تقليل التدخين قد لا يقلل من الاصابة بامراضه لكن الاقلاع يؤثر

 أظهرت دراسة جديدة أن لجوء المدخنين بشراهة الى تقليل عدد السجائر التي يدخنونها لا يقلل من تعرضهم لمركبات التبغ السامة.

ووجد الباحثون أن مجموعة من المدخنين الشرهين الذين قللوا معدل تدخينهم الى خمس سجائر في اليوم ظلوا يستنشقون مواد سامة أكثر بكثير من الاشخاص الذين كانوا مقلين في التدخين منذ فترة طويلة.

ويقول الباحثون ان المشكلة فيما يبدو هي أن المدخنين الشرهين السابقين يأخذون أنفاسا من كل سيجارة بمعدل أسرع وبعمق أكبر محاولين الحصول على كمية النيكوتين التي اعتادتها اجسامهم.

وذكر معدو الدراسة التي نشرت في دورية وباء السرطان وعلاماته والوقاية منه أن هذه العادة تعرف باسم التدخين "التعويضي" وقد تقضي على اي فوائد صحية لتقليل التدخين بدلا من الاقلاع عنه.

وقالت الدكتورة دوروثي هاتسوكامي استاذة الطب النفسي بجامعة مينيسوتا في منيابوليس "من المهم أن يعلم المدخنون أن تقليل السجائر قد لا يقلل المخاطر الصحية بالنسبة لهم بشكل كبير."

وأضافت قائلة لرويترز "أفضل طريقة لتقليل خطر الامراض هي الاقلاع عن التدخين تماما."

وبنت هاتسوكامي وزملاؤها نتائج دراستهم على المقارنة بين 64 مدخنا شرها سابقا قللوا من معدلات تدخينهم و62 من المدخنين غير الشرهين. وشارك المدخنون الشرهون في دراسات تقليل التدخين واستطاعوا الوصول الى تدخين خمس سجائر فقط يوميا في المتوسط وهي نفس مستويات المدخنين غير الشرهين.

ولقياس درجة التدخين التعويضي لدى المدخنين قام الباحثون بقياس مستويات مادة تعرف باسم (ان.ان.ايه.ال) التي تكون مؤشرا على تعرض المدخن لعنصر في التبغ مسبب للسرطان يسمى (ان.ان.كيه).

وفي المتوسط وجدت الدراسة أن مستويات مادة (ان.ان.ايه.ال) كانت لدى المدخنين الشرهين مثلي او ثلاثة امثال مستوياتها عند المدخنين غير الشرهين حتى حين دخنوا نفس عدد السجائر يوميا.

وقالت هاتسوكامي ان النتائج تتفق مع ما ورد في دراسات عن معدلات اصابة المدخنين بالامراض.

ويشير هذا البحث الى أن الاشخاص الذين يقللون معدلات التدخين بمقدار النصف لا يقللون من خطر اصابتهم بسرطان الرئة باكثر من 25 في المئة فقط وأنهم لا يقللون من احتمالات اصابتهم بالامراض الاخرى المرتبطة بالتدخين بدرجة تذكر بما في ذلك امراض القلب والامراض الرئوية الخطيرة مثل انتفاخ الرئة.

وأضافت هاتسوكامي "هذا عامل جيد في تفسير السبب في عدم انخفاض الاصابة بأمراض القلب والرئة."

لكن هذا لا يعني أن تقليل السجائر ليس له فائدة على الاطلاق. وأشارت هاتسوكامي الى أن المدخنين غير المستعدين للاقلاع على الفور يمكن أن يقللوا من السجائر التي يدخنونها يوميا كخطوة أولى.

واستطردت قائلة ان هذا يجب أن يكون جزءا من الطريق نحو الاقلاع.

لكن دراسة جديدة اخرى  تظهر ان الاشخاص الذين يتم اكتشاف اصابتهم بسرطان الرئة ربما يعتقدون انه من غير المجدي التوقف عن التدخين ولكن في حقيقة الامر فان الاقلاع عن التدخين سيكون مفيدا.

ووجد الباحثون انه من بين اكثر من 200 مريض بسرطان الرئة في مركزهم قل لدى من أقلعوا عن التدخين بعد اكتشاف اصابتهم بالمرض تضررهم منه بالمقارنة مع من استمروا في هذه العادة.

واشارت النتائج التي نشرت في دورية الصدر الطبية الى انه بشكل محدد فان "وضع الاداء"- وهو مقياس لقدرة المريض على الاهتمام بنفسه واداء مهامه في الحياة اليومية- كان أعلى بصفة عامة .

وقال معدو الدراسة ان الدراسة وجدت ان المرضى الذين اقلعوا عن التدخين لم يعيشوا بشكل ملحوظ فترة أطول من هؤلاء الذين استمروا في التدخين ولكن الفرق في نوعية الحياة يسلط الضوء على اهمية الاقلاع عن التدخين حتى بعد تطور سرطان الرئة .

وقال الدكتور سفين بصير وزملاؤه "على حد علمنا فهذه اول دراسة تظهر وجود علاقة بين التوقف عن التدخين بعد تشخيص الاصابة بالمرض ووضع الاداء."

واعتمد الباحثون في مركز ام دي اندرسون للسرطان بجامعة تكساس في هيوستون في نتائجهم على 206 رجال ونساء عولجوا في مركزهم من اصابتهم بنوع أقل شراسة من النوعين الرئيسيين لسرطان الرئة.

ومن بين هؤلاء المرضى كان 93 شخصا من المدخنين عند تشخيص اصابتهم بالسرطان واقلع نصفهم عن التدخين فيما بعد.

ووجد فريق بصير انه خلال العام التالي لم يكن هناك فرق واضح في معدلات البقاء على قيد الحياة بين المجموعتين .

ولكن المرضي الذين اقلعوا عن التدخين زاد لديهم بشكل كبير احتمال الحفاظ على مستوى ادائهم في الحياة وهو ما يعني بشكل أساسي انهم كانوا في حالة سعادة أكثر.

وقال الباحثون ان هذا الفرق شوهد بصرف النظر عن عمر المرضي وصحته العامة او مرحلة السرطان .

ولاحظوا ان استمرار التدخين قد يؤدي الى تدهو نوعية حياة مريض سرطان الرئة من خلال حرمان انسجة جسمه من الاوكسجين مما يؤدي الى تدهور النتائج المرجوة من العلاج الكيماوي والاشعاعي. وقد يؤدي ايضا الى التعجيل بفقدان الوزن الذي غالبا ما يصاحب مرض السرطان. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 25/كانون الأول  /2006 - 3 /ذي الحجة /1427