ما هي أسباب أختفاء مادة الانسولين من المؤسسات الصحية في العراق؟

عدسة وتحقيق: عصام حاكم

 في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها المواطن  والى جانب تصاعد وتيرة التحديات، تنبري الى السطح ضرورة أفرزتها المرحلة الراهنة،متمثلة بالازدياد الملحوظ في اعداد المرضى المصابين بداء السكري نتيجة الضغوط النفسية الحادة التي يعيشها المجتمع العراقي اليوم.

وقد تضافرت عدة أسباب وعوامل لزيادة هذه الحالة، وقد يعزى السبب الرئيسي لهذه الزيادة هي أختفاء مادة الانسولين، التي تعتبر المصدر الاهم لعلاج مرضى السكري، هذا مما يزيد من معاناتهم التي اضافت ثقلا كبير على كاهلهم المتعب.

وللوقوف عند الاسباب الحقيقة التي دعت الى أختفاء مادة الانسولين، استطلعت (شبكة النبأ) أراء ذوي الاختصاص من الصيادلة والاطباء وأصحاب القرار في المؤسسات الصحية..

مستشفى الحسين يفتقر للأنسولين!

في البدء توجهنا الى مستشفى الحسيني في كربلاء لنلتقي بالسيد (جبار فليح جبر) الصيدلي الاستشاري في مستشفى كربلاءالعام الذي قال: ان مادة الانسولين مادة مهمة جداً لعلاج المرضى المصابين بداء السكري حيث يعطي هذا العلاج للمرضى الذين تزيد نسبة السكر عندهم الى اكثر من 400 درجة.

و مادة الانسولين تنقسم الى ثلاث انواع الخابط والصافي والماكسر انسولين وهذا المادة يأخذها المريض على شكل 3 جرعات في اليوم الواحد. حيث لا تتوفر الا في المستشفيات الحكومية وفي المراكز الصحية، بيد ان مرض السكري يعد من الامراض المزمنة.

اما هذه المادة أي مادة الانسولين فهي لا تتوفر الان الا في دائرة صحة بغداد فقط. كونها قريبة من مذاخر وزارة الصحة. اما مستشفى الحسيني في كربلاء فهولايمتلك هذه المادة منذ زمن، حيث يعزى السبب لعدم توفرها كونها موجودة في مخازن الصحة في منطقة العدل وهذه المنطقة من المناطق الساخنة جداً ولا يتسنى لنا الذهاب اليها. علماً انه في اوقات سابقة قد تعرضت شاحنات الادوية الى السرقه امرار عدة... ولايوجد  بديل لهذا المادة ابدا.

 ثم استدرك قائلاً: ليست ماده الانسولين وحدها هي التي غير متوفرة لدينا، بل هناك ادوية هي الاخرى غير متوفرة كلنجيسيك وايزولدين وميكاردس والتكميت وماده امبرازول الدليمودين وعلاجات أخرى

أخراج مخازن الادوية من المناطق الساخنة

اما وقفتنا التاليه كانت مع الدكتور الصيدلاني (قاسم علاوي بدر) صيدلاني سريري ممارس في مستشفى كربلاء للاطفال الذي قال: بخصوص شحة ماده الانسولين بنوعيه انسولين خابط وانسولين الصافي. ان شحة هذه الماده يرجع الى عدة أسباب، ولا أحب أن اعلق اختفاء ماده الانسولين على شماعة العملية الارهابية.

واني اعزي نقص هذه المادة الى وجود مخازن وزارة الصحة في مناطق ساخنة كمنطقة العدل ومنطقه الدباش، حيث يصعب وصول  الموفدين الى هذه المناطق وجلب الادوية الى المحافظة.

 اما السبب الثاني هو سوء التخطيط بتوزيع الادويه فمثلا هناك ادوية نعيش سنتين أو ثلاث سنوات محرومين منها وغير متوفرة في المستشفيات أو في المراكز الصحية واذا بهم في نهاية 2006 تطلق هذه المادة بشكل مهول مثل مادة الانسولين ولكن تحمل اكسباير 2006 شهر9 وشهر11 علماً بانها وصلت شهر الثامن، ولا علم لي اين كانت هذه الكمية؟ ولماذا أنطلقت في هذه الفترة بالذات.

اما السبب الثالث فهو عائد للعقود، يجب على الوزارة أن تتعاقد مع الجهات المورده قبل نفاذ المادة حتى نستطيع أن نخلق موازنه بين الخزين وبين ما تحتاجة المستشفيات. حتى لا يحصل عندنا عجز في أي مادة كانت، لذى يجب على المختصين على العقود أن يعوض الفترة التي بعد 2006 شهر11، ولا يقتصرالامر عند مادة الانسولين فقط، بل يتعداه فنحن في مستشفى الاطفال في حاجة ماسة الى مادة  الديكروم ومادة الفنتولين هي ايضاغير موجودة وهي مهمة للاطفال في فصل الشتاء.

واضاف: اما البحث في ماهية الحلول:

 أولا اخراج مخازن الادوية العامة من المناطق الساخنة وجعلها في مناطق أمنه مثل البصرة او النجف او كربلاء.

