استراتيجية بوش الجديدة في العراق

 * نشر أكثر من 20,000 جندي إضافي في العراقي دعماً للخطة العراقية لإحلال الأمن

* تولي الحكومة العراقية المسؤولية الأمنية عن جميع المحافظات العراقية بحلول تشرين الأول القادم

* اصدار تشريع لتقاسم عائدات النفط العراقية

* القيام إصلاحات سياسية

* انفاق 10 مليارات دولار على إعادة الإعمار ومشاريع البنى التحتية في البلاد

* منع تدفق الدعم للمتطرفين من سورية وإيران إلى الأراضي العراقية  

 

في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب الأميركي ليل العاشر من الشهر الجاري، أعلن الرئيس بوش عن خطته الداعية إلى إرسال خمسة ألوية عسكرية أميركية إضافية إلى العراق لدعم العمليات التي يقوم بها الجيش العراقي داخل وحول العاصمة بغداد، ولواءين من قوات المارينز إلى محافظة الأنبار للمساعدة في العمليات ضد تنظيم القاعدة في تلك المنطقة.

وقال بوش إن نشر أكثر من 20,000 جندي إضافي في العراقي دعماً للخطة العراقية لإحلال الأمن في البلاد "سيؤدي إلى تغيير المسار في العراق ويساعدنا في النجاح في معركتنا ضد الإرهاب."

وقال الرئيس إن الأمن هو "أولويتنا الأكثر إلحاحاً"، خصوصا في بغداد لأن 80 بالمئة من العنف الطائفي يقع في دائرة نصف قطرها 48 كيلومترا من العاصمة.

ويتوقع أن تكون الألوية الخمسة الإضافية تحت القيادة العسكرية الأميركية ولكنها ستعمل مع، وستدعم القوات العراقية المكلفة القيام بأعمال الدورية ونصب حواجز التفتيش والإظهار لسكان المدينة أن القوات العراقية تقوم بتوفير الأمن لهم.

أما لواءي المارينز فسيقومان بدعم القوات العراقية والقبائل السنية في محافظة الأنبار التي تقاوم استعمال تنظيم القاعدة لأراضي المنطقة كقاعدة لعملياتها في العراق.

وعزا بوش فشل المحاولات السابقة لتأمين بغداد إلى العدد غير الكافي من القوات الأميركية والعراقية المتوفرة لتأمين الأحياء التي كان يتم تطهيرها من الإرهابيين وقوات المتمردين، كما وإلى "العديد من القيود التي كانت مفروضة على القوات التي كانت لنا هناك." وقال إن القادة العسكريين الأميركيين أبلغوه الآن أن الخطة العسكرية العراقية الجديدة تعالج هذه الأخطاء وقالوا له إن "هذه الخطة يمكن أن تنجح فعلاً." وسيكون بمقدور القوات الأميركية والعراقية الدخول إلى الأحياء التي كان التدخل السياسي والطائفي قد حال دون دخولها إليها في الماضي.

وقال بوش إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "قد وعد بأن التدخل السياسي أو الطائفي لن يُسكت عليه."

وتعتزم الحكومة العراقية أن تتولى المسؤولية الأمنية عن جميع المحافظات العراقية بحلول تشرين الأول/نوفمبر القادم، وأن تصدر تشريعاً لتقاسم عائدات النفط العراقية وأن تقوم بإصلاحات سياسية وأن تنفق 10 بلايين دولار على إعادة الإعمار ومشاريع البنى التحتية في البلاد.

وقال بوش إن آمال الولايات المتحدة الأولية في العام 2005 بحصول تقدم سياسي في العراق "قد طغت عليها" أعمال العنف الطائفي التي سادت البلاد في العام 2006. وقال إن الوضع الحالي في العراق "غير مقبول للشعب الأميركي وليس مقبولا لي"، مضيفا أن الاستراتيجية الحالية في العراق تحتاج إلى التغيير وحيث "ارتكبت الأخطاء فإنني أتحمل مسؤوليتها."

وقال إن الحكومة العراقية تدرك أن "التزام أميركا ليس مفتوح النهاية"، وإن لم تنفذ الحكومة العراقية التزاماتها فإنها "ستفقد دعم الشعب الأميركي – وستفقد تأييد الشعب العراقي كذلك."

