عراقيون يطالبون باعادة بناء مرقد العسكريين ويعتبرونه بوابة المصالحة والحكومة تعد

شارك الاف المتظاهرين يتقدمهم المسؤولين في محافظتي النجف وكربلاء ورجال دين مثلوا جميع الحوزات العلمية والدينية والأحزاب اليوم الاثنين في تظاهرة طافت شوارع المحافظتين إستنكارا لجريمة تفجير قبة الإمامين العسكريين في سامراء.

و طالب المتظاهرون خلال التظاهرة الحكومة العراقية في المباشرة بإعادة اعمار المرقدين العسكريين باسرع وقت ممكن ووقف الانتهاكات المتكررة على مقدساتنا وتفعيل قانون الإرهاب ومحاسبة المسؤولين في الدولة الذين يحرضون على إشاعة الفرقة بين المسلمين.

بدوره قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الاثنين إن "طريق سامراء/ بغداد سيتم إفتتاحه امام الزائرين خلال شهرين تقريبا حيث يجري الآن تدريب الالوية التي ستقوم بحماية الطريق"، بينما قال وزير الداخلية جواد البولاني إن الداخلية ستؤمن الحماية للشركات التي ستعيد إعمار المرقد.

وأضاف المالكي خلال الاعتصام الذي نظمه مجلس الوزراء بحضور عدد من اعضائه وأعضاء البرلمان في مقر رئاسة الوزراء ببغداد في مناسبة الذكرى الاولى لتفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء ان "اللجنة المكلفة بإعادة اعمار المرقدين تخطط لتوسيع صحن ومرقد الامامين."

وطالب المالكي العراقيين بالإصطفاف ونبذ الطائفية من اجل احباط مخططات الاعداء.

وقال رئيس الوزراء للصحفيين عقب الاعتصام الذي استمر لمدة ربع ساعة "لقد اكتشفنا ان الهدف من وراء تفجير قبتي الامامين العسكريين هو اثارة النعرات الطائفية بين العراقيين لذا نطلب من العراقيين الاصطفاف مع بعضهم لإحباط مخططات الاعداء."

وقال المالكي "نسجل احترامنا وتقديرنا لكل المرجعيات الدينية في العالم الاسلامي التي ادانت تفجير المرقد". واضاف "نعتقد جازمين ان السيارات المفخخة واحزمة الموت لم تكن لتحصد ارواح الالاف من الابرياء لو ان هذه المرجعيات اصدرت فتوى تعتبر فيها الجهات التي نفذت جريمة سامراء خارجة عن الدين وتحددها بالاسم وتعلن صراحة حرمة الانخراط في هذه الجماعات المنحرفة".

وتابع "لقد حاول الزرقاوي المقبور واتباعه من الظلاميين جر العراق الى حرب اهلية لاشاعة الفوضى والقضاء على مظاهر السلطة والقانون واقامة دولة امراء الموت والذباحين والتي ما زالوا يدعون لها حتى الان".

واكد المالكي "لم يكن بوسع التكفيريين تنفيذ هذه الجريمة النكراء دون دعم ومساندة الصداميين الذين كانوا يحلمون باعادة الدكتاتورية ونهج التهميش والاقصاء والتمييز وهي سياسة دفع ثمنها الشعب العراقي باهظا طوال خمسة وثلاثين عاما". 

ومن جانبه ، تعهد وزير الداخلية بتوفير الامن للشركات التي ستساهم في إعادة إعمار المرقد.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن البولاني "قرأ في بداية مراسيم الاعتصام مع كافة منتسبي الوزارة سورة الفاتحة وقوفا" على أرواح شهداء العراق الأبرار, وأشار الوزير في بداية حديثه إلى إن منفذي جريمة تفجير المرقد المقدس هم من العصابات الإجرامية التكفيرية وبقايا النظام الصدامي المباد الذين أرادوا من وراء هذا الفعل الشنيع دق إسفين الفرقة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد."

واضاف البيان ان "البولاني اشاد باهتمام الحكومة بإعادة بناء الضريح المقدس للإمامين وعلى اثر ذلك فقد تشكلت لجنة رئاسية عليا برئاسة دولة رئيس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة تكون مهام هذه اللجنة هي تسريع خطوات بناء المرقد المقدس إضافة إلى تطوير عمراني في المنطقة كما ستؤمن وزارتا الداخلية والدفاع عمل الشركات الاعمارية التي ستكلف بإعادة البناء."

وتابع البيان أن "البولاني دعا في نهاية حديثه القوات الأمنية إلى التعامل بقوة مع الإرهاب من اجل أن يسود القانون في العراق الحر الجديد."

