مع تزايد وسقوط المزيد من الضحايا في العراق الذين يكونون في الاغلب
من الشيعة كما قال ذلك الرئيس طالباني تتزايد حالات قطع الرؤوس خصوصا
في مناطق ديالى والمدائن.
فقد قال مصدر في مركز شرطة جسر ديالى إن الشرطة عثرت اليوم الثلاثاء
على ثلاثة رؤوس بدون أجساد ملقاة على الطريق في قضاء المدائن جنوب شرقي
بغداد ،مما تسبب بحالة من الرعب بين المارة .
وذكر المصدر أن الرؤوس الثلاثة " كانت ملقاة على الرصيف قرب (فلكة
المدائن) بدون أجساد" ،مشيرا إلى أنه " تم التعرف على هوية إثنين من
أصحاب تلك الرؤوس ،من خلال هويتي صاحبيها الملقاة إلى جانب الرؤوس."
وتابع " تبين أن الرأس الأول يعود لأحد أفراد الحرس الوطني العراقي
،والآخر يعود لحارس يعمل في الشركة العامة للسيارات بمقرها في (جرف
النداف) جنوب بغداد."
وأضاف المصدر أنه "لم يتم التعرف على صاحب الرأس الثالث ،كما لم
نعثر على جثث أصحاب تلك الرؤوس المقطوعة."
وكان أهالي قضاء المدائن عثروا ،أمس الإثنين ،على ( 25) رأسا مفصولة
عن الأجساد... وملقاة في مناطق مهجورة من القضاء .
وقال عدد من أهالي القضاء إنهم شيعوا اليوم تلك الرؤوس إلى النجف،
حيث تم التعرف على معظمها... وتبين أن أصحابها من أبناء ( المدائن)
،وقام عشرات الأهالي بدفنهم اليوم في (مقبرة النجف) بعد أن يأسوا من
العثور على جثثهم .
وندد المشيعون، الذين انضم إليهم مواطنون آخرون من النجف، بالخطة
الأمنية الجديدة مطالبين الحكومة بإيقاف مسلسل القتل في بغداد.
وقال أحد المشيعين في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء (أصوات العراق) إن
"أهالي قضاء المدائن وجدوا أمس 25 رأسا مفصولة عن الأجساد مرمية في
مناطق مهجورة."
وتابع المشيع الذي فضل عدم ذكر اسمه "وتم التعرف على معظمها وهم من
أهالي القضاء، لكنهم لم يعثروا على الأجساد."
وزاد "أهالي الضحايا اضطروا إلى دفن رؤوس أبنائهم في مقبرة النجف
بعد أن يأسوا من العثور على جثثهم."
وأوضح أن الضحايا فقدوا أو تم اختطافهم في أوقات مختلفة، واصفا
الحدث بأنه "حالة غير مسبوقة من الإجرام."
وتعد المدائن (37 كم جنوب شرقي بغداد) من بين اكثر المناطق الساخنة
في جنوبي بغداد، وتشهد منذ العام 2004 عمليات عنف وقتل وتهجير طائفي
برغم محاولات الحكومة للسيطرة على الأمن فيها.
وقال المشيع إن "موكب التشييع انطلق من ساحة الطوسي وسط مدينة النجف
متوجها إلى مرقد الإمام علي (ع) ودخل المشيعون الصحن وطافوا قبل أن
يتوجهوا إلى مقبرة النجف ليواروا الرؤوس الثرى."
وأضاف أن المشيعين قاموا بإطلاق العيارات النارية بكثافة أثناء
التشييع "منددين بالخطة الأمنية الجديدة في بغداد وطالبوا الحكومة
بإيقاف مسلسل القتل في المدينة، واتخاذ إجراءات سريعة للحد من الأعمال
الإرهابية."
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن يوم 6 كانون الثاني يناير
الجاري عن الخطة الجديدة لأمن بغداد التي لم تبدأ إلى الآن.
بدوره طالب طه الدرع عضو البرلمان العراقي عن الائتلاف العراقي
الموحد اليوم الاربعاء الحكومة العراقية بالتدخل لانهاء العنف الذي
يسيطر على محافظة ديالى.
وأضاف درع في مؤتمر صحفي عقده اليوم في قصر المؤتمرات ببغداد أن"
العشائر لوحدها لاتستطيع ان تقف ضد (الارهابيين) الا بوجود دعم وحماية
من قبل الحكومة."
