خبراء يرون ان تقرير بيكر جاء متأخرا فالوضع بلغ منطقة اللاعودة

 

اعربت لجنة مكونة من ثلاثة خبراء في شؤون العراق عن رؤية سوداوية لمستقبل الوضع في العراق حيث اشار اثنان منهم الى ان العراق تعدى المرحلة التي يمكننامن خلال تطبيق كل بنود تقرير لجنة دراسة الوضع في العراق ال 79 منع الحرب الأهلية التي يمكن ان تمتد لتتحول الى صراع اقليمي.

وقامت اللجنة بدراسة التقرير الذي صدر هذا الاسبوع وأشار الى أن "جميع الخيارات لم تستنفد بعد" لانقاذ العراق مؤكدا ضرورة اشراك سوريا وايران في الجهود الرامية لايجاد حل للازمة القائمة دون ان يضع جدولا زمنيا واضحا لانسحاب القوات الأمريكية من العراق.

وقال مدير قسم الأبحاث والدراسات في (مركز سبان لسياسات الشرق الاوسط) في معهد بروكينغ بواشنطن كينيث بولاك "انه وحتى لو تم تطبيق كل بنود التقرير بالكامل فما يزال يعد رهانا باحتمالات نجاح ضئيلة" مضيفا "ان العراق بلغت مرحلة اللاعودة".

من جهته ايد الباحث في دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكينغ بواشنطن المتخصص في الاستراتيجية الدفاعية الامريكية مايكل اوهانلون وجهة نظر بولاك اذا كان تقرير اللجنة هي الخطة الرئيسية (الخطة - أ) فلابد من البدء بتنفيذ (الخطة - ب) التي رأى انها تقوم على تقسيم العراق وتقاسم حكام المحافظات العائدات النفطية.

واضاف لابد من انشاء قوات شرطة عراقية يمكن الاعتماد عليها تتولى خلالها حراسة المناطق التي ينتمون اليها طائفيا مشيرا الى ان عام 2007 ستكون الفرصة الاخيرة للولايات المتحدة لاقامة العراق الذي ترغب ببنائه داعيا بلاده الى مغادرة العراق في حال عدم وجود خطة جيدة.

واشار الى انه بالرغم من عدم رغبة الولايات المتحدة والمسؤولين العراقيين بتقسيم العراق الا "انها في الواقع تقسم امام اعيننا" مضيفا ان حوالي 100 الف عراقي يفرون من بلادهم شهريا ومعدل الخوف في الاحياء العراقية فاق ما كان عليه منذ عشرة اعوام او حتى منذ ثلاث سنوات.

وحذر من قيام ميليشيات طائفية بقتل اشخاص من الطوائف الاخرى المقيمين في مناطق نفوذ طائفة هذه الميليشيات ماقد يؤدي الى عمليات تطهير عرقي. - على صعيد متصل قال باحث في (مركز سبان لسياسات الشرق الاوسط) في معهد بروكينغ بواشنطن بروس ريدل الذي عمل مديرا لمجلس الأمن القومي الملحق في البيت الأبيض خلال ولاية اخر ثلاثة رؤساء امريكيين "ان توصيات رئيسية عدة اشتمل عليها التقرير ذات قيمة كبيرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.

واضاف انه ما لم تتمكن الحكومة العراقية من تحقيق حل سياسي يشمل تحقيق الوفاق الوطني الذي يعد من الاهداف التي اشار اليها التقرير فلابد من ان تنفذ الولايات المتحدة الامريكية (الخطة - ب).

ووصف ريدل تقرير لجنة دراسة الوضع في العراق بانه "قراءة متجهة" و"فاتورة مرة" على الرئيس الامريكي جورج بوش ان يبتلعها.

واعتبر التقرير الذي استغرق اعداده ثمانية اشهر على يد لجنة دراسة الاوضاع في العراق المكونة من عشرة اعضاء الذي يطلق عليه ايضا تقرير (بيكر - هاميلتون) "كعلاج بالصدمة للرئيس الامريكي".

واضاف ان التقرير يعد "اتهاما بالادانة للسياسات التي اتبعتها الادارة الامريكية في العراق وفي اقليم الشرق الاوسط" مشيرا الى ان بلاده لم تنجح في تدريب قوات الامن العراقية خلال الثلاث سنوات الماضية.

واوضح ان التقرير يعد تقييما واقعيا وضعه اشخاص جادون بالاضافة الى انه تقرير شامل لدرجة انه يرى مشاكل العراق في ضوء مكانتها الاقليمية مشيرا الى وجود علاقة بين المشاكل التي يعانيها العراق والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وحذر من انه مالم يتم احتواء الوضع في العراق فسيؤدي ذلك الى حرب اقليمية مشيرا الى ان وزير الدفاع الامريكي الجديد روبرت غيتس الذي تسلم مهام عمله خلفا لدونالد رامسفلد قال ذلك امام الكونغرس الامريكي هذا الاسبوع.

