من وحي الغدير

بقلم: رفعت الواسطي

السلام عليك يادين الله القويم وصراطه المستقيم، السلام عليك أيها النبا العظيم الذي هم فيه

مختلفون وعنه يسألون.

في القرآن الكيرم نقرأ [ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله].

رحلتنا بدأت في سفر التكوين منذ ان اشهد الله تبارك وتعالى الانسان في عالم الذر أشهدهم بالربوبية الوحدانية له بلا شريك فكان التكليف عظيما الى درجة ان لايؤتمن عليه الامن توفرت فيه خصال المثالية المتفردة لهؤلاء الصفوة وأولها العصمة.

بالعصمة أصبح هؤلاء النخبة والصفوة من البشر عباد الله المخلصين الى درجة ان ابليس المتربص بالانسان أقر منذ تلك اللحظة التي خسر بها الرحمة الالهية متكبرا متجبرا، اقسم انه لن يترك هذا الانسان الخليفة والمكرم بسجود الملئكة له شكرا لله على هذا الصنيع الرباني، انه لن يترك الانسان الا ويكون قد اغواه بكل مااوتي من معارف وفنون الغواية والخديعة واستثنى من عمله هذا عباد الله المخلصين باعتبار انه لاقدرة له عليهم.

تحول الصراع بين مفهومي الخير والشر في معطيات كثيرة تمثلت بطواغيت من البشر العصاة عن امر ربهم وقد وجد ابليس ضالته فيهم ومبتغاه فهو لايقدر على تلك النخبة الذين عرفوا بالمعصومين وانما وضع ثقله للنيل منهم بتلك العصبة من الطغاة من البشر.

فكان النمرود وفرعون و أبو جهل وأبو سفيان والحكم بين هشام وغيرهم من ينوب في الصراع مع سفراء الله في خلقه، وقد تفننوا بانواع البطش والتنكيل  باتباع الانبياء والمرسلين والأئمة الهداة.

الوعد الالهي لعباده المخلصين ان يتم نعمته عليهم بالنصر كما ورد في القرآن الكريم [ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون].

تحقق الوعد ودخل المسلمون الى مكة فاتحين مرددين دعاء النصر والشكر لله على نصره لنبيه المصطفى وجنده المكرمين. النصر الالهي والتوفيق الرباني له مقدمات واولويات في المواجهة والعدة  أولها الصدق مع الله تبارك وتعالى والنية الحسنة والاخلاص في القول والعمل التي هي جزء من مكارم الاخلاق التي جاء من اجلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحددت شروط النصر [ ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم] نصرة الله في اتباعه واتباع الرسول [ ماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا] هذه السلسلة المترابطة في الواجبات والمسؤوليات لايمكن التفريط بها وتجزئتها وفق امزجة واهواء شخصية لذلك عندما أمرهم النبي الاكرم في يوم الغدير من كنت مولاه فعلي هذا مولاه كان يربط الامر بالدعاء (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

أمر جلل ومهم قام بتليغه الحبيب البشير حتى ان من اعترض عليه اجابه الرسول هو من عند الله. فمن الطبيعي أن يكون المعني بالامر هو الصراط المستقيم وهو باب عيبة الله وباب علم رسول الله وهو مع القرآن والقرآن معه صلوات الله وسلامه عليه.

منازلة الحق مع الباطل مستمرة ولم تتوقف لانها قضية مصيرية للخارج عن رحمة الله وبين من آمن بالله ربا، لايمكن ان تترك القضية الا بعد ان تسوى الامور الى من ينوب في الصراع من العلن الى السر وهكذا كان التاريخ الاسلامي حافل بالاسماء من المنافقين الذين تمردوا عن امر ربهم ووصية النبي ( اني تارك فيكم الثقلين ماان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

المنافقون لهم اتباعهم يزينون للناس اعمالهم الى خير وهي شر واضل سبيلا. لقد عشنا النفاق السياسي بكل مفرداته من خلال فرعون العصر (صدام العوجة) شعب يذبح ويستباح عرضه وترتهن مقدراته لعصبة مجرمة تراهم هم الشرفاء والاعزة الكرام لدى الغالبية العظمى من المسلمين الذين يفترض بهم ان يكونوا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولكن سوء العاقبة وفضح اكاذيبهم ونفاقهم مع الله تبارك وتعالى جعلتهم يأمروا بالمنكر وينهوا عن المعروف  فلا نستغرب حين تتباكى الضمائر الممسوخة على اعدام صدام.

آمنت بالبعث ربا، اليست هذه هي شعارات البعث؟ ومن تبعهم ممن باعوا دينهم بصدام والتاريخ ايضا يتحدث عن الذين باعوا دينهم بمعاوية ويزيد فلانستغرب هذه الاصوات ولانتعجب لانهم قد انطبق عليهم الدعاء (وعاد من عاداه).

 الم يقل لهم النبي مستنكرا حسدهم لعلي (مالكم ولعلي).؟ هذه صور من الماض والحاضر تتلاقح بين المنافقين.  وهذا صوت الحق الالهي يردد في الآفاق [ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين] نبي الرحمة كان الصادق الامين وعلي هو نفس محمد صلوات الله وسلامه عليهما.

 طوبى لكل حر غيور على دينه وامته ان يكون هو المشمول بدعاء النبي صلى الله عليه وآله (اللهم وال من والاه ). سلام عليك سيدي الامام في يومك هذا يوم الغدير.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 8/كانون الثاني/2007 - 17 /ذي الحجة /1427