البدء بالخطة الامنية وبوادر المعركة الحاسمة في بغداد

امررئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قادة الجيش العراقي يوم الثلاثاء بالإسراع بالاستعدادات اللازمة للقيام بحملة أمنية تدعمها الولايات المتحدة في بغداد بعد سلسلة من الهجمات راح ضحيتها مئات القتلى في الأيام الأخيرة.

ونقلت(رويترز) عن المالكي حديثه لقادة الجيش العراقي بشأن ما وصفه بالتأخير في خطة ينظر اليها كثيرون على أنها الفرصة الاخيرة للحيلولة دون انزلاق العراق في هوة حرب أهلية شاملة قال المالكي "أدعوكم وبسرعة الى انجاز كل المقدمات.. حتى لا نحبط آمال الناس."

وجاءت تصريحات المالكي بعد ثلاثة أيام من تفجير انتحاري بشاحنة ملغومة أدى الى مقتل 135 شخصا في منطقة شيعية ببغداد في أسوأ هجوم منفرد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وهناك شعور متزايد بالاحباط لدى العراقيين بسبب تأخر انطلاق الحملة الأمنية التي أعلن عنها المالكي للمرة الاولى قبل نحو شهر.

وفي حادث قد ينذر بمزيد من التوتر بين الولايات المتحدة وايران قال مسؤولون ايرانيون وعراقيون ان مسلحين يرتدون زي الجيش العراقي خطفوا دبلوماسيا ايرانيا في بغداد. وحملت طهران الجيش الامريكي المسؤولية وطالبت باطلاق سراحه.

ويقول مسؤولون عراقيون إن الحملة المزمعة كان من المقرر انطلاقها هذا الاسبوع لكن قوات الامن العراقية طلبت مزيدا من الوقت لنشر جنودها في الاماكن المناسبة. وفشلت حملة سابقة في الصيف الماضي لان عدد القوات العراقية المشاركة فيها كان أقل كثيرا مما ينبغي.

وبالاضافة الى ذلك لم يصل حتى الآن القائد الجديد للجيش الامريكي في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس وهو خبير في مكافحة التمرد لكن من المقرر أن يصل في الايام القليلة المقبلة. وخصص الرئيس الامريكي جورج بوش 17 ألف جندي اضافي لحملة بغداد المزمعة.

وفي لقاء بقادة الجيش العراقي بثه التلفزيون الرسمي قال المالكي إن الكثير من الكلام قيل بشأن الحملة الامنية المزمعة مما شجع العراقيين الذين أنهكتهم الحرب على الاعتقاد بأنها تمثل نهاية "للنفق المظلم".

وأضاف "اما أن نربح جميعا أو نخسر جميعا" مشيرا الى أن العالم يراقب الموقف عن كثب وينتظر من العراقيين تحقيق النصر.

وفي اشارة الى أن التأخير يؤجج العنف الذي أودى بحياة ما يربو على 1000 شخص في الايام العشرة الاخيرة قال المالكي "لابد أن تكون العمليات هي التي توحد الموقف حينما ننزل الى الميدان قريبا ان شاء الله وان كنت أشعر أننا تأخرنا وأن هذا التأخر بدا للبعض رسالة سلبية."

وأضاف أن أي تأخير في تطبيق الخطة الأمنية سيستغله من وصفهم بأعداء العملية والراغبين في كسر ارادة قوات الأمن.

وقال المالكي من قبل إن الحملة الأمنية ستستهدف المسلحين الشيعة والسنة على السواء وذلك ردا على انتقادات بأن من أسباب فشل حملة مماثلة في الصيف الماضي أن حكومته التي يهيمن عليها الشيعة منعت القوات الامريكية من تعقب الميليشيات الشيعية.

وعلى الرغم من دعوة المالكي الى التعجيل يقول ضباط أمريكيون انه سيكون هناك تدرج في الحملة.

وحث جنرال أمريكي العراقيين قبل أيام على التحلي بالصبر. وبينما وصل آلاف من الجنود العراقيين الاضافيين الى بغداد لم تصل بعد غالبية القوات الاضافية التي وعد بها بوش.

ومع تزايد التوقعات بشأن الحملة الامنية المنتظرة في بغداد ظهرت بضع علامات يوم الثلاثاء على قرب انطلاقها.

فقد أقامت قوات الامن العراقية نقاط تفتيش جديدة في بعض الاحياء في أرجاء بغداد. وخلافا للمعتاد شوهدت وحدات من الجيش والشرطة العراقيين تقوم بدوريات في مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يعد حليفا أساسيا للمالكي.

وشوهدت عربات همفي ومركبات أخرى مدرعة تابعة للجيش الامريكي في حي الشعب ذي الاغلبية الشيعية حيث فرت عائلات كثيرة من العنف الطائفي.

