مع اعتقال 600 عنصر من جيش المهدي بوش يساوي بين المليشيات الشيعية والقاعدة

ندد مسؤولون عراقيون شيعة يوم الاربعاء بتصريحات للرئيس الامريكي جورج بوش قال فيها ان خطر الميليشيات الشيعية على الولايات المتحدة يعادل خطر القاعدة السنية. ووصفوا تلك التصريحات بانها "سخيفة".

وحذر بوش في الخطاب السنوي عن حالة الاتحاد من المتشددين الشيعة في العراق والشرق الاوسط وشدد على الحاجة لمزيد من القوات في العراق لان "تلك أفضل فرصة للنجاح".

وقال مسؤول في حزب شيعي بارز في العراق ان واشنطن ستفقد تركيزها في محاربة الارهاب اذا قررت فتح جبهة جديدة ضد الميليشيات الشيعية.

وأضاف "ان مقارنة الميليشيات الشيعية بالقاعدة شيء سخيف. انهم يحمون مناطقهم بعد ثلاثة أعوام من الهجمات من جانب الارهابيين وان عددا قليلا من الخارجين على القانون ينتقمون من ذلك. فكيف تكون هذه الميليشيا تهديدا للولايات المتحدة.."

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه "الحل الوحيد هو اعطاء الحكومة السيطرة على قواتها."

وهناك خطورة من ان تؤدي تصريحات بوش الى تشكيل عزلة على الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد.

ورحب سليم الجبوري المتحدث باسم أكبر تكتل عربي سني بالتصريحات.. بل انه قال ان كتلته تؤيد زيادة عدد أفراد القوات الامريكية من أجل المساعدة في مقاتلة المسلحين والميليشيات.

وأضاف ان الادارة الامريكية أدركت ان حل مشاكلها يكون بتوفير الامن في العراق. وتابع ان الولايات المتحدة تحاول اقناع شعبها والرأي العام الدولي بالحاجة الى مقاتلة المتشددين من جميع الاطراف في العراق.

وأشار الى ان على الامريكيين أن يغادروا العراق بمجرد أن يكون العراق امنا.

وقال ان زيادة مستوى القوات ضروري على المدى القصير ولكن على القوات ان تغادر العراق بمجرد ان تصير القوات العراقية قادرة على تأمين البلاد والا فسيعتبر ذلك اعادة احتلال وسيؤدي لخطورة أن يواجه الامريكيون مزيدا من الاعمال العدائية.

وقال فلاح حسن شنشل المسؤول في التيار الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ان سبب مشاكل العراق هو وجود قوات أجنبية.

وأضاف ان على الامريكيين ان يعيدوا للعراق سيادته ويتركوا العراقيين ليتعاملوا مع مشاكلهم.

وأشار الى ان الحل النهائي لا بد أن يكون سياسيا وأن يتحقق من خلال الحوار مضيفا ان الحل العسكري لم يعد مجديا.

وترى واشنطن ان ميليشيا جيش المهدي الموالية لمقتدى الصدر هي أكبر خطر على الامن في العراق.

وقال هرميداس بارواند وهو أستاذ بجامعة طهران ان بوش سعى "للتهويل من خطر الشيعة" للسببين "لحشد العرب السنة...ولاضفاء الشرعية على أي اجراءات في المستقبل بايجاد أوجه تشابه بين التطرف الشيعي والقاعدة."

وتماشت انتقادات بوش مع سياسته القائمة على مبدأ "معنا أو علينا" الذي قسم بموجبه منطقة الشرق الاوسط منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.

واختار بوش أن يفرض عزلة ومواجهة على ايران وسوريا الى جانب جماعتي حزب الله اللبنانية وحماس الفلسطينية بدلا من التحاور معهم.

وحاول البلدان هذا الشهر أن يتجنبا العزلة ويثبتا أنه لا يمكن تجاهلهما في منطقة تتشابك فيها الصراعات.

واستضافت سوريا الرئيس العراقي جلال الطالباني وتوسطت في محادثات بين حماس ومنافستها فتح أجريت في دمشق.

ومدت ايران يدها للسعودية وهي حليف وثيق للولايات المتحدة فيما يبدو أنه مسعى لمنع انتشار الصراع الطائفي في العراق الى لبنان ومناطق أخرى.

