فاجعة سامراء والطريق الى عراق موحد

النبأ/كتب: صباح جاسم

 تمر يوم الاثنين الذكرى السنوية الاولى للفاجعة الاليمة وهي تفجير مرقد الامامين العسكريين(ع) في سامراء من قبل عصابات البعثيين والتكفيريين، في حادثة تعيد الى الاذهان كارثة هدم قبور ال النبي محمد(ص) من قبل العصابات الوهابية المسيطرة على نظام الحكم السعودي.

ان قوى الظلام نجحت في تحويل ذلك اليوم الى منعطف تاريخي اوجد شرخا كبيرا في بنية المجتمع العراقي لا تزال تداعياته الخطيرة المدمرة تعصف بالعراق من اقصاه الى اقصاه.

 ودفع العراقيين جميعا بكل طوائفهم مسلمين وغيرهم ثمن هذه الجريمة النكراء في قتل وتهجير وفضائع يندى لها جبين الانسانية.

في ذلك اليوم ادرك الشعب ان سياسة ضبط النفس واحتواء الارهاب بالقانون لا يمكن ان تكون الى ما لا نهاية، في ظل نظام امني ضعيف عاجز عن حماية حتى المقدس الاسلامي، فضلا عن ثلاث سنوات سبقت الفاجعة والابرياء يتحملون القتل والتعذيب والتهجير القسري الى المناطق الامنة نسبيا في الفرات الاوسط والجنوب، حتى ظن الارهابيين ومن يقف ورائهم وياويهم ويقدم المال والسلاح لهم، ان الشعب لا يستطيع ان يدافع عن نفسه ولا ان يرد الاذى. وبلغت القلوب الحناجر...

عند هذه النقطة الحرجة بدات تداعيات الكارثة تظهر بصورة جلية في رد فعل على الارهاب ومن يقف وراءه.

 وهاهو عام انقضى على التدهور بل الانفلات الامني، والتفجيرات الارهابية العمياء التي لا تستثني صغيرا او كبير، لنفيق على صدمة تقارير الامم المتحدة التي تتحدث عن مقتل (600000 عراقي) خلال السنوات الثلاث الماضية، بلغت ضحايا اتباع اهل البيت اكثر من 79% من هذا العدد حسب تصريح رئيس الجمهورية جلال طالباني لجريدة الحياة اللندنية قبل عدة اسابيع.

 فضلا عن تهجير قرابة اربعة ملايين عراقي بين نازح  ومهاجر حسب اخر تقارير الامم المتحدة بهذا الشان.

وقبل ان نطرح رؤيتنا الايجابية لتجاوز هذه التداعيات، يحق لنا ان نتوقف قليلا ونتساءل بوضوح ودون محاباة او مجاملة:

-      لو كان هذا المقدس الاسلامي في بغداد او اي مدينة في الفرات الاوسط وجنوب العراق، هل كان لاحد ان يستطيع انتهاك حرمته الى هذا الحد الفظيع؟

-      لو كان هذا المقدس في متناول يد المسلمين وبالذات اتباع اهل البيت هل كان ليبقى هكذا مهدوما طيلة عام كامل ولا يصار الى بناءه وترميمه؟

-      لو ان المسلمين كان لديهم حس المسؤولية والحرص والحب لال محمد(ص) والاحترام للرموز الاسلامية هل كان لاحد ان يتطاول على حرمة الامامين العسكريين هناك؟

هذه الاسئلة وغيرها الكثير، لا يمكن الا ان نجيب عليها لانها امانة يجب بيانها للتاريخ.

نعم لو كان مرقد الامامين العسكريين في بغداد او الفرات الاوسط اوالجنوب لن يمكن لاحد مهما كانت همجيته ان يمسهما بسوء على خلفية التزام الناس هناك واحترامهم وتقديسهم لمراقد ومقامات ائمة اهل البيت(عليهم السلام).

ونجيب ايضا، ما كان لاحد في سامراء ان يتطاول على حرمة المقدس الاسلامي لو ان الناس هناك لديهم الالتزام الديني والاحساس بالمسؤولية والولاء لال النبي المصطفى محمد(ص)، لان العصابات البعثية والتكفيرية التي قامت بهذا العمل الجبان لا يمكنها فعل ذلك الا بتخطيط دقيق ودعم مادي ومعنوي وتوفير الارضية الملائمة للقيام بمثل هذا العمل الشنيع من قبل "حاضنات الارهاب" المنتشرة في مناطق شمال بغداد وغرب العراق.

اليوم وبعد رد الفعل الذي تلقاه الارهابيين ومن يقف ورائهم ويحتظنهم، ايقن هؤلاء انه لا مكان لهم في العراق.

وانه سوف ياتي اليوم الذي يلفظهم فيه الشعب العراقي ويرميهم في مزابل التاريخ كما فعل مع الطاغية صدام من قبلهم.

اليوم ولاننا مصرون ومهما كان الثمن على بقاء العراق موحدا مستقلا دون تدخل خارجي، يتعايش فيه جميع العراقيين بسلام، نجدد الدعوة لاحتواء تداعيات الفاجعة الاليمة في سامراء من خلال:

- اعادة بناء الصرح المقدس من جديد.

- العمل على راب الصدع بين اهل البلد الواحد من خلال اعادة بناء الثقة والتاخي في شراكة حقيقية تعطي لكل ذي حق حقه وتعزز الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات.

- نشر ثقافة التسامح والسلم العقائدي والاجتماعي.

 - اعتماد آليات اللاعنف والحوار في حل عمليات النزاع والصراع.

- تبني ميثاق اجتماعي وسياسي وديني يرتكز على اساس احترام المقدسات وعدم المس بها.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 12 شباط/2007 -24/محرم/1428