الشيخ الجبرين يدعو المسلمين للأخذ برقاب بعضهم

أمينة الحماقي

 يقول عبد الله بن عبد الرحمن بن الجبرين في فتواه عن حزب الله:

(لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرءوا منهم وأن يخذلوا من ينضمون إليهم وأن يبينوا عداوتهم للإسلام والمسلمين وضررهم قديما وحديثا على أهل السنة، فإن الرافضة دائما يضمرون العداء لأهل السنة ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة والطعن فيهم والمكر بهم، وإذا كان كذلك فإن كل من والاهم دخل في حكمهم لقول الله تعالى وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).

قال تعالى: انما يخشى الله من عباده العلماء

لأنهم كلمة الامة وعدتها في الازمات والملمات والذين يستطيعون يعلمهم وإيمانهم وتسليمهم لله أن يجمعوا قلوب الأمة ليتصدوا لجهل الجهلاء وسفه السفهاء وظلم الحكام وعدوان الاعداء.

وما نراه اليوم من بعض العلماء الذين كللوا أنفسهم مشيخة الدين وأفاضوا اللحى وحملوا مسئولية رخم العلم إيمانا منهم بواجب التبليغ والتوصيل وجمع كلمة الامة وتوحيد صفوفها.. وفي زمن تقريب المذاهب  يكونون هم دعاة تفريقها وغرس بذور الضغينة والحقد بينهم وجر الامة الاسلامية والاخوة في الايمان الى الاختلاف والعداء، ليفتحوا أمام العدو السبيل الى مزيد من النهب والهيمنة  وهدر الدماء في بلاد المسلمين.

قال تعالى (إنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أن يُوقِعَ بينَكُم العداوةَ والبغضاءَ )

ما أفصح ضميرة الشيخ الفاسدة  عبر فتواه العدائية وهو ينسب أفكاره التي عبرت عنها نواياه الخبيثة الى الرافضة والتي لا تمت الى روح الاسلام بصلة لأنها دليل جهل بالكتاب والسنة.

كلنا سنة وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسنته هي النهج القويم الذي ينتهجه المسلمون جميعا على إختلاف مذاهبهم فلا تشق العصا يا شيخ وتتطرف وتبث روح التفرقة بين الطوائف.

كما أنها دعوة صريحة من المفتي السعودي الشيخ  عبدالله بن الجبرين  لنصرة إسرائيل وموالاة أعداء الله لأننا لا نجد ذريعة ولا ذنب ارتكبه حزب الله  الاسلامي لتجيز هذه الفتوى  اللهم إلا  الجهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام والمسلمين دون تمييز في فلسطين وفي لبنان على عدوهم الاكبر إسرائيل وأمريكا في الوقت الذي يقف العرب مكتوفي الايدي يستكثر أن تكون في الامة الاسلامية مقاومة واحدة ضد المد الطغياني الظالم لأمريكا.

 والذي يراه هذا المفتي المتأسلم جريمة لحزب الله العربي المسلم ليكون عدوا يجيز خذلانه ومعاداته ؟

في الوقت الذي يأمل فيه العالم الاسلامي الى توحيد مليار مسلم لصد الاعداء ويأمل من السلطة القائمة على لسان الفكر والثقافة الاسلامية المتمثلة في العلماء الذين لهم أهميتهم ومكانتهم وكلمتهم في الامة أن يجدوا السبل الى توحيد المسلمين يظهر لنا الشيخ عبدالله بن الجبرين ليفيدنا بثقافته المحرضة على الطائفية المتعصبة للفكر والمعتقد المتحيز لمذهب دون آخربعنصرية تلغي أهمية الاخر وإحترام حقوقه رغم أن الاسلام يؤمن بإختلاف المذاهب.

أن ما يدعو الشيخ بن الجبرين هداه الله له الطائفية والحث على العداوة والبغضاء بين ابناء العقيدة الواحدة بين ابناء الاسلام الواحد  التي نهى عنها القرآن في قوله تعالى (ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ).

ناهيك عن  انها دعوة  صريحة الى سفك الدماء  التي حرمها الله الا بالحق والتي تفيدنا أن حرمة الدم في القرآن  هو الدم المحرم بكافة أشكاله وأنواعه سواء كان دم حيوان أو أنسان.

