الموقف الامريكي السلبي لايساعد اربعة ملايين لاجيء عراقي على الخلاص من الكارثة

قالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء انها شكلت فريق عمل للتأكد من أن الولايات المتحدة تأخذ "حصتها" من اللاجئين العراقيين بعد انتقادات في الكونجرس لانها قبلت 202 مهاجر فقط العام الماضي.

ومن بين عدة أمور أخرى سيدرس فريق العمل أيضا ما اذا كانت وزارة الخارجية عليها محاكاة برنامج لوزارة الدفاع يمنح معاملة تفضيلية فيما يتعلق بالهجرة للعراقيين الذين يشعرون بتهديد لانهم عملوا مع وزارة الدفاع الامريكية في العراق.

ووفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة فقد فر نحو 3.7 مليون عراقي من سكان العراق البالغ تعدادهم 24 مليون نسمة الى سوريا والاردن ودول أخرى أو غادروا منازلهم بحثا عن ملاذات امنة داخل العراق.

ويفر نحو 50 ألف عراقي من منازلهم كل شهر وسط أعمال عنف طائفية.

وقبلت الولايات المتحدة 466 لاجئا عراقيا منذ عام 2003 وهو العام الذي قادت فيه الولايات المتحدة غزوا ضد العراق للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.

وفي جلسة استماع بالكونجرس الشهر الماضي انتقد مشرعون قبول الولايات المتحدة 202 لاجيء عراقي العام الماضي.

وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية "هذا رقم منخفض" مضيفا أن فريق العمل سيتناول "ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة لاخذ حصتها من هؤلاء الناس في المنطقة الذين يجرى تصنيفهم على أنهم لاجئون."

وتابع "بالتأكيد هناك مشاكل بحاجة الى التعامل معها ونريد أن نفحصها لمعرفة ما اذا كان ما نقدمه حاليا يتناسب مع الحاجات القائمة اضافة الى الرد على السؤال .. هل نقدم ما يجب علينا أن نقدمه .."

وقال مكورماك ان فريق العمل سيعمل على الفور مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة لتوفير المساعدات الانسانية للاجئين في الدول المجاورة وكذلك التعرف على من ربما يكونون معرضين لخطر اذا عادوا للعراق.

ورحب عضوان بارزان من أعضاء الكونجرس من الديمقراطيين بتشكيل فريق العمل ولكنهما قالا ان الادارة الامريكية تحركت ببطء للغاية.

وقال السناتور تيد كنيدي من ماساتشوستس في بيان "احتاجت الادارة لوقت طويل للغاية للتعامل مع أزمة تلوح.

"من المسؤوليات الاخلاقية الكبرى الملقاة على عاتق الولايات المتحدة بذل قصارى جهدنا لمساعدة العراقيين من رجال ونساء وأطفال الذين تشردوا بسبب هذه الحرب خاصة العراقيين الشجعان الذين قدموا خدمات للجيش الامريكي ويخافون الان على حياتهم."

وقال السناتور باتريك ليهي من فيرمونت ان ادارة بوش كانت بطيئة للغاية في التعامل.

واستطرد "عدد العراقيين المقيمين في العراق حتى الان قليل... فريق العمل هذا اشارة تبعث على الامل ويمكن أن يجعلنا نتحرك للامام بشرط ألا يضيع الوقت في التفكير في البديهيات."

هذا وقال رئيس المفوضية العليا للاجئين يوم الاربعاء ان معاناة أربعة ملايين عراقي أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب العنف المتصاعد قد أصبح "كارثة انسانية".

وقال المفوض الاعلى للاجئين انطونيو جوتيريس ان على المجتمع الدولي ان يبذل المزيد من الجهود ولتي هي متواضعة حتى الان للمساعدة في رفع المعاناة عن العراقيين الذين اصبحوا اما نازحين او فروا من بلادهم.

وقال لرويترز في مقابلة في عمان "عندما يكون لديك تقريبا اربعة ملايين شخص نازح في البلاد او في البلاد المجاورة ... نحن نواجه كارثة انسانية."

ويزور جوتيريس المنطقة لمدة اسبوع لاستقطاب أموال في اطار النداء الذي اطلقته المفوضية لجمع 60 مليون دولار.

وتشير اخر احصائيات المفوضية ان حوالي 1.8 مليون عراقي من سكان العراق البالغ عددهم 26 مليونا تم تشريدهم ضمن حدود العراق منهم حوالي 640.000 في العام الماضي وحده.

وفر مليونا عراقي الى دول مجاورة او بعبدة على مدى السنوات الاخيرة. فبالاضافة الى الاردن وسوريا فقد توجه كثيرون الى لبنان وتركيا وايران ومصر.

ويقول مسؤولون في الامم المتحدة عن المساعدات ان العديد من الدول المانحة ومن ضمنها الولايات المتحدة التي اجتاحت العراق في عام 2003 تمنعت عن مواجهة ازمة لاجئين عراقيين في المنطقة يمكن اعتبارها اعترافا بالفشل لسياسات ما بعد الحرب.

ولكن مسؤولين عن المساعدات يقولون ان العنف المتزايد يحول الانتباه بشكل بطيء الى حجم الكارثة التي تبدو اكبر من قدرات السلطات العراقية على معالجتها.

وقال جوتيريس لرويترز "لا اعتقد ان هناك وعيا كافيا... اعتقد ان علينا ان نعترف بأننا نشعر حقا بأننا جميعا تحدق بنا أبعاد المشكلة."

وأدى العنف الطائفي المتصاعد وانعدام القانون في الشهور القليلة الماضية الى نزوح غير مسبوق للعراقيين الذي فروا من منازلهم اما لملاذات اكثر امنا داخل البلد او في الخارج.

وقال جوتيريس انه يجب مساعدة دول مثل الاردن وسوريا واللتين استقبلتا اكثر من 1.2 مليون عراقي في السنوات القليلة الماضية من خلال حملة منح كبيرة تتضمن مساعدات مالية وغيرها من اشكال المساعدات.

ويقول مسؤولو الامم المتحدة ان العراقيين في الاردن وسوريا يواجهون مصاعب متزايدة سواء في ادخال أولادهم الى المدارس المكتظة اوالحصول على خدمات أساسية منها الخدمات الصحية وتمديد مدة اقامتهم.

وقال جوتيريس "يواجهون ضغوطا كبيرة على البنى التحتية والخدمات الصحية وانظمتهم التعليمية. يجب علينا ان نساعدهم على مواجهة هذا التحدي الكبير."

ويقول جوتيريس: "إذا كان لديك ما يقارب 4 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها فأنت بالقطع تواجه مأساة إنسانية."

  إذا كان لديك ما يقارب 4 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها فأنت تواجه مأساة إنسانية

رئيس مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة

ويضيف إن ما يحدث في العراق هو أكبر نزوح للاجئين في الشرق الأوسط منذ الأزمة الفلسطينية عام 1948،" مشيرا إلى خروج اللاجئين الفلسطينيين لدى تأسيس دولة اسرائيل في ذات العام.

ويعيش كثير من النازحين في فقر مدقع، ففي سوريا لا يتمكن حوالي ثلث اللاجئين العراقيين من الحصول على أماكن في المدارس.

وتأتي تصريحات المسؤول الأممي بعد أن أعرب عدد من منظمات الإغاثة عن قلقها إزاء أوضاع النازحين العراقيين.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 9 شباط/2007 -21/محرم/1428