المواقف العربية تجاه العراق كانت سلبية وفي معظمها كان يحاول صب
الزيت على النار، فتصريحات المسؤولين تدق على وتر تقسيم العراق،
وتصريحات علمائهم تصرح بتكفير الشيعة واعتبارهم من المشركين، مع ملاحظة
ازدياد التطهير الطائفي بالفخخات وقطع الرؤوس.
حذر الملك عبد الله عاهل الاردن في تصريحات نشرت يوم الاربعاء من ان
الاقتتال الطائفي يمكن ان يقسم العراق الى دويلات متحاربة.
وقال الملك عبد الله لصحيفة الشرق الاوسط في مقابلة "اذا استمر
الوضع على ما هو عليه وتواصلت حدة العنف والفوضى الامنية واستمرت
محاولات عرقلة الجهود المبذولة لتحقيق الوفاق الوطني بين ابناء الشعب
العراقي فان هناك مخاوف حقيقية من تقسيم العراق الى دويلات ضعيفة
متطاحنة تتصارع على مصالح انية ضيقة على انقاض دولة ضاربة جذورها في
أعماق التاريخ."
واضاف "وسيكون الخاسر الاكبر فيها الشعب العراقي بجميع أطيافه
ومكوناته." كما نقلت ذلك رويترز.
والاردن من بين ثماني دول عربية حليفة للولايات المتحدة أيدت خطة
الرئيس الامريكي جورج بوش ارسال 20 الف جندي اضافي الى العراق على امل
ان تتمكن من وقف الانزلاق الى حرب أهلية.
وتخشى الدول العربية المعتدلة من ان العنف الطائفي في العراق يمكن
ان ينتشر عبر حدودها ويحاصر المنطقة. كما تشعر بالقلق بشأن النفوذ
الايراني المتزايد في العراق الذي تتزعم حكومته احزاب شيعية لها علاقة
وثيقة بطهران.
وقال الملك عبد الله "لا يختلف اثنان بأن مثل هذا المد (الطائفي)
اذا قدر له ان يتعمق ويتغلغل سيكون تأثيره سلبيا للغاية ولن يخدم
أحدا."
وقال "ستنعكس اثاره المدمرة على الجميع حيث سيكرس نزعات الانقسام
والتمحور والانعزال والانغلاق والتفتت وستغرق هذه المنطقة في مناحرات
قاسية وعاصفة لا يعرف أحد مداها."
وأضاف "نأمل ان تنصب جهود كل الدول المجاورة للعراق بما فيها ايران
على مساعدته للخروج من محنته وأزمته الراهنة والحيلولة دون انزلاقه الى
حرب أهلية شاملة تتجاوز اثارها وتداعياتها وانعكاساتها العراق لتصيب
المنطقة بأسرها وتزيد من حالة الاحتقان فيها."
بدوره اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في حديث لصحيفة
فرنسية الاربعاء ان "تقسيما للعراق امر لا يمكن تصوره" ودعا ايران الى
الامتناع عن "التدخل في الشؤون العربية".
وقال الوزير السعودي في حديث لصحيفة "الفيغارو" ان "تقسيم العراق
امر لا يمكن تصوره بالنسبة للسعودية وتجنبه امر اساسي. هذا التفكك
سيحدث على حساب العراقيين اولا".
واضاف سعود الفيصل في المقابلة التي اجريت في باريس التي يزورها
لحضور مؤتمر "باريس 3" حول لبنان الخميس "نعتقد ان التدخل في شؤوننا
امر خطير لذلك نعبر للايرانيين عن قلقنا من تأثيرهم في العالم العربي".
وتابع "نأمل ان تكون ايران جارة جيدة" معتبرا ان "النزاع مع ايران
سياسي ويجب ان يحل بالوسائل الدبلوماسية والخيار العسكري يبقى الحل
الاخير". وقال "سيكون من الخطأ القيام بتحرك عسكري".