 يقول الحديث الشريف "المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" والشيخ يدعوا المسلمين للأخذ برقاب بعضهم.

نسأل الشيخ المذكور عن مدى مشروعية فتواه وإبطال كلام رب العالمين في القرآن الكريم الذي هو  المصدر التشريعي الأول للشريعة الاسلامية.

ربما تعاليم القرآن التي ضرب بها الشيخ الجبرين عرض التجاهل  لديه تخضع للحداثة والتغيير حسب متنفس الحقد والبغضاء والاحتقان الطائفي ضد الانسانية التي هي فيصل كل حكم وكل تصرف وفعل وقول أو إتجاه يقوم به الانسان والتي مبدأها الرحمة في قوله تعالى لرسوله المبلغ: ( وما ارسلناك الاّ رحمة للعالمين ) بغض النظر عن العرق.

 معروف عن أمة المسلمين في الغرب (استسهال سفك الدم في نصوصهم الشرعية وتراثهم الفقهي) لا غرو في ذلك فما نراه من دعاة الاسلام أمثال الشيخ بن الجبرين وأتباعهم  من خلال فتاويهم الفاسدة وأفكارهم الدنيئة يؤكد إيمانهم بمبدأ الدفاع المتمثل بقتل المسلمين بمجرد أنهم خالفوهم بالمذهب وليس بالعقيدة تحت مظلة الإسلام بميزة تصف شخصهم أنه  (دموي، عنيف، متشدد، يستسهل سفك الدم وإباحته، ولا يتوانى عن تصفية محاوره أو مخالفه نصرة لقضاياه).وما يحدث في العالم العربي من العنف وسفك الدم بسبب تخلف أفكارهم كفيلة بدعم تلك النظرة وتعزيزها.

 يا شيخ خذ المعروف امرا من كتاب الله أن كنت قلت لا اله الا الله حقا  ولا تجعل إيمانك وولائك للأعداء وحقدك على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله والذي تتشدق به في كل صلاة سلمٍ ترتقي به أدراك الغضب الرباني لأنك بذلك تخالف كثيرا ما جاء به الاسلام من السلم والتسليم والإيمان بقوله تعالى (( لا إكراه في الدين )) أولا ومن ثم إتخاذ موقف طائفي يدل على تسمم أفكارك وإنحطاطها المخالف لمعنى الاسلام وتقوى الله بما تحرضه من خلالها على الفتنة والعنف وتفرقة المسلمين وسفك دمائهم وكأني بك تعلم رب العالمين ما فاته ببناءك المتهالك على ذريعة الحقد وأحتقان الغضب على الحق المتمثل في مذهب الرافضة  فقط لإختلافهم معك  بموالاتهم وحبهم لأهل بيت النبوة سلام الله عليهم وأنت تعلم أن بيت محمد وعلي صلوات الله عليهم  أحق بالموالاة دون غيرهم لأنهم أهل الرسول الأعظم الذي تقيم الأذان باسمه وتطلب من الله أن يأتيه الوسيلة والتي دل ذكرها عندك أنها مجرد كلمه لا تفقه معناها.

فما أعظم الذنب و أنت تحمل نفسك مسئولية ولاية المسلمين وتكون مرجعا وعالما وأنت أحوج الى الهداية والمراجعة والعلم.

كان حريا بك أن تحفظ وديعة الله في مشيختك في خلقه ولا تفتي للغافلين والذين أودعوا عقولهم أمانة في مرجعيتك وباتوا يقتاتون على دمن فتاويك بسطحيتها التي لا تقر لهم بالعذر.

وتذكر أن المرجع لله والموءودة ستسأل عن ذنبها.

نسأل الله أن يعينك على حرارة الحقد وأن يهدي المسلمين ويوحد قلوبهم وأن يدركوا أن الاعداء هم من يشيعون الفتنة بينهم حتى يمنعوا قيام دولة اسلامية تحكم بالاسلام الوحدة الوطنية.

اللهم إنصرنا على من عادانا ووحد صفوفنا وأعنا على جهل العلماء.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 4 شباط/2007 - 16 /محرم/1428