التوحد، التماهي
Identification
سيرورة سيكولوجية من تبنين الشخصية، تبدأ من المحاكاة اللاشعورية
وتتلاحق بالتمثيل – الاجتياف للنموذج.
بوسعنا أن نميز المراحل التالية:
1- التوحد الأولي (حتى السنة الثالثة تقريباً)، حيث التواصل مع
العالم الخارجي لا ينفصل عن محاكاة لسلوك أعضاء المحيط. والمقصود من
جهة أخرى انصهار بالموضوع، (وحدة من اثنين)، أكثر مما هو محاكاة
بالمعنى الدقيق للكلمة؛ مثال ذلك أن الطفل الذي يقلد أباه وهو يقرأ
الصحيفة لا يشعر أنه يقلده: إنه يكون أباه بالفعل، أباً يتملك الطفل
معاً دوره وقوته.
2- التوحد المبنين، منذ العمر الأوديبي حتى البلوغ (من السنة
الثالثة إلى الرابعة عشرة)، حيث الأنا والأنا العليا تنتظمان تبعاً
للنموذج الذي يقدمه الراشدون الذين يحيطون به، والأبوان على وجه الخصوص.
3- التوحد المستقل (بعد البلوغ)، حيث أنا المراهق، القوية بتجربتها
الخاصة، تقيّم نفسها مساوية لنماذجها بدلاً من الخضوع لهم. وهذه
المرحلة الأخيرة يمكنها أن تتأخر أو لا تتحقق أبداً، وبخاصة عندما يظل
الفرد مثبتاً على المرحلة الأوديبية. وشهرة النموذج، مثال ذلك شهرة
الأب بالنسبة للابن، تمنع الابن من أن يكون مكافئاً للأب، أي تمنعه من
أن يتكوّن موجوداً مستقلاً، مبدعاً مثاله الخاص، وبالتالي قيمه
الخاصة.
التنافر المعرفي
Cognitive dissonance
حالة من التوتر الداخلي ناجمة عن أن المرء موزّع بين فكرتين أو عدة
أفكار متناقضة.
لتصرفاتنا عادة تماسك يشرحه انسجام منظومتنا النفسية، حيث تتوازن
آراؤنا واتجاهاتنا، وكلامنا وعواطفنا وأفكارنا. ونبحث، إذ نكون على
وفاق مع أنفسنا، على أن نكون على وفاق مع أعضاء محيطنا، وذلك أمر يشرح
على وجه الخصوص أننا نختار أصدقاءنا المفضلين من بين الأشخاص الذين
ينتمون إلى الوسط الاجتماعي الثقافي نفسه. لهم الاهتمامات عينها،
والآراء ذاتها. الخ.
ولكن قد يحدث أن تصيب أحداث خارجية هذا الانسجام بالخلل. ومثال ذلك
كشوف علمية في أصل الحياة يمكنها أن تصدم قناعاتنا الدينية، أو أن
أحدأصدقائي يعلن أيضاً، على نحو مفاجئ، آراء سياسية تعارض آرائي.
وينجم عن ذلك ضرب من الانزعاج يطلق عليه عالم النفس الأمريكي ليون
فستنجر مصطلح (التنافر المعرفي). وينبغي لي، لأقلّص هذا التوتر، أن
أدخل عنصراً آخر سيساعدني على أن أتجاوز التناقض وأجد توازني الداخلي
مجدداً، فبوسعي أن أرفض الإعلام الذي تلقيته (يتعذر خلق الحياة في
المخبر، لا أعتقد أن بوسع بيير أن يخون أفكاره)، أو بوسعي أن أقلل من
شأن هذا الإعلام (سيتبين بيير خطأه بسرعة).
ويمكنني أيضاً أن أقطع علاقتي بصديقي، وتلك وسيلة لتحويل بيئتي، أو
تعديل اتجاهي الخاص، وتغيير اعتقادي ورأي.
وفي رأي ل. فستنجر أن الإنسان موجود عقلاني يبحث عن وسيلة استبعاد
كل تناقض منطقي يحدث في منظومتنا الفكرية. |