لتقر عين الامهات ولتعلم ان وعد الله حق

احمد البهادلي

  خمسة وثلاثين سنة اعتلى حزب البعث بصدامه عرش العراق  منذ  1968 والى  التاسع من نيسان 2003.

 كانت قيادة صدام قيادة منهجها التصفية وللكل، لكل من يرفض الاسلوب والعمل والهدف، لكل من يقول لا  او حتى لمجرد انه يود المناقشة  وعلى مر كل سنوات حكمه التي حكمها  العراق واهل العراق.

فكان اذا دخل مكان ما او في اجتماع  يبادر كل الحاضرين للوقوف وابداء التحية والنظر اليه لا لغيره او النظر الى جهة اخرى، فلابد ان تكون الاعين والرؤس متجهة صوبه وتتحرك اينما تحرك وكائنما يقول انما القبلة فاتبعوني، ومرة في اجتماع  بادر احد ازلامه ان يبدء باحتساء الشاي المقدم له  قبل السيد الكبير العظيم، وهنا قامت قائمة صدام  بتوجيه نقد لاذع لهذا المحتسي للشاي فاصبح الشاي سما عليه! وكيف يبادر بشرب الشاي قبل سيده ومولاه ! هكذا كانت عقلية صدام واساليبه واحساسه بالنقص تجاه الكل.

فكان صدام هو العراق والعراق هو صدام وهو الامر الناهي وهو العقل المدبر وهو الرمز فكانت الاناشيد والمدح والرثاء وحتى الغناء له ولوحده لا شريك له  وليس للوطن لاءنه يمثل الوطن.

فكانت سياسته الحديد والنار  وكان يضرب بيد من حديد وطبعا الضرب علينا ولوحدنا نحن العراقيون حتى وصل به البطش والضرب ان يحاسب الناس لا  على ما يعملوه ضده  بل على رؤياهم فمرة حلمت فتاة بحبيب لها واصدقاءه  قد اقاموا ثورة ضد الهدام ونجحت فكتبت رسالة فيها رؤيتها لحبيبها وشاءة الاقدار ان تقع الرسالة بيد ازلام الهدام فامر الهدام ان يقتل كل من ذكراسمه  بالرسالة !

هكذا كانت سياسة الهدام التي يتباكى عليها الاعراب الان.

كم دمر وقتل وانتهك حرمات  الف  ام الفان ام مئة الف  ام مليون او اكثر   لا احصائية حقيقية لحد الان لكن يشار الى ان الرقم يصل الى المليون تقريبا وكم حرب ادخل العراق وعنوة تارتا مع الجارة ايران  بسنواته الثمان واخرى احتلال للكويت ودون سابق انذار  وتدمير لشمال الكرد ومقابر جماعية عربية وكردية وتركمانية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب بل واحيانا من غير المسلمين ان تطاول وهو سكران وسب القائد الضرورة دون وعي فاحكم علية بالموت !.

فكان كل من يرفض خدمة الجيش  يعدم وامام الملئ  شنقا او  برصاصات عراقية ومن ثم يدفع اهل المغدور دنانير سعر الطلقات  ويمنع اقامة العزاء للمغدور, وكان حرام على العراقي حتى اطلاق لحيته فحرم هذا بدستور صدام وبعثه  فكان الشاب اذا ما دخل المسجد للصلاة  ظاع بعد اختطافه واعتقاله ولا يعرف له مصير فلا جثة ولا خبر او سبب للاعتقال.

بل ومنع العراقي حتى من اقامت شعائره الحسينية او الحوزوية او الحزبية او السياسية، وما اريد الاشارة له ان كل شيء كان ممنوعا جملة وتفصيلا   الا الانتماء للبعث والطاعة للهدام وطاعة عمياء،  فكان شعارهم  نفذ ثم ناقش !

فكان العراقي يصرخ وينادي بامهاته وابنائه وشيوخه فلم  نرى او نسمع اي اعرابي من هؤلاء الاعراب دعم  اصحاب الصرخات بدعم ولو معنوي ولو بكلمة ولم يساعدونا ولم يدخلونا دولهم  بل اغلقوا حدودم بوجوهنا وعند كل زمان وان دخلنا لبعض دول الاعراب البعض منا يسلم لمخابرات الهدام هكذا كنا.

فكنا ليس بشيعة فقط بل الكردي والعربي والتركماني  بمسلميهم وصابئتهم ومسيحيوهم،  فالمسلم كان ولا زال يبكي على العروبة والاسلام وقضيتهم الاولى فلسطين !.

فبقي العراقي ما من سامع له ابدا والى اليوم بل اغلقوا اذانهم تجاهه وتجاه حتى الكلمات التي تكتب باقلام مثقفيه ولم تنشر.

فكان صدام يبني سجونه ومعتقلاته ومعامل ومصانع التصنيع العسكري  ويساعد الفلسطينيين والمورتانيين ومساعدة للسودان والاردن وغيرهم باموال العراق والعراقي مهان وجائع وذليل ومسجون ومتعب ومنهك ومعدوم.

فكان على حساب العراقيين يدعي العروبة والاسلام وعبدالله المؤمن والعراقي ذليل ومسكين والاعراب تصفق له وهو فرح لمدحهم له، واستمر ببناء ترسانته العسكرية فكان نتوقع بترسانته الكبيرة والضخمة يحرر كل الاراضي العربية المحتلة, لكنه سلم كل ما يملك من اسلحة وترسانتة وبلحظة واحدة وخوفا على عرشه استسلم  الى اميرك اوسلمهم ما يملك  ويقدر سعر ترسانته ب 300 الى  500 مليار دولار امريكي -

وبعد الاحتلال وهروب الهدام خوفا من الامريكان ومن المد الجماهيري الى جحره  الجرذي والقاء القبض عليه، وانتباه  احد مالكي ليبيا من خمره خائفا مرتجفا على مكانه وكرسيه لئلا يوءخذ منه،  فنادى على الاحتلال ان عذرا انا اخطئت وهذه الاسلحة عندي هي هدية لكم مني وااسف لاءني امتلكتها !!!!!!!!!!!!!!!!!

هكذا هي اخلاق الاعراب من اهل الكراسي الجبناء.

لئلا يصل الدور له !

اما يحق للعراقي من اليتامى والارامل والشيوخ ان ياخذ حقه من ذاك الذي حاربه وعلى مدى  خمسة وثلاثون سنة   بل والى اليوم ايتامه يحاربوا الشهيد واهله،  ام لا يجوز ان يحاسب الظالم لكونه رئيس وانا انسان بسيط ومن عامة الناس !.

واليوم  ايتام صدام من العربان وغيرهم  وبقنواتهم يلبسوا سودا وحزنا بل ويبكوا ويقيموا العزاء على الهدام.

الا يوجد انصاف واين كانوا من العراقيين لماذا لم يبكوا على عراقي واحد ولم ينبسوا ببنت شفة على العراقي الفقير والى اليوم العراقي يقتل من قبل هذا الحزب الفاشي......وهل قتلي حلال واقامة عدل حرام.

فكان فعل الحكومة اليوم واقامة عدل وكشف للاءقنعة عن العربان وحكامهم بان دفعت هدية العيد وفقط لمستحقيها لتفرحهم بعد حزن طويل ولازال ولكي تقر عين الامهات ولتعلم ان وعد الله حق.

[email protected]  

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 5/كانون الثاني/2007 - 14 /ذي الحجة /1427