الرئيس يعتزم تقديم دعم اقتصادي إضافي للعراق

وقال الرئيس أيضا إن الخطة الجديدة ستتضمن مساعدة اقتصادية إضافية ومضاعفة لعدد فرق الإعمار في المحافظات المكلفة بمساعدة العراقيين على بناء الحكومات المحلية والمساعدة في جهود المصالحة المحلية وتقديم المساعدة الاقتصادية المحلية.

وبالنسبة إلى مكافحة العنف الطائفي، قال الرئيس إن الشعب العراقي نفسه هو القادر على وقف هذا العنف عن طريق تقرير أنهم يريدون العيش معا، وأن الحكومة العراقية "قد طرحت خطة نشطة لفعل ذلك."

وقال إن جيران العراق المعتدلين لديهم مصلحة أساسية في نجاح العراق وعليهم أن يزيدوا من دعمهم لحكومة الوحدة الوطنية في العراق، مع تعهدهم أيضا بمنع تدفق الدعم للمتطرفين من سورية وإيران إلى الأراضي العراقية.

وقال بوش إن "ملايين الناس العاديين" في الشرق الأوسط وجنوب آسيا "سئموا العنف ويريدون مستقبلا من السلام لأطفالهم." وأضاف أنهم ينظرون إلى العراق لرؤية ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب من هناك أم ستقف إلى جانب الشعب العراقي.

وقال إن الانتصار في العراق سيؤدي إلى إقامة "حكومة ديمقراطية فاعلة تسيطر على أراضيها وتحترم حكم القانون وتحترم الحريات الإنسانية الأساسية وتكون مسؤولة أمام شعبها."

وفي ما يلي ابرز المقاطع في خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اعلن استراتيجية جديدة لتطويق العنف في العراق تقضي بارسال اكثر من عشرين الف جندي اضافي:

"القوات المسلحة الاميركية تخوض معركة ستحدد وجهة الحرب الشاملة على الارهاب وامننا هنا على اراضينا. الاستراتيجية الجديدة التي اعلنها اليوم ستغير مسار اميركا في العراق وتساعدنا في النجاح في مكافحة الارهاب".

"الوضع في العراق غير مقبول لدى الشعب الاميركي ولدي شخصيا. قواتنا قاتلت بشجاعة. لقد فعلت كل شيء طلب منها. والاخطاء التي حدثت اتحمل مسؤوليتها".

"من الواضح اننا نحتاج الى تغيير استراتيجيتنا في العراق لذلك قام فريقي للامن القومي وقادتنا العسكريون والدبلوماسيون بمراجعة شاملة".

"في مناقشاتنا اتفقنا جميعا على عدم وجود صيغة سحرية للنجاح في العراق ورسالة واحدة ظهرت بوضوح تفيد ان الفشل في العراق سيشكل كارثة للولايات المتحدة".

"نتائج الفشل واضحة: سيعزز الاسلاميون المتطرفون قوتهم ويحصلون على متطوعين جدد. سيكونون في موقع افضل لاسقاط الحكومات المعتدلة ونشر الفوضى في المنطقة واستخدام عائدات النفط لتمويل طموحاتهم. ستتشجع ايران في مواصلة عملها لامتلاك سلاح نووي. سيحصل اعداؤنا على ملاذ آمن يخططون ويشنون منه هجمات على الشعب الاميركي. في 11 ايلول/سبتمبر 2001 رأينا ماذا يمكن ان يجلب ملجأ للمتطرفين في الجانب الآخر من العالم الى شوارع مدننا. من اجل سلامة شعبنا يجب ان تنجح اميركا في العراق".

"الاولوية الاكثر الحاحا للنجاح في العراق هي الامن وخصوصا في بغداد. ثمانون بالمئة من العنف المذهبي في العراق يقع في منطقة بغداد وفي اطار مسافة 30 ميلا منها. هذا العنف يقسم بغداد الى جيوب مذهبية ويزعزع ثقة كل العراقيين. العراقيون وحدهم يستطيعون انهاء العنف المذهبي وضمان امن شعبهم وحكومتهم وضعت خطة فعالة لتحقيق ذلك".

"لقد فشلت جهودنا السابقة لاحلال الامن في بغداد لسببين رئيسيين: لم تكن هناك قوات عراقية واميركية كافية لضمان امن المناطق التي تم تنظيفها من الارهابيين والمتمردين وكانت هناط قيود كثيرة على القوات التي كانت لدينا. راجع القادة العسكريون الخطة العراقية الجديدة للتأكد من انها تعالج هذه الاخطاء وقالوا انها كذلك. كما قالوا ان هذه الخطة قابلة للتطبيق".