وقال بول سالم مدير مركز الشرق الاوسط لمؤسسة كارنيجي للسلام العالمي لرويترز "بعض الاتصالات بين السعودية وايران مهمة للغاية"."

وذكر أن طهران والرياض يساورهما الخوف من أن يخرج الصراع بين السنة والشيعة عن نطاق السيطرة وتريدان ضمان ألا ينتشر الصراع "كانتشار النار في الهشيم" الى لبنان وسوريا والاراضي الفلسطينية والسعودية.

وبدا أن تركيز بوش على المتطرفين الشيعة يهدف في جانب منه الى ارضاء الحكام العرب السنة الذين تدعمهم واشنطن والذين يساورهم القلق من تنامي نفوذ الشيعة وايران في العراق.

وقال بوش ان زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي لم تعثر عليه القوات الامريكية بعد وابو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق الذي قتلته القوات الامريكية هما مجرد جزء من خطر "شمولي" من الحركة الردايكالية الاسلامية.

وقال للكونجرس "في الآونة الاخيرة اتضح ايضا اننا نواجه خطرا متصاعدا من المتطرفين الشيعة الذين يشبهونهم في العداء لامريكا وعازمون ايضا على الهيمنة على الشرق الاوسط."

وأضاف "كثيرون معروف انهم يسترشدون بالنظام في ايران الذي يقوم بتمويل وتسليح الارهابيين من امثال حزب الله وهي جماعة تأتي في المركز الثاني بعد القاعدة فيما تسببت فيه من ضياع ارواح الامريكيين."

هذا وكان الجيش الأمريكي قد أكد في بيان عسكري في وقت سابق، أن القوات العراقية مدعومة بقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، اعتقلت أكثر من 600 عنصر من مليشيا جيش المهدي، الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، خلال الخمسة والأربعين يوما الأخيرة.

وجاء في البيان أنه وخلال 52 عملية عسكرية ضد المليشيا، استطاعت القوات العراقية والتحالف اعتقال 16 مسؤولا رفيعا وقتلت قياديا واحدا.

يُذكر أن ستة من قادة مليشيا جيش المهدي هم قيد الاعتقال منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

كذلك أشار بيان الجيش الأمريكي إلى شن 42 عملية أخرى ضد المتشددين السنّة في الـ45 يوما الماضية.

ووفق البيان فإن 33 من قادة خلايا مسلحة تمّ اعتقالهم، دون أن يتضح العدد الإجمالي للسنّة المعتقلين.

الجدير بالذكر أن نواب التيار الصدري، الذين يقاطعون البرلمان منذ نحو شهرين، قرروا العودة مرة أخرى للمشاركة في جلسات البرلمان، وفق ما أعلنه رئيس الجمعية الوطنية العراقية الأحد.

وكان الوزراء والنواب، الذين ينتمون إلى كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قد قرروا تعليق مشاركتهم بالحكومة والبرلمان، في أعقاب اللقاء الذي كان عقده رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، بالعاصمة الأردنية عمان، أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

يُشار إلى أن السلطات العراقية كانت قد قالت الجمعة الماضية إنها بدأت تتخذ موقفاً قوياً تجاه مليشيا جيش المهدي، بعيدا أن الضجة الإعلامية، حيث أفادت أنباء عن اعتقال نحو 400 عنصر منهم.

ويأتي هذا متسقاً مع ما صرح به مسؤول مقرب من رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، لـCNN بأن الجيش العراقي وقوات الأمن باتت تستهدف مليشيا جيش المهدي في جنوب العراق مؤخراً.

وقال المسؤول إن قوات الأمن قامت بالفعل بحملة استهدفت عناصر جيش المهدي في السماوة، "لكننا لم نعلن عنها، وقلنا فقط أننا استهدفنا الخارجين عن القانون."

وأشار المسؤول إلى أن الإعلان عن تنفيذ حملة اعتقالات بحق عناصر جيش المهدي قد تستفز البعض، كما حدث عندما اندلعت معارك بين الجيش الأمريكي وجيش المهدي في النجف عام 2004. القصة كاملة.

وكان رئيس الوزراء العراقي، المالكي، قد قال الأربعاء الماضي إن من البنود الأساسية التي "أعلناها أن هذه الخطة (الأمنية الجديدة) لا تبقي ملاذا لأي خارج على القانون لمليشيا أو غيرها."

وأضاف المالكي قائلاً: "ولن يكون هناك بيت محصن أو مقر حزب أو دائرة أمام العملية الأمنية."