واعلن مصدر امريكي ان قوة عراقية امريكية مشتركة بدأت مساء الثلاثاء عملية عسكرية في حي الاعظمية (شمال بغداد) موضحا انها بداية الخطة الجديدة لاعادة الامن الى العاصمة.

وقال الميجور روبي بارك من لواء سترايكر لفرانس برس «ان القوات الامريكية والعراقية تقوم بعملية تمشيط في الاعظمية اليوم كجزء من الخطة الامنية الجديدة».

وفي حادث خطف الدبلوماسي الايراني الرفيع يوم الاحد قال مسؤولون عراقيون وايرانيون إن 30 مسلحا يرتدون زي وحدة خاصة بالجيش العراقي تعمل مع القوات الامريكية في العراق خطفوا السكرتير الثاني في السفارة الايرانية في بغداد.

وقال مسؤول عراقي إن رجال شرطة كانوا قريبين من موقع الحادث أطلقوا النار على المسلحين وألقوا القبض على ستة منهم. وفي وقت لاحق جاءت قوة أمنية أخرى الى مركز الشرطة وقال أفرادها انهم سيقتادون الرجال الستة الى مبنى الجرائم الخطيرة في بغداد لكن الشرطة اكتشفت لاحقا أنهم لم يصلوا الى هناك مطلقا.

وكانت القوات الامريكية في العراق قد اعتقلت عددا من الايرانيين بينهم دبلوماسيون خلال الشهرين الاخيرين وما زالت تحتجز خمسة ايرانيين. وتتهم واشنطن ايران بمساعدة المسلحين الذين يقاتلون القوات الامريكية في العراق وتعهد الرئيس الامريكي جورج بوش بوقف ذلك الدعم.

ونفى متحدث باسم الجيش الامريكي أي دور للقوات الامريكية في الحادث الذي يأتي وسط توترات بين الولايات المتحدة وايران بسبب برنامج طهران النووي.

ومع تزايد التوقعات بشأن الحملة الامنية المنتظرة في بغداد ظهرت بضع علامات يوم الثلاثاء على قرب انطلاقها.

فقد أقامت قوات الامن العراقية نقاط تفتيش جديدة في بعض الاحياء في أرجاء بغداد. وخلافا للمعتاد شوهدت وحدات من الجيش والشرطة العراقيين تقوم بدوريات في مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يعد حليفا أساسيا للمالكي.

وشوهدت عربات همفي ومركبات أخرى مدرعة تابعة للجيش الامريكي في حي الشعب ذي الاغلبية الشيعية حيث فرت عائلات كثيرة من العنف الطائفي.

من جهته اقر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الثلاثاء انه يفكر في حلول بديلة اذا فشلت استراتيجية الرئيس جورج بوش في العراق.

واعلن غيتس في جلسة مساءلة امام لجنة مجلس الشيوخ للقوات المسلحة "نامل حقا ان تنجح (الخطة) لكني اعتقد انه من غير المسؤول من طرفي ان لا افكر في حلول بديلة محتملة اذا لم تنجح".

واضاف "اكره التطرق لامور افتراضية لكن من المؤكد ان بامكاني تصور الظروف التي سنعيد فيها اعادة نشر قواتنا لوضعها في مكان آمن قبل ان نرى ما يمكن فعله".

وكرر روبرت غيتس ان الانسحاب المتسرع من العراق قد تكون له عواقب وخيمة على هذا البلد والمنطقة ودافع عن خطة بوش التي تنص على ارسال 21500 عسكري اضافي لوضع حد لدوامة العنف.

واشار الى انه يأمل في حال نجحت الخطة التمكن من بدء تقليص عدد القوات الاميركية المقاتلة في العراق "على ابعد حد هذا العام".

وقال غيتس ان "اداء العراقيين اساسي لنجاح هذه العملية". واعلن ان الولايات المتحدة قد تتوقف عن ارسال هذه التعزيزات والتي كان مقررا ان تستمر حتى ايار/مايو اذا احترم العراقيون من جهتهم التزاماتهم المنصوص عليها في خطة بوش. واعتبر انه من الضروري التوصل الى تسوية سياسية بين العراقيين.

واوضح ان "الرئيس (بوش) قال ان الصبر الاميركي ليس الى لا نهاية (...) اذا التزموا بتعهداتهم عندها يتوجب علينا بوضوح ان نغير ما نقوم به".

واشار الى انه على المدى الطويل "لن يكون هناك على الارجح اي وجود اميركي في العراق خلال بضع سنوات". وقال ايضا "نسعى بالتأكيد لاقامة قواعد دائمة ولكن ستكون هناك حاجة لوجود قوات".

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 8 شباط/2007 -20/محرم/1428