دعارة الاطفال في تايلاند سياحة وتجارة

  تحت أضواء الاعلانات في باتايا البلدة التايلاندية التي تشتهر ببيوت الدعارة يحاول أولاد وبنات صغار منهم من هو في السابعة من عمره بيع الزهور للسياح الغربيين.

وفي نهاية الامر قد يبيعون اجسادهم.

وقالت سودجاي ناكفين من منظمة (وورلد فيجن) التي تعمل في مشروع لحماية أطفال باتايا "هؤلاء الاطفال يحاولون بيع الحلوى لسياح غير مهتمين بشرائها فيلجأون لحيل جنسية مثل الامساك بالاذرع أو السيقان."

وأضافت "وفي حين يعطيهم بعض الكرماء المال يستغل اخرون حيل البيع هذه وينتهي الامر بعديد من الاطفال الذين تعرضوا للايذاء الجنسي داخل أسرهم الى بيع اجسادهم."

كانت باتايا مجرد قرية صيد صغيرة حتى بدأ الجنود الامريكيون "يسترخون" هناك في أوائل حرب فيتنام فتحولت الى جنة لمحبي ممارسة الجنس مع الاطفال يمكن ان يحدث فيها أي شيء.

وحتى هيئة السياحة في تايلاند وهي هيئة حكومية لا تشعر بالخجل من الترويج لتجارة الجنس في البلدة.

وتقول الهيئة في موقعها على الانترنت ان البلدة الساحلية التي تبعد 180 كيلومترا شرقي العاصمة بانكوك تقدم "عروضا إباحية مثيرة" و"حمامات بخار وتدليك" الى جانب ركوب الافيال والالعاب المائية والهوائية.

ويقول الموقع ان باتايا تقدم "مجموعة لا تقارن من احتمالات الاسترخاء اثناء عطلة صاخبة على الشاطيء."

ويقول عاملون في مجال الرعاية الاجتماعية ان باتايا شهدت قفزة كبيرة في اعداد السياح بسبب الجنس والاطفال الذين يعملون بالدعارة في الاعوام القليلة الماضية.

وقبل 20 عاما كانت البلدة تضم 500 حانة والان بها أكثر من 20 الفا أغلبها حانات فقيرة صغيرة بها فتيات متبرجات بشكل مغالى فيه تبلغ أعمار بعضهن 14 عاما.

ولا توجد بيانات رسمية عن أعداد اطفال الشوارع أو الذين يعملون بالدعارة في البلدة التي يقطنها 500 الف نسمة لكن منظمة لرعاية الاطفال قدرت عدد أطفال الشوارع في باتايا بنحو الفي طفل يبيعون كل شيء من الحلوى الى الجنس.

وقال سوباجون نوجا من مركز حماية وتنمية الاطفال في باتايا "اجتذبت باتايا الاطفال من مختلف ارجاء البلاد اما طواعية او باغراء من مهربي الاطفال."

وأضاف "حديث الاطفال الذين يعملون في هذا المجال عادة ما يأتي بأطفال جدد الى باتايا."

فبعض الاولاد الذين تترواح اعمارهم بين 10 و15 عاما يكسبون عشرة الاف بات (280 دولارا) في الليلة اذا مارسوا الجنس مع سائحين وهو أكثر مما يتقاضاه خريج جامعة يعمل في الحكومة التايلاندية في شهر.

ويضع بعض القوادين ألعاب الكمبيوتر في متاجرهم لاغراء الاطفال بالعمل في الدعارة. ويقول سوباجون الذي قاد حملات للشرطة على بعض بيوت الدعارة التي تستغل الاطفال ان بعض الصغار يدمنون العاب الكمبيوتر لكن سرعان ما تنفد اموالهم فيدفعون الثمن بممارسة الجنس مع السياح.

وتابع انه في كل الاوقات يكون هناك نحو 200 رجل اجنبي ينتظرون في الحانات كي يجلب لهم القوادون أطفالا والشرطة تغض الطرف.

وقال يو (17 عاما) وكان يعمل بالدعارة ويعاد تأهيله الان في دار حكومية للاولاد في بلدة رايونج المجاورة "كانوا (الزبائن) يأخذونني الى ماكدونالدز."

وأضاف "بعد أن اخذ المال انفقه على العاب الكمبيوتر."

وتسعى الان سيدة أعمال (62 عاما) تعمل في مجال الفندقة وأقامت مشروعات كبيرة في باتايا الى تنظيف البلدة السيئة السمعة.

وتقول سوبين تاباجوج التي تملك فنادق ومطاعم وحانات ومبان سكنية وساحة جولف انها تريد جعل باتايا منطقة "صديقة للاسر".

وأضافت سوبين التي ابلغت رويترز انها طلقت من زوجها بعد انتقالهما الى باتايا من شمال تايلاند "كثير من النساء لا يرغبن في أن يأتي أزواجهن الى باتايا حتى وان كان للعمل."

وتابعت سوبين التي تجتذب حاناتها الزوار بفرق الموسيقى وشاشات كبيرة تعرض الرياضة بدلا من رقص التعري "اشعر بالاسى عندما أري هؤلاء النساء يحاولن اغواء السياح الذين يسيرون على الشاطيء مع زوجاتهم. باتايا بأمكانها تقديم ما هو أفضل من ذلك."

ودفع الانحلال الاخلاقي في باتايا والبلدات المجاورة سوبين الى ان تصبح ناشطة في مجال العمل الاجتماعي وهي تجمع الاموال للاعمال الخيرية من خلال مسابقات الجولف وغيرها من المناسبات.

وعينت سوبين اثنين من المشتغلين السابقين في مجال الدعارة للعمل عندها وساهمت في تأسيس شبكة من العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية.

ويخرج النشطاء الى القرى حول باتايا يحذرون الاباء من مهربي الاطفال الذين يبحثون عن وجوه جديدة للعمل في الدعارة.

وتوجه سوبين العاملين في الاستقبال في فنادقها الى تحذير السياح الذين يحضرون اطفالا الى غرفهم من أن ممارسة الجنس مع الاطفال غير قانونية في تايلاند.

وقالت سوبين "أعلم اننا لا يمكننا منعهم من عمل ما يريدون هنا لكننا على الاقل نحاول. لن ننجح لكن اذا لم نفعل ذلك فمن غيرنا سيفعل."  

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 18/كانون الأول  /2006 - 26 /ذي القعدة /1427