وقال:" واّبلغ الضباط والجنود بأنهم سيعاقبون عقوبة شديدة إذا ميزوا في التعامل مع الخارجين على القانون على أساس انتمائهم الطائفي أو القومي."

بدورها اعتبرت صحيفة عراقية شيعية الدعوات المطالبة بحل ميليشيا جيش المهدي التي يقودها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر كارثة كبيرة وخدعة ماكرة وراؤها مكاسب سياسية.

وكتبت صحيفة البينة لسان حال حزب حركة حزب الله في العراق في مقال بعنوان خرافة حل جيش المهدي أن من يشير على الامريكيين بإلحاح لحل جيش المهدي من العراقيين فهو مخادع كبير وطائفي من الدرجة الاولى يريد بالعراق والحكومة الشر.

وقالت الصحيفة: مادام هناك إرهاب سني تكفيري فإن من يتحدث عن حل جيش المهدي سوف يتحدث عن خرافة وإلا فإنه ينتحر سياسيا.

من جهته اثنى السفير الامريكي لدى بغداد على رئيس الوزراء العراقي لتبنيه "موقفا قويا" تجاه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقال يوم الاربعاء انه لاحظ علامات ايجابية على امكانية احتواء عنف الميليشيا الشيعية.

ووصف السفير زلماي خليل زاد في تصريحات للصحفيين الاستعدادت للعملية الامنية في بغداد والتي تدعمها الولايات المتحدة وقال ان واشنطن تشعر بالقلق من أن يختفي المسلحون وفرق الاعدام عن الانظار لحين انتهائها غير أنه قال "لن يكون هناك ملاذ."

وأضاف "ستتواصل العمليات حتى يتم تأمين بغداد."

وقال خليل زاد الذي يلعب دورا هاما في الشؤون السياسية العراقية انه يعتقد أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أصبح "مستاء" بعدما فشل في اقناع الصدر واتباعه بكبح فرق الاعدام وأعمال العنف من جانب ميليشيا جيش المهدي و"أدى عملا جيدا" باصدار أوامر اعتقال بحق مشتبه بهم رئيسيين مؤخرا.

وشكك سياسيون أمريكيون ينتقدون خطة بوش لارسال قوات اضافية الى العراق في التزام المالكي بالتصدي للعنف من جانب الشيعة.

وأعلن الرئيس الامريكي أن تقديم مزيد من الدعم يتوقف على تحرك المالكي ضد الميليشيات.

ووصف خليل زاد اجتماعا بين المالكي وبوش في الاردن أواخر نوفمبر تشرين الثاني بأنه "لحظة حاسمة" محتملة لتغير سياسة المالكي تجاه الصدر.

وقال خليل زاد "بينما كان يؤكد في البداية على الانخراط السياسي معهم مع مرور الوقت.. أعتقد أنه أصبح أكثر استياء ... وسمح بمزيد من استخدام القوة."

ورحب خليل زاد بعودة حركة الصدر هذا الاسبوع الى الحكومة الائتلافية والبرلمان بعد مقاطعة جاءت احتجاجا على اجتماع المالكي مع بوش في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال السفير الامريكي ان دبلوماسيين أمريكيين على اتصال بالحركة المناهضة للولايات المتحدة.

وقال "اتخذت الحكومة موقفا قويا" وأضاف أن الكتلة الموالية للصدر في البرلمان لم تفز بشيء يذكر يزيد عن تعهد البرلمان بدراسة كيفية تسريع الانسحاب الامريكي.

واضاف "الاتجاه الذي تم تبنيه مؤخرا أكثر ايجابية... لكن هناك قلقا متواصلا بشأن أنشطة فرق الاعدام.. وبشأن مستقبل الميليشيات وقلقا من أنها قد تختفي عن الانظار وتتجنب الصراع الان كي تقاتل في يوم اخر."

واضاف "من السابق جدا لاوانه القول بأن كل شيء سيكون ايجابيا من الان فصاعدا ولذلك فان المرأ بحاجة الى الحذر." وقال ان من غير الؤكد ما اذا كان الصدر مخلصا في بياناته التي تدين العنف وتؤيد الخطة الامنية.

وقال "هل هو تغير في الاسلوب أم تحول في الراي.. ."

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 26 كانون الثاني/2007 - 6 /محرم/1428