تصاب بالدهشة وانت تسمع حسين الفلوجي يعترض على الخطة الامنية
الجديدة لاتها لم تعرض على مجلس النواب؟ ومثل هذا الاعتراض سمعناه من
ظافر العاني عضو ما يسمى مجلس النواب كما هو منشور.
وانتقد (رويترز) النائب عن «جبهة التوافق» حسين الفلوجي اعلان
الحكومة عن تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة من دون الرجوع الى مجلس
النواب، ووصف ذلك بأنه «مخالف للدستور». وأوضح ان «اعلان الحكومة تنفيذ
خطة امنية جديدة من دون الرجوع الى مجلس النواب والتشاور معه وأخذ
موافقته انتهاك للدستور ولطبيعة النظام السياسي الجديد في العراق».
وطالب الحكومة العراقية «بتقديم ضمانات الى مجلس النواب تؤكد وجود
معايير لاحترام حقوق الانسان التي تعرضت لكم هائل من الانتهاكات
الخطيرة في خطط الحكومة الامنية السابقة».
وحذر الفلوجي الحكومة العراقية من «التفرد في اختيار قرار يمس جميع
العراقيين من دون الرجوع الى مجلس النواب».
صورة ماساوية لبلد لم يشعر احد فيه بحجم الكارثة الانسانية وصورة
اخرى اشد كارثية حينما يتم التجهيل بصورة مكثفة وعبر وسائل الاعلام.
يريد هذا الفلوجي ان يصور لنا ان هناك مجلس نواب؟ فيه مجموعة حريصة
على امن البلد وينسى ان فيه من كان في اسطنبول يرفع عقيرته بالحرب
الطائفية وينسى ان اغلب اعضائه يتسكعون في مكة والمدينة ونسى ان اغلبهم
لم يحصل على شهادة المتوسطة وظل ينسى حتى وصل الامر به الى التجاهل
والضحك على الذقون.
لسنا بحاجة الى الحديث عن مجلس النواب وعن الخطأ التاريخي في
الانتخابات التي اوصلت هولاء الى السلطة التشريعية من دون ادنى معرفة
باصول هذه السلطة.
ولسنا بحاجة الى التذكير بان اهم وظيفة لهذا المجلس هو جمع المال
والسفر الى الخارج.
ولسنا بحاجة الى التذكير ان مجموع مئة وثلاثين عضو في قائمة
الائتلاف العراقي الموحد هم رقم على الشمال باستثناء عشرة اشخاص فقط
يديرون الان العملية السياسية بمعنى اخر ان مئة وعشرين عضو هم امعات
وببغاوات كارثية على البلد.
ودع عنك بقية القوائم؟ التي هي اسوء بكثير من قائمة الائتلاف.
عن اي مجلس يتحدثون والبلد وصل الى مفترق طرق فالعزل المناطقي
الحاصل الان وصمة عار في جبين كل العراقيين والقتل على الهوية كشف
لعوراتنا التاريخية التي طالما تبجحنا باننا احفاد سومر واكد واننا اول
من علم الناس الكتابة والحروف؟
عن اي مجلس نتحدث وانتشار ظاهرة الفساد الاداري الذي وصل الى ان
احدهم سرق مبلغ سبعة مليار دولار والاخر ثلاثة مليار دولار.
والقائمة تطول...
عن اي مجلس نتحدث والاعلام المحلي العراقي اصبح مسموما الى حد
الجيفة التحريض على القتل وتعليم فنون القتل والتظاهر بالوطنية.
وعن اي مجلس نتحدث وانت وبغداد لم تر الكهرباء منذ سقوط الفاشية
ولاتعرف النفط الابيض ولا الغاز الذي وصل سعر القنينة الواحدة 17
دولار.
عن اي مجلس يتحدثون والبطالة منتشرة في البلاد واختفاء فرص العمل
وانتشار اخلاقيات القرون الوسطى وسط مجتمع كان الى فترة قريبة من
البلدان المتحضرة وعن اي مجلس نواب يتحدثون حينما تتحدث نائبة فيه عن
حرمة التصوير للمراة اذا كان المصور رجل وهي امام ثلاثة مصورين
ويشاهدها ملايين الرجال؟
مجلس قام على اساس التجهيل الثقافي وتصعيد النعرات الطائفية هل
يجوز لنا بعد ذلك ان نحترم اعضائه.
saadkeion@hotmail.com |