هل تصلح الطاقة المتجددة ماافسدته الطاقة التقليدية (النفط)؟

فيما يعتبر كثير من خبراء حماية البيئة، مصادر الطاقة المتجددة أحد أبرز الحلول الممكنة لمواجهة قضية التغير السلبي للمناخ على الارض، يثير آخرون تساؤلات حول جدوى الاتجاه إلى التوسع في استخدامات تلك المصادر، وما إذا كان يمكنها بالفعل التعويض او سد النقص الحاصل في بعض المناطق من العالم الوفاء بالاحتياجات المستقبلية للبشر في مختلف أنحاء العالم.

وفي محاولة لحسم الجدل حول جدوى التوجه العالمي لمصادر الطاقة المتجددة، قال علي صايغ رئيس المجلس العالمي للطاقة المتجددة، إن العالم يشهد حالياً ما يمكن اعتباره طفرة في التحول إلى استخدامات هذه الطاقة، والتي تعد أيضاً واحدة من أكثر الصناعات ربحية في العالم.

وأضاف قائلاً: "نظراً لتزايد حدة التغيرات المناخية، وزيادة الطلب على مصادر الطاقة، وخاصة الكهرباء، فقد أصبحت الطاقة المتجددة واحدة من أنسب الحلول لهذه التغيرات في بيئتنا."

وحسب آخر تقارير المجلس العالمي للطاقة المتجددة، أوضح صايغ أن العام 2006، شهد توليد نحو 62 غيغاواط من الطاقة الكهربائية، باستخدام طاقة الرياح، كما وفرت الخلايا الكهروضوئية أكثر من 170 ميغاواط، خلال العام المنصرم.

وأشار إلى أن أسبانيا والبرتغال تمكنتا وحدهما من إنتاج ما يزيد على 62 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، من الخلايا الكهروضوئية، فيما تسعى كل من الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، إلى زيادة استخدام هذه المصدر المتجددة للطاقة، إلى نحو 30 في المائة من إجمالي استهلاكها من الطاقة.

وحول الجدوى الاقتصادية لاستخدام موارد الطاقة الممتجددة، قال صايغ إن أسواق خلايا الوقود تضاعفت خلال فترة قصيرة نتيجة للتقدم الكبير الذي تحقق في هذا المجال حيث أمكن رفع كفاءة تلك الخلايا مع خفض تكلفة إنتاجها.

كما أشار إلى أن الدول النامية تواصل طريقها قدما للتوسع في استخدام طاقة الهيدروجين، فيما شهد سوق السخانات التي تعمل بالطاقة الشمسية، توسعاً بنسبة أكثر من 25 في المائة، خلال السنوات القليلة الماضية.

من جانبه أشار آلان هوفمان من وزارة الطاقة الأمريكية، إلى أن معظم التوقعات تشير إلى أن الوقود الأحفوري، كالنفط والفحم والغاز ستظل محتفظة بمكانتها المتقدمة، في توفير معظم متطلبات الزيادة المتوقعة في استخدام الطاقة في العالم.

وأضاف هوفمان في ورقة العمل التي قدمها أمام المؤتمر، أن توقعات منظمة الطاقة العالمية والمجلس العالمي للطاقة وكذلك إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تجمع على أنه سيكون هناك زيادة في الاستهلاك لجميع موارد الطاقة الأولية خلال العشرين عاماً القادمة.

كما أشار إلى أنه من المتوقع أيضاً نمو معدلات الطلب على الغاز الطبيعي بصورة أسرع مما هي عليه الآن، مع بقاء النفط منفرداً كأكبر مصدر للوقود خلال تلك الفترة.

إلا أن خبير الطاقة الأمريكي، أكد أن انبعاثات الغازات الكربونية - أحد المسببات الرئيسية لظاهرة التغيرات المناخية - ستتزايد بمعدلات قياسية بسبب استمرار الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، دون غيرها من موارد الطاقة المتجددة.

من جهة اخرى نشرت دراسة أعدها مجلس الطاقة المتجددة الاوروبي وجماعة مدافعة عن البيئة حيث تقول ان انتاج الطاقة النظيفة قد يتزايد لتلبية حاجات نصف العالم بحلول عام 2050 اذا اتخذت الحكومات اجراءات صارمة ضد استخدام الوقود الاحفوري.

وقال مجلس الطاقة المتجددة الاوروبي المسؤول عن صناعة الطاقة المتجددة وجماعة السلام الاخضر (جرينبيس) ان الطاقة المتجددة بما فيها طاقة الرياح والطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة المد والوقود الحيوي قد تزداد من 13.2 في المئة من انتاج العالم من الطاقة اذا كثفت الحكومات مكافحتها للاحتباس الحراري.

واضاف التقرير"يمكن للطاقة المتجددة الى جانب الاستخدام الجيد للطاقة توفير نصف احتياجات العالم من الطاقة بحلول عام 2050. السيء هو أن الوقت اخذ في النفاد."

ويعد هذا التوقع أكثر تفاؤلا بالنسبة للطاقة المتجددة من تقرير أصدرته وكالة الطاقة الدولية في عام 2006 توقع زيادة بسيطة في نصيب الطاقة المتجددة من تلبية احتياجات العالم من الطاقة الى 13.7 في المئة بحلول عام 2030.

وتوقعت الهيئة التي تقدم المشورة لحكومات العالم الصناعي أن يواصل النفط والفحم والغاز الطبيعي الهيمنة على امدادات الطاقة في العالم خلال العقود القادمة.

غير أن الدراسة التي أعدها مجلس الطاقة المتجددة الاوروبي وجماعة السلام الاخضر تضع افتراضات مختلفة تماما عن افتراضات هيئة الطاقة الدولية من بينها ارتفاع أسعار النفط الى 100 دولار للبرميل بحلول عام 2050 مما سيدعو الى التحول الى الكفاءة في استخدام الطاقة واستخدام طاقات نظيفة.

وقالت الدراسة ان "أيام (النفط والغاز الرخيصين) في طريقها الى الانقضاء." ويضم مجلس الطاقة المتجددة الاوروبي منظمات أوروبية تمثل شركات تصنع كل شيء بدءا من الألواح الشمسية وحتى المحركات الهوائية.

واضافت الدراسة "على النقيض من ذلك.. فان احتياطيات الطاقة المتجددة التي يمكن الوصول اليها عالميا من الناحية الفنية كبيرة بما يكفي لتوفير نحو ستة أمثال الطاقة التي يستهلكها العالم حاليا والى الابد."

كما توقع التقرير امكانية تراجع الطلب العالمي الكلي على الطاقة بنحو ستة في المئة بحلول عام 2050 وهو ما يرجع بشكل رئيسي الى زيادة الكفاءة في استخدام الطاقة وذلك رغم تزايد عدد سكان العالم.

وقال سفين تيسكي العضو بجماعة السلام الاخضر والذي شارك في كتابة التقرير ان تلك التوقعات واقعية اذا اتخذت الحكومات خطوات أشد صرامة لمواجهة الاحتباس الحراري.

وقال "يمكن حدوث ذلك... احدى المشكلات هي أن الحكومات تقدم حاليا دعما للطاقات المتجددة للتنافس مع الوقود الاحفوري المدعوم. وهذا غير معقول."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 6 شباط/2007 - 18 /محرم/1428