وحول مؤتمر "باريس 3" قال سعود الفيصل ان لبنان يشكل "النموذج الذي
يعيش فيه السنة والشيعة معا" مشيرا الى ان "اللبنانيين اذا تركوا
سيتوصلون الى حل للازمة لكن اذا سعى آخرون التصدير معركتهم الى لبنان
فان الوضع سيتعقد".
من جهته قال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة يوم الاثنين ان
المملكة لن تنحاز الى أحد في الصراع الطائفي في العراق وتساند السنة
حتى اذا انسحبت القوات الامريكية بسرعة من البلاد.
واضاف الامير تركي الفيصل قوله في كلمة ألقاها في جامعة جورج واشنطن
"سنبقى على مسافة واحدة من كل الفئات العراقية. ليس لدينا تحيز."
وقال الفيصل "موقفنا هو ان التدخل في العراق لا يفيد الشعب العراقي
ولا الدول الاخرى في المنطقة وموقفنا هو ان القدرة على احلال الامن في
العراق يجب أن تأتى من تسوية سياسية."
ونفى نبأ في صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي قال ان الملك عبد
الله ابلغ نائب الرئيس الامريكي الزائر ديك تشيني ان السعودية قد تساند
الاقلية السنية في العراق على الاغلبية الشيعية بعد اي انسحاب سريع
للقوات الامريكية.
ويغلب المسلمون السنة على السكان في السعودية.
وتساءل الفيصل بقوله "اعتقد ان السؤال هو من تصدق.. هل تصدق نيويورك
تايمز ... ام تصدق السفير السعودي."
وضحك الحاضرون حينما قال انه متأكد انه لم يحضر مراسل لنيويورك
تايمز اللقاء بين الملك عبد الله وتشيني.
وكان البيت الابيض نفى ايضا ان الملك عبد الله ابلغ تشيني ان
السعودية ستنحاز الى السنة في العراق في اعقاب أي انسحاب امريكي سريع.
هذا وفي موقف متناقض مع الموقف الرسمي أصدر رجل الدين السعودي
المتشدد عبد الله بن جبرين بياناً جديداً هاجم به شيعة العراق هجوماً
عنيفاً، ووصفهم بالمشركين حتى وإن نطقوا الشهادتين، ودعا في بيانه الى
نصرة السنة في العراق، متهماً الشيعة بأنهم يريدون إخلاء العراق منهم.
وقال بن جبرين (عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية
السعودية)، في بيان له، على وجوب نصرة أهل السنة ووقف ما تقوم به
الجماعات الشيعية المسلحة من إبادة لهم في العراق.
وأكد البيان على أن أهل السنة في العراق يقتلون بأيدي الروافض، دون
مراعاة لشيخ أو طفل صغير أو امرأة، .
وأكد ابن جبرين أنهم يقصدون من وراء ذلك، "أن يبيدوا جميع أهل السنة
من دولة العراق، حتى لا يبقى من أهل السنة عندهم بشر، ولو كانوا
مسلمين، ومن أهل الوطن، وآباؤهم وأجدادهم وقبائلهم في العراق من عهد
عمر بن الخطاب ومن بعده، وفي العهد العباسي".
وقال أن البعض يقولون "أن الرافضة مسلمون؛ لأنهم يتلفظون
بالشهادتين، ويصلون ويصومون ويحجون، ونحو ذلك"، مبيناً بالقول: "إن
الرافضة مشركون
وعدد ابن جبرين في بيانه الأسباب التي تجعلهم مشركين ، كما تبرأ من
الروافض وما يفعلونه، قائلاً: " وعلى ما ذكرنا من أفعالهم فإننا نبرأ
إلى الله من أعمالهم الشنيعة، وننكر ونشجب ما يصدر منهم من إيقاعهم
بالمسلمين في العراق وغيره، ونعرف بذلك عداوة الرافضة في كل بلد وكل
زمان لأهل السنة والجماعة. |