نزار حيدر: الفتوى الوهابية بتكفير الطاغية صدام حسين تكشف النفاق السعودي وتفضح فقهاء البلاط ومثقفي البترودولار

   قال نزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، ان الفتوى الوهابية التي عثر عليها في خبايا الموقع الرسمي للمفتي السابق للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز، والتي يكفر بها الطاغية صدام حسين، فضحت فقهاء البلاط ومثقفي البترودولار الذين اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب تنفيذ حكم الاعدام بحق الطاغية في يوم عيد الاضحى المبارك.

    وأضاف نزار حيدر، الذي كان يدلي بتصريحات اذاعية معلقا على هذه الفتوى التي يرفض فيها بن باز اعتبار الطاغية صدام حسين مسلما، لانه يعتنق افكارا بعثية، على حد قوله في الفتوى؛

   انها دليل على ان فقهاء التكفير هم حثالة من وعاظ السلاطين يسخرهم البلاط لتحقيق مآربه الخاصة، ولذلك فهم يحرمون امرا عندما يطلب منهم البلاط ذلك، ويحللونه عندما يريد البلاط، كما انهم (يسلمون) المرء عندما يريد السلطان، ويكفرونه عندما يرغب، لا عندما يريد الله تعالى والشرع الحنيف ومصلحة الامة، التي لا يتذكرها امثال هؤلاء ابدا، لان مصلحة البلاط فوق مصلحة البلاد والعباد، عند هؤلاء.

   كما انها دليل على ان فتاوى فقهاء التكفير، سياسية وليست دينية، وان حاولوا تغليفها بغلاف الدين، وهكذا هي حال كل فتاوى التكفير التي صدرت عنهم منذ سقوط الصنم في بغداد ولحد الان، انها فتاوى سياسية الغرض منها تدمير العراق لا زال الوضع الجديد يهدد عروش طغاة.

   واستطرد نزار حيدر يقول؛

عندما غزا نظام الطاغية صدام حسين الجارة الكويت، احتاجت السلطات السعودية وقتها الى فتوى (دينية) تبرر فيها قرارها القاضي باستدعاء القوات (الصليبية) الى بلاد الجزيرة العربية، ارض الاسراء والمعراج، ارض الوحي والتنزيل، الارض المقدسة التي يعمر فيها بيت الله الحرام ومسجد الرسول الكريم (ص) فاستعانت بفقهاء البلاط ليصدروا لهم هذه الفتوى التي اعتبرت صدام كافرا يجوز لعنه ولا تقبل منه توبة، في مسعى من السلطات وفقهائها لتبرير قراراتها السياسية، ولعلها فعلت خيرا في ذلك الوقت لان الفتوى كانت سببا لاسكات الاصوات النشاز التي كانت تتعامل مع الطاغية من منطلق ديني بعد ان حاولت ايهام الناس وخداعهم، وبالتعاون مع اعلام الطاغية وقتها، وبياناته السياسية والعسكرية التي كانت تتصدرها الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث الشريفة، وتصوير الغزو البربري، على انه نزال بين الحق والباطل.

   وتمر الايام والسنين، وتحديدا (16) عاما، لتنقلب مصالح السلطات السعودية رأسا على عقب، بالرغم من ان المشهد واحد وان صاحب الشأن ذاته لم يتبدل او يتغير (الطاغية صدام حسين) فما عدا مما بدى؟.

   لماذا يعتبرونه اليوم مؤمنا انتهكت باعدامه يوم العيد حرمة الاسلام والعرب؟ الم يرفض له كبير فقهائهم توبة بالامس؟ فلماذا يعلو صوتكم بالويل والثبور لانه اعدم يوم العيد؟.

   لقد كفرت الفتوى الطاغية صدام، واعتبرته منافقا عندما يشهد الشهادتين ويتظاهر بالاسلام، حاله حال رأس المنافقين في المدينة المنورة على عهد رسول الله (ص) عبد الله بن ابي، فكيف، يا ترى، تنتهك حرمة الاسلام والمسلمين باعدام (كافرا) في يوم العيد؟ انه النفاق بعينه، اليس كذلك؟.