"دعوني اوضح العناصر الرئيسية لهذا الجهد: ستعين الحكومة العراقية قائدا عسكريا ونائبين له للعاصمة. ستنشر الحكومة العراقية الجيش العراقي وقوات الشرطة الوطنية في مناطق بغداد التسع. وعندما تنشر هذه الوحدات سيكون هناك 18 لواء للجيش والشرطة الوطنية مهمتها القيام بهذا الجهد الى جانب الشرطة المحلية. هذه القوات العراقية ستعمل في مركز الشرطة المحلية وتقوم بدوريات وتقيم نقاط مراقبة وتسعى للحصول على ثقة سكان بغداد".

"هذا التزام قوي. لكن لضمان نجاحه قال قادتنا ان العراقيين يحتاجون الى مساعدتنا".

"لذلك حشدت اكثر من عشرين الف جندي اميركي اضافي من اجل العراق سينشر معظمهم -- خمسة الوية -- في بغداد. هذه القوات ستعمل مع الوحدات العراقية وستدعمها وحدات اخرى. سيكون لقواتنا مهمة محددة بدقة هي مساعدة العراقيين على تطهير المكان وضمان امنه والمساعدة على حماية السكان والمساعدة على التأكد من ان القوات العراقية قادرة على تأمين الاحتياجات الامنية لبغداد".

"كثيرون سيتساءلون الليلة لماذا سينجح هذا الجهد بينما فشلت عمليات اخرى لاحلال امن بغداد في الماضي. الفروقات هي ان القوات الاميركية والعراقية قامت بتطهير اماكن من الارهابيين والمتمردين لكن عندما انتقلت الى اهداف اخرى عاد القتلة. هذه المرة سيكون لدينا مستوى القوات الذي نحتاج اليه للسيطرة على المناطق التي يتم تطهيرها. في عملياتنا السابقة منع التدخل السياسي والمذهبي القوات الاميركية والعراقية من دخول مناطق تؤوي الذين يغذون العنف المذهبي. هذه المرة ستحصل القوات الاميركية والعراقية على ضوء اخضر لدخول هذه المناطق ورئيس الوزراء (نوري) المالكي وعد بالا يسمح باي تدخل سياسي او مذهبي".

"قلت بوضوح لرئيس الوزراء والقادة العراقيين الآخرين ان الالتزام الاميركي ليس بلا نهاية. اذا لم تنفذ الحكومة العراقية وعودها ستفقد دعم الشعب الاميركي وستفقد دعم الشعب العراقي. لقد حان وقت العمل ورئيس الوزراء يدرك ذلك...".

"هذه الاستراتيجية الجديدة لن تؤدي الى وقف فوري للعمليات الانتحارية والاغتيالات والهجمات بالعبوات الناسفة. اعداؤنا في العراق سيبذلون كل جهد لتغطي صور القتل والمعاناة شاشاتنا. لكن مع الوقت يمكننا ان نتوقع رؤية القوات العراقية تطارد القتلة وصورا اقل لاعمال العنف وزيادة في ثقة سكان بغداد وتعاونهم".

"لبسط سلطتها تخطط الحكومة لتولي المسؤولية الامنية في كل المحافظات العراقية بحلول تشرين الثاني/نوفمبر. لاعطاء كل مواطن عراقي حصة في اقتصاد البلاد سيقر العراق قانونا لتقاسم عائدات النفط بين كل العراقيين. ولتبرهن على ان ذلك هدفه تأمين حياة افضل ستنفق الحكومة العراقية عشرة مليارات دولار من اموالها على اعادة الاعمار ومشاريع البنى التحتية التي تؤدي الى ايجاد وظائف جديدة. من اجل تمكين القادة المحليين يخطط العراقيون لتنظيم انتخابات في المحافظات خلال العام الحالي. ومن اجل السماح لعدد اكبر من العراقيين من دخول الحياة السياسية للبلاد ستقوم الحكومة باصلاح قوانين اجتثاث البعث وبعملية عادلة للبحث في تعديلات للدستور العراقي".