واشار درع الى"عدم كفاية القوات الامنية الموجودة في المحافظة مؤكدا
ان (الارهابيين) و (التكفيريين) يسيطرون على 95 % من بعقوبة مركز
محافظة ديالى شمال شرق بغداد وكافة المناطق والنواحي المحيطة
بالمدينة."
وتابع ان" عمليات النهب والسلب لدوائر الدولة تمارسها الجماعات
التكفيرية في محتلف الاماكن."
واوضح ان" مايجري في ديالى لا يقع ضمن الصراع الطائفي بل هو حرب على
جميع المواطنيين في المدينة التي تضم مختلف االاطياف."
واشار درع الى" معاناة الاهالي وعدم وصول مفردات البطاقة التموينية
لبعض المناطق منذ خمسة أشهر وعدم وصول المشتقات النفطية لبعض المناطق
منذ قرابة سنه فضلا عن ضعف تنفيذ المشاريع الخاصة بالماء والكهرباء."
وطالب الحكومة برفع المعاناة عن المحافظة مؤكدا أن" أغلب المشاريع
التي كان من المتوقع تنفيذها في المحافظة لم تنفذ بسبب الاوضاع الامنية
وقد تم اعادة الاموال المخصصة للاعمار الى الحكومة."
من جهة اخرى قال مصدر في قيادة شرطة بابل اليوم الثلاثاء إن مفارز
مشتركة من الشرطة والقوات الامريكية قامت بتحرير 25 عائلة كانت محتجزة
لدى مسلحين شمال الحلة.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة انباء (أصوات العراق)
إن معلومات استخباراتية توفرت حول إحتجاز عوائل من منطقة اللطيفية
بالقرب من جسر (20 ) مدخل المنطقة (70 كم شمال الحلة) .
وأوضح المصدر ان عملية انزال جوي تمت فى المنطقة أعقبها إشتباك مع
المسلحين اسفر عن جرح شرطى وأحد الاطفال المحتجزين ومقتل إثنين من
المسلحين.
هذا وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد قال ان اكثر من %70 من
ضحايا العنف في العراق خلال عام 2006 هم من الشيعة.
واقر طالباني مع ذلك بان ميليشيات طائفية اخترقت اجهزة الامن
العراقية ولكنه اكد في حديث صحافي ان الحكومة العراقية عازمة على ان
تضرب اي قوة تتجاوز القانون سواء كانت شيعية ام سنية.
واضاف طالباني انه ليست هناك حرب ضد السنةكما يقول بعض المتطرفين
السنة الذين يعيشون في الخارج من امثال الشيخ الضاري في اشارة الى رئيس
هيئة علماء المسلمين (واسعة النفوذ في الاوساط السنية) حارث الضاري.
وتابع الحقيقة ان الذين يقتلون في العراق هم من السنة والشيعة ولدي
ارقام.
واستطرد مؤكدا انه منذ 2006/1/1 الى 2006/11/20 بلغ عدد القتلى
20101 قتيل من بينهم 15522 من الشيعة اي %77 بينما بلغ عدد الشهداء
السنة 2138 اي %11 وعدد مجهولي الهوية من كرد ومسيحيين ومسلمين حوالي
2441 اي %12.
واقر طالباني مع ذلك في حديث الى صحيفة الحياة الصادرة في لندن.
واعتبر الرئيس العراقي ان اعدام صدام حسين خلق "جوا آخر" في العراق
يفتح الطريق لتطورات ايجابية من بينها "تصفية موضوع اجتثات البعث".
وقال "بعد اعدام صدام اعتقد بوجود جو اخر لدى الطرفين" موضحا ان
"الوهم الذي كان لدى الطرف البعثي انهم سيعودون الى الحكم انتهى اذ كان
هناك وهم بان صدام قد يتعاون مع الاميركيين وبالتالي سيعيدونه مرة اخرى
الى الحكم او ان دولا عربية ستضغط (في هذا الاتجاه) وهذا الوهم انتهى".
وتابع "من جانب اخر الذين عانوا من جرائم صدام حسين شعروا بانهم
اخذوا جزءا من حقهم فليس لهم الحق الان في المغالاة في هذا الاتجاه
لذلك اعتقد بوجود مجال لتصفية موضوع اجتثثات البعث". |