أحتفل شعبنا العراقي ومعه الامة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها
بذكرى بيعة الغدير وهي بمثابة الصبح او الجذوة التي ترفد ألإيمان إلى
النفوس. وقد توافد مئات الآلاف من العراقيين إلى مدينة النجف الآشرف
لأداء مناسك زيارة بيعة الغدير في أجواء وطقوس مؤثرة،حيث ازدانت
المدينة التي غصت بالجموع المؤمنة وبالمصابيح الملونة ومعالم الزينة
واللافتات ابتهاجا بهذه المناسبة العظيمة والعزيزة على القلوب.
وتشهد مدن العراق وقراه وقصبا ته وأزقته ومدنه المقدسة الأخرى
احتفالات بالمناسبة العطرة.
(شبكة النبأ) استطلعت أراء الزائرين للوقوف عن كثب على ماهية تلك
الزيارة والدروس المستوحاة منها.
أول من تحدثنا إليه الحاج (ساهي كاظم) وهو من أهالي البصرة حيث
يقول: أولا أود إن أهنئكم بهذه المناسبة،أي مناسبة عيد الغدير، ثم
أستدرك قائلا، أن يوم 18 من ذي الحجة ليس كسائر الايام بل هو يوم مميز
حيث تجلت في ذلك اليوم حالة الامتداد الطبيعي بين النبوة والإمامة.
والا ما هو التعليل بأن تكون حجة الوداع مقترنة او منسجمة مع تنصيب
الولاية اي ولاية الإمام علي(ع) حسب ما جاء في الروايات الواردة عن
النبي الكريم وأهل بيته الأطهار (ع)، والتي تؤكد دوما على إقرار
الولاية من قبل الرسول الأعظم(ص) ومن ثم يأتي النص ألقراني (بسم الله
الرحمن الرحيم،اليوم أتممت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا).
وتحدثت النبأ مع احد رجال الدين الذي لم يفصح عن أسمه قائلا:
أن اعتقاد المؤمن ببيعة الغدير هو بمثابة الاعتقاد بنبوة الرسول (ص)
حيث ان أمير المؤمنين (ع) هو نفس الرسول الكريم (عليه أفضل
الصلاةوالسلام) شجاعة وعلما وحسن تدبير في كل الامورالمجالات،الا انه
مستثنى من النبوة، واضاف: فالذي يذهب لمبايعة امير المؤمنين (ع) يوم
الغدير كانما ذاهب لمبايعة رسول الله(ص) على ما جاء به من عندي ربه.
وبما ان الرسول الأعظم (ص)لم يكن ينظر الى هذه الأمة،كأمة ممزقة تكثر
فيها المذاهب والاراء وهي نفس النظرة التي ينظر بها الأمام علي(ع)، وما
نراه اليوم من تشر ذم وتمزيق لهذة الأمة من كثرة المذاهب والملل والنحل
لهو خير دليل على حالة الفرقة التي تمس هذه الأمة اليوم فالبداية كانت
من هناك منذ يوم الغدير ولحد يومنا هذا لم تنتهي.
أما الحاجة(ام كاظم) وهي من أهالي مدينة الصدر، فقد قالت:
تعودنا دوما ان نأتي الى زيارة الغدير في النجف الاشرف لمبايعة
الإمام علي(ع) ومن ثم نعرج الى زيارة قبرأبنة الحسين (ع) في
كربلاء،ونحيي تلك الليلة بالدعاء والصلاة والتوسل الى الله (سبح) بأن
يعيد تلك الزيارة في العام القادم ولا أنسى ان اذكر صبيحة ذلك اليوم
يعيد بعضنا البعض،بعيد الولاية للوصي علي ابن ابي طالب(ع)،ناهيك ان عيد
الغدير لا يخص فئة من المسلمين دون سواهم بل هو عيد لكل المسلمين.
واستغل (محمد شنان ) وجودنا بقربه ليبدي رأيا فيه الكثير من الغضب
والعتب على المسلمين في الوقت ذاته،حيث قال:
أني لأعجب من هذه الامة التي تدعي بانها خير أمة أخرجت للناس،الا
أنها لا تميز بين من هو على الحق و بين من هو على الباطل، فهي تتناحر
منذ اكثر من 14 قرن،على خلافة الامام علي(ع)؟ وهل صحيح ما جاء في بيعة
الغدير ام لا؟ وهل علي (ع) هو الوصي من بعد رسول الله(ص) ام لا؟ واسأله
كثيرة لسنا بصدد عدها،فاني لآعجب ما هو الضرر أذا كان على (ع) دون سواه
هو الولي، وان بيعة الغدير هي حقيقة واقعة، أذن فالتاريخ كان أرحم الف
مرة من هذه الامة وهو يردد مقولة (عمر بن الخطاب) الشهيرة في غدير خم
(بخ بخ لك يا أبا الحسن، أصبحت مولي كل مؤمن ومؤمنة) فأية أمة هذه التي
تحاول ان تسيء إلى عظمائها وتحاول ان تزرع البغضاء والحقد، واني اتسأءل
كذلك اي رجل هذا هو الإمام علي(ع) حيث تتقاذفة كل تلك الافواه واللسن
منذ أكثر من 14 قرن ولم تنل منه شيء بل على العكس هو يزداد علوا ورفعة
كلما مر الزمان.
اما السيدة (ام كرار) وهي من أهالي كربلاء،حيث تقول،أني عندما ألبي
نداء يوم الغدير هو بمثابة تلبية نداء الصلاة والصوم فاني انظر الى
موضوع البيعة كأي فرض من فروض العبادة،لان الله (سبحانه وتعالى) ورسوله
(صلى الله عليه وآله وسلم)،هو من أوصانا بالعبادات وهو كذلك من أوصانا
بوجوب الولاية لعلي(ع).
اذن نحن امام مسؤولية او التزام تعبدي يجب الوفاء به.. لذى نستوحي
من بيعة الغدير، على أنها انعطافة إنسانية وإسلامية كبيرة وهي بمثابة
مسار جديد لحالة التواصل بين النبوة والإمامة،والا بمجرد التدقيق في
حيثيات حجة الوداع والملابسات التي جرت في غدير خم، تدرك حين ذاك الى
وضوح الرؤية التي تشير الى وجوب تنصيب الإمامة والذي ينعكس مباشرة
بإتمام النبوة ذاتها، وما جاء في النص القراني:
(بسم الله الرحمن الرحيم،اليوم أتممت لكم دينكم،ورضيت لكم الاسلام
دينا)
ما هذه الاية الا أشارة أكيدة بهذا الاتجاه ولا يرقى لها الشك باي
حال من الأحوال.
|