نهاية الطاغية صدام ... عبرة لمن اعتبر

كتب المحرر السياسي:

في البدء كل عام وانتم والأمة الإسلامية بخير. ما حدث اليوم في العراق يزيد العيد إشراقا، وفرحة للثكالى والأيتام والمنكوبين الذين فقدوا الإحساس بالفرح والأمان  من جراء السياسة العنصرية التعسفية الظالمة التي انتهجها الديكتاتور صدام حسين على مدى أكثر من 35 عاما قضت على كل عراقي بان يدفع ضريبة تهور وبطش صدام وساديته من أرواح الأعزاء ودماء الأبرياء، هذه النهاية المخزية الذليلة التي انتهى بها الطاغية ونظامه الفاشي المستبد يجب أن تكون عبرة لمن يعتبر لكل الأنظمة المستبدة التي تتحكم بمقدرات الشعوب وتنصب نفسها آلهة لتعطي من تعطي وتسلب ممن تسلب متسترة تحت فتاوى مأجورة تبيح لها استغلال الناس والسيطرة على ثروات البلاد بحجج واهية لا يقبل بها كل عاقل، أو أنظمة دفاعية تبني بها منذ عشرات السنين لتحمي نفسها من الشعب الذي تحكم، متناسية أن الله يمهل ولا يهمل.

إن من وضع حبل المشنقة على رقبة المجرم صدام كان يضع البلسم الشافي على القلوب التي أدماها هذا الديكتاتور جراء دفنه الأبرياء احياءا في الحفر عقابا لهم لأنهم ثاروا عليه وعلى نظامه المستبد في الانتفاضة الشعبانية عام 1991م.

من وضع حبل المشنقة كان يمسح الدمع من العيون الغائرة التي حفرت حرارتها أحداق الأرامل والثكالى من أهل  الذين اعدموا حتى بدون محاكمة ولا دفاع ولا شهود، وهو ما اقره المجرم عواد حمد البندر رئيس ما يسمى بمحكمة الثورة آنذاك  في قوله إن قرارات الإعدام التي كان يصدرها جماعية وصورية وبتوجيه مباشر من قيادته المستبدة.

 اليوم يمكن للآلاف من الأيتام أن يحسوا بطعم العيش والتشفي، من الذين قتل أهلهم صدام واز لامه المجرمين بالسلاح الكيماوي حيث لم يذكر لنا التاريخ بكل المآسي التي يحملها إن حاكما قتل شعبه بالسلاح الكيماوي، وهو السلاح المحرم استعماله حتى في الحروب بين الأمم .

يجب أن نتوقف قليلا ونعتبر مما حدث اليوم في إعدام الطاغية ونستمد من ذلك العبر والدروس في إن الشعوب لا يمكن أن تختزل بشخص معين ولا بمرحلة محددة، وان الهمم موجودة في كل مجتمع وقادرة على الاستنهاض والقيادة، والاهم من ذلك كله يجب احترام الرأي والرأي الآخر وإعطاء الفرص المتكافئة لكل من يريد أن يتبوأ المنصب أو القيادة ضمن مجتمعه أو دائرة تأثيره مهما كانت صغيرة أو كبيرة، من خلال ممارسات ديمقراطية تضمن وتكفل حق الجميع دون تمييز في العرق أو اللون أو الطائفة أو المذهب، وان يكون المقياس لكل ذلك هو الولاء للوطن فقط وليس إلى جهة معينة مهما كانت سياسية أو اثنية أو دينية حتى، يجب أن نعرف ونوقن أن  الحق ظاهر لا محالة حتى وان حجبته الرياح العاتية تحت مختلف الظروف، وانه يجب على كل من يتصدى للحكم أن يتذكر انه خادم للشعب وليس العكس.

انتهت اليوم إلى غير رجعة هذه الحقبة السوداء من تاريخ العراق الحديث، وبداية عصر جديد يكون فيه الحكم للشعب فقط وليس للطغاة..

 إنها حقيقة.. عبرة لمن يعتبر.. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 31/كانون الأول  /2006 - 9 /ذي الحجة /1427