واشار ريدل الذي تقاعد هذا العام من منصبه بعد ان عمل اكثر من 30 عاما في الاستخبارات الامريكية المركزية كما عمل في الشرق الاوسط واوروبا الى ان منظمة القاعدة التي لم يكن لها وجود في العراق قبل ربيع 2003 انتشرت بشكل كبير في محافظة الانبار.

واضاف انه في حال فشلت مهمة الولايات المتحدة في العراق فان المستفيد الاكبر من ذلك هو منظمة القاعدة.

وقال ان احدى التوصيات التي نص عليها التقرير و جاءت متأخرة كثيرا هي الاعلان عن عدم رغبة الولايات المتحدة الامريكية بأي قواعد عسكرية دائمة في العراق وليس لديها اطماع بالنفط العراقي.

واعرب عن تشاؤمه من نجاح الولايات المتحدة في العراق داعيا الى تبني الحكومة العراقية سياسة المصالحة الوطنية مشيرا الى ان مجموعات اثنية من طوائف مختلفة لا تدين بولاء كبير للحكومة المركزية وترغب بتدعيم مجموعاتها الاثنية والميليشيات التابعة لها.

- ووصف دعوة لجنة بيكر - هاميلتون الى اقامة مجموعة مساندة اقليمية للعراق ب"الفكرة الحكيمة الا انها جاءت متأخرة عدة اعوام" كما ان ايران لن تساعد الولايات المتحدة في تحقيق اهدافها في العراق.

واتفق ريدل مع باقي الخبراء في اللجنة على ان تحقيق تقدم في حل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين ذو اهمية جوهرية لتحقيق تقدم في العراق مشيرا الى ان سوريا رحبت بتقرير (بيكر - هاميلتون) فيما لم تتحمس اسرائيل له حيث لن تحصل على فوائد تذكر عندما يحقق التقرير اهدافه.

ومن جهة اخرى حذر من مخاطر اعتبار الوضع في افغانستان ميؤوسا منه كما الحال في العراق بالقول اننا بحاجة للنجاح في تلك البلد داعيا الى اسهام قوات حلف شمال الاطلسي في المزيد من المهام هناك.

من ناحية اخرى قال بولاك ان الولايات المتحدة "خلقت فراغا أمنيا ودولة فاشلة " في العراق في عام 2003 مضيفا ان مفتاح الحل هو نشر الامن في البلاد لتتمكن المنظمات غير الحكومية والحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني من اعادة بناء العراق التي ستستغرق وقتا طويلا.

وحذر من انه مالم يتم تحقيق الامن في الشوارع والاخذ به كأولوية فانه لا يمكن تحقيق اي شيء جيد في العراق مضيفا ان تدريب الجيش العراقي على يد الجيش الامريكي سيستغرق عدة سنوات مشيرا الى ان انسحاب الجيش الامريكي سيتسبب في انهيار الجيش العراقي.

وكرر ما قاله ريدل حول خطورة الوضع في العراق الذي يمكن ان يتسبب في اشتعال حرب اقليمة تمتد الى الدول الخليج العربي المجاورة للعراق كما قد يتحول فرار اللاجئين العراقيين من بلادهم الى مشكلة كبيرة.

على صعيد اخر ابدى اوهانلون استحسانه للمقطع الذي يوصي فيه التقرير بفرض شروط على الحكومة العراقية تدفع خلالها العراقيين الى ايجاد حل سياسي الا انه تساءل عن كيفية تحقيق ذلك سواء كان ذلك على المدى القريب او البعيد.

يذكر ان لجنة دراسة الاوضاع في العراق التي يترأسها وزير الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر والرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي لي هاملتون وتعتبر لجنة مستقلة عن الادارة الأميركية شكلت في 15 مارس 2006.

وكانت اللجنة التقت نحو 170 شخصية من بينها الرئيس بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعدد من القادة العراقيين وسفراء ومسؤولون بارزون في دول مجاورة للعراق بهدف تقييم الوضع فيه والعمل على صياغة تقرير يقدم توصيات لحل الأزمة هناك.

جوردن سميث، السناتور الجمهوري الذي كان من أشد الموالين لبوش والداعمين له في قراره بخوض الحرب في العراق، يغير رأيه الآن فجأة ويصف السياسة الأمريكية في العراق بأنها "عبثية" وحتى "يمكن أن تكون إجرامية".

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء12  /كانون الأول  /2006 -20 /ذي القعدة /1427