاسرائيلي قائلا ان السعوديين سيقومون بطرح المبادرة المعدلة والاعلان خلال مؤتمر القمة ان الدولة العربية التي ستعارض التعديل ستعتبر خارجة عن الصف العربي.

ولفت ايضا الي ان السعوديين يهدفون في مبادرتهم الجديدة للحد من قوة حزب الله في لبنان، بالاضافة الي ترويض حماس في فلسطين، ومحاولة ابعاد التنظيمين اللبناني والفلسطيني، عن التأثير الايراني، ومنعهما من التعاون مع ايران والحصول علي اسلحة وعتاد منها، كما هو الحال اليوم، علي حد قول المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها.

واكد الصحافي الاسرائيلي، ان المبادرة ستشمل التطبيع الكامل مع اسرائيل، الامر الذي سيضع الدولة العبرية والدول التي ستوافق علي المبادرة في خندق واحد ضد التهديد الايراني، علي حد تعبيره.

وتوقعت المصادر الاسرائيلية والاوروبية ان تكون القمة العربية في الرياض الشهر القادم تاريخية ونقطة تحول جذرية في العلاقات السياسية في منطقة الشرق الاوسط، لانها تضع للمرة الاولي التهديد الايراني في رأس سلم اولوياتها.

 وتابعت ان مصر والاردن والمغرب قامت باعطاء الضوء الاخضر للسعوديين بمواصلة جهودهم الدبلوماسية المكثفة من اجل اقناع جميع الدول العربية بضرورة التصدي لايران، ليس فقط عن طريق اطلاق التصريحات، انما عن طريق اتخاذ قرار حازم وصارم في مؤتمر القمة العربية.

ووفق التلفزيون الاسرائيلي فان صناع القرار في تل ابيب اعربوا عن ارتياحهم من هذا التطور الذي وصفوه بالدراماتيكي.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 16 شباط/2007 -28/محرم/1428