"ستغير اميركا مقاربتها لمساعدة الحكومة العراقية على تحقيق هذه الاهداف. وطبقا لتوصيات مجموعة الدراسات حول العراق سنزيد من عدد المستشارين الاميركيين في وحدات الجيش العراقي وسنرفق كل فرقة عراقية بلواء من قوات التحالف. سنساعد العراقيين على بناء جيش اكبر وافضل تجهيزا وسنسرع تدريب القوات العراقية الذي يبقى المهمة الامنية الاساسية للاميركيين في العراق".

"ومع هذه التغييرات سنواصل مطاردة القاعدة والمقاتلين الاجانب. (تنظيم) القاعدة ما زال ناشطا في العراق ومعقله هو محافظة الانبار. القاعدة ساهم في جعل الانبار واحدة من اكثر المناطق عنفا في العراق خارج بغداد".

"قواتنا في الانبار تقتل وتأسر قادة القاعدة وتحمي السكان. مؤخرا بدأ زعماء العشائر المحلية يعبرون عن رغبتهم في القضاء على القاعدة. نتيجة لذلك يرى قادتنا ان لدينا الفرصة لتوجيه ضربة حقيقية للارهابيين. لذلك اصدرت امرا بزيادة عديد القوات الاميركية في الانبار اربعة آلاف جندي. هذه القوات ستعمل مع العراقيين وقوى العشائر للتخلص من ضغط الارهابيين".

"النجاح في العراق يتطلب الدفاع عن وحدة اراضيه وسلامتها واحلال الاستقرار في المنطقة في مواجهة تحدي التطرف. وهذا يبدأ بالاهتمام بسوريا وايران. هذان النظامان يسمحان للارهابيين والمتمردين باستخدام اراضي بلديهما لدخول العراق والخروج منه. ايران تقدم مساعدة مادية للهجمات على القوات الاميركية. سنوقف الهجمات على قواتنا وسنوقف تدفق الدعم من ايران وسوريا وسنكشف الشبكات التي تقدم الاسلحة المتطورة وتدرب اعداءنا في العراق وندمرها".

"وسنتخذ ايضا خطوات اخرى لتعزيز الامن في العراق وحماية المصالح الاميركية في الشرق الاوسط. امرت اخيرا بنشر مجموعة ضاربة اضافية من حاملات الطائرات في المنطقة. سنوسع تقاسم المعلومات الاستخباراتية وسننشر انظمة صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ لطمأنة حلفائنا واصدقائنا. سنعمل مع حكومتي تركيا والعراق لمساعدتهما على حل مشاكلهما على طول الحدود بينهما. وسنعمل مع آخرين لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية ومن الهيمنة على المنطقة".

"ويوم الجمعة ستتوجه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى المنطقة لبناء الدعم للعراق ومواصلة الجهود الدبلوماسية المطلوبة الملحة لجلب السلام الى الشرق الاوسط".

"التغييرات التي تحدثت عنها الليلة تهدف الى ضمان بقاء ديموقراطية فتية تصارع من اجل البقاء في جزء من العالم مهم جدا لامن اميركا. لنكن واضحين: الارهابيون والمتمردون في العراق بلا ضمير وسيجعلون هذا العام دمويا وعنيفا. وحتى اذا طبقت استراتيجيتنا بحرفيتها كما خطط لها ستتواصل اعمال العنف القاتلة وعلينا ان نتوقع مزيدا من الخسائر العراقية والاميركية. والسؤال هو هل ستجعلنا استراتيجيتنا اقرب الى النجاح. اعتقد انها ستحقق ذلك".

"كثيرون يشعرون بالقلق من ان العراقيين اصبحوا يعتمدون جدا على الولايات المتحدة لذلك يجب ان تركز سياستنا على حماية حدود العراق ومطاردة القاعدة. الحل بالنسبة لهم هو تقليص جهود اميركا في بغداد او الاعلان عن انسحاب على مراحل لقواتنا القتالية. نظرنا بتعمن في هذه المقترحات. ورأينا ان تراجعا الان سيؤدي الى انهيار الحكومة العراقية وتفكك البلاد كما سيؤدي الى عمليات قتل جماعية على نطاق لا يمكن تصوره. سيناريو كهذا يجعل قواتنا مضطرة للبقاء في العراق لفترة اطول ومواجهة عدو يزداد فتكا".

"اذا قمنا بزيادة دعمنا في هذه اللحظة الحاسمة وساعدنا العراقيين في كسر دوامة العنف الحالية يمكننا ان نجعل يوم عودة قواتنا الى بلدهم اقرب".

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 12/كانون الثاني/2007 - 21 /ذي الحجة /1427