هذا وكانت الحكومة العراقية قد دعت يوم الأحد جميع العراقيين إلى اللإعتصام لمدة ( 15) دقيقة يوم غد مع ترديد التكبير في المساجد وقرع الأجراس في الكنائس ،في ذكرى تفجير المرقدين العسكريين في مدينة سامراء منذ عام .

وجاء في بيان صادر عن مجلس الوزراء نسخة منه "إحتجاجاً على فاجعة سامراء التي إرتكبها التكفيريون والصداميون ، وحماية للمقدسات الدينية وتكريساً للوحدة الوطنية... تدعو الحكومة العراقية جميع العاملين في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وعموم المواطنين للإعتصام لمدة (15) في الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم غد الإثنين."

وأضاف البيان " كما تدعو ( الحكومة) إلى ترديد التكبير في المساجد ،وقرع الأجراس في الكنائس."

وكان حادث تفجير المرقدين في مدينة سامراء ،شمال بغداد ، يوم ( 22) من شباط فبراير من العام الماضي ،شكل بداية لموجة واسعة من أعمال العنف الطائفي في العراق ، خصوصا في العاصمة بغداد ،سقط خلالها آلاف الضحايا بين قتيل وجريح .

من جهته اقام المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في نجف اليوم الاثنين حفلا استذكاريا بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء , فيما عمت شوارع النجف وكربلاء تظاهرات تطالب الحكومة بإعادة اعمار المرقدين.

وقال عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية في كلمة القاها خلال الحفل اليوم "التكفيريون والصداميون حاولوا بفعلتهم الشنيعة غرز جذور الفتنة الطائفية والحرب الاهلية بين الطائفتين السنية والشيعية , لكن شعبنا وحكومتنا وبتوجيه وبتسديد من مرجعيتنا الشريفة استطاعت ان تستوعب كل الافعال رغم جسامتها وخطورتها."

و أضاف عبد المهدي "إن تحقيق الامن في بغداد هو مفتاح للامن في العراق كله وان ماحصل في النجف من عملية باغية الهدف منها اسقاط العاصمة الروحية للعراق لكي تسقط بعد ذلك العاصمة السياسية للبلد."

و أوضح "إن الحكومة العراقية عازمة على العمل لتوفير بيئة صحيحة لانجاز مشروع اعادة بناء المرقدين الشريفين في سامراء والذي سيعبر عن وحدة العراقيين."

ومن جانبه , قرأ الشيخ علي الربيعي كلمة آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض , خلال الحفل ذاته الذي حضره ممثلين عن مراجع الدين وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية ووفد من أهل السنة , أوضح فيها "ان الشيخ الفياض استنكر هذه الحادثة الأليمة التي مازالت تحز في قلوب المؤمنين من أبناء الشعب العراقي."

بدوره دعا الدكتور خالد العطية نائب رئيس مجلس النواب اليوم الاثنين العراقيين للتوحد ونبذ العنف. جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب العطية حيث قال"نستذكر في هذا اليوم وبعد مرور عام كامل على فاجعة تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء ، تلك الحادثة التي آلمت بالمسلمين جميعاً وشكلت انتهاكاً صارخاً لمقدساتهم."

و نقل البيان عن العطية قوله "اننا وفي الوقت الذي ندين فيه ونستنكر هذه الممارسات الاجرامية ندعو الى ان توحد هذه الحادثة الاليمة كلمة المسلمين في العراق وتدعوهم إلى نبذ العنف بشتى انواعه والعودة إلى احضان العراق."

كما ندد منتسبو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يوم الاثنين بجريمة تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء في اعتصام نظمته الوزارة بحضور وزير التعليم الدكتور عبد ذياب العجيلي.

وقال بيان صادر عن مكتب العجيلي "إن منتسبي التعليم العالي يستذكرون بألم بالغ وحزن شديد هذا المصاب الجلل, ويؤكدون على ضروة التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ العنف والطائفية البغيضة."

و نقل البيان عن العجيلي قوله "يجب التمسك بالدور الرائد والنبيل للتعليم العالي في تعزيز الوحدة والتلاحم الوطني وإشاعة لغة الحوار الهادئ البناء، والتسامح واحترام الآخر، لبناء عراق جديد ومزدهر تسود فيه المحبة وتعلو قيم الرسالات السماوية السمحاء."

من جهة اخرى طالب شيوخ عشائر الفرات الأوسط يوم الأحد الحكومة العراقية بسرعة إعادة بناء مرقد الإمامين العسكريين في سامراء الذي تعرض للتفجير قبل عام ،معتبرين أن ذلك سيعد "بوابة المصالحة الوطنية" في البلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 13 شباط/2007 -25/محرم/1428