استهداف الايرانيين في العراق هل تكون خطوة نحو حرب اكبر؟

قالت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة نقلا عن مسؤولين حكوميين ومسؤولين عن مكافحة الارهاب ان الرئيس الامريكي جورج بوش اجاز للجيش الامريكي قتل او اعتقال العملاء الايرانيين النشطين داخل العراق.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين المطلعين على هذه الخطة والذين لم تنشر الصحيفة اسماءهم قولهم ان هذه الخطوة التي تمت الموافقة عليها الخريف الماضي تستهدف اضعاف نفوذ ايران في المنطقة واجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب انه يهدف الى صنع اسلحة نووية وليس الطاقة.

وقال التقرير انه منذ اكثر من عام احتجزت القوات الامريكية عشرات الايرانيين لبضعة ايام وقامت بأخذ عينات من الحمض النووي من بعضهم بالاضافة الى صور وبصمات كل المحتجزين.

واعتقل عدة مسؤولين ايرانيين في ثلاث غارات امريكية خلال الشهر الماضي. وابلغ السفير الامريكي للعراق زلماي خليل زاد الصحفيين يوم الاربعاء ان تفصيلات الاتهامات ضدهم ستعلن خلال الايام المقبلة.

وأضاف السفير الامريكي ان واشنطن "تتعقب شبكات" من العملاء الامنيين قال انهم أساس التدخل الايراني في العراق.

وتتهم واشنطن ايران بالمساعدة في تسليح وتدريب وتمويل مسلحين عراقيين وخاصة من الشيعة .

وايران على خلاف مع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة وهي تمضي قدما في خطط لتخصيب اليورانيوم في اطار ما تصفه طهران ببرنامج سلمي للطاقة. ويخشى الغرب ان تكون ايران تسعى بدلا من ذلك الى تطوير اسلحة نووية.

الايرانية واعضاء الحرس الثوري الايراني الذين يعتقد انهم يعملون مع الميليشيات العراقية ولكن ليس على المدنيين او الدبلوماسيين .

واضافت انه لم يعرف استخدام القوات الامريكية قوة قاتلة ضد اي ايرانيين ولكن مسؤولي الادارة الامريكية يحثون القادة العسكريين على استخدام هذه السلطة.

وقالت الصحيفة ان هناك مشككين في اجهزة المخابرات ووزارتي الخارجية والدفاع بما في ذلك مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية والذين قالوا ان الايرانيين ربما يحاولون خطف او قتل امريكيين في العراق ردا على ذلك.

وذكرت الصحيفة ان كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية ايدت الخطة لمساعدة الضغط على ايران بشأن القضية النووية ولكنها اثارت مخاوف بشأن خطر ارتكاب اخطاء وطالبت بأن يكون هناك بعض الاشراف.

وقالت الصحيفة إن وزارتي الدفاع والخارجية أحالتا التساؤلات الى مجلس الامن القومي الذي امتنع عن التعليق على امور محددة بالخطة.

ولكن ردا على اسئلة بشأن اجازة"القتل او الاعتقال" قال متحدث باسم مجلس الامن القومي للصحيفة ان "الرئيس اوضح منذ بعض الوقت اننا سنتخذ الخطوات اللازمة لحماية الامريكيين على الارض في العراق ووقف النشاط الذي قد يؤدي الى الحاق الضرر بهم. قواتنا لديها سلطة دائمة تتمشى مع تفويض مجلس الامن الدولي."

بدوره أكد مسؤول بالأمن القومي الأمريكي الجمعة أن إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، خولت الجيش الأمريكي سلطات اعتقال أو قتل عملاء إيرانيين في العراق حال إفادة معلومات استخباراتية موثوقة بقيام العملاء المذكورين بالتخطيط لهجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف.

ولا تزال الولايات المتحدة تحتجز 13 شخصا تم اعتقالهم خلال الهجمات، في حين أعادت مجموعة إلى إيران.

مسؤولون أمريكيون أكدوا لـ CNN تورط اثنين على الأقل من قيادات قوة القدس في عمليات في العراق، ولكنه لم يتضح ما إذا كانا (القيادان) ضمن المحتجزين حالياً لدى القوات الأمريكية أم لا.

وأضاف المسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، أن الأسلحة التي تمت مصادرتها "مصنّعة في إيران، كما تبين أنها مطابقة للطريقة والمتفجرات التي استخدمت في الأشهر الأخيرة ضد القوات الأمريكية."

كما عُثر مع المتهمين على مجموعة من الخرائط "منها واحدة لمواقع قريبة من بغداد، وأخرى للعراق، حيث تبين طبيعة التوزيع المذهبي والطائفي في مختلف أنحاء البلاد."

وكان الجيش الأمريكي قد صرح أن أعتقال الإيرانيين في أربيل جاء لصلاتهم بالحرس الثوري- قوة القدس، التي قال إنها معروفة لدورها بتزويد "جماعات متطرفة" بالمال والسلاح والتدريب سعيا لزعزعة استقرار حكومة العراق.

وتنفي طهران دعم المسلحين في العراق، وتقول إن الإيرانيين الذين اعتقلوا من مكتب تابع للحكومة الإيرانية في مدينة أربيل الكردية بشمال البلاد هم دبلوماسيون، مطالبة بالإفراج عنهم.

بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون ماكورماك «تتوافر ادلة قاطعة عن تورط عملاء ايرانيين في هذه الشبكات وتعاملهم مع افراد ومجموعات في العراق وارسالهم من قبل الحكومة الايرانية».

واضاف في ندوة صحافية «اعتقد اننا سنتحدث في مستقبل قريب، بمزيد من الوضوح، ـفي حدود الممكن، بسبب سرية هذه المعلوماتـ عما نعرفه عن الدعم الايراني لهذه الشبكات».

وتتهم الولايات المتحدة النظام الايراني بتقديم اموال وتجهيزات وتكنولوجيا الى الميليشيات الشيعية العراقية.

وامتنع المتحدث عن ايضاح طبيعة الادلة المتوافرة لدى واشنطن لتقديم الدليل القاطع عن صلة ايران بالمتفجرات او القنابل المستخدمة في العراق، لكنه قال ان ليس لدى الادارة اي شكوك.

وقال المتحدث «افترض انهم (الايرانيون) يحاولون محو بصماتهم بطريقة او بأخرى حتى لا نجد على هذه التجهيزات عبارة «صنع في ايران». لكن التكنولوجيا والخبرة تأتيان من ايران».

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 28 كانون الثاني/2007 - 8 /محرم/1428