مصطلحات ادبية: النصوص وتفسيرها

 النصوص Texts

إن النص  يشير إلى أي عمل فني. إنه المصطلح العام الذي يطلق على أعمال معينة أبدعت في وسائط متنوعة مثل: الروايات، والمسرحيات، والأفلام وبرامج التلفزيون، والقصص القصيرة، والإعلانات، والكرتون.. الخ.

 في حالة برامج التلفزيون خاصة أو فيلم معين، أما مسألة تقرير هوية النص فإنها تثير بعض المشكلات، وما الذي نفعله عندما نكون بصدد مسلسل من العمل الفني من قبيل Soap – Opera وهي المسلسلات التلفزيونية أو الإذاعية التي تعالج الحياة اليومية التي قد تمتد إذاعتها إلى ثلاثين عاماً، أو المسلسلات الهزلية التي تذاع – وهذا يصدق في بعض الحالات – لمدة أربعين أو خمسين عاماً؟

 والتساؤل هنا أين يقع النص في مثل هذه الأعمال – هل هو العمل في مجمله أم في جزء منه، بمعنى هل هو الحكاية بأكملها أو جزء منها؟

هناك كذلك مسألة علاقات النصوص مع النصوص الأخرى،  فنحن نعلم أن النصوص – غالباً – ما تستعار بوعي أو بدون وعي، بعضها من بعض ولذا نتساءل ما حدود النص موضوع المناقشة، وما درجة علاقته بنصوص معينة – أو سلسلة نصوص – قد تمس تفرده أو هويته؟

بالإضافة إلى ذلك، فإن هنالك هؤلاء الذين يقرأؤون ذلك النص ودورهم. فلنأخذ الرواية – على سبيل المثال – هل النص هو الذي أبدعه الروائي، أم أن للقراء دوراً في إبداع النص؟ كما رأى بعض منظري التلقي ، فإذا لم يقرأ النص، فهو كمثل شجرة تهوى في غابة ولا يسمعها أحد، فهل تكون بمعنى من المعاني غير موجودة؟

لقد كتب يوري لوتمان Yuri Lotman – السيميوطيقي الروسي – في عام (1977) يقول: إن الاتجاه الذي يفسر كل شيء في النص الفني على أنه ذو معنى ودلالة هو اتجاه واسع الانتشار لدرجة أننا وبحق نعتقد أنه ليس ثمة شيء عرضي في العمل الأدبي.

 ويبدو  أن ذلك قد يؤدي بنا إلى أن النص الفني هو العمل الذي كل شيء فيه من عناصره مهم بل ويلعب دوراً، ولا شيء في العمل الفني هو من قبيل الصدفة، وذلك يمكن تفسيره – جزئياً – من خلال ظاهرة كون النصوص مركبة وعسيرة التفسير. ذلك أن هذه النصوص لها منظومتها الداخلية الخاصة باستخدامها لظواهر مثل الأسطورة، والخرافة، فإن وظيفة النص تصبح كما يسميها إنها ثانوي بالنسبة للغة ذاتها، التي يرى فيها نظاماً تمهيدياً للنموذج A Primary mod- elig System

تفسير النصوص

Interpretation of Taxts

يقوم منظرو الأدب بالتمييز بين التحليل analysis والتفسير interpretation فالتحليل يشمل – أساساً – تفكيك العمل الأدبي، والنظر في كيفية ملائمة عناصر العمل معاً، وسمي هذا المنهج بالنقد الحديث وامتد من عام 1940 – 1950 في الولايات المتحدة، ويمثله ما ورد في أعمال كل من كلينث بروكس cleanth Brooks وروبرت بن وارن Robert Penn worren اللذين كانا من هذا المنظور كاتبين تحليليين، فقد قام كل من Brooks و worren بتحليل (قد نسميه اليوم بالتفكيك) قصيدة مثل قصيدة أشجار Trees لـ(Joyve Kilmer) حيث أوضحا أن العناصر والأجزاء الصغيرة للقصيدة لا تشكل (كلا منطقياً) Iogical whole.

أما التفسير – كما ساستخدمه هنا – يقوم بتطبيق (قيم) متصلة بمجال عقلي ما – مثل منهج التحليل النفسي، ونظرية علم العلامات، والمنهج الماركسي، والنظرية الاجتماعية والنظرية الإنثروبولوجية، والمنهج النسوي أو أي نص ما. الذي يصور النص كأنه (قطعة نحت) تحاط بمجالات مختلفة، ويلقي كل منها ضوءاً على النص من خلال منظوره الخاص.

 وقد يستخدم بعض النقاد عدداً من مناهج التفسير المختلفة معاً. ولذلك نجد نقاداً ماركسيين يميلون إلى علم العلامات، ونقاداً يوحدون بين علم العلامات والتحليل النفسي، وآخرين ينظرون إلى النص من خلال المنظور الماركسي والتحليل النفسي، وآخرين يوحدون بين التحليل النفسي وعلم العلامات والفكر النسوي.. الخ.

إن النصوص الأدبية – شأنها شأن كل تعبير فني – مركبة على نحو هائل، ولا يقوم النقاد بعملية النقد على نحو مفاجئ، بل هم ينتسبون – عادة – إلى مجموعات معينة، فقد يتقيد بعضهم بفلسفات معينة، أو يرتبط بمجالات خاصة، ومن ثم يتصل نقدهم بمجموعاتهم وتخصصاتهم، وبأنظمتهم الفكرية وعلى ذلك فالنقد ينشأ دائماً من وجهة نظر بعينها، وهو بذلك ليس موضوعياً.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 7 شباط/2007 -19/محرم/1428