   أجزم، قال نزار حيدر، لو كانت عملية اعدام الطاغية لصالح الاسرة الحاكمة في السعودية، لجدد الوهابيون هذه الفتوى ولبعثوا فيها الحياة من جديد، ولكن، لأن اعدام الطاغية سيكون عبرة لهم ولامثالهم من الانظمة الشمولية الاستبدادية التكفيرية، ولذلك غيروا رأيهم واصدروا الفتاوى المغايرة تماما لما كانوا قد افتوا به من قبل.

   واضاف نزار حيدر يقول؛

   لقد فضحت هذه الفتوى فقهاء البلاط ومثقفي البترودولار، ووضعتهم في حيرة من امرهم لا يعرفون ماذا يقولون وبماذا يجيبون المتسائلين عن الحقيقة التي ضاعت في ثنايا مواقفهم المتناقضة، خاصة ممن خدع بكلامهم المعسول، وباعلامهم المضلل الذي ملأ الدنيا صراخا وعويلا ونعيقا؟.

   لقد شاءت القدرة الالهية ان تفضح كل المتباكين على الطاغية صدام، من الذين تستروا وراء (خطأ) غير مقصود في عملية الاعدام، كما ان الفتوى فضحت هذا التحالف غير المقدس بين ايتام النظام البائد والتكفيريين، الهادف الى قتل العراقيين وتدمير العملية السياسية الجديدة، فما الذي جمع بين هذين العدوين اللدودين (دينيا) على حد وصف الفتوى، غير المصلحة المشتركة الكامنة في قتل المولود الجديد الذي ينتظره العراق الجديد، وغير الحقد والكراهية على الاغلبية من العراقيين الذين بات لهم دورا مهما ومفصليا واستراتيجيا في العملية السياسية، واقصد بهم الشيعة والكرد على وجه التحديد، بعد ان ظلت السلطة السياسية تمارس ضدهم اقسى انواع التهميش والاقصاء السياسي طوال اكثر من تسعين عاما، اي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديث ولحد سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003؟.

   لقد اعتبرت الفتوى كل البعثيين كفرة لا زالوا لم يتبرؤوا من البعث، فيكف برر السلفيون تحالفهم اليوم معهم في قتال العراقيين؟ ولماذا تصر السعودية على اشراك البعثيين في العملية السياسية الجديدة، وهم الذين لم يتبرؤوا لا من (الكافر) صدام ولا من عقيدة حزب البعث الالحادية، حسب وصف الفتوى، اذا كان رأس فقهاء التكفير يعتبرهم كفرة وخارجين عن ملة الاسلام؟ ولماذا يتباكى (مثقفو) الاعلام السعودي والسلفي على الطاغية صدام، اذا كان كبيرهم قد اجاز لعنه حيا وميتا، وحجز له الدرك الاسفل من النار، كما ورد في الفتوى، عندما استشهدت بالآية القرآنية المباركة التي تتحدث عن عقاب المنافقين ومصيرهم؟.

   الا يعني كل ذلك، انهم، بمثل هذه المواقف، يريدون تدمير العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق؟ والا كيف تحول الطاغية صدام (الكافر) الذي بشرته الفتوى بالخلود في اسفل درك من النار، والذي يجوز لعنه، ولا تقبل منه توبة، الى شهيد الامتين العربية والاسلامية؟ من دون ان يغير او يتغير منه شيئا؟ تساءل نزار حيدر.

   وفي نهاية تصريحاته، تساءل نزار حيدر، قائلا؛

   ترى، لمصلحة من كل هذه الجهود التي يبذلها السنة لتحويل الطاغية صدام حسين الى رمز سني؟ هل يعقل ان يتصور السنة بان صدام حسين يشرفهم وهو الذي فعل بالعراق ما فعل، وقتل من السنة ما قتل؟.

   ملاحظة؛

   للاطلاع على نص الفتوى، يرجى زيارة الموقع التالي من خلال الضغط على الوصلة المرفقة، أو استنساخها، وشكرا.

     http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=259

   3 كانون الثاني 2007

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 5/كانون الثاني/2007 - 14 /ذي الحجة /1427