ثانيا تطوير الية التعاقد مع الشركات الموردة أي يجب ان تكون التعاقد وفق الحاجة، فعلى سبيل المثال تصور يتعاقدون على أستيراد مادة سلفودين شراب بكميات كبيرة جدا بملايين الدولارات، علما بان هذه المادة لا نحتاجها كثيرا، وبالمقابل يتجاهلون مادة التبخيرالضرورية للاطفال  لا اعلم ما هي العله في ذلك،

وفي الختام اعزي التقصير الى وزارة الصحة دون سواها.

المسؤولية تقع على وزارة الصحة

اما وقفتنا التالية كانت مع الدكتور(ماجد عبد الاميرالمؤسوي) فهو يقول،ان مرضى  السكري على نوعين،الاول يصرف له حبوب وهي متوفرة، اما النوع الثاني، فتصرف له أبرة وهي التي غير متوفرة، ولا يستطيع الاستغناء عنها ابدا، ولا يوجد لها بديل، كما اود ان اشير بأن داء السكر مرض خطير،اما من يتحمل المسؤولية فقطعا المسؤل الاول هي وزارة الصحة. لان ليس في العراق مورد غير الوزارة، واي عذر لا يعفي الوزارة من المسؤلية،فلنفترض صاعقة من السماء وقعة على المخازن وليست المخازن في مناطق ساخنة كما يدعون فما هو مصير الابرياء حين ذاك.

حالتي الصحية تسوء لظروفي المادية

المواطن(احمد منديل) يقول لقد تعرضت للاصابة بداء السكري أثناء وجودي في الخدمة العسكرية أيام النظام البائد ومنذ ذلك الوقت، اعاني الامرين حيث ان حالتي الصحية تسوء باستمرار نظرا لظروفي المادية الصعبة وكذلك لوجود التزامات تجاه اسرتي المكونة من 8 افراد  وانا المعيل الوحيد، مؤكدا انه يعمل كحارس ليلي وبمساعدة الخيرين،كما انه يتسائل هل يعقل دولة بامكانية العراق لا تستطيع ان توفر علاج الانسولين، ثم استدرك قائلا، اني بين فترة واخرى أتعرض الى حالة غيبوبة بسبب المرض،وان هذا العلاج لا يتوفر في الصيدليات الاهلية الا في المستشفيات الحكومية وفي العيادات الشعبية فقط،واني أناشد وزارة الصحة ان تنظر الينا بعين الرحمة والراءفة.

مخازن العيادات الشعبية في مناطق امنة

ومن ثم توجهنا الى دائرة صحة كربلاء لنلتقي بالدكتور(كاظم محمد جواد الاسدي) مدير العيادات الشعبية الطبية في كربلاءعلنا نجد ضالتنا،فاجابنا قائلا:

ان مادة الانسولين قطعا مهمة جدا لمرضى السكري،وما يشاع اليوم عن أختفاء هذه المادة ففيه لبس كبير،حيث ان الموضوع يتضمن كالاتي:ان هذه المادة نستلمها من بغداد من دائرة العيادات الشعبية الطبية الكائنة في منطقة المسبح ولدينا حصة شهرية،علما بان هذه المادة تتضمن نوعين انسولين خابط وانسولين صافي  ففي الاونه الاخيرة تم التعاقد مع شركات اخرى لتوريد نوعية افضل وارقى تسمى الايزوفين الانسولين والذي حصل حين ذاك ان حصة شهر كانون الاول و شهر كانون الثاني حصل فيها تلكؤ ولكن وعدونا بعد انتهاء الزيارة خيرا، وللعلم فاننا خاطبنا العيادات الشعبية في هذا الموضوع فعند انتهاء الزيارة سوف نستلم الحصة المقررة كاملة من بغداد وماذكر عن وجود المخازن في مناطق ساخنة فهذا الامر يصح على بقية الادوية الاخرى وليس على ادوية الامراض المزمنة. المعوق الوحيد لدى مديرية العيادات الطبية الشعبية في كربلاء هي عدم وجود سيارة لنقل الادوية مما يضطرنا الى استئجار سيارة  وفي اوقات سابقة فاتحنا الوزارة بهذا الموضوع.

ومن هنا نستشف بان كل الدلائل تشير باصبع الاتهام الى وزارة الصحة دون سواها وقد لا تعفي كل المبررات والحجج الوزارة من مسؤولية وضع الية او استراتيجية محددة تتضمن الالتزام الصارم بحصص المستشفيات والعيادات الشعبية وان يتضمن منهاج الوزارة كذلك على وجود خزين من الادوية للحالات الطارئة والا ما هو التعليل بان تكون ارواح وصحة الفرد العراقي مرهونة باعذار واهية، كما يجب على الوزارة ان تنتهج آلية دوائية ثابتة وان تدع شماعة الارهاب لكي لاتكون هي المسؤولة الاول عن ابادة الشعب العراقي.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 13 شباط/2007 -25/محرم/1428